قـريب الكــل منـي و لا آبـغـي إلا قـربـه ~
في شتاء 2008 قررت أول زيارة لي إلى دمشق .
كانت زيارة فرضية عائلية ولم تكن زيارة إستمتآعية
والدي رحمة الله عليه توفي في أوآخر 2007
فراقه غرس بداخلي الكثير من الألم والتعب والأنكسآر
فأصعب شيئ في الحياة أن تفقد من يسندك ويقوي من عزيمتك
كنت دائما أنظر لتلك الصورة المعلقة في جدار المنزل
وأقول في نفسي أين أنا منك الآن يا أبي
أتعلم لأي درجة أفتقدك ولدك الوحيد ؟
لدرجة أنني كرهت كل شيئ بعدك
أنظر لأصحابك
وأرى ملامحك وتقاسيم وجهك في وجوههم
أجد الحلاوة والطلاوة والأطمئنان
لأنني مازلت أراك في عيونهم
مازلت أحضر كل مناسبة بدلا عنك
وكأنني أقول لاتخف يا أبتاه فأنني غدوت الآن أنت
إن الحياة بعد موتك يا أبي مريرة
لأنها كانت بك وحدك تعذبُ
حتى التجاعيد اللتي رسمت على وجهك
كانت قصة تحكي الكثير من الشقاء
ها أنا أقف اليوم وبت جزئا لايتجزء منها
وتكملتها هناك في دمشق
فقد خلفت لي مهمة صعبة للغاية زوجتك وأبنتيها
لا أعلم كيف سآتي بهم إلى أراضي مملكتنا
وهل سيقبلون ويتقبلون العودة معي
أم سيكتفون بتقسيم الورثة
حقا يا أبي لا أعلم
رأيت تقاسيم وجوههم
ولكن من خلال صور لأوراق رسمية ليس إلا
وأمآه ماذا عنها ..؟
وماذا سيكون موقفها بوصول زوجتك الثانية ..؟
أفكار كثيرة تدور في رأسي
ولم يقطعها سوى هاتفي النقال
ألقيت نظرة خاطفة فقط لأعرف من المتصل .. !
وقد كآن
[ المحامي نآصر يتصل بك ]
أخذت الهاتف النقال وقمت بالضغط على ذاك الزر
اللذي ينبئ بردي على تلك المكالمة
: أهلا بك ياناصر
: أهلا وسهلا بك كيف حالك ياتركي ؟
: أنني بخير ولله الحمد كيف حالك أنت ؟
: أنني بخير ! غدا سيكون أقلاعنا لدمشق هل أنت مستعد
: نعم أنني مستعد مع أن مخاوفي كبيرة ..
: لم ياتركي ..؟
: لا أعلم ولكن أخواتي وخالتي شيئ مبهم
: المهم والأهم الآن والدتك كيف حالها
وهل هي متقبله أن تأتي بخالتك أي زوجة أبيك .؟
: أعتقد ذالك فهي تعلم مسبقا بزواج أبي
: أذن المسئلة باتت أهون بكثير
: لعل وعسى ياناصر !
: أنا معك لاتخف هيا فلتنم وغدا صباحا موعدنا في المطار
: حسننا إلى اللقاء
: إلى اللقاء
أغلقت هاتفي وبعدها ضبطت الساعة
على الساعة الخامسة
لأداء صلاة الفجر ومن ثم الأستعداد للأنطلاق
تركت هاتفي قرب وسادتي
ومن ثم خرجت من غرفتي وتوجهت مباشرة لغرفة أمي
طرقت الباب بهدوء شديد
ولم أدخل إلا عندما سمعت صوتها اللطيف جدا
وهي تطلب مني الدخول
قمت بالدخول ووجدتها مستلقية على فراشها وكأنها تتأهب للنوم
قبلت يدها ومن ثم قبلت رأسها
وتركت يدها تقبع بين يداي
ووجهت عيني لها وقلت
أماه أعطيتني قلبا وحبا وعطفا
حملتني وهنا على وهن
أرضعتني الأيمان والحلم والصفاء
في كل رضعة جرعتني إياها
أحتويتني منذ أن كنت طفلا وها أنا لا أشعر بالأمان
إلا بعدما تحتويني يمناك هذة
ربما أصبحت أكثر طولا وعرضا منك
بت رجلا قاسيا في نظر الكثير
ولكن في الحقيقة أنا طفلا يفيض حنانا من حنانك
ياويح قلبي إن رأيت مدمعك على خديك
إن كنت أعيش اليوم بنعمة ومال وفير
فهو بفضل دعواتك المباركة لي
أنني سأبعد غدا وأخبريني
في بعدِ عنكِ كيف سأراك ..؟
كيف سأحظى بحبك وحنانك ولمساتك ودعواتك ..؟
أخبريني يا أماه ..؟
نظرت إلي بصمت بعدما بانت مآثر الدمعات
وأحسست بغصتها
لا أعلم ماسر تلك الغصة هل هو فرآقي فقط ؟
أم أن وصول الزوجة الثانية أيضا له دور ..!
قبلت رأسها وجبينها
وبعدها رأيت كلماتها
أسئل الله أن يوفقك يابني
أرجوك حاول أن تأتي بأسرع وقت
فأنا لم أعد أتحمل غيابك بعد غياب أبآك
أبتسمت لها أبتسامة الرضا وشددت على يدها
اللتي مازالت بين يدآي
ونهضت من سريرها وبدأت أهم بالخروج
وقبل أن أخرج أوصتني بتلك الوصايا المعتآدة
أنتبه لأكلك وشربك ونومك
وحاول أني تغطي نفسك جيدا
فأنا لن آتي لأقوم بتعديل غطائك
وأرتدي ملابس ثقيلة
فربما يكون البرد قارسا أكثر من هنا
أبتسمت لها وهززت برأسي وقلت
: أماه لقد حفظت هذا الدرس جيدا والله
منذ أن كنت أدرس بالخارج لم أنسى هذة الوصايا !
حملت قلبي من بين أضلعها ومضيت
كنت أود أن أحتضنها جيدا لأشبع أنفي من رائحتها
ولكن لا أود منها أن تبكي
مع أنني أعلم جيدا أنها ستبكي منذ خروجي من دارها
ولكن على الأقل لا أرى دمعاتها
و لاترى دمعاتي..
لا أعلم مالسر من محاولاتي الدائمه لأخفاء تلك الدموع
وكأنها عيبا لو رآها أحداهم
حتى عندما دفنت أبي لم تنزل مني دمعة واحدة
أمام المعزين ولا حتى عندما ضمتني أمي وكانت تغرق بدموعها
ولكن ما أن أختليت بنفسي إلا وأذرفت دمعات ودمعات
خرجت من غرفة أمي وأغلقت ذاك الباب الخشبي بكل هدوء
وتوجهت لغرفتي بعدما قمت بالنزول إلى الدور السفلي
أطمئنيت على وجود السائق
ومن ثم أغلقت تلك الأنوار اللتي تركتها أمي وخادمتها بعدها
وتوجهت مباشرة إلى غرفتي ..
أطفئت الأنوار
وألقيت نظرة إلى جوالي لأتأكد من المنبة
فوجدت مكالمة لم يرد عليها
قمت بفتح الجوال فقد ظننتة المحامي ناصر
ومؤكد أنة يود أن يخبرني بأمر طارئ
ولكن لم يكن ناصر بل كآن حامد ..!
أغلقت هاتفي
وعدت إلى سريري وحاولت النوم مباشرة
إلى أنني كنت في صراع مستمر معه
هل كان الخوف من ردة فعل أخواتي وخالتي هو السبب
ربما ولكن أنا خائف جدا وهذا مايزيد من قلقي وتوتري
ويبعد عن عيني نومي حاولت أن أنام باللتي واللتي
وبالفعل بعد عدة رفسات وتقلبات أستطعت النوم
حتى وإن كانت لبضع ساعات
صحوت ومنبهي ينذر بأن الساعة الخامسة قد حانت
قمت بسرعة وأخذت حماما ساخننا وتوضأت
وخرجت مباشرة وشعري مازال مبللا
وقد لففت منشفتي على خصري بشكل سريع
إلا وسمعت عدة طرقات من الواضح أنها أمي
فتحت الباب ونسيت أنني لتوي لم أرتدي ملابسي
قبلت رأسها وشاهدت نظرات الأستحياء منها
وأردفت قائلة هيا بسرعة يابني الصلاة
أغلقت الباب مباشرة وشعرت أنني حقا لا أختشي
فكيف أخرج لأمي بهذا الشكل ؟
أرتديت ملابسي بسرعة وأرتديت ذاك الجنز الأزرق وبلوزة زرقاء
ومن ثم أخذت الجاكيت البني وأرتديتة
أستعدادا للسفر إلى دمشق
قمت بالصلاة ومن ثم أرتديت تلك الجوارب والحذاء البني
ولم أنسى وضع تلك العطورات
ومن ثم حملت تلك الحقيبة الصغيرة الدبلوماسية السوداء
اللتي بها كل الأوراق المهمة اللتي سأحتجاها
كبعض الأثباتات والوصية لأبي
وتقسيم الورثة ..
وأخذت حقيبتي اللتي أهبتها لي أمي والملابس اللتي سأحتجاها .
لم أكلف نفسي حتى بالنظر لمحتواها
ربما ليقيني بأن أمي تعرف جيدا ما أريد
نزلت مباشرة للطابق السفلي ووجدت أمي مع الخادمة
وتقوم بتجهيز تلك الفطائر الساخنة اللتي تحتوي على الجبنة المالحة
ويتخللها بعض الزعيترات لتكسبها طعما ولا في الخيال
جلست على تلك الطاولة وأنا أنتظر
أتت ريتا بالشاي ووضعته أمامي
ومن ثم أنصرفت بسرعة ليس رغبة في الأنصراف بسرعة
لا فلولا وجود أمي لحاولت المكوث والمبادرة بالكلام
ولكن وجود أمي يزعزعها فهي تعلم جيدا أن أمي ستوبخها
إن تحدثت أمامها
أتت أمي وتلك الفطائر بيدها
وما أن وصلت إلا وقمت من مكاني وأخذت أقرب واحدة لي
وأكلتها بسرعة وشربت الشاي على عجل مما أحرق لساني
ولكن يجب أن أنصرف بسرعة
مع أن الأقلاع بدلا من أن يكون في السابعة
سيتحول بقدرة قادر إلى التاسعة
وذالك لظروف خارجة عن الأرادة
هكذا هو طيراننا ولن تتبدل الأعذار
فهي صالحة لكل الأزمان فمنذ سنوات وهم لايملكون سواها
نهضت من مكاني بسرعة وقبلت رأس أمي وحملت الحقائب
وتوجهت مباشرة للباب الخارجي وأمي كانت تركض خلفي
وضعت الحقائب وعدت لألقي التحية لأمي
قبلت رأسها وأوصيتها على نفسها
وهممت بالذهاب
ولكن تفقدت جوالي ولم أجدة
نظرت إلي أمي بأبتسامة وقالت
: كالعادة ياتركي ماتترك هالأهمال أبد خذ هذا جوالك
أخذته من يدها بعدما قبلتها
وعدت مرة أخرى لأوصيها على نفسها
ومن ثم ركبت سيارتي وتوجهت مباشرة إلى ناصر
وما أن توقفت عند بابهم الحديدي الأزرق
إلا وخرج وهو يحمل أوراق في يده
وحقيبة سودآء في يدة الأخرى وضع حقيبتة في المرتبة الخلفية
وركب بسرعة وألقى التحية وطلب مني سرعة التوجه إلى المطار
وبضحكة مني قلت
: يارجال ماتعرف مطارتنا وتأخيرهم يعني ؟
ولم يلقي لي أي أهتمام وعاد منكبا لتلك الأوراق
وصلنا للمطار كنت أحاول أن أختلق الأحاديث
فقط لأبعد القلق والتوتر اللذي بداخلي
ولم أسكن إلا عندما أعلنوا للتوجة للبوابة رقم 231 للأستعداد للأقلاع
توجهنا مباشرة وناصر مازال يحمل تلك الأوراق وأنا أحمل حقيبتي الصغيرة
وحقائبنا البقية أصبحت في الطائرة الآن
وصلت دمشق الواحدة مساء وكان برفقتي ناصر (المحامي)
والمسؤل الأول على الوصية والورث
كنا بإنتظار سيارة تصحبنا لفندق الفورسيزون
ووصلت بعد تأخر حدث للطائرة
وتلك السيارة اللتي صحبتنا للفندق
كنت متوتر جداً .
قلق وكل تركيزي هو ان أنام فأنا ليلة البارحة لم أنم
وتعب التفكير والأرهاق والقلق أنهكني
وسيكون موعدي مع أخوتي غدا
في تمام التاسعة صباحا
وصلنا الفندق المقصود
أخذت مفتاح غرفتي وأخذ ناصر مفتاح غرفته
وتوجهنا نحن الأثنين إلى ذاك المصعد الحديدي وركبناه
قاصدين الدور الرابع
وما أن فتح المصعد ذراعية
إلى وشاهدت ملاكا
وكأني لم أرى قبليها من النساء قـط
لم أدقق في ملامحها فقط شعرت بدقات قلبي تتسارع
حتى خشيت أن يهتز الجاكيت البني الذي كنت أرتديه
أتجهت إليها وكان عقلي في حالة خدر تآم
وناصر أبتسم وغمز لي ومن ثم أتجه لغرفته ولم يعلق ابداً
كانت تجلس في جلسات الفندق اللتي تقبع قرب كل غرفة
وقد رفعت أحدى قدميها بكل أنوثة على الطاولة الصغير في تلك الجلسة
كانت جلستها أنثوية ومغرية
وحين أقتربت أرتبكت بشكل واضح
ولكنها أدعت أنها لم تكترث لوجودي
كانت المسافة لاتتعدى الثلاثين سانتي
واقتربت لأذنها الخالية من سماعة الهاتف وهمست
(عيب يا بابا ترفعين رِجلك بهالطريقة )
وقبل أن أنتهي من آخر حرف نزلت قدمها برعب
وأقفلت الهاتف وكانت تستعد لسحب شنطتها للنهوض
قلت لها (معك تركي بن سعود)
رفعت رأسها بإستغراب ومزيد من الثقة وقالت
وأنا (ديما بنت عبدالله)
وكأن أسلوبها عنادياً ورد على طريقتي بالتعريف بنفسي !
أعطتني ظهرها متجهة للممر
وكأنها تأخذ مني قلبي وعقلي وكل ذرة داخلي
لا أعلم أين عقلي ! هل كان بين أوراق ناصر
أم داخل حقيبة ديما الفاتنة
ناديت بصوت مرتفع ديمـا ديـــما
أدارت برأسها وكأنها سعيدة بندائي
لا أنا متأكد أنها فرحت أشد الفرح به !
أشاحت بوجهها وكأنها تقول ماذا هناك
قمت بالسؤال مباشرة
: ديما سعودية ..؟
: لا قصيمية
وأدارت بظهرها وتوجهت مباشرة إلى غرفتها
تبعتها وأخذت رقم غرفتها
ومن ثم توجهت لغرفتي فتحت ذاك الباب ورميت بحقائبي
وألقيت بنفسي على ذاك السرير وبت أفكر بديما القصيمية
أحساسي لايمكن وصفة
فأنا أشعر أن قلبي يكاد يقفز من مكآنة
أخذت هاتفي النقال وقمت بتشغيلة
فأنا منذ أن ركبت الطائرة وهو مقفل وخارج التغطية
وما أن قمت بفتحة إلا ووصلتني رسائل ترحيبية
ومن ثم رسائل من حامد
بت أتسائل هل أهاتف حامد الآن
لا لا فأنا لست متفرغ له
فأنا الآن عقلي وقلبي وجوارحي كلها معلقة
قمت بالدخول لأخذ دوش
ومن ثم قمت بفتح حقيبتي وأخذ بجامتي
أرتديتها وعدت أفكر
توجهت مباشرة إلى هاتف الفندق وقمت بالأتصال
على الأستقبال وطلبت منهم تحويلي لرقم غرفتها
وبالفعل موظف الأستقبال حولني مباشرة
الهاتف يدق ولكنها لاتجيب
أتصلت على ناصر وطلبت منه النزول لتناول الغداء
فقال لي أن أنتظر خمس دقائق
قمت بتبديل بجامتي ولبس بدلتي
وبعدما أصبحت جاهزا توجهت لغرفة ناصر
طرقت علية الباب ومباشرة خرج لي
ماشاء الله ناصر من النوع الدقيق جدا في مواعيدة كلها
فخمس دقائق يعني خمسة دقائق لاتزيد ولاتنقص
كنت أتضور جوعا فأكل الطائرة لم يعجبني أبدا
طلبت المقبلات بينما ناصر أكتفى بأحتساء الشاي
وبنظرة خاطفة مني
وجدت ديما أيضا تتناول غداءها
وقد قامت بتعليق سامعة الهاتف الجوال للتكلم وهي تأكل
أعتذرت من ناصر وتوجهت مباشرة إليها
ونظرت إليها وقد رفعت أحدى حاجباي وبأبتسامة ساخرة
وما أن رأتني إلا وأغلقت جوالها ورفعت حاجبيها الأثنين
بعدما قلت لها
: مامليتي من كثر الحكي أو نسيت أنك بنت يعني ماتملين أبد؟
:لا
: واضح أنك عنيدة
: وواضح أنك أعند
قمت بسحب ذاك الكرسي حتى من دون أن تأذن لي
وجلست وقمت بأسناد ظهري بكل أريحية
ومن ثم وجهت نظري إليها وبدت أتعمق أكثر بها
نظرت إلي بغضب شديد
وقامت بالتلفت يمنتا ويسرا وكأن هناك من تخشى وصولة
ترى من هو ذاك اللذي خافت منه ..؟
كانت خائفة متلعثمة مترددة
وهي تطلب مني سرعة الذهاب
أستغليت الموقف لصالحي وقلت لها
: لاتخافين بقوم لكن بشرط
: وفي مجال تتشرط بعد خلصني قوووم
: منيب قايم إلا لمن تعطيني رقمك
: نعم ؟
: نعم الله عليك ياقمر
: خلصني خذ هالرقم
: يلا
: هذا رقمي يلا قوم
: لا من يقول أخاف عاطيتني رقم خدامتكم وتقولين رقمي
حركات بنات أعرفها أصبري أدق وأتأكد
: ياليل الهم خلصني قوم
:أصبري هذا هو يدق
وبعدما تأكدت من أن الرقم اللذي أعطتني إياه صحيح
قمت من مكآني بسرعة وتوجهت لطاولة ناصر
وأنا أفكر كان من الواضح أنها تود أعطائي إياه
وإلا لم أعطتني إياه بكل يسر وسهولة
وكان بأمكانها أن ترفض
أن تترك مكانها
أوتتركني جالسا على تلك الطاولة لوحدي
وتقوم هي بتغير طاولتها
بما أنها خائفة كل ذاك الخوف
ولكن من الواضح أنها أيضا كانت تريد
وصلت إلى طاولتنا
وناصر كان يقلب جوالة بصمت وحيرة وقلق
نظرت إلية وكأنني أود معرفة سبب نفسيته السيئة
: ناصر بسم الله عليك وش جاك
: أبد ولا شيئ أكلم أهلي ومايردون
: أمك وأبوك يعني ؟
: لا هين أمي وأبوي كلمتهم وتطمنت على حالهم
: أجل من تقصد ؟
: أهلي أهلي
: أييي تقصد زوجتك يعني طيب قل زوجتي وفكنا حركات سعوديين
: إي زوجتي ياتركي من نزلت من الطيارة وأنا أدق عليها وماترد
: أسحب عليها
: وش أسحب عليها ليكون تفكرها خويه تراها زوجتي علامك ؟
: إي صح نسيت كنت بقول اللي خلقها خلق غيرها بس زين ماتهورت
: طيب صار بينكم شيئ أمس ؟
: وش تقصد يعني ؟
: لاتخاف ماقصد اللي جا ببالك أقصد زعلتها بشيئ ضايقتها بشيئ
: لا لا أبد
: حاس أنك مخبي بلوة
بس كيفك متى مابغيت تجي وتكب عشاك أنا جاهز
: ماتقصر
: حياك الله كل يوم تعال ..
بنظرة سريعة ألقيت ناظري على ديما
ولكن هذة المرة كآنت تتناول الحلى
قمت بأخذ جوالي وأتصلت على أمي
لأمئن عليها
: هلا يمة هلا والله وغلا ومرحبا
:هلا بك ياوليدي حمدالله على سلامتك
: الله يسلمك يمة شاخبارك ؟
: الحمدلله بخير ماسئل إلا عنك
: حبيت أقول لك أننا وصلنا وبكرا موعدي مع خواتي وخالتي
يمه دعواتك تكفين
: الله يوفقك ويسهل لك دربك
: آمين آمين كأنه عندك أحد ..؟
: إي خالتك حصة وبناتها
: سلمي عليهم يلا أمنتك الله يا ست الحبايب
: الله يسلمك والله
قمت من طاولتي مع ناصر
وجلست لأقرب طاولة مقابلة لديما
وبدأت أنظر لها وأبتسم
وبحركة سريعة أخذت جوالها
وقمت بتقليبة وتحريك أزاريرة قلت في نفسي ألا تمل من الجوال هذه..؟
وماهي إلا ثواني معدودة
إلا وجوالي ينبئ بوصول رسالة جديدة نصها
[ خير يالأخو مضيع شيئ بوجهي ..؟ دريت أنك معجب بس عاد خلاص ]
ومن دون شعور مني أطلقت ضحكة قوية
أشعر أنه أهتز لها المطعم بأكمله
وبات الناس ينظرون إلي بتعجب
قمت بالرد على رسالتها وقلت
[ ديمو تتوقعين كل من ناظر بوجهك معجب فيك..؟]
لم أنتبه إلا وناصر يضربني على كتفي بقوة ويقول
من الواضح أنك زدت العيار قليلا
: ناصر بالله راقب خشتها وش بيصير فيها هاللحين
: تركي خلاص كافي قم ننام خلاص حنا تعبنا
: طيب وأنا ماسكك لا إلا ماسكك
: لا منت ماسكني بس يلا قوم مشينا
: خلاص أنا شوي وقايم أسبقني
تركني ناصر وتوجه إلى غرفته مباشرة
ناصر يحب زوجته بكل ما أوتي من قوة
فهي من صنعت حبها بقلبه
فقد كانت طائعة هادئة لاتحب العيش إلا بسلام
أحبت ناصر وأحبت أهل ناصر
ليس لأنها تعيش في ذات المنزل
لا ولكنها كانت تقول دائما من أجل عين تكرم مدينة
مع أن أم ناصر لم تكن طيبة معها أو محبة لها
فهي جعلت منها خادمة تأمرها
ولا سبيللنورة إلا أن تطيعها
تطبخ لها الغداء والعشاء
وتشرف بنفسها على أدويتها
وما أن يأتي بناتها إلا ودخلت ذاك المطبخ
لتصنع لهم تلك الفطائر والحلويات
وتجعلهم يجلسون لوحدهم
مع أنها تعلم وتيقن أنهم لن يتحدثون إلا بالسوء عنها
ولكنها تحب ناصر وتحاول أن ترضيه دائما
مع كثر النزاعات والمناوشات
مع أم ناصر إلا أنها لاتتفوه بكلمة أبدا
هذة المرة الأمر زاد عن حده كثيرا
فأم ناصر لم تتطاول هذه المرة فقط على نورة
لا بل تطاولت على أهل نورة
عندما قامت بشتمها وشتم من قم بتربيتها
فقط لأنها أوقعت ذاك الصحن الزجاجي وتهشم من يدها
دون قصد منها
ولكن أم ناصر تقسم
أن نورة كانت متقصدة بكسر هذا الصحن
لأنها تعلم جيدا مدى أحتياج أم ناصر له
نورة لأول مرة تتخذ موقف
فلطالما صبرت وتحملت
ولكن يصل الأمر لأهلها لا وألف لا
قامت بحمل نفسها المكسورة
وأتصلت على أخيها ليوصلها إلى بيت أهلها
حضر أخيها ومنذ أن ركبت
سئلها
: في شيئ يانورة
: لا أبد مافي شيئ ..
: وين ناصر ؟
: مسافر في مهمة عمل وأنا أبي أجي بيتنا
: غريبة أنتي كل مرة يسافر زوجك مهمة عمل ماتطلعين إلا إذا وصل
:إي بس هالمرة هو أذن لي
: كيف يعني في أحد مضايقك بكلمة ؟
: لا والله بالعكس ماسمع منهم إلا كل خير
: لاقولي قولي أصلا أم زوجك بس خشتها تقوم أحذر أمامك أنفجارات
قولي قولي مسوين لك شيئ ؟ والله إن أمسح فيهم الأرض
: زياد تكفى منيب ناقصه هياطك
: هذا موب هياط يالرضيعة هذا دفاع عنك
: ماتقصر لو أحتجتك من بد أخواني كلهم ما أجي لمك أكيد
: أنتي الخسرانة صدقيني
: لا بس أترك عبدالله وعبدالرحمن العقل والثقل وأجي لك أنت
منيب صاحية ساعتها أكيد
: الشرهه موب عليك وين بس سي دي مايكل جاكسون
قام بتشغيل ذاك السي دي ولم يكن يسمعه هو ونورة فقط
لا بل كل الأحياء اللتي قام بالمرور من عندها
نورة تعبت من نصحة وقولها له بأنه يجب عليه
أحترام الذوق العام
وأحترام حتى الشارع اللذي يمر به
ولكن لاحياة لمن تنادي
أنه مراهق
هذة هي الشماعة اللتي نعلق عليها كل الأخطاء
وصلوا أخيرا
وعادت نورة إلى ملاذهما
ذاك الملاذ اللذي أحتواها أكثر من عشرون عاما
دخلت مباشرة ووجدت أمها وأباها
قبلت رأسيهما ومن ثم خلعت تلك العبائة
وذهبت تتفقد غرفتها
تلك الغرفة اللتي تشعر أنها الذكرى الأجمل
اللتي كلما نظرت إليها بكت
ما أجمل الأيام اللتي عشتها فيك ياغرفتي
كانت أهنئ الأيام
ترى هل لأن أيامي كانت جميعها هانئة
أراد الله أن يذوقني المر قليلا
نزلت مباشرة وأكتشفت أن عبدالله وعبدالرحمن أنضموا
للجلسة أمها وأباها
عبدالرحمن : هلا والله وغلا أختي نورة عندنا ياهلا ياهلا ؟
عبدالله : وأنا أقول وش في البيت مظلم أقصد منوور
عبدالرحمن : لا لا ياعبيد مالك حق كل هالكئابة اللي حلت وتقول مظلم
عبدالله : أي غلطت ومنها العذر
عبدالرحمن : يقول لك ياعبدالله الخدامات زادت رواتبهم
عبدالله : قل قآآآ
عبدالرحمن : إي والله
عبدالله : طيب ليه ووش الحكمة
عبدالرحمن : لأنو فتحوا باب الأستقدام من السعودية
نظرت نورة إلى نفسها حينها وكأنها فهمت مغزاهم جيدا
بالفعل ترتدي ملابس لاتليق إلى بأمرأة تجاوزت الخمسين
وشعرها منكوش
ويديها قد أصابها الجفاف لكثرة أستخدام المنظفات
ولم تتنبه نورة إلا ووالدتها تنهر أبنيها
عبدالله وعبدالرحمن
وتقول
: إي هذا المرة السنعة كذا لازم يكون شكلها بيت زوجها
أجل تتزين وتتكشخ وعندها حمواها ؟
الحمو الموت
عبدالرحمن : إي بس هنا ماعندها حمو هنا ماهنا إلا أبوها وأخوانها
عبدالله : إي وين أيام العز والكشخات والموضوات راحت عليك يانوير
عبدالرحمن : والجسم ياعبيد كانت جسم إليسا ألحين صرت عظم وجلد
عبدالله : شكلهم مايأكلونها بيت أهل زوجها
عبدالرحمن : لا سمعت أنهم يآكلون ويتركون العظام لها
هنا لم أسمع إلا صرخة من أبي على عبدالله وعبدالرحمن
فهم زادوا الجرعة اليوم
عبدالله وعبدالرحمن بهم روح الدعابة
حتى وإن كانوا يتمادون مرات كثيرة
إلا أنهم يملكون عقول حكيمة
قمت بالنزول وجلست معهم
أضحك وأثرثر وأحاول أن أنسى كل ماحدث
في بيت أهل زوجي
ونسيت أنني لم أستئذن ناصر في الخروج
وبسرعة البرق توجهت لحقيبتي وأخذت جوالي
ووجدت 11 أتصالا من ناصر
بادرت بالأتصال مباشرة ووجدت تلك الدقة الدولية
لأول مرة لا أهتم لوصول ناصر ولا أزعجة بكثرة أتصالي
ربما نفسيتي ومزاجي اللذي عكرتة أم ناصر كان السبب
ناصر : وأخيرا وأخيرا وأخيرا ..؟
نورة : العذر والسموحة ياتآج راسي
ناصر : وينك عن الجوال ووين طالعة ولية ماقلتي لي أنك بتطلعين
نورة : بالهون يانور عيني أنا جيت بيت أهلي ومعك حق والله
هالمرة مدري كيف راح عن بالي أستئذن
ناصر : نورة غريبة فعلتك وش صاير ..؟
نورة : أبد والله ماصار إلا الخير أنت طمني عنك
ناصر : أنا الحمدللة بخير وصلنا دمشق وبكرا موعدنا مع خوات تركي
وبعد مانخلص المسائل القانونية راح نرجع
السؤال ألحين أنا كلمت أمي وقالت أنك طلعتي زعلانة لا ولا طبختي غداهم
يرضيك يانورة أمي اللي عمرها فوق السبعين تدخل تطبخ الغدا ؟
وأنتي تدرين أن أختي مريم عمرها مابيصطلح حالها
هذا هي قافلت على حالها الباب وعايشة لحالها وبلحالها
يعني مافي إلا أنتي ..؟
نورة : إي بس أنا طبخت الغدا وماطلعت زعلانه ولاشيئ
ناصر : يعني أمي تكذب ؟؟
نورة : لا والله ينقطع لساني لو عنيتها بس أنت تدري أنها حرمة كبيرة
وإذا ودك تتأكد أتصل بأبوي محمد وأسئله أنا حطيت غداهم لهم
بيديني وحتى الأدوية عطيتها لأبوي محمد وأمي سارة
قبل أطلع والعشا بيجون حمواتي
وبيسوونة بس أنا محتاجة أجلس ببيت أهلي أرتاح شوي
ناصر : طيب طيب
نورة : لاتضيق صدرك فديتك ولاتشغل بالك أبد
أمك مثل أمي وعمري ماراح أزعل أمي أكيد
ناصر : أدري وربي بس تكفين خلي جوالك دايم قربك
أبي كل شوي أتطمن
نورة : تبشر ياروح روحي
ناصر : يلا يالغالية أنا تعبان وودي أرتاح
أنتبهي لأمي وأبوي وأنتبهي لحالك
نورة : أبشر من عيوني متى راجع ؟
ناصر مادري ما أظمن لك الوضع كيف راح يكون لكن يومين بالكثير
نورة : ترجع بالسلامة
ناصر : الله يسلمك أمنتك الله
ناصر كان يدرك كيف تتعامل أمه مع زوجتة
وكيف تحاول دوما أيقاع اللوم عليها
ولكن ماذا يفعل أنها جنته وناره !!
أغلق الهاتف الجوال
ولو كان بيدة لأغلق عقله عن التفكير
ترى ماذا تريد أمي من نورة
هل لأنها حتى الآن لم تحمل ..؟
فهي لطالما همست بأذني بسرعة الزواج
فمتى سأرى أولادي
أشعر بضيق شديد حقا أنا أريد أن أرى ولدا أو بنتا من صلبي
أريد أن أشعر بأحساس الأبوه
وكم سأصبر سنة سنتين ألا يكفي أنني صابر خمس سنوات
هل أتزوج .؟ ولكن نورة !!
لا لا لا أستطيع أن أجرحها بتاتا
وعاد ناصر لجوالة وقام بفتحة
وقام بالأتصال على نورة
نورة : هلا حبيبي
ناصر : هلا بك يا زوجتي الغالية ها وينك ..؟
نورة : وش فيك ناصر قلت لك بيت أهلي
ناصر : نورة أنتي راضية علي ..؟
نورة : إي راضية
ناصر : الله يرضى لي عليك أمنتك الله
نورة : الله يحفظك
..
أغلقت نورة الهاتف
ومئات الأسئلة تدور في مخيلتها ماذا دهاك ياناصر
نظرت نورة إلى أمها وقالت
نورة : يمة ناصر مهوب طبيعي
أم نورة : ليه وش فيه ..؟
نورة : يعني أنا قايلة له أني بيت أهلي ومع كذا دق مرة ثانية يتأكد
أم نورة : غريبة ..!!
نورة : لا وسؤاله أغرب يقول لي أنتي راضية علي ..؟
أم نورة : بس أجل وراه مصيبه
نورة : وشلون يعني .؟
أم نورة : يابنيتي شوفي وش مهبب بسوريا
نورة : لا يمة الظليمة شينة وأعرف ناصر زين مايسويها
أم نورة : أسمعي لو غرقك بهدايا أول مايجي أعرفي أنه لاعب بذيلة
نورة : يمة وش هالكلام لاتكفين إلا ناصر
أم نورة : المهم جربتي الأعشاب اللي عطيتك ؟
نورة : لا يمة ولا أنا مجربتها بعد
أم نورة : راس يابس أعوذ بالله من أبوك ؟
..
كانت أم نورة تعتقد أنها لم تشربها أبنتها
ولكن نورة ألتهمتها ومازالت
ولكن لأنها لم تحمل تحاول أن تظهر أنها لن تستخدم
وكأنها تحاول مداراة جرح في داخلها أبى أن يزول
أستلقت على تلك الكنبة وهي تقول لأمها
أن رأسي يدور ويدور ويدور
تركي مازال ينظر إلى ديما
وكلما سقطت عينها في عينها أخرج لها لسانة
وكأنها حركة يغيظها بها
ومن ثم باتت تعمل ذات الحركة تخرج لسانها وتهز براسها
وتحرك بيدها وتقول له أنت مجنون
ومن ثم أخذت جوالها وأرسلت له
[ ياحرام حالتك حالة تبي سرير في شهار ؟
ترى عندي واسطة يجيبون لك سرير ]
فقام تركي بالرد قائلا
[ إذا في سرير ثاني لوحدة أسمها ديما وتكون بنفس الغرفة
فأنا راضي والله ]
قامت من كرسيها بعدما طلبت الحساب
دفعت الحساب وحملت حقيبتها وتوجهت للمصعد
قمت مباشرة خلفها بعدما تركت قيمة غدائي وشاي ناصر
وما أن لحقت بها إلا ووجدتها سبقتني بالصعود
قصدت الدرج بسرعة
ووصلت الور الرابع ولكن من الواضح أنها وصلت
ألقيت نظرة خاطفة على غرفتها
ووجدتها للتو أغلقت بابها
توجهت لغرفتي وخلعت ملابسي
وأستلقيت وبدأت أتذكر وأضحك على أشكالنا ونحن جالسي في المطعم
جوالي أنذر بوصول رسالة
من ياترى ؟
[ أهل العقول براحة ]
أنها المجنونة ديما
نمت وأنا أضحك على تلك الرسالة
لا أعرف كيف نمت دون أن أشعر
ذاك الجوال مازال بيدي
صحوت في تمام الساعة الواحدة
وشعرت لوهلة أن كل عضلة في جسدي متشنجة
ربما طريقة نومي الخاطئة كانت هي السبب
فتحت الأبجورات فالوقت بات مظلما
قمت من فراشي وتوجهت مباشرة لأغسل وجهي
ومن ثم أتوضأ وأصلي
تلك الصلوات الفائتة وقبل أن تأدية الصلاة
طرأ ببالي ناصر فلو أديناها جماعة أفضل
أتصلت عليه ولم يرد وقمت بالصلاة لوحدي
وأنا أتمتم بسري
إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرئ مانوى
أديت صلاتي وعدت لسريري بعدما أطفأت تلك الأبجورات
أستلقيت وبت أشعر بأن البرد يتخلل عظامي
غطيت نفسي جيدا وأخذت الجوال ودون شعور مني
أتصلت على ديما ولكنها لم تجيب
أدركت حينها أنها نائمة دون أدنى شك
وماهي إلا دقائق ورأيت نور الجوال ينبعث ويضيئ
في الغرفة الحالكة الظلمة
نظرت إلى شاشة الجوال فوجدته رقم ديما
وكاد قلبي يتوقف عن النبض
وكأنه نسي كيف ينبض
يداي ترتجف كعجوز مضى بالحياة عقود
قالت بصوت هادئ وبعيد
: كان جوالي سايلنت وماتبهت له .شكلي أزعجتك
: لا بالعكس أصلا أنا كنت أنتظرك
: ياربيه وش هالثقه تراي أتصلت بك أبي أفهم وش تبي داق
كانت لهجتها القصيمية البحته تعطيها تميز لامعهود كانت تعبث بقلبي
ولم أتصور أنني حتى لهجتها سأعشقها
: طيب أعصاب ولاتدفين أنتي وجهك بس ماجاني نوم قلت أدق عليك
: ليه في أحد قالك أن صوتي ينوم ؟
: لا والله للحين محدن قال
: تصدق حتى أنا مافيني نوم مع أنو بكرا الصبح عندي مهم
: ممكن أعرف وش هو الموعد
: لا طبعا
: طيب وش رايك نطلع للجلسات اللي برا
:
ديما : لا لا ياتركي أنا أخاف
تركي : من إيش تخافين حنا بنجلس بالجلسات وبس يجيك النوم قومي
ديما : أممممم ودي والله
تركي : أنا بتجهز وبطلع وبنتظرك
ديما : طيب بس أغير بجامتي وأجي
..
أغلقت الهاتف وأنا مستغرب أشد الأستغراب
من مكالمتنا هذة وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنوات
هل ستخرج ديما مع تركي في تلك الجلسات ..؟
وماللذي تخشاه دائما مع أنها موجوده لوحدها في دمشق
وناصر هل سيظل الأمن مستتبا مع زوجتة وأمه حتى عودتة لأرض الوطن ..؟
ومن هو حامد ..؟ !!
كل هذا سنعرفه غدا في نفس الموعد
أغلقت الهاتف
وأنا مستغرب جدا من مكالمتنا
ومدى تعارفنا
وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن
بدلت ملابسي
وحاولت أن أكون بمظهر لائق يليق بمن سألتقي بها
خرجت بسرعة وقد نسيت حياتي كلها
وكأنني لوهلة ولدت لأجل ديما وديما ولدت من أجلي
خرجت وجلست في ذات الجلسة اللتي كانت جالسة بها
ووضعت جوالي على ذات الطاولة
اللتي كانت ديما تضع قدمها عليها
وماهي إلا ثواني وديما تقف فوق رأسي
ألقت التحية بكل هدوء
ثم جلست أمامي
نظرت إليها بتعمق
وجدتها خجلى ومحمرة الوجنتين
ومتوترة جدا وكان هذا ظاهرا من خلال أرتجاف يديها
تركي : ديما أنتِ متضايقة من وجوديْ معك ْ ؟
ديما : لا بس خايفة!
تركي : خايفة من إيش طيب ؟
ديما : في حديقة صغيرة في واجهة الفندق وش رايك ننزل لها ؟
تركي :طيب ليه ..؟
ديما : هناك بتكون جلستنا براحة أكبر
..
أستغربت ثقتها العميقة بي
وطلبها الغريب مني وباتت لي لغزا أود حلة
ولكن لايمكنني أن أخفي سعادتي اللتي حلت بذاك الطلب
فأنا أشعر بأن قلبي يرفرف
ما أنا أتيقن منه أن ديما ليست بتلك الفتاة الجريئة
اللتي تضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط
لا لا أنها خجولة جدا وما أن تأتي عيني بعينها إلا وأنزلت رأسها حيائا
كانت طفلة مجنونة لاتعلم كيف تفكر
توجهنا للمصعد وحملنا ذاك المصعد نحن الأثنين
ولوحدنا أيضا
مع أن المدة اللتي كنا بها في ذاك المصعد لاتتجاوز الثواني
لكن كانت أجمل ثواني عشتها بحياتي
لست ذاك الرجل الأنطوائي المنعزل ببيته
لا وألف لا فأنا سافرت وقابلت الكثيرات
ورأيت نسائا على شكل حوريات
ولكن بمثل ديما لم ترى عيناي !!
هذة المرة أشعر أنني مختلف
فكلماتي ونظراتي وأسلوبي بات مختلفا
نزلنا إلى واجهة الفندق
وبالفعل كانت هنا لك حديقة جميلة جدا
يكسوها اللون الأخضر تماما وبوسطها مسبح أمتلئ بالماء
أعطاها جمالها خلابا يسحر الأبصار
نظرت إلى المسبح وتخيلت لوهلة أن الماء اللذي يقبع به متجمدا
من شدة البرد
ولكن هو لم يكن كذالك
ولكن هكذا كنت أشعر
نظرت إلى ديما وهي قد توجهت لذاك المقعد
ومضيت خلفها
قامت بالجلوس وجلست أنا قربها
ديما باتت إلى جانبي وعن يميني
تسألني وصدى صوتها يتكرر داخلي
حتى يذيب كل خلايا تركي
ديما : تركي أنت ليه هنا ..؟
كان بأمكانني أن أقول لها أنني في موعد خاص مثلما فعلت هي
وبأمكانني أن أقول في زيارة عمل ليس إلا
ولكن بت أتحدث عن نفسي
وكأنني في حالة هذيان
قمت بتعديل جلستي
لكي أتمكن من النظر إلى وجهها وعينيها
وبعدها أخبرتها عن أبي
أبي ذاك الرجل اللذي سخر نفسة ووقته وكل أمكانياتة لأبنة الوحيد
حقق له كل أحلامة كلها
كان مؤمن ياديما أن تركي يستحق أن يكون مستشارا
ومؤمن أنه قادر على تغيير دنيا بأسرها
في حين أن نظرة غير إلى تركي
أنه شاب مدلل يقضي
معظم وقته بالسفريات
أو متنقلا بين مكاتبة والدة
أتعلمين ياديما أنني سافرت للخارج
وألتقيت بأميليا الأسبانية الشقراء
كنت مراهقا ضائعا بين شوارع إسبانيا
وإيميليا كانت هي ضالتي اللتي وجدتها هناك
تزوجتها وحملت مني مرتين متتاليتين
ولكن لم يقدر الله أن تنجب
ربما لرحمة خالقي بي لأنه لايريد أن ينجب لي من أم غير مسلمة
رائحة خيانتها المتكررة تفوح منها في كل حين
رغم دلالي وشدة أفراطي بالمال لها
ولكن كل هذا لم يكن يهمها
عدت لصوابي وعدت إلى رشدي بعودتي لأرض الوطن مع أبي
عدت وأصبحت له تلك اليد اللتي تقوي ساعدة وتؤازرة
كنت دائم الدوم معة
كنت سعيدا جدا بمكوثي كل الوقت معه
ولكن سعادتي لم تستمر
فقد مرض أبي مرضا شديدا وأدخل على أثرة العناية المشددة
كنت أتألم لألمة وليالي كثيرة قضيتها أبكي بقربة
كنت أعلم جيدا أن وفاتة ستزعزعني
وهذا حقا ماحدث
فبوفاة والدي أصبحت هشيما تذرة الرياح
بدأت عيناي بالغورقة
وكأنني بت أستعيد تلك اللحظات القاسية
أقتربت يد ديما بخجل شديد
وقبضت على كفي وكأنها تؤازرني بصمت
يآآه أن هذة الأنثى تكآد تقتلني
كيف أدركت أنني لا أحب كلمات التصبير والشفقة ..؟
ونظرت إلى عيني بعدما ضغطت على يدي أكثر وقالت
: أسمعك ياتركي أسمعك
نظرت إليها وأكملت دون وعي مني
أخبرتها عن زواج أبي بأمرأة سورية وأنجابة منها أبنتين
ومدى قلقي للقيآهم في الصباح ..!
أتت عيني بعينها فقلت ولا أدرك حقا كيف سئلتها
وماذا عنك يا أميرة ..!
ضحكت ضحكة حركت كل ذرة بجسدي
كم هي رائعة وكل مافيها مغريا
تركي : ممكن تتكلمين ترا جا دورك !!
ديما : أنا ديما عمري 21 سنة
مازلت أكمل دراستي الجمعية
متزوجة من ........... !!
شعرت أن عيني كادت أن تخرج من مكانها
نعم فهي متزوجة من رجل
ذا مكانة وسلطة في بلدنا
ولكن ليس هذا السبب
لم أتخيل لوهلة
أن تكون هذة الطفلة المجنونة الجميلة الساحرة متزوجة !!
شعرت بأحباط شديد
برغبة بالصراخ وبقول لا وألف لا
حاولت جاهدا أن لا أبين لها أي تغير طرأ ويطرأ حاليا
فسأتها بأبتسامة مصطنعه أبت الخروج
تركي : من جدك متزوجة قولي غيرها !!
ديما : إي والله متزوجة وش فيك
أحسست أنني أتألم ولكن لم ..؟
حقا لا أعلم
أنزلت رأسها بصمت وبدأت عيناها تلمع أكثر وأكثر
وبدأت دموعها تغسل وجنتيها الجميلتين
ويتلطخ ذاك الكحل الأسود بعينها ورموشها
وينزل مع دمعاتها على وجنتيها
رفعت عينيها بيأس شديد
وقالت نعم أنا متزوجة ومنذ سنة كاملة
زوجي رجل أعمال
ضحكت في سري وأنا أقول
وهل هنا لك أحد لا يعرف من هو زوجك !
أكملت حديثها قائلة
أن زوجي أتى إلى هنا لعدة أعمال يود أن ينهيها
منذ الصباح الباكر أفيق ولكن لا أجده بقربي
فهو خرج للألتقاء برجال الأعمال
في الظهيرة أهاتفه ويخبرني أنه في غداء عمل
ولكن مع رجال أعمال آخرون
لا يأتي إلا عندما يبدأ الليل بأسدال ستارة
يأتي ليغير ملابسة
ومن ثم يمضي يسهر مع عشيقته القديمة
اللتي يعرفها قبل زواجنا
يحب لعب القمار ومن ثم يأتي موعد الشراب
يأتي في الليل مترنحا لايفرق بين أبيض ولا أسود
ولو أتى الآن ورآني معك لم يحرك ساكننا ليس لأنه فاقد الوعي ..!
لا لا لأن قلبه قد نزعت منه الغيرة بشكل جذري
كنت أذهب معه ولكن الآن لا أطيق رؤيته وهو بذاك الشكل
مع حديثها المستمر ودمعاتها اللتي تتوالى
دخل الفجر علينا وأزدادت البرودة أكثر وأكثر
بدأت أرتجف ليس من البرد
وربما لأنني صدمت بزواجها ربما كنت أريدها لي وحدي
وهذا ماجعلني أشعر بلخبطة أفكار
نظرت إلي قائلة
ديما : تركي أنت بردان خذ الوشاح
كيف لي أن أرفض ياديما شيئا منك
غطتني بوشاحها وبت أنتشي بعطرها أكثر وأكثر
ودون شعور مني أخذته
وقربت مني أكثر وأكثر وبدأت بشمة بحركة تلقائية مني
نظرت إلي مذهولة ومن ثم ضحكت وأخرجت لسانة بشغب منها
نظرت إلي عيني وقالت
: أنا من القصيم وأنت ؟
: من الشمال وتحديدا من مدينة تبوك
ولكن الجميل أن كلانا مقيمين حاليا في أرض الرياض
بدأ الوقت يمضي بشكل سريع
وبعدها أعتذرت فهي لاتستطيع المكيث أكثر
فلديها موعد في الصباح مع زوجها
اللذي أكرهه من أعماق قلبي حتى وأن لم أكن رأيته حتى الآن
توجهنا للمصعد مباشرة وبتنا نحن الأثنين معا لثواني
نظرت إلي وقالت أنا غدا ذاهبة مع زوجي إلى بيروت
لم أتفوه بكلمة وكأنها الصاعقة الثانية اللتي نزلت على ظهري
خرجنا من المصعد وكل واحد يحاول أن يشبع ناظرية من الآخر
مددت يدي قائلا
تركي : أشوفك على خير يا ديمو
ديما : أدري أني بوحشك أقوى شيئ بس تحمل
كانت تضحك وتمازح كثيرا
مدت يدها مودعة ومددت يدي كغريق يريد النجاة
ولا سبيل إلى النجاة إلا بها
دون شعور مني أقتربت منها وضممتها بقوة إلى صدري
وكأنها هي ضمة الوداع
نظرت إلي وأبعدتني بيديها وقالت بحزن شديد
ربما سأشتاق إليك ياتركي
ومضت بعيدا بعيدا بعيدا
نورة مازالت تشعر بأن رأسها يكاد أن ينفجر
تفكر هل تعود لبيت أهل زوجها أم تنام بهدوء
وسكينة في بيت أهلها !!
تنظر إلى الساعة
إن الوقت بات متأخرا ولكن لم تتعود يوما أن تنام في غير مخدعها
تناولت هاتفها الجوال وقامت بالأتصال على أخيها عبدالله
نورة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله : وعليك ِ السلام أهلا يا أخت العرب
نورة: عبدالله ترا ماني ناقصة إستهبالك ..!
عبدالله : أي عبدالله يا أختي أنت غلطانة
نورة : غلطانة ..؟
عبدالله : إي غلطانة معك فرع هيئة الأمر بالمعروف في الرياض
نورة : أو طيب آسفة
..
عبدالله : تصدق دحوم أن أختك مسخرا
عبدالرحمن : كح كح كح يا أنت مغبر ياشيخ تو تدري ؟
عبدالله : قسم بالله توني أدري
عبدالرحمن : أقول دق عليها شوف وش تبي
عيب هالحركات والله مالك داعي
عبدالله : أنا حركاتي مالها داعي ؟
عبدالرحمن : إي مالك داعي قسم بالله أني مبتلي فيكم وخر بس
عبدالله :
..
عبدالرحمن تناول جوال وقام بالأتصال على نورة
عبدالرحمن : يالله حي الغالية يالله حيها
نورة : هلا بك ياخوي بالله توأمك وينه ؟
عبدالرحمن : مدري عنه الظاهر ماسكينه هيئة الأمر بالمعروف
نورة : أستغفر الله خلصوني تعالوا ودوني للبيت
عبدالرحمن : وانتي وينك فيه؟
نورة : ببيتنا وأبي أروح بيتنا الثاني اللي هو بيت زوجي
عبدالرحمن : بالله مزعجتنا ومقلقتنا عشان بيتكم
كلمي أخوك الغبي المهايطي يوديك
نورة : أبشر يلا مع السلامة
عبدالرحمن : لا امزح يلا تجهزي هذا حنا بنمرك
بس اطلعي بسرعة لحدن يكفشنا
..
أغلقت نورة الخط وهاتفت ناصر مباشرة
ولكنه لم يجيب
تبادل إلى ذهنها أنه من المؤكد أن يكون الآن متعبا ونائما
أرتدت عبائتها وحملت حقيبتها الصغيرة
وباتت تنتظر عبدالله وعبدالرحمن
وما أن أتوا إلا وجوالها يدق دقة ينئبها بالخروج
قامت بالخروج بعدما كتبت على رزمة الأيام رسالة لأمها
بأنها لم تنم هنا وستذهب إلى بيت أهل زوجها
ومضت وما أن ركبت السيارة
إلا وقام عبدالله وعبدالرحمن بالضحك كالعادة
ولكنها لم تعيرهم أي أهتمام
ففي داخلها مئات الأسئلة
متى سأحمل منك ياناصر
وأفرح قلبك وأملئ بيتكم الموحش أولادا وبنات
وهل عندما أنجب ستتغير معاملة أم زوجي لي
وهل سيعود ناصر كما كان بحبة وولعه بي
أنا لا أنكر أن يحبني ولكن أشعر أن هنا لك شيئا بداخلة
قامت بالنزول من السيارة فور ما وصلت إلى المنزل
شكرت عبدالله وعبدالرحمن
وأخرجت المفتاح من تلك الحقيبة وقامت بالدخول
وما أن دخلت من الباب الخارجي
وقبل أن تغلقه هي بيدها دفعه الباب بأقوة مايمكن
نورة وقع قلبها في الأرض لأنها تيقن أن أم ناصر الآن جالسة ولم تنم
قامت بالدخول ببطئ شديد وكأنها تختلس الدخول خلسة من الخوف
وما أن دخلت إلا وأم ناصر بأنتظارها تصرخ عليها قائلة
أم ناصر : وعمى إن شاء الله يعميك ووجع يوجعك
كسرتي بابنا الله يآخذك
نورة : آسفة والله يا أمي أنت عارفة أن الهوى قوي برا
أم ناصر : ليته مطبق على أصابيعك وكاد كسرها وأرتحنا من أزعاجك
..
لم تتحمل نورة فأم ناصر باتت تتطاول كثيرا
ودعواتها باتت تكثر
مضت نورة وفي عينها ألف دمعة ودمعة وقبل أن تصعد
على أول عتبات تلك الأدرج
أم ناصر : أسمعي يا نوير بكرا بناتي بيجون يتغدون عندنا
نورة : يالله حيهم
أم ناصر : ليه هو بيتك عشان تتحينهم هم يدفون الباب ويدخلون
نورة : صادقة
أم ناصر : أسمعي لاتجلسين تطبخين الغدا بكرا
حمستك ريحتها أعوذ بالله
نورة : حمستي أنا كلن يهذي بها
أم ناصر : مانبيها غصب هو خلاص بناتي بيطبخون ولاتدخلين المطبخ من 8
وتزعجينا
نورة : طيب لازم أدخل المطبخ من بدري يدوبني أجهز السلطة
وأسوي الحلا وأدخله عشان يبرد
أم ناصر : ومن قايل لك أننا نبي منك شيئ
أول شيئ أنتي وصخة وبناتي ماشاء الله في النظافه
مايبون منك شيئ وحتى الحلا بيسوونة وبيجيبونه
أبد بكرا لاتنزلين إلا وقت الغدا ولو ماتنزلين أبرك
نورة : أبشري
..
مضت نورة وهي تود أن تصرخ بكل ما أوتيت من قوة
ولكن هي بمقام أمها
ولو فعلت أمها بها ماتفعله أم ناصر
لوجب عليها أحترامها والأنصيباع لها
ربآه أرحمني
وصلت إلى غرفتها وقامت بالدخول وقبل أن تخلع عبائتها
أخذت جوالها وأتصلت على صديقتها نهى
نورة : هلا والله وغلا نهى
نهى : هلا بك والله وش فيك تبكين ؟
نورة : لا مافيني شيئ بس أحس أني متضايقه
نهى : ياختي تطلقي والله الطلاق شيئ وناسة أنصح به
نورة : يعني عشانك مطلقه تبيني اتطلق ؟؟
نهى : لا ياغبية بس بالله وش مصبرك على أم زوجك القشرا
هههههههههههههه تذكرين يوم تشحتني من بيتكم
نورة : وهذا شيئ ينسي ؟ بس والله ناصر ماراح ألقى مثله
نهى : ياربية ياشين هالمتزوجات ماندري وش يبون
نورة : أنا ماشكيت لك ناصر ولا أم ناصر أنا مجروحة يانهى
كل البنات اللي تزوجوا معي جابو أثنين وثلاثة وأنا ماطلت الحمل حتى
كل ماتزوجت وحدة من عايلتنا أخاف من اللحظة الي بيقولون فيها
فلانه حملت والفال لك يانورة الله يعوض صبرك
أنا أكرة الشفقه ووناصر ماقدر أتكلم معاه بهالموضوع
أحس يجرحني ويمكن أجرحه لأنو حنا الأثنين محنا دارين وش المشكلة
نهى : وش لك بالبزران خلاص ولدي حمود هدية لك
نورة : أنتي جربتي شعور الحمل والولادة جربتي أنو يكون لك طفل
جربتي أنو ينقال لك ماما
نهى : إي والله ياختي محوم كبدي ماروح المجمع الا كل الناس دروا انه ولدي
وصرت اخرتها ما أودية فاضية له أنا
نورة : تدري وش أكثر شيئ مضيق صدري ؟
نهى : وشو ؟
نورة : أنو في بنات كثير مايستاهلون يكونو أمهات وصاروا
نهى : وش قصدك ياحيوانه ؟؟
نورة : ها لا والله ماقصدتك
نهى أغلقت الخط في وجة نورة نعم
لأنها تيقن تماما مأنها كانت المقصودة
نهى أنسانه متحررة لاتريد زوجا ولا طفلا يقيدها
لاتستحق أن تكون أما لأنها لم تلبي يوما أحتياج طفلها
لم تكن بقربه يوما دائما ترمية لدى أمها
حتى حليب صدرها لم تجرعه إياه خوفا من أن يرهله لها
لاتهتم إلا بنفسها وشكلها وآخر الموضات والصرعات
ولكن طفلها هو آخر أهتمامها
حقا هي لاتستحق أن تكون أما
فالأم ليست من أنجبت بل من ربت
في هذة الأثناء بات جوال نورةينذر برسالة جديدة
وما أن فتحتها إلا ووجدتها من ناصر وقد كتب بها
نعم .. من غبتي .. " عن عيوني " ..
و أنا .. " أصفق " .. على الكفين ..
و .. | أتوهـ | .. بخطوتي .. ضايع ..
و لا أدري وين .. " عناويني " ..
أبتسمت نورة وخلعت عبائتها بعجز شديد
وذهبت إلى سريرها وألقت بنفسها
والأبتسامة اللتي خلفتها رسالة ناصر مازالت مرسومة
..
غادرت ديما إلى غرفتها
وغادرت أنا إلى غرفتي مكسورا
وما أن دخلت إلا وجوالي يرن كنت متيقن أنها ديما
ربما كانت أمنيتي أن تكون هي
ولكن لم تكن ديما بل كآن حامد صديق طفولتي
تسائلت بيني وبين نفسي هل أجيب ..؟
وأنا في مزاج غير ملائم ؟
سأجيب كي لايعتقد أنني أتهرب منه
فحامد جدا حساس ربما ماهو علية الآن يجعله حساسا لدرجة لاتوصف
تركي : هلا والله بحامد
حامد : هلا بك بس وصلت سوريا وبعتنا وصرت تطنش مكالماتنا
تركي : والله شفت مكالماتك وقلت بس أفظى أبكلمك
حامد : ها بشرني عنك وش أخبارك وش علومك ؟
تركي : أن بخير الله يسلمك أنت بشرني عنك وبشرني عن نوف
حامد : أنت تدري أننا أفترقنا من شهر ومنها ما أدري عنها
تركي : جديدة يعني أنتوا كل تتهاوشون وترجعون
حامد : بس هالمرة غير
تركي : وليه غير ..؟
حامد : لارجعت من سوريا فهمتك ليه المهم
تركي : آمر ياخوي
حامد : واللة أبي أعدل سنوني اللي راكبتن فوق بعض تقول كل واحد حالف يتوطى ببطن الثاني
تركي: ههههههههههههههههههههههه إي والله سنونك حكاية
حامد : أدري وأنا قايل لك عطني رايك فيهم المهم أبي أضبطهم وقالوا لي رح سوريا
أرخص وشغلهم يمدحونه أبيك تشوف لي عيادة ممتازة دامك هناك
تركي : أبشر والله
إن شاء الله الصباح أنا طالع في موعد مهم بس أخلصه بحاول أسئل
حامد : ماتقصر والله
تركي : حياك يالغالي أمنتك الله
..
تركي كيف سيكون موعده مع أخواته وخالته ..؟
ماهي قصة حامد ونوف ..؟
وماذا سيحدث مع نورة وناصر وأم زوجها وحمواتها ..؟
ديما هل ستذهب إلى بيروت مع زوجها ..؟
كل هذا سنعرفه في الأجزاء القادمة
في تمام الساعة السادسة صبآحا
صحا تركي وأستحم ومن ثم وقف أمام المرآة
هل أن كنت أحلم ..؟
لا أعلم حقا وإن كانت ديما حلما فهي أجمل حلم عشته
وكم تمنيت أن لا أصحو منه
ترى متى ستذهب إلى بيروت وفي أي ساعة ..؟
..
أرتدى تركي ملابسة وأرتدى الجاكيت البني
اللذي صدف به ديما لأول مرة وكأنها شيئا مرتبطا بها
آه ليتني أخذت وشاحها منها أو على الأقل طلبت منها أن تتركه لي
كذكرى بسيطة ولكن هيهات
تناول تركي جواله وقام بفتحة ليتأكد أنها لم تتصل ولم ترسل
وبعدما أكدت له ذالك شاشة جوالة
مضى بسرعة نحو بوفية الأفطار
وأخذ زاوية بعيدة عن أعين الفاطرين
يجلس وهو جاهل لنفسة لايعلم ماللذي يريدة ولا بماذا يفكر
سعيد وحزين ومتأمل ومتفائل ومتردد
دخل ناصر في هذة الأثناء
وبدأ يتلفت بحثا عن تركي
وما أن وجده إلا وغمز له
وكأنه يتوعد له بأستجواب فريد من نوعه
ولكن قبل أن يجلس
تخير له بحض الشطائر المسكوب عليها بعضا من العسل
وعصير برتقال طازج
وبعدها توجه إلى طاولة تركي
وما أن أستقر إلا ووضع قدما على قدم وقال
ناصر : كيف ليلتك يابرنس
تركي : تكفى إذا لي خاطر عندك لاتذكرني أبد
ناصر : طيب أنت مستعد ..؟
وتحس أنك قادر تطلع..؟
ووجهك واضح أنك مانمت للحين ؟
تركي : إي أنا ودي أخلص من هالموعد أحسه جبل على صدري
أرتدى تركي نظارتة الشمسية قبل أن يهم بالوقوف
وما أن وقف إلا وحاول أن يسترق النظر من هنا وهناك
يبحث في كل الوجوه عن وجه ديما
ولكنه لايجدها
تناول جواله وقام بالأتصال على والدته
تركي : صباح الخير ياجنة الدنيا
أم تركي : صباحك نور والسرور والله
توني أتذكرك وأتطراك وأدعي لك
تركي : الله يخليك لي ولايحرمني منك أبد
أم تركي : ولا منك ياوليدي
تركي : يمة حبيت أطمنك علي
وإن شاء الله كم يوم وراجع لك يالغالية
أم تركي : الله يسعد قلبك
أنتبه لحالك وأكل زين وأشرب زين وأحفظ الله يحفظك
تركي : أبشري يالغالية
أم تركي : أمنتك الله
تركي : أمنتك الله يمة
ذهب لقائمة الصادر ووجد رقم ديما
حاول الأتصال به ولكن خوفه يمنعه من الأتصال بها
فلربما أوقعها بحرج هي في غنى عنه
ومؤكد أن زوجها الآن معها
عاد إلى طاولة ناصر ووجد ناصر قد أنتهى من إفطاره
فطلب ناصر منه أن يمهله لثواني ليقوم بغسيل يدة
ومن ثم يأخذ أهم الأوراق ويمضون
ذهب ناصر إلى غرفتة وما أن دخل إلا وهاتفته نورة
نظر إلى جواله وما أن رأى أن نورة هي المتصل
إلا ووضعة سايلنت
ومن ثم أخذ أوراقه ونزل لتركي ومضوا إلى موعدهم
ألتقى تركي بأخواته وخالته لأول مرة في حياته
كان لبق جدا معهم وطلب من خالته أن يقسم الورثة
ويخرج المحاكم ويتعاملون مع بعضهم البعض كأهل
خالته أمرأة هادئة ومثقه
فرحت وأستبشرت بما طلبة تركي منها
ولكن لم يعجبها أن يعود تركي بأخواته للمملكة
فهن يدرسن الآن
ولا تود تعكير صفوهم وتتأثر نفسياتهم
بتغير الأجواء عليهم
وافق تركي أن ينهين هذة السنة الدراسية
ومن ثم ينتقلون
لأرض الوطن حتى لاتكون لخبطة في أمور هن
أنتهى ذاك الموعد اللذي يخشاه تركي بسلام
وما أن خرجوا إلا وقام بالسؤال هنا وهناك عن أفضل عيادة
لتصليح الأسنان لحامد
وبينما هو يبحث سئله ناصر
ناصر : هاللحين ليه تسئل عن عيادات لتصليح الأسنان
أسنانك ماشاء الله ماتحتاج
من زود بياضها اقترح انك تروح تسوي دعاية لهم
تركي : وش رايك فيهم بالله ؟
ناصر : أخلص من هو له ..؟
تركي : حق خويي حامد
ناصر : طيب هو بيجي لسوريا يعني ؟
تركي : والله مدري خصوصا أنه من ذوي الأحتياجات الخاصة
فلازم أحد يجي معاه
وأخوانه كل واحد مايهمه إلا نفسة وزوجته وعياله
يعني أغسل يدك منهم
وأبوه شيبة يالله يشيل حاله
إلا أن أحد من أخوياه متبرع يجي معاه
هذا شيئ ثاني وإن كان لاهذا ولا ذاك
فأنا راح أجيبة
فرصة أجي أتطمن على خواتي بعد
ناصر : قلت لي خواتك ؟
تركي: إية
لم يحتمل تركي هذا الحال فتناول جوالة وقام بالأتصال على رقم ديما
إلا أنه مقفل قام بترك رسالة لها
[~أشتقت لك~]
نورة تتصل على ناصر ولكنه لايجيب
قامت وأستحمت وقامت بترتيب غرفتها وتنظيفها
كمحاولة إستعداد مبدئية لقدوم ناصر
ومن ثم قامت بالنزول
ذهبت إلى الصالة ووجدت أبو ناصر
يجلس هناك وللتو قد وصلته الجريدة
قبلت رأسة وقالت
نورة :صباح خير يا أبوي يسعد لي صباحك
أبو ناصر : الله يسعد هالوجة الصبوحي
نورة : يبة ودك أسوي لك فطور أو أصلح لك قهوة ؟
أبو ناصر : ولا عليك أمر أبي حليب
نورة : أبشر والله أبصلح لنا فطور أنا بعد جوعانة
وبالفعل قامت بالدخول وقامت بعمل الحليب
ولم تنسى الجبن المالح والمربى وبعض قطع الطماطم والخيار
ومن ثم قامت بعمل البيض فأبو ناصر يحبة
ولايحبة إلا بخلطة مع بعض الفليفلة الخضراء
ومن ثم الذر علية من الكمون
فهو دائما يقول لها أن الكمون مفيد جدا
ويجب أن نضعة في أكلنا بقدر مانستطيع
وبعد أن أتهت أخذت تلك الخبزات ووضعتهم
في صينية كبيرة وحملتها وما أن وصلت ووضعتها
إلا وحمدت الله أنها لم توقعها
فأن أوقعتها تعلم ماللذي سيحدث لها
نظر إليها أبو ناصر ببأبتسامة عذبة
ودعا لها بصلح الحال والرزق بالعيال
وما أن بدأوا يفطرون إلا وقال لها
أبو ناصر : والله يابنيتي يانورة أنتي تستاهلي كل خير
نورة : الله يسعدك
أبو ناصر : الله يرزقك بالذرية الصالحة
نورة : آمين آمين تكفى يبة دعواتك لاتخليني منها
أبو ناصر : يابوك ترا الخيرة فيما أختارها الله
[ يهب لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء أناثا
أو يزوجهم ذكراننا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ]
نورة : لا إن شاء الله منيب محرومة من الذرية
وإن شاء الله ربي بيعطيني
أبو ناصر : إن شاء الله ولو الله ماكتب لك العطية
فلاتعترضين على حكمة الله يمكن الله حرمك من الذرية
عشان مايغربلون فيك وأنا أبوك أسمعيني
أنا عندي ثلاث بنات وولدين
بنتين الله ستر عليهم وتزوجوا وبنت مدري والله وش قصتها
كل ماجاها عريس ردته
ليما صاروا العرسان يجونها ولاشافوها ردوها
إي كبرت وأنا أبوك ورجال هالأيام يبيها صغيرة
تحمل وتولد وتكون قوية وصغيرة
لاخذاها كبيرة خمس ست سنين والا هي ماعاد بها قوة
وعندي ولدي ناصر هادي بس مشكلتة ماتدرين وش يفكر فيه
من يومه بزر ساكت ساكت
وبعدين إلا هو طالع لك بطلعه يفك عقلك بها
وخويلد خويلد ذبحنا
كان كل يوم والثاني داقين هالشرطة
وولدك مزعج السلطات
ولا مفحط وآخرتها قال يبي يدرس برا
وأنا أدري يبوك أنه موب وجه دراسة
قولي رايح يسربت ويقول أدرس أقولك إيه هذا الصدق
في هذة الأثناء شهدنا أنفجار مفاجئ
أنها أم ناصر
أم ناصر : وأنت دوبك تتحلطم على ولدي
وش هالحالة معك
ألف مرة قلت لك لاتجيب سيرتة
خلاص بس
أبو ناصر : وش أنا قلت يامرة إلا ولدك سربوت ومامنه رجا
أم ناصر : إلا ولدي خويلد أحسن ولد
أبو ناصر : شوفوا من يتكلم بس
أمه أكيد بتقولين أنه زين
روحي بس طبخي الغدا وفكينا
أم ناصر : وهاللي قاعدة جنبك وش وظيفتها ..؟
نورة : أنتي قلتي ماتبين طبخي ..؟
أم ناصر : أنا قلت مابي طبخك ياكبرها عند الله
نورة : والله
أم ناصر : أن كان أحد بيذبحني بهالبيت فهالنوير
قولي ماتبين تطبخين وفكينا
نورة : من يوم جيت هالبيت وأنا أطبخ
مو هاليوم اللي بيعوقني
بس أنتي قلتي تبين دلال تطبخة
لأنو بيجون يتغدون عندنا اليوم
أم ناصر : وترادديني بعد ياجعل مانشوف لك خلف
أصلا ربك ليه ماعطاك عيال من سواياك
نورة : أستغفر الله وش أنا مسوية ؟
أبو ناصر : بس عاد يا أم ناصر
حشمتك من أول وقلت منيب كاسر لها كلمة
بس عاد خلاص
بنت الأجاويد ماجبناها خدامة لك ولبناتك
وخلي بنتك تنزل من هالغرفة وتطبخ ويوم هي ويوم نورة
وغير هالكلام ماراح يصير والله لو ماتنزل بنتك
إن نورة ماتعتب المطبخ لو نموت من الجوع
ويلا شيلي هالأكل من قدامي سديتي
أستغفر الله أستغفر الله
قامت نورة من مكانها تريد أن تحمل الصينية
ولكن أبو ناصر أقسم أن لا أحد يحملها إلا أم ناصر
نورة أحست أن الجو قد تكهرب بما فيه الكفاية
فقامت بالصعود إلى غرفتها مباشرة
تناولت هاتفها الجوال وقامت بالأتصال على ناصر
نورة : صباح الورد
ناصر : ياهلا والله
نورة : بشر وش صار على موعدكم
ناصر : لا أبشرك قضينا منه تركي تفاهم مع أهله
وحلوها ومابغوا يدخلون محاكم أبد
نورة : أجل متى بترجع ؟
خلاص قريب بس ماراح أقول لك متى
نورة : لية؟
ناصر : مفآجئة
نورة : راح أكون بأنتظارك من هاللحظة
ناصر : نورة وش خاطرك فيه ؟
نورة : خاطري أشوف هاللحين
ناصر : لا لا أبي تقولي لي شيئ خاطرك فيه
مليت من العطورات والملابس والساعات والذهب
أبي شيئ انتي ودك فيه
نورة : أبي رسالة تكتب لي فيها كل شيئ
ناصر : رسالة ؟
نورة : إية رسالة
أبيك تتكلم لي فيها عن كل شيئ ودك فيه
أبي أحفظها عندي
أنت تغيرت هالفترة كثير
ومتمنيه اعرف وش في داخلك
مابي هدايا والله مابي ابي بس افهمك
ناصر:
أحس ناصر بحشرجة في حلقة آه لو تعلمين يانورة بم أفكر
ناصر أصبح وحيدا في الغرفة بعدما عادوا من الموعد الصباحي
وتركي أيضا بآت في غرفتة وحيدا يفكر
وقبل أن يتوجه كل واحد منهم إلى غرفته
ناصر أخبر تركي بضرورة العودة غدا
إلى أن تركي لايود الرجوع حاليا وإذا عرف السبب بطل العجب !
تركي يشعر بشعور غريب يتمكلكه
هل هو الحب ..؟ هل هو الأعجاب ..؟ هل هي النزوة ..؟
مايعلمه جيدا أن أفواجا من البشر تندفع حوله أندفاعا
ولكنه لايتنبه ولا تتعلق عيناه بعين أي واحد منهم
في هذة الأثناء وجد جواله ينذر بوصول رسالة جديد
[ يامساء الخير ,, بشويش فيني ~ ٍ]
المرسل ديما بشريحة لبنانية
دون وعي من تركي أتصل على ديما
ولكنها لم تجب
كرر الأتصال مرة ومرتين وثلاث
رمى تركي الجوال بيأس شديد
ورمى بنفسة على السرير
عشر دقائق وديما تتصل بشريحتها اللبنانية
ديما : مساء الخير ياتركي
تركي : مساء الورد والحب والذوق
ديما : الله الله كل هذا ..؟
تركي : وينك من الصبح .؟
ديما : أبد نزلنا أفطرنا بالفندق وبعدها على طول لبيروت
تركي : ألحين أنتم في بيروت ؟
ديما : إيه أنا في بيروت وتحديدا في الموفنبيك
تركي : أوف من قدك يبنت
ديما : بس طفشانة زوجي بس وصلنا وغير ملابسة وطلع
تركي : ولية مارحتي معاه
ديما : لا منتب صاحي أكيد أكيد موب صاحي
تركي :
ديما : ياتركي رجل الأعمال تلقى في كل ديرة له
شركاء عمل وصديقات ومرات عشيقات ومرات ...
ومايبي زوجته تقلقه ومن هذا ووش بتسون وش مخطط العمل حقكم
تركي : أنتي صغيرة حرام ماتلاقين الأهتمام
ديما : تركي أنا تعبانة ودي أفضفض
تركي : أنا معك وقربك وأسمعك فضفضي قولي أتكلمي
ديما : كل ماجيت أتكلم أحس شيئ يخنقني
تركي : أنا معك ياديمو ومتى ماحبيت تفضفضي
أنا راح أكون لك أذان صاغية
ديما : متى بترجع للرياض ؟
تركي : مابي أرجع إلا معاك
ديما : أتوقع أني مطولة على مارجع
تركي : أوعديني تبقين معي على إتصال ..؟
ديما : أوعدك بصفتي ؟؟
تركي : مدري حبيبة صديقة زميلة
اللي ودك فيه أهم شيئ ألقاك قربي
ديما : أنا محتاجتك كثير
تركي : جيتي مثل الشوف لعيون العمى وأنا محتاجك أكثر
ديما : أنا ودي أرتاح مرا تعبانه وترا صعب علي أكلمك جوال بأستمرار
تركي : يعني ؟
ديما : نتواصل بالرسايل أفضل
تركي : اللي ودك فيه يصير
ديما : تآمرني بشيئ يالغالي ؟
تركي : سلامت روحك ياروحي
أغلق تركي الخط
وهو حقا لايعرف إلى أين سيصل مع ديما
أنها متزوجة ومن الصعب جدا أن يكون معها
حتى وإن كان زوجها لايأبه بها
تذكر مافعلته إيميليا به
وكيف كان يشعر بنتانة رائحتها عندما تخونه
تناول جواله مباشرة وهاتف حامد
حامد هو ذاك الأنسان العاطفي جدا
هو من ذوي الأحتياجات الخاصة
ولكن هو لم يكن كذالك قبل عشر سنوات
ولكن إبرة خاطئة كانت كفيلة بجعلة هكذا
عندا أحب أحب بكل صدق وإندفاع وجنون
ولم يكن أناننيا بنظرتة فقد أحب أنسانه تشبهه كثيرا
حامدوتركي وسيمي لأبعد مدى
لطالما جن جنون الفتيات بتلك الوسامة
ولكن ما أن حامد أصبح مقعدا
خفتت الأنظار عنه إلا أنظار نوف
نوف منذ ولدت كانت مصابة بمرض في عظام رجليها
وكلما تقدمت وكبرت أصبحت لاتقوى على المشي
فعندما كانت في الخامسة عشر من عمرها تمشي
ولكن بعرج بسيط
وما أن وصلت السادسة عشر إلا وزاد المرض
وباتت تستند على عكآز
وما أن وصلت العشرين إلا وباتت مقعدة
صادفها حامد في المستفى التخصصي
بعدما أصطدمت به بكرسيها المتحرك دون أن تدري
وبعدها باتو يرون بعضهم البعض عند بوابة المستشفى
فكليهما يأتي لعلاج طبيعي ومن هنا بدأت علاقاتهم
في البداية ألقاء تحية فقط
ومن ثم أبتسامة
ومن ثم أرتياح ومن ثم فضفضة
ومن ثم أحتياج ولجوء وفي النهاية حب
لطالما حكى حامد لتركي عن نوف
ورقتها وحبها وطيبتها وطموحها وآمالها ونجاحاتها
هي كاتبه معروفة ولكنها لم تخبر بأسمها الصريح
أنما لقبت إسمها حتى لايعلم المجتمع
بأن تلك الكاتبه المشهورة هي مقعده
فأكتفت بلقب يرمز لها
تركي كان في الصورة دائما ولطالما قدم لحامد الحلول
لأي خلاف يطرأ على علاقتهم
والآن تركي هو من يتصل على حامد للمشورة وللضرورة القصوى
..
ماذا سيقول حامد لتركي ..؟
وبماذا سيشور علية ..؟
وماذا ستفعل نورة مع أم ناصر وبناتها وعودة ناصر .؟
ماذا عن زوج ديما ؟
كل هذا سنعرفه في البارتات القادمة
ديما أقفلت تلك الشريحة اللبنانية
ولم تنسى شريحتها الأساسية من ذالك
هي أيضا مشتته ربما أكثر من تركي ذاتة
فأبشع شيئ تشعر به المرأة أن رجليها
بدأت تنزلق في وحل الخطيئة
..
نعم أنا معجبه به
ولأول مرة أشعر بأن هنالك من يفهمني
وربما يحتويني
ولكن ماذا عن زوجي !
ما أقوم به هي الخيانة بعينها
مع أنه يخونني في كل يوم وليلة
إن لم يكن بالمزاولة الجسدية
تكون هناك في عقله الباطن
ولايكشفة لي
إلا الأسماء اللتي يرددها عندما تخونه ذاكرته
أنني أكرهه
نعم أكرهه بكل ما أوتيت من قوه
ولو كآن الأمر بيدي
لبت في عداد المطلقات
فأنا من المعلقات
لا فرق بيني وبينهن
سوى بالمسمى فقط ..!
..
آه ياتركي لو أستطيع أن أبين لك
مدى حاجتي لك وبك ولكن هيهات هيهات
تركي أحبك
ولذالك أسمح لي
فسأقطع كل طريق يوصلني بك
..
ديما تناولت جوآلها وقامت بتشغيل
شريحتها الأساسية وقامت بكتآبة رسالة
إلى تركي
أنا أنثى أحساسها مجنون ..]
صعب تعشق ..]
والأصعب تخون ..]
* *
وبعد أن تأكد ت من أستلام تركي لرسالة
قامت بأغلاقه
ورمت بنفسها على ذاك السرير
تبكي على شبابها الضائع مع رجل
لم ولن يشعر بها
لايهمه سوى أن يغدق عليها بالمال
آه لو المال
يشتري لي الحب والهناء
..
وصلت الرسالة إلى تركي وهو يحاول جاهدا
مهاتفة حامد
وما أن رأى الرسالة إلا وخيم الألم
فقد فهم المغزى جيدا
شعر بأنه مهشم حقا
مع أنه كان يفكر بذات الطريقة
اللتي فكرت بها ديما
إلا أن حبه لها كان يمنعه من أتخاذ أي موقف
هو يريدها بقربه مهما كان الثمن
عاود الأتصال على حامد
وأخيرا حامد أجاب
حامد : أهلين وسهلين ومرحبتين بنور العين
تركي : لاتستظرف أنت ووجهك ترا مالي خلقك
حامد : أفا يالأطخم وليه مالك خلقي
تركي : ياخي أنا طحت ومحدن سمى علي
حامد : عسى ماتعورت بس
تركي : إي والله الصدمة كانت قوية أنجرح قلبي منها
حامد : أوف أوف
تركي : إي والله
حامد : ليه وش صاير ؟
تركي : أبد شفتها ومن يوم ماشفتها
وأنا منيب طبيعي ياحامد
ملكت قلبي من نظرة وهمسة
وبساطة وحيا
آه ياحامد لو تشوفها
تخيل أني جلست ليلة كاملة بقربها
شكيت لها وشكت لي ياحامد سلبت لي عقلي
حامد : يعني أقدر أقول أن الحب من نظرة ؟
تركي : آآآآه بس
حامد : الحب أجمل شيئ بالدنيا
الأهم تعرف متى وكيف تحب
تركي : هنا المصيبة !!!
حامد : كيف طيب فهمني ..؟
تركي : وقت حبنا متأخر بقوووة
حامد : وليه .؟
تركي : البنت متزوجة
حامد: إذن إنساها
تركي :نعم كيف أنساها فهمني ..؟
ليتك تحس بالنار اللي في قلبي
ديما عمرها عشرين سنه ومتزوجة من رجل أعمال
ولا هو دارين عنها ولا هو مثمن قيمتها
حامد : طيب هي على ذمته
عاد عارف قيمتها ولا مبخسهاهي على ذمته
تركي لو في وحدة على ذمتك
ترضى أحد يعشقها وتعشقه ..؟
ترضى أنها تخونك بأسم الحب ؟
إذن اللي ماترضاه على غيرك لاترضاه على نفسك
تركي :
حامد : والله حاس فيك بس مافي مجال
حبكم محكوم علية بالأعدام
تركي : ترضى أقول لك حبك لنوف محكوم عليه بالأعدام ؟
حامد : حبنا نوف من حكمت عليه بالأعدام
حبنا يختلف عن حبكم ومن الظلم أنك تقارن حب طاهر
والمراد منه العفة بحب منتهي أمره من قبل مايبدأ
تركي لو حبيتها وعشقتها وعشقتك
ومشيتوا بهالدرب وبعدين ..؟
أسئل نفسك بس لمرة وبعدين ..!
راح تعرف أنا وش أقصد
تركي : أحبها ومافي شيئ بالدنيا راح يبعدني عنها !
أسمح لي ياحامد لازم أقفل أنا تعبان
أغلق تركي الهاتف
وقام بالأتصال على ديما ولكن
ديما وقلبها وخطها خارج نطآق التغطية ..!
ناصر بات يجهز حقيبته أستعدادا للعودة
فهو لم يعد يطيق البقاء
ترى هل شوقة لنورة هو السبب؟
نورة أستحمت
ووضعت بعض الميك آب البسيط
ومن ثم أخذت حجابها ولفته فوق رأسها
وأسدلته على صدرها
نعم فلطالما نهرتها أم ناصر أن تخبئ صدرها
وتسدل حجابها نعم من الواضح أنها تغار على أبو ناصر
قامت بالنزول من غرفتها
بعدما قرأت المعوذتين على نفسها
فأم ناصر الآن قابلة للأشتعال والأنفجار في أي لحظة
لذا وجب أخذ الأحتياط
قامت بالنزول وما أن نزلت إلا وتوجهت للصالة
نعم فهم لايريدون منها شيئا
وقامت تقلب في القنوات إلا ودلال
البنت الأكبر لأم ناصر قد وصلت وما أن وصلت إلا
وأطفالها قبلها أتو ليسلموا على نورة
ويضموها ويجلسوا بقربها
فالأطفال لايحبون من يحبهم
بل من تشبه روحهم روحه
ونورة روحها طفولية وجميلة تستطيع
أن تنزل لأدنى مستوى لتعرف
كيف تتعامل مع أي طفل يقابلها
نظرت دلال إلى نورة وقالت
دلال : ياسلام عليك يا ست نورة تاركة أمي لوحدها بالمطبخ؟
نورة : تعالي سلمي بالأول
دلال : أخلصي علي ليه تاركة أمي لحالها ؟
نورة : هي ماتبيني أدخل المطبخ قالت أنك أنتب بتطبخين وبتجيبون الحلا
دلال : إي حتى ولو حلاتك فاردة طولك بالمطبخ مو قاعدة تقلبين في المحطات يالله ياربي وش هالبلوة
نورة : لو سمحتي أنا منيب بلوة
دلال : نعم وش قلتي ماسمعت
نورة :
دلال : الشرهه موب عليك
على زوجك اللي موب قادر عليك
هنا توجهت دلال للطبخ لأمها
وما أن دخلت إلا وهللت ورحبت
وأتت أم ناصر مسرعه
لأطفال دلال
أم ناصر : هلا والله وغلا هلا بخلف أمي وأبوي
هلا بحشاشة جوفي تعالوا تعالوا
حصنتكم بالله
الله يحفظكم من عيون الحسود
اللي يتمنى يطول ظفركم ولا هوب طايله
نورة تبتسم وتعاود تقليب المحطات
وكأنها غير آبهه
هي ليست كذالك ولكن أعتادت فأصبح شيئ طبيعي جدا
دقائق ووصلت فوزية الأبنة الثانية لأم ناصر
أتت لنورة وسلمت عليها ومن ثم قالت لها
فوزية : يامرت أخوي شفت لك حلم قولي يالله أن يتححقق
نورة : اللهم آمين عساه خير ؟
فوزية : حلمانة كاني جايبة لك فلوس وخواتم
ونثرتهم قبالك
وقلت لك تخيري
وقمتي وخذيتي الخواتم والفلوس
نورة : الله يرزقنا الخير يارب
أم ناصر : الفلوس هذا مهر عروسة ناصر
والخواتم هذا العيال اللي بتجيبهم له
فوزية تجاهلت كلام أمها وقالت
فوزية : أسمعي المدرسات اليوم
تكلموا عن وحدة تدهن
يقول لك مافي وحدة راحت لها
إلا بفضل الله حملت
خذت عنوانها وبس يجي ناصر يودينا
وأنا بعد بروح معك عشان ماتستاحشين
نورة : ماتقصرين والله ياحياتي
بس تعرفين أخوك مايرضى
فوزية : ماعليك أبقنعة لك إن شاء الله
أم ناصر : فوزوة ورا ماتسلمين علي
فوزية : يوه يمة والله مانتبهت لك
جاية ركض لنورة ابشرها عسى الله يرزقها بالذرية
أم ناصر : نوير مافيها عيال
إلا فوزوة شوفي لنا وحدة مدرسة
نخطبها لناصر اخوك
منها مدرسة ومنها تجيب له عيال
فوزية : يمة وش هالكلام يعني لو انا ماجبت عيال
ترضين ام زوجي تقول هالكلام قدامي
أم ناصر : عوذه منك ومن فالك قطيعة تقطعك
فوزية : يمة اللي ماترضينة لبناتك لاترضينة لبنات الناس
أم ناصر : قومي أنزلعي حطي الغدا بسرعه هاللحين
أبوك يفضحنا
توجهت فوزية للمطبخ
وبالفعل قامت بتحضير الغداء كله
ونورة لم تتحرك من مكانها سارحة بخيالاتها
ولم تتنبه إلا وفوزيه تطلب منها أن تتغدى
ولكن نورة رفضت وتعللت بأنها لتو قد أفطرت
ولكن فوزية أقسمت أن تتغدى معهم
قامت نورة من مكانة أكراما لفوزية فقط
وبالفعل تغدت وما أن قامت من مكانة
وغسلت يمناها
وصعدت إلى غرفتها تهاتف ناصر
نورة : مساء الخير حبيبي
ناصر : هلا
نورة : تغديت ياقلبي ؟
ناصر : إية بتغدى ألحين ليكون بزر قدامك
نورة : لا أبد والله بس أتطمن
ناصر : يلا أنا بنزل أتغدى تآمرين بشي؟
نورة : سلامتك ورضاك
وما أن نزلت إلا المطبخ لتقوم بعمل الشاي
إلا ووجدت كأس الماء اللذي شربت منه
والملعقة اللتي أكلتة منها
وضعوا في وعاء كبير
وسكب عليهم الماء وتركوا
دخلت عليها دلال وأكتشفت
أن نورة قد تنبهت للوعاء
فأخبرتها بكل وقاحة
أن أبناؤها باتو لا يمرضون ولايسقطون
إلا في اليوم اللذي يرون به نورة
ومن المؤكد أن رغبة نورة بالأطفال جعلت النفس تسكنأجسادهم
نورة ضحكت وقامت وأخذت الوعاء ومضت إلى غرفتها وتوضأت به ومن ثمنزلت
و أعطته لدلال وهي تغمز بعينها
وتقول
بس يمرضون عيالك ياحماتي ولا يطيحون بس كلميني وأجيب لك غسولي وأثري
نظرت إليها دلال بخبث وقالت
دلال : عرس ناصر الثاني كله على حسابي
وبتشوفين يانوير بتقولين دلال ماقالت
حامد ينظر إلى الساعة
إنها الساعة الثانية مسائا
يفكر هل يتصل على حبيبة قلبة وروحة
أم يحفظ ماتبقى من كرامته
ففي آخر مكالمة لهم
طلبت منه نوف أن لايتصل على رقمها
مهما كان السبب اللذي سيتصل من أجلة
ومنذ ذاك اليوم وهو يتصل ويرسل وهي لاتجيبة
تناول هاتف جواله وبات يقلب رسائلها القديمة
اللتي حفظها عن ظهر غيب
كيف لا وهو في كل يوم يكحل ناظريه بها
قام وكتب رسالة إلى نوف
,,
أزعل على صدتك ومن الزعل تزعل
هاللحين مدري من اللي زعلان على الثاني
..
وضع الجوال جانبا على مكتبه
إلا وسمع عدة طرقات على باب غرفته
حامد : منو ..؟
أشواق : أختك الدلوعة المزيونة شوشو
حامد : أدخلي ياأختي المزيونة
أشواق : شيئ طبيعي أني بدخل أصلا منو اللي يقدر يقول لاتدخلين
حامد : طيب تعالي قربي وقولي لي وش سويتوا بالمدرسة
أشواق : أنتوا بس لو تطاوعوني وتخلوني أجلس بالبيت
بلا مدرسة بلا هم
حامد : خلاص هانت يبنت أنتي في ثالثة ثنوي
وكلها أربع سنين وتخلص كلية
أشواق : لا أسمح لي عاد منيب مكملة والله الثانوية العامة آخر شيئ
حامد : أنا أحب البنت المثقفه المتعلمة
أشواق : وتعتقد الدراسة هي الدليل على الثقافة والتعلم ...؟
عمر الثقافة ما أكتسبناها من دراستنا
تبي أجيب لك منهاجنا الدراسية عشان تعرف المستوى التدريسي ؟
والمعلومات اللي يعطونا إياها ..؟
اللي دارسينة بمتوسط يعاد بس بشكل أعمق
حامد : بالفعل الدراسة
عمرها ماكانت دليل الوعي والثقافة
لكن لابد من أننا نثقف نفسنا
طيب وش رايك نسافر
أشواق : وين نسافر من جدك أنت ؟
حامد : نسافر أنا أتعالج وأنتي تدرسين
دام الدراسة هنا مهيب مالية عينك
أشواق : والله فكرة تهقى أبوي يوافق ؟.
حامد : أبوي مامنه خوف أبد الخوفه من أمي
أشواق : إي أنت لو تطلع مع أخوياك ساعة ساعتين
ماتت من الخوف عليك
في هذة الأثناء وصلت رسالة من نوف
،،
أحيآن لامن فقدتك تنزل دموع
وأحيان أحيي غــــــلاك ودمعة العــــين
لقــــياك ماهي حكــــاية ورد وشــموع
وفرقاك ماهــــي نهاية عشرة سنـين
لو غاب طييفك معك لك صوت مسموع
وأشتاق أقـــول لك طيـــب وبـــــعدين
..
تناول هاتفة وقام بالأتصال على نوف
نعم فهي مع كثرة رسائلة اللتي يرسلها
لم ترسل له يوما
ولكن اليوم هنا لك مستجدات كبيرة
كيف لا ونوف أرسلت
أشواق تنظر لأخيها بغرابة ..
حامد : مساء الخير
نوف : هلا بك والله
حامد : حبيت أسلم عليك وآخذ أخبارك
أدري أنك ماتبين أي وصل بينا بس تكفين أبي أتطمن عليك بس
نوف : أنا بخير
حامد : جعلة دوم
نوف : تدوم أنفاسك
حامد : شكلك مشغولة ..؟
نوف : لا والله
حامد :أجل
نوف : أمممم في الجو غيييم أبي أكلمك الليلة ضروري
حامد : الليلة ..؟
نوف : إي الليلة
حامد : أبشري من عيوني وأنا أقدر أقول لرقمك غير يامرحبا بك
أنتظرك يالغلا
نظرت أشواق إلى حامد بأبتسامة
فكانت أبتسامته أعرض منها
وبسرعة البرق تخيل لو أن أشواق أخته أحبت
هل سيتقبل حبها
نظر إلى أشواق وقال لها
الحب شيئ جميل في الحياه
لكن الأهم ماهو المراد من هذا الحب
يجب أن أخبرك أنني لست ضد الحب يا أخيتي
فهاأنا أحب ولكن أنا ضد الحب اللذي من أجل غاية منشوده
فيجب أن تفرقي بين من يحب ليتسلى قليلا
وبين من يحب لأجل أن يتوج حبه بالزواج فقط والا
فهذا لايسمى حبا
نظرت إليه أشواق وقالت له
أن الحب في نظري هو حبي لأمي وأبي ولك أنت يا أخي
حب غير هذا لم ولن أعرف
ليس لأن الحب شيئ سيئ
لا ولكن الكثير شوهوا هذا الحب
أنا ياحامد أريد أن أحفظ قلبي من الألم والوجع والجرح والأهم الفراق
فها أنت أحببت نوف بكل ما أوتيت من قوة
وكان المقصد شريف جدا ولكن ها أنت تتلوع من الفراق
لا أريد حبا ولا أريد حبيبا أريد أن أعيش مع أمي وأبي وأخي في هناء
وبعدها قامت من مكانها قاصدة النزول لأمها وأبيها
فنظر إليها حامد وطلب منها أن تأتي بعكازه لينزل معها
جلبت له العكاز وساعدته بالنزول
وما أن نزلوا للطابق السفلي
إلا ووجدوا هناك أمهم وأباهم وقد قربوا المدفئة لهم
فضحكوا عندما رأوا أشواق وحامد وقالوا
[ الكبر شين الكبر شين ]
نزلوا لهم وأجتمع كلهم خلف المدفئة وبقربهم الحليب والزنجبيل
ولكن حامد لايحتاج لا لمدفئة ولا لزنجبيل
أنه يحتاج نوف وحدها لتدفئ قلبة وتروي ظمأ روحة
..
نهى نظرت إلى الساعة إنها الساعة الرابعة مسائا
قامت وذهبت للأستحمام مباشرة ومن ثم قامت بصنع شعيراتها بتلك الآلة الجديدة
فهي تريد أن يكون شعرها مسرح بالكيرلي
وبعدما أنتهت من تسريحة
قامت بالصراخ على الخادمة لتجلب لها عصير ليمون طازج
وبعد الصراخ عادت لتكمل الميك آب
مع أن نهى لاتحتاج إلا لميك أب خفيف ليبرز جمالها
إلا أنها لاتكف عن وضع تلك المساحيق الصاخبة
هكذا فقط تشعر بأنها جميلة
نزلت لوالدتها وأستئذنت الخروج منها
فرفضت والدتها
فما كان من نهى إلا أن تلبس عبائتها التي هي بالأسم عباءة
ولو سميت بفستان سهرة لكان أفضل
فأكمام العباءة مغربية منقشة بكل لون
والغطاء أيضا يحمل تلك النقوشات كانت عباءتها فخمة جدا
كيف لا وهل نهى ترتدي إلا ماهو يناسبها وفخم عليها
تناولت هاتفها الجوال وقامت بالأتصال على السائق
نهى : فيجو وين أنته أنا يبغى يطلع
السائق : أنا يروح يجيب حليب حق حمودي بيبي مال أنته
نهى : وجع يوجعك لازم الدنيا كلها تدري انو حمود ولدي
خلاص انته بس يقول حمود انا يفهم انو بيبي مال انا
مافي يقول بيبي مال انته انا بعدين يسفر فلبين
فيجو : أنا شوي ويجي بيت مدام وخلاص مايقول حمودي بيبي مال انته
نهى : مافي قول مدام قول برنسيز
فيجو : تيب مدام
نهى : أصلا الشرهه موب عليك خلصني تعال
قامت نهى بالنزول لوالدتها وقالت
نهى : يلا عاد يمة وافقي خليني اطلع
أم نهى : وش دعوة يوم قلت لك لاتطلعين تكسرتي وقعدتي بالبيت
نهى : إي والله شوفيني للحين ماطلعت
أم نهى : بس بتطلعين
نهى : إي والله خخخخخخخ
أم نهى خافي الله في هالولد
نهى : أي ولد ؟
أم نهى : والله أن ربي بيسئلك عنه يوم القيامة حتى مايشوفك
نهى : يمة صوري مرززة بكل مكان هذا هو يشوفني
أم نهى : تدرين انه صار يسميني ماما
نهى : ياحياتي ههههههههههههههههه والله زين ما أختار موب لاقي أحسن منك يا أم نهى
أم نهى : أستغفر الله وين بتروحين
نهى : بشيش أقصد بروح لنورة خويتي
حمولتها مغربلين فيها عاد بروح اواسيها
أم نهى : إي والله زين ماتسوين عساها حملت ؟
نهى : لا للحين قلت لها إذا تبي حمود هدية مجانية مانقول لا
أم نهى : حسبي الله عليك ياللي ماتخافين ربك
يلا يلا يمة السواق ينتظر سي يو
المهم يمة أبوي لاسئل عني قولي لها فيها إنفلونزا وأنا مقفله باب غرفتي ومخلية الأغاني شغاله والمكيف بعد عشان يعني أني نايمة
يلا بااااااي
..
ماذا سيفعل ناصر عند عودتة من سوريا ..؟
وهل ستخبره نورة بكل ماحدث ..؟
تركي وديما هل سيستجد شيئ في علاقاتهم ؟؟
وماللذي تريد نوف بمكالمتها الليلية اللتي أتفقت مع حامد عليها ....؟
كل هذا سنعرفه في البارتات القادمة
نهى خرجت مع السائق
دون أن تفكر حتى أن تنظر لأبنها نظرة واحدة
لطالما حاولت تجاهله وتهميشة من حياتها ونسيان أنها أنجبت طفلا
ليس لأنها عديمة الأحساس والمشاعر مطلقا
ولكن كلما نظرت إلى عينية تذكرت راشد
فمحمد أخذ كل ملامح أبيه
مع أنها هي من طلبت الفراق والطلاق
إلا أنها منذ أن تسلمت تلك الورقه
وهي تحاول أن تثبت لنفسها ولمجتمعها ولأهلها أنها غير آبهه
مع أن الحقيقة خلاف ذالك تماما
ما أن ركبت السيارة إلا وشاورت بيدها للسائق
ومن ثم أخبرته أنها هي من ستدلة على البيت اللذي ستقصده
وصلت إلى بيت أهل زوج نورة
كانت خائفة جدا نعم فأم ناصر تكرهها وفي آخر زيارة طردتها شر طردة
لذا لاتريد أن يتكرر ماحصل ولكن يجب أن تدخل لنورة
قرعت الجرس
إلا وخرجوا أطفال دلال وفوزية
نهى : عاشوا كدينا خير أجل دليل النسرة هنا كملت
هي أنت وياه يلا بسرعة روح نادي عمتك نورة
ذهب الأطفال يتراكضون إلى الداخل لنورة
وأخبروها أن هنالك أمرأه تريدها
قامت نورة من مكانها وقامت خلفها أم ناصر
خرجت نورة وهلت ورحبت عندما كشفت نهى وجهها
إلا أن أم ناصر صعرت بخدها قائلة
أم ناصر : وش جايبك أنتي ماعندك بيت يضفك ؟
نهى : إلا عندي بس شرهتك على اللي عندهم رجال وموب عارفين يقطعون ألسنتهم ويخلونهم يكفون أذاهم
أم ناصر : ياجعل لسانك القطع
نهى : آمين بس ينقطع لسانك قبل لساني
أم ناصر : المشكلة أن أمك ماسمعنا لها صوت وأنتي يالنزغه لسانك أطول منك
نهى : إي الحمدلله أمي ماعمرها غثت أحد بهالكبر مهوب مثلك
وأنا مايطول لساني إلا على اللي يطول لسانه معي
أم ناصر : يمه يمه كلتني
نهى : خفتي ؟ أنتي تخوفين ديرة بكبرها أقول عندي كلمة راس مع خويتي
أم ناصر : مافيه لو تموتين
نهى : جعلك الموت أنتي مهوب أنا
نورة : نهى عيب هالكلام هي كبر أمك
نهى : خل تحترم نفسها وأحترمها أللي مايحترم نفسه يستاهل مايجية
نورة : خلاص نهى كافي
أم ناصر : ياجعلني أحظر عزاكم
نورة : خالتي وش هالكلام وش هالدعاوي
نهى : هههههههههههه خليها تدعي شدعوة كل دعوة تستجاب
عسى هالدعوة ترد عليك يارب
أم ناصر : نوير أدخلي بسرعة وأنتي يانهوه برا
نهى : يمة يمة خفت وخري نورة شوي بطيح من الخوف
أم ناصر ولأول مرة تجد من يجعلها تصمت !!
وتدخل بدون أي مجادلة
إلا أن نورة لم يعجبها الموقف نهائيا
فأم ناصر مهما تطاولت فهي أمرأه كبيرة في السن ولها أحترامها
حتى وإن لم تحترم هي
نورة : ماهقيتها منك نهى
نهى : وش رايك فيني سكتها خليتها تبلع لسانها
نورة : وربي مالك داعي
نهى : أقول أنطمي وألبسي عبايتك
نورة : على وين
نهى : على المستشفى نسوي تحاليل وتصوير ونتأكد إذا الخلل منك ولا منه
أقلها تكوني على بينه !
نورة : إي والله ودي
نهى : يلا ألبسي عبايتك
نورة : وناصر ؟
نهى : قولي له أنك بتروحين بيت أهلك
نورة : مدري ليه ناغزني قلبي
نهى : خلصيني بسرعة فرصه دامه مش موجود
نورة : بس الأشعة والتصوير أسعارها غالية
نهى : أفا عليك تحاتين فلوس وأنا معك يلا بس قدامي
ذهبت نورة وأرتدت عبائتها وهاتفت ناصر
نورة : مساء الخير حبيبي
ناصر : مساء النور ياهلا
نورة : أنا بروح مع نهى لبيت أهلي وبعدها هي بترجعني
ناصر : وليه مو واحد من أخوانك مهوب واحد ولا أثنين ثلاثة يخزي العين
نورة : إي بس هي اللي جت تآخذني وماحبيت أردها
ناصر : أوك لاتتأخرين
نورة : أبشر
نزلت نورة وتوجهت لأم ناصر وبناتها وأخبرتهم أنها ستذهب إلى بيت أهلها
وستعود بعد العشاء
لم ترد واحد منهن سوى فوزية قائلة
فوزية : سلمي على الوالد والوالدة
نورة : الله يسلمك من كل شر أمنتكم الله
وما أن خرجت نورة من الباب إلا وتناولت جوالها
وهاتفت ناصر ولدها
أم ناصر : هلا يمة
ناصر : هلا والله وغلا وشدعوة يا أم ناصر تدرين أني مسافر ولاتكلميني حتى
أم ناصر : أترك المشاريه ترا زوجتك طالعه
ناصر : إي قالت لي بتروح بيت أهلها
أم ناصر : بحق إذا رحت بيت أهلها لو بيت أهلها كان أحد أخوانها وداها
أسمع ياوليدي كلم بيت أهلها وأسئل أهلها إذا هي عندهم
ناصر : يمه من جدك إلا نورة أشك في الدنيا كلها إلا هي
أم ناصر : أنا قلت لك ونصحتك والباقي عليك عرضك وأنت أبخص به
أغلقت أم ناصر بعدما دست سموما في رأس ناصر
صبر عشر دقائق ليتأكد أنها وصلت
ومن ثم قال في نفسة سأصبر ساعة كاملة ومن ثم سأتصل
وبالفعل أتصل بعدما أتم الساعة من أخبار نورة له
بأنها في بيت أهلها أتصل ورد عليه عبدالرحمن
ناصر : هلا دحوم هلا هلا
عبدالرحمن : هلا بالنسيب هلا وغلا ها وش علوم سوريا
ناصر : والله برد يكسر العظم بكرا راجعين
عبدالرحمن : الله يرجعكم بالسلامة
ناصر آمين آمين
عبدالرحمن : آمر كأن فيك شيئ
ناص : أختك ماجاتكم اليوم ؟
عبدالرحمن : لا والله ماشفناها
ناصر : روح أتأكد
عبدالرحمن : أمي هذا هي جالسة يمة بنتك اليوم جاتكم ؟.
أم نورة : لا والله ماشفناها
عبدالرحمن : ها سمعت ..؟
ناصر : أوك أوك سلام عليكم
أتصل مباشرة بنورة
وما أن رأت نورة إلا وبدأ ترتجتف والعرق بات يتصبب
أخبرتها نهى بضرورة الرد عليه حتى لايشك
نورة : هلا والله بتاج راسي
ناصر : وينك فيه ؟
نورة : بيت أهلي
ناصر : بيت أهلك هاه أنتي طالق !
أغلق الخط مباشرة ونورة مصعوقه من ماسمعت ومن ثم أنهارت
بعد مضي خمس دقائق نهى تحركها بيديها هاتين
نهى : وش فيك قولي وش فيك
نورة : طلقني يانهى طلقني من غير مايحاول يفهم أنا وين
نهى : ليه يفكر الطلاق لعبه ؟ مهبول نويصر
نورة : طلقني يانهى طلقني
نهى أخذت نورة بعدما طلبت من المستشفى أن يهاتفوها فور خروج النتائج
أخذتها ومضت إلى بيت نورة
وما أن طرقوا الباب فتح عبدالرحمن
وما أن رأته نورة إلا وصرخت بعالي صوتها
آه ياعزوتي طلقني طلقني
عبدالرحمن ينظر إلى نهى وكأنه يود أن يفهم ماذا تقول
ضمته نورة وقالت له بأن ناصر طلقها
أخذها ودخل بها ونهى لحقت بهم وحاولت توضيح كل الأمر
وأنها هي من أخذتها للمستشفى لأن ناصر يرفض رفض قطعي أن
تكشف وتعرف هل هنا لك سبب يمنعها من الحمل
أم نورة لطمت خدها وبدأت تبكي ليس على ناصر
بل للحالة اللتي نورة باتت عليها
..
ناصر ذهب إلى تركي وأخبره أنه سيذهب الآن للمطار
ويجب عليه إيجاد مقعد له في الرحلة القادمة
ويجب عليه أن يشغل تلك الواسطات اللتي يمتلكها وحالا
لظروف أستجدت معه
وهو سيكون هناك حتى يجدون له مقعدا
أخبرة تركي أنه سيبقى في دمشق وعليه هو أن يذهب للمطار
وسيكلم له معارفه ليجدوا له مقعد
وبالفعل مضى ناصر إلا المطار
والواسطة تفعل كل شيئ فقد تدبر له مقعد بعد ساعه
طار انتظاره فيها وكأنها عشر ساعات
لم يفكر بما فعله أبدا فهو مقتنع أن نورة خائنه وتستحق الطلاق
وإلا فأين هي عندما كذبت وقالت أنها في بيت أهلها ؟
وصل الأراضي السعودية وهو يشعر برغبة في تحطيم رأس نورة
أستلم حقائبة وتوجه مباشرة إلى المنزل
وما أن فتح الباب إلا وأمه بوجه تقول له
بسم الله وش جابك
مضى إلى الداخل وعندما رأى أخواته قال
ناصر : طلقتها يايمة طلقتها
فوزية : الله على الظالم الله على الظالم
ناصر : منيب ظالمها وأسكتي لا والله أكسر سنونك
فوزية : طلقت هالفقيرة ليه تقدر تقولي وش سببك
ناصر : خلاص مابي أسمع ولاكلمة
أم ناصر : الله يبشرك بالخير
دلال : يعني خلاص مافي شيئ أسمة نورة في بيتنا ؟
...
نورة تبكي وتبكي وتسقط مغشيا عليها يحملها عبدالرحمن بين يديه
ويساعده عبدالله في ذالك وتمشي خلفهم نهى فهي تشعر أنها
هي المتسببه بكل ماحدث أم نورة تمضي خلفهم وهي تتحسب على ناصر
وما أن وصلوا إلا وأدخلوا نورة في الطوارئ مباشرة
نورة فجأه تسكن وفجأه تعاود الصراخ والبكاء والنحيب
أعطوها أبرة منومة وماهي إلا دقائق ونورة باتت ساكنة
إلا أن دموع عينها مازالت تنسكب
نهى قبلت رأس نورة ومسكت يدها
وبدأت تتوسل إليها أن تسامحها فماقصدت أن تهدم بيتها
بدأت تبكي وتبكي وتبكي
ولم تتنبه إلا وعبدالله يصرخ في وجهها
ويطلب منها الرحيل فهي رأس المشاكل
وهي من تسببت بطلاق نورة لأنها هي مطلقة
فتريد أن تكون نورة مثلها
نهى لأول مرة تشعر بأنكسار نفسها
هاتفت السائق وطلبت منه الحضور
وتوجهت للمستشفى اللذي قاموا به بعمل التحاليل
وبعدما فرحت لنتيجة التحاليل وأطمئنت
أخذتهم معها وذهبت للمستشفى
اللتي ترقد به نورة وبمجرد أن أتت عين عبدالله في عينها إلا
وطلبت منه أن يصمت وينظر إلا التحاليل والأشعه
فهذا فقط ما رجته وماتمنته
وبعدما شعر عبدالله بالخزي من نهى
توجهت لأم نورة وقبلت رأسها وقالت
نورة سليمة ولاتوجد أي مشكلة تمنعها من الحمل
أرجوك أخبريها أنني كنت متأكدة أنها قادرة أن تكون أما يوما
فهي أكثر من يستحق أن يشعر بالأمومة
ضمتها أم نورة إلى صدرها
وبكت وأخبرتها أن البشارة بهذا الخبر ستكون لها
والآن ليس مأسوف على الأخ ناصر
المهم الآن نورة
نهى حملت نفسها وحملت التحاليل وتوجهت إلا بيتهم
وأقسمت ما أن يأتي ناصر إلا وسترمي التحاليل في وجهه
وستضع إشارة حمراء على الوقت والتاريخ
دخلت المنزل ولكن لم تجد أمها تصرخ بوجهها
ولكنها وجدت أبيها
لم يصرخ ولكن أقسم لها أنها لن ترى الشارع مجددا
فهي لاتستحق الثقه اللتي وهبت إياها
صعدت نهى إلى دارها ولم تتفوه بكلمة واحدة
أخذت دوش دافئ
وما أن خرجت إلا ووجدت أبيها
فوق رأسها ويقول لها بأن
التسكع اللتي تعيشة ستودعة
نهى لاتستطيع مجادلة أبيها بكلمة
مع أنها المدللة لأنها الوحيدة
ولكن إن أمر بكلمة لاتكسر
خرج أب نهى وألقت بنفسها على سريرها
وهي تبكي على نورة
لم تنتبه إلا على طرقات عابثة على الباب
وما أن فتحت إلا ووجدت كائننا صغيرا يقول لها
ددددددااا ددددا ببببا بببببه
أخذت ذاك الكائن وضمته بأقوى ماعندها وهي تقول والله لم أقصد ياحمود
حامد ينتظر أتصال نوف
أن الساعة باتت تشير إلى الثانية
ترجل من ذاك الجوال أن يتصل ولكن لافائدة
أطفئ الأنوار وأستلقى على سريرة يفكر بحالة وحال نوف
ترى ماذا تريد غريب هو طلبها حقا
وكأن الأجابة أتت سريعا فنوف تتصل
وهاهو سيعلم ماذا تريد نوف
حامد : صباح الورد
نوف : صباحي أنت
حامد : كل الجروح لها دوا غير جرحين
ضيق الزمان وبعد واحد تحبه
نوف : أنا أشهد
حامد : ليه أبعدتي عني ليه تركتيني
أنتي تدرين أني مابي إلا قربك
نوف : حامد أترك كل الحكي أنا بسوي عملية
حامد : عملية ليه وكيف ووشلون ؟
نوف : بيحطون لي صيخ في فخذي
أحس أني متضايقه ياحامد محتاجتك قربي
حامد : أنا طول عمري قربك لاتخافين ياحياتي أنتي
أن شاء الله بتسوينها وبتكوني أحسن من قبل
نوف : بس نسبة النجاح مو كبيرة
حامد : الأمل بالله يانوف تفائلي
نوف : مدري والله ياحامد حاسة أني مخنوقه
ومو عارفه أتكلم
بعدي عنك أتعبني
حامد : هذة رغبتك والله
نوف : أوعدني عني ماتغيب تبقى هنا جنبي قريب
حامد :
..
نوف كانت تحتاج لمؤازرة حامد لها
فهو لطالما أعطاها الدافع والحب للحياة
هو من جعلها تنشر كتاباتها هنا وهناك
وبسببه جعل لها ملحق في أحدى الصحف المشهورة
نوف تيقن بأحتياجها لحامد
وحامد ميقن بأن نوف هي وحدها من تروي كل ذرة في داخلة
..
بدأت نوف بالهلوسة
وما أن تبدأ بالهلوسة إلا وعلم حامد بأن النوم والنعاس قد غلبها
فيبدأ يضحك عليها تارة ويسحبها تارة أخرى
ومن ثم يشفق على حالها ويتركها تنام
..
أغلق حامد الهاتف
وقصد عكازه ومن توجة إلى مكتبة
وأخرج تلك الأوراق وبدأ بالكتابة
..
آه يانوف لم تهاتفيني إلا لأنك أحتجت لدعمي !!
ترا بمجرد أنتهاء دعمي لك ونجاح عمليتك
ستفارقينني !
هذا ما أنا متأكد منه
إن حاجتي لك يانوف ليست بمثل أحتياجك لي
دوما ترددين أن الحب لايصلح لأمثالنا ؟
ربما نحن أكثر الأشخاص اللذين يحتاجون
العيش بالحب ومن أجل الحب
ألا يكفي نظرات الناس لنا عند خروجنا من المنزل ؟
ألا يكفي أننا نذهب للعمل ونخشى أن نسمع كلمة من هنا وهناك
ليتك يانوف نظرتي لعقلي وقلبي ولم تنظري لم أنا علية الآن
لم لم تكن نظرتك ثاقبة بي مثل نظرتي بك
تهمسين لي وتقولي
أنك لاتريدي الزواج حتى لاتنجبي
أطفالا يحملون مرضك ويعانون مثل معاناتك
لا أعلم هل معك حق ..؟
نحن لم نولد هكذا
فأنا أبرة خاطئة كانت كفيلة بأن تعيق أحدى رجلاي
ليس هذا المؤلك لا والله
مايؤلمني أن تلك الممرضة التتي تسببت بعاهتي
منعت من الدخول للملكة بعد الحادثة
وعندما قصدت ذات المستشفى قبل أيام
وجدتها تعمل بذات المستشفى !!
غريب هو حال هذا البلد !
أغلق ناصر تلك الأوراق وأخذ عكازة وظبط الساعة على السابعة
فعملة في الشركة الجديدة جميل وممتع ومحفز للغاية
لم ..؟
ألا يكفي أن مديره أمريكي الجنسية ينظر للعقل والهمة
ولو كان المدير من نفس الجنسية اللتي يحملها ناصر لا أختلف الأمر
وباتت الكفاؤة والهمة لمن لديه الواو !
عجب عجبب يازمان العجايب
تركي يحاول الأتصال مجددا بديما
ولكن حتى الآن جوالها خارج التغطية
..
ديما تجلس قرب صخرة الروشة
مع أن البرد قارس إلا أنها تضع ذاك المعطف
اللذي وضعته على تركي
وكأن الأدوار باتت تتبدل
فأخذت هي مكان تركي وبدأت تضم معطفه وتشم رائحة
فعطر تركي قد علق به
ديما تنظر إلى الروشة وتشاهد كيفية أرتطام الموج بها
تتخيل لوهله أنها هي تلك الصخرة
وتركي هو ذاك القدر اللذي لطمها بها ومن ثم زال
وتلاشى ولاتدري أين هو
مع أن زوجها يجلس أمامها إلا أنها لاتراه
وكيف تراه وهي تجلس سابرينا اللبنانية قربة
ديما باتت مجردة من الغيرة عليه
مثله فما أن تراه هكذا إلا وتضحك من داخلها
فهي تعبت من المناوشات والمنازعات اليومية
وفي كل مرة يخبرها أنه يظطر للمجاملة
لتنجح صفقاته يال عذرك القبيح
تناولت ديما جوالها ونظرت إليه وهو مقفل
قامت بفتحه
وكتبت
أحاول أخفي إحساسي لكن بالعشق مفضوح !!
ولكن ما أن همت بأرسالها
إلا وهنالك شيئا يصرخ ويقول لا
وبالفعل أستجابت لذال الصوت المنادي قامت بمسح الرسالة وإقفال الجوال
وطلبت من زوجها أن يعودوا للفندق فرائحة الشراب باتت تجلب لها القرف
ولكنه طلب منها أن تذهب هي لوحدها فالسائق اللبناني
في السيارة ينتظرهم
نظرت إليه تحاول أن تستوعب أي كائن هو
ولكنها لم تتعب نفسها بالتفكير أكثر
مضت إلى السيارة وطلبت من السائق اللبناني
أن يوصلها الآن
ومايستوجب عليه فعله سوى السمع والطاعة
أوصل ديما إلى الموفنبيك
وذهبت إلى غرفتها مباشرة
تنام وصورة تركي مازالت مرسوة في عيونها
..
تركي خرج من غرفته
وتوجه إلى المكان اللذي شاهد به ديما أول مرة
وجلس ينظر إلية بصمت وحزن دفين
***
اروح لمكـان ٍ خابـره ..خابـره ياتـيـه
اسوق القدم صوبـه وهـي مالهـا حاجـه
مكـان ٍ نزيـه وأول مواجهـي لـه فـيـه
وأنا خابـر ٍ مارجـل مثـلـه بـدواجـه
لعل وعسى مـا حدنـي للمجـي ..يدعيـه
واشوفـه وانـا مـاودي اسبـب احراجـه
يحب الجريح اخـر دروب اللقـاء ويجيـه
وتحـب القـدم جيّـة مكـان اول مواجـه
**
ترقبوا ماذا سيحدث في البارتات القادمة
نورة فتحت عينيها وأخيرا وباتت
تُتَمتم وتناديْ
تناظر إليها أمها تحاول أن تفهم ماتقوله
ولكن لاتستوعب تنادي عبدالرحمن أخيها
فهو الوحيد اللذ لم يغلبة النعاس حتى الآن
يدخل إليها ويقبل جبينها ويمسك بيديها
ويهمس لها في أذنها
لاتقلقي أنا هنا وأخوانك جميعهم حضروا وحتى أبيك
مع أنه لايطيق رائحة المستشفى إلا أنه أتى هنا
ولم يقبل أن يذهب إلا عندما يطمئن عليك
هيا فلترحمي عجز أبيك
وضعف أمك وقلة حيلة أخوانك وتنهضي معنا إلى منزلنا
باتت تنظر إلية وتبكي بحسرة لامثيل لها
قبل يدها وقال لها بأن ناصر وحده من خسرها
وحاول أن يخبرها بنتائج التحليل
ولكن شعر أن الوقت غير مناسب
فنورة مذبوحة وليست مجروحة
وحتى إن أخبرها فستظن أنها نوع من المواساة ليس إلا
دخل أب نورة في هذة الأثناء وهو يمسح دموعة
بيدية التتي أمتلأت التجاعيد بها
وما أن رأته بنيتة إلا وأجهشت ببكائها
قام عبدالرحمن وأفسح المكان لأبيه ليقرب من أبنته
رفعت نورة نفسها
ومدت يديها وكأنها تريد من أبيها أن يحتضنها
وبالفعل رمى بعصاه على عبالرحمن
وضم أبنتة وجعلها على صدرة
أتى عبدالرحمن وأسند أباه فهو رآه يرتجف ولايقوى على الوقوف
كان الموقف مؤثرا جدا فماكان من أم نورة إلا أن تبكي
أبو نورة : يابنيتي وش تصيحين عليه ؟
اللي ماعدك رآس مال لاتعدينه خسارة
والبيت اللي شالك هو لك
والله ثم والله
لو يلبسونك من راسك لي
رجولك ذهبك مارجعتك لهم
وأنا ألحين أللي أقول مكانك بيت أبوك
معززة ومكرمة بعد وطول ماراسي يشم الهوا
محدن بينزل دمعة من عين بنتي
وهذاك تسمع ياعبدالرحمن
إن مت فنورة أمانة برقبتك
أمانة أمانة .وأنت قد الأمانة .!
عبدالرحمن : الله يطول بعمرك ويخليك ذخر لها ولنا
ذهبت أم نورة لأبو نورة وقبلت رأسه
ودعت له بأن يطول الله له في عمرة
ويبقية سندا لهم في هذة الدنيا
ودعت الله أن لايذيقها حسرة فقدة وأن يجعل يومها قبل يومه
طلبت نورة من أهلها أن يخرجوها من المستشفى
فهي بخير الآن ولاتريد إلا العودة للمنزل
ذهب عبدالرحمن وحاول جاهدا
إلا أن المستشفى له قوانينه
ولن تخرج إلا عندما يأذن الدكتور بذالك
طلب عبدالرحمن من نورة أن تنام وترتاح وتهدأ
لأنه سيذهب بأهله إلى البيت
وترك له جوالها
إن أحتاجت لأي شيئ تتصل على رقم عبدالله
فهو لطالما كانوا روح واحدة في جسدين مختلفين
ولا يبتعدون عن بعضهم مطلقا
وما أن رحلوا
إلا وعلقت نوره عيناها بسقف الغرفة
وباتت تتذكر اللحظة اللتي عقد قرانها على ناصر
وكيف كانت صغيرة ومرتبكة
ووعدها أن يحفظها ويصونها كدرة في يد بحار
يخشى عليها كخشيته على روحه
بكت كثيرا عندما تذكرت كل ذكرياتها معه
وقبل أن تغمض عينآها تمتمت
أحبك والسكوت أبلغ !!
أما ناصر فكان متجبرا
ولم يفكر بها حتى
فهو يعتقد أنه على صواب
ناصر مستلقي على فراشة يحاول النوم ولكن هيهات هيهات
وهل الظالم تغفو عيناه ؟
يسمع عدة طرقات على الباب
ناصر : نعم ؟
أم ناصر : أنا أمك
ناصر : حياك يمة !!
قام بتعديل جلستة وما أن دخلت عليه أم ناصر
وباتت تريد الحديث عن نورة إلا وأخبرها بأنه مرهق
ولايريد التحدث بأي شيئ
ونورة لاتعني له شيئ ولايشرفه نطق أسمها حتى !!
خرجت أم ناصر من الغرفة
وفرحتها بما حدث تكاد لاتوصف !
قامت بالنزول إلى الطابق السفلي
ومهاتفة أبنتها دلال
دلال : ألو
أم ناصر : أبشرك مايبي يجيب حتى سيرتها
دلال : هلا والله وغلا يمة الله يبشرك بالخير
أهم شيئ حني علية يطلقها بسرعة
أم ناصر : لازم كل شهر تطلق طلقه وحدة الطلاق موب لعبه
دلال : الله يعني ثلاث شهور بنقعد على راسه ؟
أم ناصر : لا طبعا أبروح أخطب له أمل بنت جيراننا منها أظمن أني ألهيه
دلال : هههههههه يعني بتخلينه تحت الأمر الواقع
أم ناصر : إي وبقوله إن ماخذتها لغضب عليك ليوم الدين
دلال : يمة والله أنك منتب سهله عليك مخ
أم ناصر : قطيعة تقطعك صلي على النبي ويلا طسي
دلال : وش فيك قلبتي علي يمة ؟
طوط طوط طوط طوط
دلال وأم ناصر فرحوا أشد الفرح
ولكن فوزية تشعر بالقهر تحاول الأتصال على جوال نورة
ولكن لا أحد يجيبها
تحاول أن تتصل على هاتف المنزل ولكن تخشى ردة فعل أهلها
فمافعلة ناصر مخجل حقا!!
فوزية بكت على أمها وعلى أخيها
لأنها لم تود أن تراهم يوما ظلمة
لأنها تعلم جيدا ماهي عاقبة الظالمين !!
نهى حملت حمودي
وقامت بأدخله لغرفتها
ومن ثم بات يلعب ويركض في أرجاء الغرفة
ونهى تركض خلفة وتضحك على حركاتةوتصيفقه
لأول مرة نهى تشعر بجمال الأطفال
نعم فهي تريد أن تنسى كل ماحدث اليوم مع نورة
ولم يكن أحد معها وبقربها سوى إبنها
اللذي لطالما تجاهلته وهمشته
ولطالما ضربته على فمة عندما يقول لها ماما
فكانت تردد له [ أنها نهى مو ماما ]
اليوم فقط كانت تطير فرحا عندما يقول لها ممممه
لعب كثيرا والآن هو جائع
المصيبة أن نهى لاتعرف كيف تصنع له وجبتة
قامت بالنزول إلى الطابق السفلي
وهي تحملة بين يديها
ونظرت إلى عبوة الحليب
وحمدت الله أن الطريقة والمقاييس كتبت علية
قامت بتسخين الماء قليلا ومن ثم وضع ملاعق الحليب
وصنعت له الوجبة وما أن حملته بين يديها
وأعطته رضعته إلى وبات في نوم عميق
ولكنها تشعر ببلل يتسرب
تحاول أن تفكر ماهر سر البلل
نهى : يلعن أوم الوهقة حمود من وين تسرب أنت
وبالتالي أكتشفت أن حفاظة ممتلئ ويجب تغييرة
ذهبت وبحثت عن الحفاظ
وأخذت الحفاظ
وباتت تفكر كيف ستقوم بتغسيلة
وهي لاتعرف وخصوصا أنه نائم فكرت بطريقة
أن تأتي بمناديل مبلله وتقوم بتمسيحة
وأنتهى الأمر بسلام
مع أنه تضايق كثيرا فهي قد عكرت صفو نومته
إلا أنه عاد مباشرة بعدما وضعته على صدرها
وكأنه يريد أن يرتوي حنانا
من هذا الصدر اللذي حرم منه
أستلقت على سريرها
ووضعتها بجانبها وغطته جيدا
وأخذت تنظر إلية بأبتسامة
لأول مرة تشعر نهى
أنها لطيفه ولديها أمكانيات
وأخذت تضحك وتردد
[ آه لو يعطون سداح فرصة]
صادقه يا نورة مافي أحلى من الأطفال
يالله ياحمود كيف قلبت مودي اليوم
يآآآآآه تجنن ياحمود تجنن ودي آكلك
أحلى كلمة قلتها اليوم ممممة يوه فديت قلبك
أول مرة أحس أنك كيكة لذيذه ياحموووووود
وقامت بتقبيله بهدوء وغطت بنوم عميييق
نهى عندما تنام لاتشعر بنفسها فهي ترفس
وتتحرك وتتكلم وتتشقلب دون أن تشعر حتى
ولم تتنبه إلا وصوت حمودي يبكي ويصرخ
فتحت عيناها ورفعت الغطاء تبحث عنه ولكنه غير موجود
لم تجدة إلا وهو ساقطا على الأرض مزرقا ولايلتقط أنفاسه
فزعت من نومها وقامت بسرعة
ورفعته عن الآرض وهي تحاول أن تحركة
تريدة أن يتنفس فقط
وضعت فمها في فمه وأغلقت أنفه وباتت تنفخ وتنفخ
ولكن هو لايستجيب
ومأن وضعته يدها على رأسه إلا ووجدته ينزف
صرخت بأعلى صوتها تنادي أمها وتقول
ديما : يمة ألحقييييييييييني وولدي وولدي يمة ولدي
أتت الأم تحمل قلبها بين يديها
تريد فقط الوصول لتعرف ماحدث
وما أن وصلت إلا ووجدت الصغير مزرقا وينزف
حملته بين يديها وصرخت بها أن تقوم بتصحية أباها
وبالفعل قامت بضرب باب غرفة أمها حتى قام أبيها
وبالفعل بدل ملابسة وأخذ عباءة وغطاء أم نهى بين يديه
وألتفت على ديما وسئلها ماذا هناك؟
أخبرته بأنه قد سقط وهو نائم معها على الأرض
فما كان منه إلا أن يصفعها صفعة أدارت برأسها
فهو من ليلة البارحة ويشعر أن صدرة مليئ منها
ودفعها بأقوى ماعندها على الجدار
وذهب مسرعا عنها يريد أن يتلاحق ذاك الطفل
ديما تصرخ بهم أن يأخذوها معهم
ولكن لم يعيروها أي أهتمام
كيف لا وهي قد تسببت به !!
الساعة السادسة صباحا
صحا حامد من نومة وتوجه مباشرة ليستحم
ومن ثم توضأ وصلى ودعا الله أن يكفيه شر الدنيا والآخرة
وأن يجعل الله هذا اليوم
أوله صلاحا وأوسطة فلاحا وآخرة نجاحا
وأن يستر عليهم في الدنيا والآخرة
ويحفظ الله له والديه ويرزقهم من حيث لايحتسبو
طوى سجادته ومن ثم أستعد للخروج إلى الدوام
فهو يريد أن يوصل أشواق لمدرستها
وما أن نزل إلا ووجد أشواق بغير العادة
أنها تضع الميك آب
والكثير من العطورات
وقامت بتصفيف شعرها بشكل ليس معتاد
ساورة الشك قليلا
ولكن ثقته العمياء بأخته تمنعه من السؤال حتى
سألها
حامد : ها أشواق وش عندك اليوم ؟
أشواق : لابس عندنا اليوم يوم مفتوح بس
حامد : آها شكلك فهمتي أنا وش أقصد ؟
أشواق : إي فهمت ويلا لاتأخرني
حامد أصبري أبشرب لي شاي
أشواق : أنت كل يوم تمر دانكن تآخذ لك كوفي اليوم بتغير
حامد : ماعندي فلوس
أشواق ياربيية يلا خلصنا عاد
حامد سكب له الشاي ولم ينسى أن يقوم بوضع حبيبات السكر
ومن ثم قال لأشواق هي للأنطلاق
ودع أمه بقبلة على رأسها وعلى يدها
وطلب منها الدعاء لهم
ومن ثم مضى هو وأخته
وقبل أن يخرج أثار أستغرابة سلك هاتف المنزل مقطوع
لم وكيف ولأول مرة يقطع سلك الهاتف
هنالك أمور كثيرة أثارت إستغراب حامد
إلا أنه تجاهلها فهو لايود تأخير أخته
أوصلها ومن ثم توجه إلى شركته
وما أن وصل إلا ووجد مديرة الأمكريكي يبتسم ويغمز له
ويثني عليه بقول You are awesome
فرح حامد كثيرا
وأستبشر أكثر بكلمة مديرة فهو لطالما حفزة
بدأ عمله مباشرة بهمه وبحماس
وما أن أتت الساعة العاشرة إلا وجوالة يرن
قام برفعه
حامد : نعم ..؟
المتصل : معك هيئة الأمر بالمعروف ممكن تشرف عندنا
حامد : هيئة الأمر خير إن شاء الله ؟
المتصل: تفضل عندنا وراح تعرف وش صاير
..
حمل نفسه وعكازة وتوجه للفرع اللذي طلبوة
وما أن دخل إلا وعرف بنفسة
وقال
حامد : وش صاير علموني
أحد رجال الهيئة : أختك ظبطت في خلوة شرعية في أحد مطاعم الرياض
وصاحت علينا إلا نستر عليها لذالك حنا من باب الستر
بنخليك تآخذها وتتوكل على الله بس بعد ماتتعهد شفويا أننا مانشوف أختك مرة ثانية هنا
ولابيكون التصرف مع قسم الشرطة
حامد : لا واللي يسلم عمرك وش شرطة وماشرطة
أحد رجال الهيئة : الشاب أحيل لقسم الشرطة
لكن كون لأنها بنت سترنا عليها
حامد :
أتت أشواق وهي قد نكست وجهها أمام أخيها
وطلب منها أن تذهب للسيارة بكل هدوء بعدما مد لها بالمفتاح
وبقي هو مع رجال الهيئة يريد أن يعرف الشاب وأسمة
وكل شيئ عنه فنظر إلية الشيخ وقال
أحسبك والله حسيبة من أولئك الشباب
اللذين لايستخدمون جنون عقولهم
أبتسم حامد واشار إلى عكاز
وقال له بأنه على هذة الحال من المستحيل أن يتهور
رفض الشيخ أعطاء أي معلومة عن الشاب
شكرة حامد جزيل الشكر
نعم فيفترض الآن أن يكون بين معمعمة أقسام الشرطة
مضى حامد وهو يتذكر كيف كانت أشواق
تخبرة بأنها لم ولن تحب
ولم تعرف إلا حب أمها وأبيها وحامد
لم لم تجعليني على بينه يا أشواق
ذهب إلى السيارة ووجدها تبكي
قال في نفسة الآن فهمت سر ذاك التزين
الآن فهمت سر السلك المقطوع فمؤكد أنها لم تدخل
عندما أوصلتها للمدرسة
وإلا فكيف بخرجت ومن أجل أن تتفادى أتصال المدرسة للبيت
والسؤال عن سبب الغياب قطعت السلك
يآه يا أشواق كسرتني والله
كانت أشواق تعتقد أنه سيحطم رأسها
ومن ثم قالت في نفسها من المستحيل أن يضرب ونحن في الشوارع العامة
كانت تنتظر وصولهم للمنزل
فمؤكد أنه سيطبق على ماتبقى من أنفاسها
وما أن وصلوا إلا وذهب إلا أمه وقبل رأسها
وقال لها
حامد : يمة ترا أشواق تعبت في المدرسة
وكلموني وقالوا لي تعال أخذها
أم حامد : وليش تصيحين هالقد وش اللي يعورك
أشواق : كل شيئ يايمة كل شيئ أحس جسمي كله
أم حامد : يوه أنتي شابه نار
أخذتها وذهبت بها إلى غرفتها وجلس حامد على الكنبة بعدما
ترك عكازة جانبا
يفكر كيف يتصرف مع أشواق
ويتفاهم معها هو في أشد أنواع غضبه
ولكن يحاول أن يتمالك أعصابة
فهو ميقن أن سياسة الفرض والضرب والحرمان
لاتجدي نفعا مع البنات
فهي قد تركب رأسها أكثر وتعاند
وقد تفعل أمور لايحمد عقباها حقا
تناول عكازة وحاول جاهدا الوصول لغرفة ديما
وما أن وصل إلا وطلب من أمه أن تتركهم لوحدهم
وبالفعل ذهبت أم حامد لتأتي لأبنتها بكمادات باردة
فمن الواضح أثر الروعة والخوف على إبنتها
نظر إليها حامد وقال
حامد : إسمعي يا أشواق ما راح أتكلم معك بأي شيئ الحين
لكن أبي وعد منك أن أمك وأبوك مايدرون عن شيئ
لأنو ممكن ينجلطون لمن يعرفون أنو آخر تربيتهم مقاهي وخلوات
أشواق : والله ماجلست معاه الا دقيقة تو وصلنا وراعي المطعم بلغ علينا
حامد : الحمدلله أنه بلغ يكفي أني عرفت أنك كذبتي وتجرأتي وطلعتي
أشواق: تكفى سو اللي تبيه فيني بس لاتناظرني كذا
حامد : عمر الضرب ماجاب نتيجة
دام مافي أقتناع أنا أقدر ألحين أضربك
وأذبحك من الضرب لكن ما أطلع من دارك إلا أنتي مكلمتة
وثاني يوم طالعه معه ان ماجبتيه بيتنا
وأقدر أذبحك وأخلص منك وأقول دفاعا عن شرفي
ترى محدن يقدر يحاسبني لقلت دفاعا عن الشرف
لكن لو كل بنت غلطت ذبحناها وتخلصنا منها تتوقعين
راح تلقين بنات للحين يتنفسون ؟
شوفي يا أشواق قلت لك لاحبيتي علميني
أنا أوجهك أنا ما أخليك تغلطين
أنا أعرف منو الشاب الي يلعب ومن اللي يتسلى
كون أنك طلعتوامع بعض معناها يطقطق عليك
اللي يسمع كلامك دايم يقول هالبنت ماينخاف عليها
ولا إبن أمه يلعب بعقلها أخرتها تنكفشين ؟
شوفي أنا مامدين يدي عليك ولا صرخت ولا هزئت
ولا أهنت لأني أعرف أنك عاقله وفاهمه وكل اللي صار زلة مراهقه مو اكثر
جوالك بيدك أبيك تقفلينه ألحين
وماتفتحينه أبد
أشواق : خذه والله مابيه والله
أشواق رمت بجوالها على حامد وأقسمت عليه أن يأخذه
هي لم تعد تريده أبدا
حامد يحمل قلبا رقيقا جدا ولو كان بيده لضمها الآن وبكى معها
ولكنه أكتفى بنظره لها
عرفت أشواق مغزاها جيدا
ومضى إلا غرفته وبيدة جوالها
هاتف مكتب عمله وأستئذن بانه قد واجه مشكلة ولايستطيع العودة
سمح له مديرة وكيف لا وهو أفضل موظف على الأطلاق عنده !
أغلق الجوال وبات يفكر في إيجاد حلول
للمصيبة اللتي هو فيها !
...
تركي قرر العودة لأرض الوطن
وكأنه بدأ ييقن
أنه لاداعي لوجوده إلى هناك
مع محاولاته المتكررة لأتصال بديما
ولكن لا أمل للوصل
وربما بات حامد الآن يحتاج وجوده أكثر من أي وقت مضى
!!
نورة هل ستعرف بنتيجة التحليل فور خروجها ؟
ومن اللذي سيخبرها ؟
ماذا عن إبن نهى حمودي هل يبقى على قيد الحياة ..؟
حامد ماهو التصرف اللذي سيتصرفه مع أشواق ..؟
ديما هل ستعود إلى تركي ؟
كل هذا سنعرفه في البارت القادم
حامد أستلقى على سريرة
حائرا مقهورا لايعرف كيف يتصرف ولا ماذا يفعل
يشعر أن كل الأبواب مؤصده أمامه
تناول هاتف وأتصل على حياة روحة نوف
نوف : ياهلا والله وغلا ومرحبا
حامد : هلا بحياتي وروحي وقلبي
نوف : هلا بك وش فيك صوتك مو عاجبني ؟
حامد : ولا شيئ ولا شيئ
نوف : كيف يعني ولا شيئ ؟
حامد : قلبي عندك زحمة وينك فيه ؟
نوف : توني واصله معهد إنجليزي أبي أسجل فيه
حامد : معك أحد ؟
نوف : أي أكيد ولا منو بيدفني ؟ معي الخدامة
حامد : بس ترجعين كلميني ضروري
نوف : أبشر حبيبي بس أوصل بكلمك
أغلق الهاتف وهو يشعر بأن ضيقته قد زادت فقد كان يريد
أن يرمي بحملة على نوف
ولكن نوف مشغولة
تذكر صديق عمرة تركي
من المؤكد أنه لن يخبره بما حدث
ولكن هو يحتاج لدفعة معنوية
تناول الجوال وأتصل على تركي
حامد : ياهلا والله وغلا بالسوري
تركي : لا خلاص بنصير سعودين كم ساعة وحنا عندكم
حامد : الله يبشرك بالخير وين فيه أجل ؟
تركي : الساعة ثلاث طيارتي
حامد : أجل الليلة نتعشا سوا ؟
تركي : لا وين خلها لبكرا على الأقل
حامد : أبشر أهم شيئ نشوفك
تركي : وين اللي بيجي سوريا يعدل سنونه ؟
حامد : مهوب وقته إن شاء الله مرتن ثانية
تركي : وش فيك صوتك مو عاجبني ؟
حامد : لا والله مافي شيئ
تركي : مو علي هالكلام قول وش صاير
حامد : وش فيك موسوس لو في شيئ أنا قلت لك
تركي : لاتعلمني فيك
حامد : لا أعلمك ولا تعلمني بس توصل طمني عليك
وتراك معزوم على العشا
تركي : والدفع علي
حامد : إي أستح على وجهك رجل أعمال وتخلي واحد مثلي يدفع العشا
تركي : تستاهل ولا يهمك
حامد : يلا مع السلامة
تركي : الله يسلمك
أغلق حامد الخط وهو يشعر أن هنالك جبلا على صدرة
تسند عكازة وذهب إلى غرفة أشواق
وهو يقول يارب ألهمني الصبر
كان مايحتاجة حامد هو الصراخ بكل ما أوتي من قوة
ولكن مازال مجاهدا وصابرا
طرق الباب على أشواق
لم تجب أشواق فهي كانت ترتجف من الخوف
قامت بفتح الباب بكل هدوء
وبدأ يمشي ببطئ مع عكازة
إلى أن وصلل إليها
وبعدما أسند عكازة جانبا قال لها
أصدقيني القول من هو ..؟
كانت ترتجف وبعدما سألها هذا السؤال
زادت أكثر وأكثر
كان يعلم وييقن جيدا أنها خائفة من المصير اللذي ينتظرها
نظر إليها وقال لها
لم أكن أعلم بأن أعصابي جامدة إلا اليوم
هل تعلمين الموقف اللذي وضعتي أخيك فيه ؟
أشواق : والله ماعودها
حامد : وش يدريك كنتي تقولي ماحبيتي إلا أمك وأبوك
بدأت أشواق بالبكاء وسرد كل ماحدث
ألتقت بأحد المجمعات
وقام بترقيمها عن طريق البلوتوث
وماكان منها إلا أن تأخذ رقمه وتتصل به فقد أعجبها شكله وكلامه
ومن هنا بدأت علاقتهم
كان حامد يستمع لكل شيئ وكان ينظر إلى عينيها
ويشعر أن كل دمعة تنزل من عينها اللآن هي تغسلها وتطهرها من جديد
هنا لك فرق كبير بين دموع الصناعيه
وبين تلك الدموع الصادقه اللتي تشعر أنها تهز كل ذرة بداخلك
كان حامد يمتلك شعور غريب شعور متناقض جدا
شعور المقهور واللذي يود أن يأخذها ويضربها حتى يشفي غليله منها
فبسببها أدخل هيئة الأمر بالمعروف
وكأن هذا ماينقصه ومن المؤكد أن أسمها بات مسجلا عندهم
حتى لو لم يظهروا ذالك له وأخبروا أنهم سيسترون
فماللذي يضمن الآن أن أسم أشواق غير موجود
وشعور حاني عليها
ويود أن يعرف كيف ينتشلها في الوقت المناسب
من الوحل اللذي تلطخت به
نظر إليها وقال
حامد : عايلتنا مافي أحد تجرأ يجيب سيرتها بحرف عطالي بطالي
وأنتي بحركة غبية وتصرف همجي بتمسين شرف عائلة بأكملها
أنتي بنت لازم توزنين كل تصرف تتصرفينه
أبوك وهبك شرفه عرضة سمعته عايلته
وثق فيك عطاك كل شيئ عشان آخرتها تحطين سمعته بالأرض !!
بالأرض يا أشواق بالأرض !!
لم يتمالك حامد نفسه وبدأ صوته يعلو ويعلوا
أم حامد لاحظت أن المسئلة ليست مرض
وأن المدرسة قد أتصلت على حامد ليأتي بها
وككل أم
قلبها يكون دليلا كافيا لكل ماتخشاه
وقفت عند الباب وكانت تستمع إلا حامد وهو يقول
شرفنا بيضيع والسبب تصرفاتك الساذجة
وما أن سمعت الأم كلمة عرض
إلا وسقطت مغشيا عليها عند باب الغرفة
وكأس عصير الليمون الزجاجي
اللذي كانت تحمله بيدها لبنيتها
كان صوت وقوعة من يدها وأرتطامه الدليل على سقوطها !!
وصل والدين نهى للمستشفى
كانت أم نهى تحمل حمودي بين يديها
وتركض به دون أن تشعر
صررخ أبو نهى بالأطباء وطلب منهم سرعة الحضور
فالولد يكاد يموت
حضررت الممرضه مباشرة
وما أن رأته يختنق إلا وقام بأعطاء الأكسجين
وحاولت جاهدة الضغط على قلبه
إستجاب مباشرة وبدأ بالبكاء حضر الدكتور مباشرة له
وبدأ الكشف على عينية وقام بإمساك يدة
والضغط عليها بشكل خفيف ليتأكد من نبضه
طلب من الممرضة بأن تقوم له بتحليل دم
وبالفعل قامت بأخذ جرعات من دمه مماجعله يزداد بكاء بمجرد
دخول تلك الأبرة في يدة
ومن ثم قاموا بأعطائة المغذيات
أتى الدكتور لأبو نهى وباشر بعدة أسئله أهما
الدكتور : هو فيه إيه ؟
أبو نهى : أبد يادكتور الولد طاح وهو نايم على الرخام
الدكتور : هو يحتاج حاليا لخياطة بسيطة كدة
وحينام عندنا يومين تلاته وحيأوم بالسلامة إن شاء الله
أبو نهى : يعني مافي شيئ الولد
الدكتور : بص حضرتك حيكون في عدة أشعة لمداغوا
وحنحدد بعديها إن كان هو بخير أو لأه
بس هو دالوأتي بخير !!
مضى أبو نهى وطمأن أم نهى ولم يخبرها بأن هنالك أشعة أو ماشابة
أم نهى طلبت منه أن يأتي بنهى المسكينة فمهما كان هو أبنها
ولكن كان الرد بالرفض القطعي
نهى تتصل على أمها تحاول أن تعرف ماللذي حدث لحشاشة فؤادها
ولكن جوال أمها يرن في المنزل
إذن هي لم تأخذه معها
بعد قليل طلبت أم نهى الجوال من أبو نهى وأخبرته
أن أختها قد عزمتهم الليلة على العشاء
وستعتذر لهم
فما كان منه إلا أن يعطيها
أتصلت على نهى وقالت
أم نهى : هلا والله ياوخيتي هلابك عاد توني بدق عليك
نهى : وش أختك أنا نهى
أهم شيئ يمة ولدي ولدي ولدي وش صار فيه
أم نهى : إي كنت بقول لك إننا مانقدر نجيكم اليوم
إي إي ولد نهى طاح علينا وهو نايم لا لا مافيه شيئ لاتحاتين
بس قالوا بينومونة يومين
نهى : يمة تكفين أبي أجي تكفين
أم نهى : لا والله أبد مايحتاج تجون لاتتعبين حالك ياوخيتي
يله مع السلامة ونجيكم بوقت ثاني أخير من هالمرة
أغلقت أم نهى الهاتف بعدما مسحت الرقم
وأتصلت على بيت أختها
وكأنها بالفعل هاتفتهم
أجادت التمثيل على أبو نهى
نهى كانت تبكي بحرقة على إبنها
وبعد تلك المكالمة ذهبت وأخرجت كل ملابسة
وأخذت تضمها إلى صدرها وتبكي عليها
وشعرت أنها لن تستطيع أن تبقى أكثر
فقامت ولبست عبائتها
وأخذت حفائظ وحليب وملابس ودمى
وأخذت بعض الملابس لأمها
ولم تنسى الماء
ووضعتهم في حقيبة صغيرة وهاتفت السائق
نهى : فيجو أنته وين
فيجو : أنا هنا في بيت موزود
نهى : أنا يبغى يروح مستشفى عشان يشوف بيبي مال أنا
فيجو : لا هدا بابا يقول مافي يخلي نهى يطلع من بيت
نهى : فيجو انا بيبي مال انا تعبان انا قلب مال انا يعور
فيجو : هدا والله بابا مشكل
نهى : فيجو هذا بيبي مال انته اذا يصير مريض مافي يروح له انته يشوف ؟
فيجو :
نهى : بس يودي شوي انا يودي حليب مال هو حرام بعدين يجلس صيح
فيجو : يلا بس سرعه سرعه يجي بابا بعدين يخصم راتب كلو
نهى : لا بسرررعة بس يودي حليب ويجي
فيجو : أوك
نزلت نهى بسرعة البرق للسائق
وطلبت منه أن يهاتف أبيها ليسأله أين هم
ويخبره بأن نهى أعطته حليب وحفاظ ليأتي له بها
وبالفعل أتصل فيجو وعلم بأي مستشفى هم
وسئله أبو نهى عن السبب وأجاب كما علمته نهى وأتقنت تدريسة
وقبل أن يغلق الهاتف قال له
أبو نهى : فيجو نهى لاتطلع من البيت مثل ماحذرتك لا والله
فيجو : لا لا هذا بس يجيب حليب وحفاظ نهى مافي يطلع من البيت
وصلوا المستشفى وحاولت نهى النزول
مع فيجو إلا أنه رفض رفضا قطعيا
فهو لايريد من أبو نهى أن يقطع لقمة عيشة
فماكان من نهى إلا أن تقبل بالأمر الواقع
خصوصا عندما تحسست خدها وصفعة أبيها مازالت موجعة
لم يكن أبي قاسيا مثل هذا اليوم
فما كان منها إلا أن تبقى في السيارة
تنتظر عودة فيجو ليطمئنها على حمودي
ما أن ظهر الصبح على نورة
إلا وأتت الممرضة لها تطمئن على حالها
إبتسمت نورة وإبتسمت لها الممرضة
وأخبرتها بأن الدكتور سيصل بعد دقائق
نهضت نوره وأخذت حجابها وقامت بتغطية شعرها
وباتت تنتظر وصول الدكتور نعم فهي منذ الأمس
تريد أن تخرج بأسرع وقت وما أن أتى الدكتور
إلا وسئلها عن حالها وكيف أصبحت الآن
وهل تشعر بأي ألم
كانت تجيب نورة بشكل تلقائي
وكأنها تود الخلاص بعد أن أطمئن عليها وعلى نبضها
كتب لها خروج من المستشفى
وما أن كتبه إلا وتناولت هاتف عبدالرحمن لتتصل
ولكن عبدالرحمن كان أسرع منها في الوصول
أبتسمت له نورة ثم قال
عبدالرحمن : وأنا أقدر أتأخر عن أختي الشينة أقصد الزينة ؟
نورة : لية ماخليت أبوي يجي يآخذني أنت عندك شغل .!
عبدالرحمن : أستحي على وجهك تطلعين هالشيبة لا ومن عشانه عشان نوير
نورة : وه فديته وفديت شيباته أصلا أنا أحب أركب معه
أقلها سواقتة رايقه مهوب مثلك أنت وأخوك المطفوق
في هذة الأثناء عبدالله وصل
ومباشرة شارك في الحديث
عبدالله : نعم وش قلتي عيدي أشوف
نورة : هاه من وين طلعت أنت
عبدالله : في أمك خير عيدي اللي قلتيه
عبدالرحمن : هي تت ترا مهيب واحد من الربع أثقل
عبدالله : تصدق نسيت شفت خشتها أنت
عبدالرحمن : وش فيها
عبدالله : أبد مافيها شيئ بس تجيب المرض شوي
عبدالرحمن : فكنا من بثارتك واللي يعافيك
عبدالله : أقول يلا قومي خلصينا ترا ورانا أشغال
عبدالرحمن : تكفى ياللي مقطعك الشغل
يكفي أنهم خاصمين من راتبك ألفين ريال والسبة التأخير والتسيب
عبدالله : أقول أقمط العافيه بس
نورة : خلصوني أبي أطلع يلا
عبدالرحمن : يلا ألبسي عبايتك وأنت ياعبيد رح كمل إجرائات الخروج
عبدالله : وليه مو أنت ليكون سواق أبو من جابكم ؟
عبدالرحمن : أستغفر الله
نورة : عبدالرحمن تكفى روح أنت خلصهم
على هالآدمي لبكرا مو خالصين
عبدالرحمن : يلا يلا أنتي قومي أنا دقايق وأنا راجع لك
ذهب عبدالرحمن وقام بتخليص إجرائات الخروج من المستشفى
ومن ثم عاد لأخته وأخيه وقاموا بالنزول
وما أن ركبوا السيارة
عبدالرحمن : يالغالية وش رايك نروح لأقرب مقهى ونتقهوى
عبدالله : يلعن أم السماجة ورانا أشغال وذا يبي يتكي
نورة : لا والله ألحين ماودي ودي أروح أتروش وأريح بالبيت
عبدالرحمن : متى نطلع طيب العصر كويس ؟
عبدالله : وين وين وين اليوم مباراة الهلال والنصر محنا فاضين لها
عبدالرحمن : ياخي أنت وش تبي ؟
عبدالله : بطلع معكم واليوم ماينفع أجلوها بكرا
عبدالرحمن : تكفين نورة خلينا نطلع لوحدنا أبي أتكلم معك
عبدالله : قل يآخي مابيك تطلع معنا وفكنا
عبدالرحمن : اللهم طولك ياروح
نورة : لا نخليها وقت ثاني ماودي أطلع
عبدالرحمن : اللي تشوفينه بس تذكري إنك كسرتي بخاطري
عبدالله : ماقدر من متى صرت رحوم أنت ووجهك
نورة : ماعاش من يكسر بخاطرك بس والله منيب طايقة
عبدالرحمن : اللي تشوفينة
توجهوا للبيت وكان أبو نورة ينتظر فقط لحظة وصولها
وما أن وصلت وفتحت الباب إلا وقام هو لها
وضمها بعدما أخبرها أن البيت لم يزداد نورا إلا بحلولها
أبتسمت وقبلت رأسه ويده ومن ثم مضت إلى غرفتها بصمت
ماهي إلا دقائق ولحقت بها أمها ولكن وجدتها تستحم
وظلت تنتظرها حتى خرجت وهي مبلله الشعر
وقد وضعت المنشفة على كتفيها وشعرها منسدل
كان شكلها يجلب الشفقه
نظرت إلى أمها وضمتها وبكت
أمها قامت بتحريكها بقوة وقالت
أم نورة : على إيش تبكين على واحد باعك ؟؟
نورة : يمة أنا أبكي من القهر
أم نورة :أي قهر واللي يعافيك من طبيتي بيتهم وهم مذوقين المر
والمرارير ويعايرونك أنو ماشافوا لك خلفه
والعيبة من ولدهم مهوب منك
نورة :
أم نورة : قطيعه أرتحنا منهم
ويالله أنزلي أبوك طول الليل مانام يحاتيك
أنزلي بردي قليبه
وحتى قهوته قال مهوب شاربها إلا معك يلا ننتظرك
نزلت أم نورة وظلت نورة مصدومة من آخر الكلمات
اللتي سمعتها تتكلم مع نفسها كالبلهاء
قامت بتمشيط شعرها وهي تفكر بكلام أمها
ترى هل ماقالته أمي صحيح ..؟
أم هي محاولة فقط للتخفيف عني
ولكن كيف عرفوا بأنني ذهبت مكع نهى لعمل التحاليل ؟
في هذة الأثناء سمعت عدة طرقات على الباب
نورة :مين ؟
عبدالرحمن : ممكن أتكلم معك ؟
نورة : لا منيب رايقه
عبدالرحمن : يعني أعتبرها طردة ؟
نورة: لا والله مهيب طرده تفضل ياخوي
عبدالرحمن : أدري أنك تعبانه لكن لاتسمحين للألم يهزمك
إيه مظلومة ومقهورة بس اللي مثل ناصر ماعليه حسوف
عمرة ماوقف وقفة رجال وقف أهله عند حدهم مثل ماكان لك
خطوط حمرا ماتتجاوزينها لأنهم أهله
كان مفترض يخلي لهم خطوط حمرا
عشان مايخربوا بيتك
نورة : بس مو هم اللي خربوا بيتي
عبدالرحمن : أجل مين ؟
نورة : نهى هي اللي خلتني أطلع وأكذب عليه
ولولا كذبتي عليه ماصار اللي صار
عبدالرحمن: وأنتي عنزة تسيرك نهى مثل ماتبي ؟
لاتخلين نهى شماعة تعلقين عليها أخطائك
كان بإمكانك تقولي لا لكن
لأنك كنت تبغي تعرفين من منو الخلل
نورة : إيه ماأنلام
عبدالرحمن : وخويتك بعد ماتنلام كانت تبي لك الخير
نورة : أي خير وهي
عبدالرحمن : لاتكملين المفروض تروحين تحبين راسها
خمس سنوات أهله يعيرونك إنك ماتجيبين عيال
قدرتي تحطين عينك بعينهم
وتقولي لا أنا أجيب ..؟
يكفي أن نهى خلتك تقدرين ترفعين راسك
وتبدين حياتك ومن جديد
ويانورة تراني ماحب حالة الخنوع اللي أنتي فيها
لاتقولي لي ياليت وكانت وهي السبب
ألحين الحياة قدامك وأنتي بس من تحددين مصيرك
خرج عبدالرحمن من غرفة نورة
وبه من القهر مايكفيه
فهو لم يعتقد للحظة أن تكون نورة بهذا التفكير السقيم
وما أن نزل
إلا ونزلت خلفه نورة بعد ساعة كاملة
كان الجميع يتناول التمر ويشرب القهوة
وما أن نزلت نورة إلا ودهش الجميع !!
فهي كانت مختلفه مختلفه !!
ناصر باشر عمله
حاول جاهدا أن ينسى وجه نورة
عندما تلتقية في كل صباح
وتصنع له القهوة بنفسها
ولاتنسى ذاك البخور والعطور
ومن ثم تقوم بتقبيله والدعاء له
بأن يبارك الله له عمله ويوفقه لكل خير
شعر بشعور غريب جدا
والأكيد أنه مؤلم
وبات يسئل نفسه
ترى أين كنت يانورة ..؟
آه لو أعلم أين كنت ولم كذبت علي !
بدأ يشعر أنه مشتت التفكير
أتى إليه أتصال ولم ينظر حتى لشاشة الجوال
ولكن أكتفى بأنهاء المكالمة من دون رد
كانت أخته فوزية هي من تتصل
لم تستطيع الذهاب لمدرستها
فهي طوال الليل تفكر فيما حدث
وعندما لم يرد عليها ناصر
أعتقدت أنه لم يذهب لعمله إذن هو في المنزل الآن
أرتدت عبائتها وأتصلت على سائقها ليذهب بها إلى بيت أهلها
مضت مع السائق
وما أن وصلت إلا ودقت الجرس وقام أبو ناصر بفتح الباب لها
وما أن رآها فوزية إلا ورحب بها وطلب منها الدخول
وما أن دخلوا إلى المنزل إلا وسئلته عن ناصر
وأخبره بأنه لايدري عنه ولايريد رؤية وجهه
كان أبو ناصر متعب ومثقل بالهموم
وكان يتضح ذالك من خلال وجهه وتقاسيمه
فوزية : يبة بسم الله عليك وش فيك
أبو ناصر : أمك ظالمه أمك ظالمه
فوزية : الله يهديها ويصلحها
أبو ناصر : ظلمت بنت بو عبدالرحمن
والله مالي وجه أقابله سودت وجهي الله يسود وجهها
فوزية : لاتكمل يبة أستغفر ربك
أبو ناصر : إن كان أحد بيتسبب فيني فهي أمك
أم ناصر في المطبخ وتستمتع لكلام أبو ناصر
ولم تفكر حتى بالرد عليه
أبو ناصر كان يتعمد إطالة صوته ليسمعها الحديث
وتأتي ولكنها كانت تتجاهل
وتحاول أن تطيل على صوت الراديوا في المطبخ
ولكنها لم تستطع أن تتظاهر ببرود الأعصاب
فما كان منها إلا أن توجهت إلا الصالة وقامت بالجلوس
وتنظر إلى أبو ناصر بغضب
نهضت فوزية من مكانها تود أن تسلم عليها
ولكن قالت لها
أم ناصر : أقعدي مكانك الله لايبارك فيك مابي سلامك
فوزية : ليه يمه ؟
أم ناصر : أنتي بنت أبوك أجل أنا ظالمة ياللي ماتستحين
فوزية : إي يايمة ومحدن كان سبب طلاق نورة إلا أنتي
أم ناصر : الله ياخذك أنتي معها بيوم واحد
أبو ناصر : يالله أن ترد دعوتها لها
أم ناصر : أنا تدعي علي بالموت ؟
أبو ناصر : أنتي قلبك مخلوق من إيش يامرة ماتستحين ؟
أم ناصر : خلك ساكت وأبلع لسانك بس
أبو ناصر : أنا تستكتيني والله إن تحرمين علي حرمة الأخو على أخته
ومن اليوم أكلي وشربي يوصلي بمجلسي
وأنتي مابي أشوف لك رقعة وجهة
فوزية : تعوذ من إبليس يايبة وش هالكلام والله مايجوز
أبو ناصر : والله أني تحملت وصبرت عليها وعلى فعايلها
مهوب ضعف وأنا أبوك بس قلت أبحترم شيباتها وشيباتي
بس أمك مهيب كفو حشيمة
أم ناصر : أصلا أنت ماتستاهل من يحشمك
أبو ناصر : أسمعي يافوزية وهذا أنتي شاهدة
أن مت أمك ماتشم شي من ورثتي ولا ريال والبيت بس يضفها
فوزية : أستغفر الله يايبة
مايجوز هالكلام والله مايجوز هذا وانتوا بهالعمر
أبو ناصر : أها وخري وألحقيني بثيابي للمجلس
فوزية : يبه شلون يعني
أبو ناصر : اللي سمعتيه أصلا أمك من يتحملها أعويذ الله منها
وإن كانت ظالمه فعلى روحها يبوك أنا وش بقى من عمري
مابي بكرا ربي يسئلني ليه مارديت ظليمتها
فوزية :
أبو ناصر : يلا أشوف أبي ثيابي ألحين تجيني
وأنتي يافوزية كل يوم تجيبين غداي وقهوتي
مابي شيئ من أمك
فوزية : أبشر يايبة
غداك وعشاك وقهوتك أبصلحها لك وسواقنا يجيبها لك
أبو ناصر : إيه بنت أبوك والله
مضى أبو ناصر للمجلس
وذهبت فوزية بحزن وإنكسار تحمل ملابسة
وأخذتهم إليه
ومن ثم قامت بالدخول للمطبخ
وصنعت له إفطارة وقهوته وجلست معه
فهي تحبه وتحب جلسته كثيرا
وأم ناصر لبست عبائتها وخرجت لبيت جيرانهم
لتطمئن على عروس ناصر الجديدة
وكأن شيئا لم يكن
ركب تركي الطائرة
للعودة لأرض الوطن مودعا أجمل الذكريات اللتي حدثت بسوريا
وما أن أوصلته المضيفه لمقعدة
إلا وأخرج جواله
ليطفأه فالطائرة ستقلع ويجب أن تغلق كل هواتف الجوال
حتى لاتسبب خلل للطائرة
إلا شاهد رسالة قد وصلته دون أن ينتبه لها
فتحها ووجدها رساله من ديما كتبت بها
[ ياللي ماحبيت عمري إلا منك ]
قام بالأتصال على الرقم اللذي أرسلت منه ديما
كان يدق ولكنها لاتجيب
شعر تركي بالغضب الشديد
هي لم تفعل هكذا لم
ترك لها رسالة
[ أنا في الطيارة برجع الرياض ألحين أتمنى أقدر أكلمك لارجعت ]
وأتى له الجواب سريعا
[ وأنا بعد يومين بكون بالقصيم
ولا رجعت القصيم لأهلي أبكلمك ألحين ماقدر
تعرف ظروفي ولا ؟ ]
أبتسم أبتسامة رضا وكأن نفسه هدأت أخيرا
أغلق الجوال وهو يعيد شريط ذكرى أول لقاء بديما
ترى هل يتكرر ..؟!!
خرج حامد من الغرفة ببطئ
ربما هو الخوف من ماسيراه أمامه
وما أن فتح الباب إلا ووجد أمه ساقطة مغشيا عليها
أخذ يصرخ بأشواق بأن تهاتف أبيهما بأسرع وقت
لأول مره حامد يشعر بحقيقة ضعفة وإنهزامة وإنكسارة
هاهي أمه سقطت أمامه ماللذي إستطاع تقديمه إليها ؟
لينقذها مما هي فيه
أشواق هاتفت أبيها وأخبرته بأن أمها قد سقطت عليهم
كانت تخشى الأقتراب من حامد فهو بات كالمجنون يصرخ
وصل الأب وطلب من أشواق أن تساعده في حملها
فهو لايقوى !
وكأنها الضربة اللتي قصمت ظهر حامد
حمل عكآزة وذهب خلفهم وهو يدعوا الله
في سريرته أن لاتكون والدته قد سمعت شيئا
من ما كان يتحدث به ومباشرة جاوب نفسه إن لم تكن سمعت شيئا
إذن ماللذي جعلها تسقط وهي لاتشتكي من أي عارض
ركب السيارة وطلب أب حامد من نهى أن تأتي معهم
ولكنها رفضت متعلله بأنها متعبه ولاتقوى
فما كان من حامد إلا أن ينظر إليها نظرة جعلتها تأتي بعبائتها
في ظرف دقيقة واحدة
ركب الجميع وتوجهوا مباشرة إلا المشفى
أدخلوها للطوارئ وقاموا بعمل تخطيط قلب وضغط وتحليل دم
للأطمئنان عن حالها من الواضح أنها صدمة عصبية
سنعطيها بعض من الأبر المهدئةأنكم أتيتم بها في الوقت المناسب
هكذا أخبرهم الطبيب
حامد حمدالله ألف مرة أن أمه لم يحدث لها شيئ
ذهب قرب أشواق ووكزها في يدها بقوة
وقال لهاحامد : يلا أجني فعايل عملتك
أشواق لم تكن ترد بحرف واحد
كانت ترتجف من الخوف وتتصبب عرقا
نظر أب حامد إليهم سائلا كيف وقعت أمهم وماللذي حدث
لتصاب أمهم بصدمة عصبية !!
لم يتفوه حامد بكلمة واحده
ولكن هنا لك من تحدث غير حامد
أشواق : أنا السبب
أبو حامد : وشلون أنتي السبب علميني وشلون
حامد : يبة مافي شيئ أستهدي بالله
ماعليك منها بزر وماتدري وش تقول
أشواق : منيب بزر وأنا السبب في طيحة أمي
أنا اليوم طلعت من المدرسة مع واحد والهيئة مسكتنا
إذا ماقالكم حامد
بكرا المدرسة بتكلمكم وبتقول لكم
لأن حارس المدرسة شافني وأنا نازلة من سيارة حامد
وراكبة السيارة الثانية وخذ رقم ها
بعد حاول يمسكني من طرف عباتي ويوم حاولت أشرد
طاح كتاب من كتبي وكتابي مكتوب عليه أسمي
وهو ألحين عنده يعني السالفه واصله واصله
فخلكم تدرون وتذبحوني ألحين وتريحوني
أب حامد لم يتمالك نفسه فأخذها وضربها ضربا في المستشفى
حامد كان يحاول أن يمسك أباه ويخبره بأن يصبر إلى البيت فقط
أتوا لهم إدارة المستشفى وطلبوا منهم الأنصراف
وحل مشاكلهم بعيدا عن راحة المرضى
أعتذر حامد عن ماحدث وطلب من أبيه أن يمضون هم
وهو سيبقى ساهرا مع والدته
إلا أن أدارة المشفى رفضت ذالك معلله أنه لاداعي لبقائة
وكأنها تخشى أزعاج جديد من هذة العائلة أب حامد مسك أشواق بيد
وبيده الأخرى ذاك العقال وكل دقيقة كان يضربها
ضربا على ظهرها وفي الشارع وأمام الجميع
حامد أخذها إلى جانبه فيكفي فضائح
الجميع كان ينظر إليهم ويهز برأسه بالأستغراب
ومضوا إلا السيارة
وما أن وصلوا السيارة إلا وأخذ يضرب في كل حدب وصوب
فتارة في صدرها وتاره على ظهرها وتارة في بطنها
كان يضرب وهو مغمض العين ومن أين ما أتت أتت
وفي النهاية أخذها وأنزلها من السيارة
وقام يركلها ركلا
حامد نزل من السيارة وصرخ بأبية قائلا
حامد : إن كانت هي فضحتنا في مدرستها
فأنت فضحتنا قدام خلق الله
أبو حامد : والله إن أدفنك بيديني والله
آخرتها ينحط وجهي بالتراب
أخذ رأسها وبات يضربة في الرصيف
باتت الناس بالتجمهر حولهم وأشواق باتت تنزف
حامد رفع يديه وقال لن تضربها أكثر يا أبي يكفي يكفي
جلس الأب على الرصيف بعد أن فك أزاريرة وكأنه يختنق
وبعدما تنبه للناس اللذين حوله
ركب السيارة بسرعه وأنصرف وترك حامد وأخته في الشارع
قام حامد وطلب من المتجمهرين أن يرحلوا
إلا واحدا كان صغيرا جدا لايتعدى عمرة الحادية عشرا
قال له أنه يريد سائق تكسي حالا
مسح الصغير دموع الشفقه اللتي نزلت حزننا على أشواق
وذهب لسائق تكسي
وطلب منه أن يلحقه ليدلة على مكان حامد وأشواق
أشواق لم تستطع حمل نفسها أبدا فأتى الصغير يساعدها على النهوض
لم يستطع حامد أن يتكلم
فإن لم يرفعها الصغير من على الأرض فمن ذاللذي سيرفعها ؟
أركبها السيارة وهو ينظر إلى حامد وقال له
الصغير : تبوني أركب معكم ؟
حامد : وليه تركب معنا وين أهلك ؟
الصغير : أنا حمالي وأنت منت قادر تحمل أختك
فأنا أحملها لك
حامد : طيب
الصغير : بس منيب راكب جنبهاأنا رجال خلني قدام
حامد : مو توك بتحملها ؟
الصغير : إي بس ما أقعد جنبها
كان السائق ينظر نظرات غريبة إلى حامد
ويحاول أن يخرج الجوال ليتصل
وما أن رأه الصغير هكذا إلا وقال
الصغير : تدري يامحمد هذي البنت صدمتها سيارة
حامد :
الصغير : بس صدمة خفيف وعشان كذا قلت لك ساعدنا
لأنو أخوي مايعرف يمشي عاد بنوديها للبيت وبنخلي أخونا الثاني يشلها للمستشفى
السائق : وليه مادخلتوها المستشفى اللي طلعتو منه.؟
حامد : حاولنا بس أساسا بالموت لقينا سرير حق أمنا
وحنا طالعين السيارة صدمت أختي هي مافيها شيئ
بس تقول الطيحة كانت على وجهها
السائق : طيب
لم يصدق السائق تلك الكذبه فما عليه أشواق ليس بمجرد حادث
حامد ذهله تفكير الصغير وكيف تنبه لنظرات الرجل
الصغير : ايوا لف يمين الحين امشي سيدا بس بس
ادخل في الحارة اللي على يمينك ايوه أول بيت وقف عنده
يلا نزلنا
حامد لم يستطع التفوه بكلمة فلايدري كيف يفكر هذا الصغير
قاموا بالنزول وأت الصغير
وأسند أشواق عليه
ومضوا على عتبات البيت وحاول يوهم السائق أنهم سيدخلون
وما أن حاسب حامد التكسي إلا وسئل الطفل أين نحن ؟
الصغير : عند بيت خويي
حامد : وليه جبتنا عند بيت خويك؟
الصغير : لأنو لو رحت لبيتكم التكسي ببلغ عنكم
حامد : يبلغ عن إيش ؟
الصغير : يمكن مكافحة التسول
حامد : أي تسول واللي يرحم أمك الظاهر متعود على هالسوالف
أشواق : حامد حامد أحس أني بموت
الصغير : يلا يلا أبنادي ولد جيراننا يوصلنا أبجلسك هنا أصبري
ذهب الصغير وطرق الباب على إبن جيرانهم
كانت الحارة فقيرة جدا ومظلمة وربما مرعبة ومكشرة
خرج إبن جيرانهم وبات الصغير يأشر على حامد وأشواق
أغلق الرجل باب منزلهم اللذي يكاد أن يسقط مع كل دفه
عاد الصغير وحمل أشواق إلى قرب سيارة صديقه
ركب حامد قربها كانت السيارة قديمة جدا جدا جدا
وبها من القذارة مالله به عليم
ولكن هم مضطرين ركب الصغير وبات يسئلة عن عنوان منزلهم
وما أن وصلوا إلا وطلب حامد من الصغير أن يساعده
في إنزال أخته معه وبالفعل أنزلها معه إلى الباب الخارجي
ومن ثم طلب منه حامد رقم جواله
فضحك كثيرا وقال
الصغير : حمالي مثلي تبي عنده جوال ؟
حامد : آسف طيب عطني جوال أي أحد أقدر أكلمك عليه
الصغير : خذ رقم بيتنا بس تراه مقطوع من خمس شهور
حامد : يعني ؟
الصغير : أنت وش تبي مني ؟
حامد: أبي أقابلك جميلك على راسي
الصغير : عطني عشرة ومايصير عندي لك جميل
حامد : بس عشرة .؟ أبعطيك مئة بس بشرط
الصغير : وشو ؟
حامد : تعلمني بأسمك
الصغير : فهد
حامد : والشرط الثاني أنك تجيني بكرا هنا
الصغير
: إذا بتعشيني كل يوم بجيكم أنا كل يوم أنام ميت من الجوع
حامد : وبعشيك بعد تآمر
الصغير يلا وخر وبكرا بجيكم هاه خلو بيتكم مفتوح
حامد : بيتنا كل مفتوح أنت تعال بس
الصغير : يلا يلا عطلتنا عن رزقنا يوه نسيت أنك عطيتني مئة
يعني منيب راجع أدف في هالمريضين عشان هالرييلين ولا أطر
حامد : وش بتسوي فيهم ؟
فهد : أبروح أجيب عشا لي ولأمي ولأخواني
وأبشتري لأختي مصاص ولأخوي فش فاش
وأبشتري لأمي ماي ولبن وعصير وأبعطي البقال حسابه
حامد : كل هذا بالمئة ؟
فهد : إي إي يلا مع السلامة
مضى وحامد في باله ألف سؤال عن مارآه من فهد
قام بالدخول وحاول ينادي الخادمة لتساعده على حمل أشواق
أشواق كانت تحاول أن تزحف زحفا للداخل
وكأنها تخشى وصول أبيها
فأن وصل أبيها الآن سيذبحها وسيعلق رقبتها عند الباب
ساعدتها الخادمة حتى أوصلتها لغرفتها
ومن ثم طلب منها حامد أن تأتي بكمادات باردة
وتأتي لها بأدوية تنومها وتهديها
كانت الخادمة جيدة ضمدت جروح أشواق ومسحت تلك الدماء
وقامت بأعطاء الحبوب
ومن ثم قامت برفع رأسها أكثر من جسدها بكثير
نظر إليها حامد وقال
حامد : لم رفعتي رأسها هكذا ؟
الخادمة : عشان يمكن يكون في نزيف داخل بعدين يأثر على أشواق
حامد : وكيف عرفتي أن ممكن يكون نزف داخلي ؟
حاولت التهرب منه ومضت بسرعه
شك حامد بوضعها أنها خبيرة جدا وليس خادمة فقط
ترى ماهي قصتها هذة
تجاهلها وذهب وأقفل الباب لكي لايأتي الأب ويكمل عليها
أشواق كانت فقط تأن من الألم وحامد كان يمسكها
ويحاول أن يضغط على جسدها ليخفف الألم اللذي بها
كان كلما رأى أنفها عاد ينزف كانت دموعة تسقط ويقول لم يا أشواق
كنا عائلة تعيش في هدوء وسلام
والآن أين أمي وأين أبي .؟ وأنت أنظري ماذا حل بك
كان جوال حامد يرن
قام بالنظر إليه فرآه تركي
حامد : أهلا تركي
تركي : قول حمدالله على السلامة تراي وصلت
حامد : حمدالله على السلامة
تركي : الله يسلمك المهم أبي أشوفك
حامد : تشوفني ؟
تركي إي ليكون مشغول ؟
حامد : إي والله أنا بعيد طالع مع الأهل أتمشى
تركي : طيب بكرا موعدنا ؟
حامد : موب أكيد نشوف الظروف
تركي : أوك طمني عليك
حامد : أطمنك على إيش ؟
تركي : لا بس صوتك موب عاجبني وأدري أن وراك مصيبه
حامد : الله لايجيب المصايب
تركي : زين زين بسوي روحي يلا مع السلامة
حامد : الله يسلمك
تركي أخذ يفكر بحال صديقه
من المؤك أنه في مأزق أخذ دوش دافئ ومن ثم نزل إلى أمه
حكى كل شيئ دار في سوريا إلى حكاية ديما
خبئها بين ضلوعه ولم يتفوه بها
أم تركي : يلا يوليدي ماودك تعرس وتفرحني بعيالك ؟
تركي : أبي ديما
أم تركي : من ديما ؟
تركي : لا لا ولاشيئ أكلم روحي بس
أم تركي : إلا بتقولي من هي ديما
تركي : يمة والله مشغول لراسي لجيت علمتك من هي
أم تركي : والله ماتقوم من مكانك إلا وأنت معلمني من هي ديما ولا والله
تركي : لا لاتحلفين يمه ديما وحدها قبلتها بسوريا
أم تركي :
تركي : ذبحتني هالقصيمية يايمة أدري بتقولين وش هالولد اللي مايستحي
أم تركي : وش أصلها وش فصلها ؟
تركي : مايحتاج يا يمة البنت متزوجة
أم تركي : عوذه تحب وحده متزوجة ؟
تركي : القلب يايمة
أم تركي : لا مافي شيئ أسمه قلب هي متزوجه وأنت بعد لازم تتزوج وتنساها
تركي : يمة لازم أمشي خويي كل شوي يتصل يبي يشوفني
يلا تآمريني بشيئ ؟
أم تركي : سلامتك ياوليدي بس أنتبه لروحك
ما أن مضى تركي إلا وباتت أم تركي تفكر
في فتاة تنسي تركي هذة الديما وتكون مناسبة له
أم تركي باتت في دوامة يجب أن ينسى تركي تلك المتزوجه
وبأسرع وقت ممكن
تركي صعد إلى غرفت وقام بالتعطر والتكشخ ومن ثم النزول
رأى الخادمة بوجهه ورآها متنقبه نظر إلى أمه وقال لها مابها ؟
أم تركي : أنا نقبتها
تركي : هههههههههههههه من متى ؟
أم تركي : من وصلت من سوريا تراها ماتحل لك
تركي : طيب طيب يلا مع السلامة
خرج تركي وهو يضحك على شكل الخادمة بالنقاب
فعيناها تكاد لاتبين شعر أنهم خطين متوازين
مسيكينة هالخدامة والله أنها تعاني
ركب سيارتة الجيب السوداء ومضى إلى بيت تركي
وما أن وصل إلا ورأى سيارة تركي موجودة
والباب مغلق لأول مرة يغلقون أهل حامد بيتهم
دق الجرس ولم ترد علية إلى الخادمة
الخادمة : مين ؟
تركي : حامد موجود ؟
الخادمة : إي يصبر شويه
ذهبت الخادمة إلى حامد وطلبت منه النزول فهنالك رجل ينتظرة
قام حامد من مكانة بعدما مسح تلك الدماء الموجوده على أنف أشواق
ونزل مباشرة وهو ينزل رن جواله نظر إلى شاشتة
ورآها حياة روحه
أبتسم في سرة وقال وأخيرا ..؟
حامد : أهلا نوف أنا ألحين مشغول مرا بعدين أكلمك باي
لم ينتظرها حتى تتكلم كلمة واحدة
ومضى إلى الباب
وما أن رآاه تركي إلا وأبتسم أبتسامة عريضة
وأخذه وضمة إلى صدرة
تركي : ياهلا بالحبايب اللي طالعين مع أهلهم يمشونهم
حامد : تونا راجعين
تركي : إي صح إلا والدليل ثوبك كل دم
حامد : أي دم ؟
تركي :وهاللي بأكمامك وش تسمية
حامد : إيه هذا بزر بالحديقه طاح وشلتة عاد ودمرني
تركي : موب لايق عليك الكذب
حامد :
تركي : وش صاير يا خوي أنا سرك أنا عزوتك أنا يميني بيمناك بوقت بلوتك
حامد : أبد ولا شيئ ياعزوتي
تركي : أنا فزعتك قول بس
حامد : مافيني شيئ بس تعبان تعبان تعبان
تركي : وش تاعبك ..؟
حامد : أمي تعبانة بالمستشفى
تركي : وش صاير عندكم قصة الدم اللي بأكمامك ماهي مريحتني قول
حامد :
تركي : ماراح أضغط عليك أكثر بس خلنا نطلع نتمشى
حامد : صعب ماقدر أترك البيت لحظة
تركي : ليه طيب ؟
حامد : أختي موجوده وصعب أخليها لحالها
تركي:
حامد : تركي أنت الوحيد اللي أشد فيك الظهر
واللي يسلمك خلك على إتصال معي يمكن أحتاجك
أنا مادري عن الظروف بس تكفى حتى لو نمت خل جوالك هزاز
وخله نغمة عالية أنت تدري أن رجولي ماتعيني
ولازم أحد يسندي ويكون معي طلبتك ياتركي مابي أحتاج أحد غيرك
تركي : أعرف عزة نفسك لاتعلمني فيها
حامد : أنا لازم أدخل ومثل ماوصيتك ياتركي
تركي : أبشر والله
دخل حامد إلى بيتهم وأغلق الباب أيضا
تركي كان يفكر بكلام حامد كثيرا
ترى ماللذي يحدث في بيتهم
من المستحيل أن تكون المشكلة هي تعب أمه فقط
لا لا المشكلة أكبر بالتأكيد
نظر تركي إلى جواله ليتأكد بأن ديما لم ترسل ولم تدق
ولكن لم يصل أي شيئ
قام بالذهاب للمقهى قليلا
كان طوال جلستة يفكر بتركي وحاله وأحواله
وركز نظرة على جواله حتى يتأكد بأن حامد لو أتصل ينتبه مباشرة إلية
بعدما أتت الساعة الثانية عشرا قام بالعودة للمنزل
صعد إلى غرفته مباشرة وظبط جواله على أعلى نغمة بعدما ظبطها
على وقت صلاة الفجر بدل ملابسة ونام
تناول جواله وفكر هل يتصل بحامد ليسأله إن كان بحاجته أم لا ؟
ولكن تذكر أن حامد قال إن أحتجتك فأنا سأتصل
فتراجع مباشرة ووضع عند رأسه مباشرة
وحاول النوم ولكن قلبه مشغول بأمر حامد رفيق الدرب!!
نورة قامت بالنزول من عتبات الدرج
كآن أهلها ينظرون إليها بذهول
نعم فهم لم يعتادوا عليها بهذا الشكل مطلقا
كانت ترتدي جنزا أسودا وتلبس بلوزه بيضاء موردة بالأسود والموف
قد صففت شعرها ووضعت تلك الكرفته الموف
كانت تنزل بكل كبرياء وشموخ
نظر إليها عبدالرحمن وأدرك أنها مهشمة
من الداخل ولكنها باتت تكابر على جرحها
وهذا شيئ جميل جدا ومن صالحهم
عبدالله : دحوم ناظر تكفى وين الخدامة السعودية
عبدالرحمن : إي تطوروا
عبدالله : ليت نصور مطلقك من زمان أقلها نشم ريحة غير البصل
ونشوف حركات ووجنوز
عبدالرحمن : أستح على وجهك شوي
عبدالله : خير وش حارك أنت وش تبي تراها أختي
عبدالرحمن : زين درينا خلاص
عبدالله : إلا من وين شارية الجنز
نورة : من مانجو
عبدالله : ياحليل حتى المنجا صار لها محل
عبدالرحمن : خييييير وش منجا تقوللك مانجو
عبدالله : محدن غبي وثور إلا أنت المنجا وش يدلعونها فيه ؟
عبدالرحمن :
عبدالله : مانجو
نورة : ياربي أنت وين عايش وش محل مانجا ومامنجا
عبدالله : أقول أنطمي بس
عبدالرحمن : أقول لاتقولها أنطمي لا أتوطاك
عبدالله : شايفها وش تقول عاد ألحين يعني انا البنت الكيوت
عبدالرحمن : شلون يعني كيوت ؟
عبدالله : تصغير للكوت
عبدالرحمن : وش كوته أنت ووجهك ؟
عبدالله : أنت وش دراك وخر بس وخر مناك
عبدالرحمن : حمدالله والشكر الله لايبلانا
عبدالله : أنطم نوير وش أخبار خويتك الحلوة اللي جت المستشفى
وجيت نفخت عليها
نورة : وش نفخت عليها فيه ؟
عبدالله : أنا وش دراني أنا موديتك للمستشفى جيت وفجرتها بوجهها
نورة : ووش قلت لها عسى مازعلتها
عبدالرحمن : والله أنكم عاهات يالبنات
عبدالله : أنا أشهد
عبدالرحمن : أخرس
عبدالله : أبشر
عبدالرحمن : توك تقولين أنها خاربتن بيتك
هاللحين خايفه على مشاعرها ؟؟
نورة : مهما كان هي صديقتي
عبدالله : المهم أسئليها وش هو عطرها ولاقالت لك والله إن تآخذينه جيبية لي
عبدالرحمن : طرار أنت ؟ وعيب تتكلم كذا وش عطرها وش هالقلة الحيا
عبدالله : ماعليك ماعليك أنا قررت أخطبها
نورة : وش تخطبها ؟
عبدالله : مدري عجبتني
نورة : تراها مطلقه وعندها ولد
عبدالله : وش فهمك أنتي ترا الشركات ألحين يدورون الكفائات والخبرات
عندك شهادة خبرة تمشي ماعندك أنقع بها
عبدالرحمن : أستح على وجهك ووجع
أبو عبدالرحمن : وش هالكلام ياولد
أستح على دمك علومك مهيب علوم رجال قم أنقلع برا
عبدالله : وأنا وش قلت ؟
عبدالرحمن : أنقلع براااااااااااااااا
عبدالله : ودي أفهم وش حارقن رزك ؟
عبدالرحمن : لاتتكلم عنها بهالشكل
عبدالله : وأنت منو عشان تحاسبني عليها
عبدالرحمن أنا مو عليها هي مابيك تتكلم عن أي وحدة كذا
عبدالله : أدعسسس
عبدالرحمن :
أم عبدالرحمن : بس خلاص ياعيال أحترموا أبوكم
عبدالله : سكتيه هو
عبدالرحمن : حسابنا بعدين
عبدالله : تكفى قوم كسر سيارتي لاتكفى تكفى
عبدالرحمن
ضحكت نورة وأخيرا وضحك عبدالله
وضحك أبو عبدالرحمن وأم عبدالرحمن
إلا عبدالرحمن هو الوحيد اللذي لم يضحك ولم يحرك ساكنا !!
رن الجرس في هذة الأثناء
وقام عبدالله ليفتح الباب
وماأن فتح الباب إلا ووجدها فوزية أخت ناصر
وطلبت منه أن ينادي نورة لها فهي تريد أن تسلم عليها
مضى عبدالله إلى الداخل
وقال لنورة
عبدالله : ترى أخت زوجك برا تبيك
ما أن قال هذة الكلمة إلا وتفاجأوا بنزول زياد من الدور العلوي
قال وهو يحاول أغلاق أزارير ثوبه
زياد : من اللي جاي
عبدالرحمن : بس جاكم المهايطي بالله من وين طلعت أنت ؟
عبدالله : هذا تبيه يطلع قله بس هوشه مثل الثور لابغيته يهيج قوله أحمر بس
عبدالرحمن : سماجة نضحك يعني ؟
عبدالله : إي
غضب أب نورة وخرج إلى فوزية المسكينة وقال لها
أبو نورة : أسمعي ترا ماجانا منكم يكفيني
وبنتنا عندنا وولدكم عندكم وسلمي على أبوك وقولي له
هذا الأمانة اللي وصاك عليها بو عبدالرحمن .؟
هذا اللي قالك عدها وحده من بناتك ؟
فوزية : العذر والسموحة منك ومن نورة والله أبوي مستحي منك
وماظن ترضاها أدوس بيتك وتطردني
زياد : أقول يلا يلا يلا برا
أبو عبدالرحمن : أسكت ياولد لانطقت أنا محدن يتكلم
فوزية : أنا جايه بس أسلم على مرت أخوي وماشية
أبو عبدالرحمن : مانبي منكم شيئ ويلا مع السلامة
أغلق أبو نورة الباب في وجة فوزية
وكأنه بهذة الطريقة يسترد كرامة أبنته
ولكن من من ؟.؟
من فوزية !!!
نهى تجلس في المنزل لوحدها
تفكر في حال وليدها وماللذي حدث له
وفي أثناء جلوسها وصل أبيها
حاولت الركض بسرعة لغرفتها
فتعثرت وسقطت مما رآها والدها أنها كانت في الصالة تنتظر
نظر إليها وكأنه شعر أنها بدأت تشعر بكم المسؤلية اللتي عليها
أتى لها وقال لها أنه لم يقسى عليها إلا من أجلها
وأنه بات يسوءة فعلها دائما
فهي لاتدري إلا عن آخر الموضات ووقت التخفيضات
وآخر مافتح من الكافيهات والمقاهي
كان يكلمها بحنية شديدة
مما جعلها تسمع بإنصات
وبعدما أنتهى
نهى : يبة تكفى مو وقت أبي ولدي واللي يسلمك
أبو نهى : يلا أمشي أوديك
طارت نهى من الفرح وذهبت بسرعة ترتدي عبائتها
ونزلت بسرعة ونست تلك الوقعت اللتي خلفت لها ألما في ظهرها
ولكن من أجل حمودي كل شيئ يهون
ركبوا السيارة وتوجهوا مباشرة إلى المستشفى
ومن ثم قاموا بالنزول ليصلوا للجناج اللذي يركن به حمودي
وما أن وصلت إلا ووجدته نائما والمغذيات قد وضعت في يدة ورجله
وأمها تنام بالسرير اللذي قربه
ذهبت إلى أبنها وقبلت يده ورأسة ورجله
أحست بالضيق الشديد لأنها كانت دائما مهمله بحقه
ولم تعطه يوما أي أهتمام
طلبت من أمها أن تمضي إلى البيت
وستبقى هي مع حمودي
غمز أب نهى لأمها وقال هيا بنا إذن وأتركيها هي مع أبنها
أم نهى: من جدك يا أبو نهى ؟
أبو نهى : ليه .؟
أم نهى : مهيب كفو تربية هي
أبو نهى : تتعلم وتتعود
أم نهى : لا والله منيب تاركته دقيقه
هاللحين تنام وتغفي وتطيح عليه وتذبحه
لا لا توبه منيب تاركته عندها هالولد أمانه
أنا ماطلعت من هالدنيا إلا بهالنهى
ومابي هالولد اللي اعتبرته وليدي يروح بغمضة عين
نهى : يمة منتب واثقه فيني ؟
أم نهى : لا طبعا
نهى : حرام عليكم والله
أبو نهى يلا يانهى مشينا للبيت لازم وحدة منكم تكون بالبيت
ماينفع أكون بالبيت لحالي مع الخادمة والسايق يلا
مضت نهى مع أبيها دون أن تتكلم
فأبوها أمر وهي يجب عليها أن تطيع
في طريق العودة أتصلت عليها نورة
نورة : السلام عليكم
نهى : هلا وعليكم السلام
نورة : كيفك ؟
نهى : الحمدللة ماشي الحال
نورة : وش فيك ؟
نهى : حمودي تعبان بالمستشفى
نورة : أجل أنتي معاه ؟
نهى : لا أمي بقت معاه ومارضت لي أبقى
نورة : وهذا اللي مضيقن صدرك ؟
نهى : إي وربي
نورة : حركات والله صرنا حساسين
نهى : ليه أنتوا معتقدين أني عديمة أحساس
اللي يقول منب كفو مسؤلية
واللي بتنام على ولدها وبتذبحة
وأنتي تقولين تطورت ليهليه تراي إنسانه
نورة : لا بس متعودين عليك داشرة ومايهمك شيئ الا شيشة التفاح
نهى : منتب زعلانه مني ؟
نورة : لا طبعا وليه أزعل منك ؟
نهى : يمكن تقولي أني خربت بيتك ولا شيئ
نورة : لا وش دعوة يكفي عرفت أني أجيب عيال
نهى : إي عاد أنا قايله أبرسل التحاليل للنويسر حقك
نورة : لا لا والله ماترسلين أمنتك ماترسلينهم
نهى : ووجع ليه ؟
نورة : لغاية في نفس يعقوب
نهى : طيب ممكن تفارقين ؟ ترى مالي خلقك
نورة : طيب لاتدفين تعالي بيتنا
نهى : اللعبة راحت بابا سالم مايرضى هذا بعدين يصفع كف حق انا
أبو نهى : ههههههههههههههههههههههههههه
نهى : لحظة لحظة نورة خل أتأكد كني شفت سنون أبوي
أبو نهى : يلا عاد
نورة : عطيني أبوك
نهى : خييييييييييييييييييييييير
نورة : بحسبة أبوي ترا
نهى : ليه بكيفك هو ؟
نورة : يلا عاد بلا بياخة
نهى : يبه نوير تبي تكلمك
أبو نهى : عطيني
نورة : السلام عليكم عمي سالم
أبو نهى : هلا والله يابنيتي إلا نهوي وشلون خاربه بيتك بعد هذي جديدة
نورة : لاماعليك منها ماتعرف أنها تحب تستهبل ؟
أبو نهى : وش السالفه ؟
نورة : لا أنا طلبت الطلاق لأني مابي أبقى مع واحد مايجيب
عاد ونهى تبي تستخف دمها وترسله التحاليل تستعبط طبعا لاتصدقها
أبو نهى : حسبت بعد كان وريتك فيها
نهى : ياربية
نورة : طلبت عمي جيب نهى عندنا أنا محتاجتها
أبو نهى : كملت تطلقتوا وقعدتوا بكبودنا
نورة : الله يصبركم علينا
أبو نهى : يلا أفتحي الباب دقايق وهي عندكم
عادت فوزية إلى بيت أهلها
ودموعها على خدها
ذهبت لأبيها تخبره بما حدث وكأنها حزينة محسورة
نظر إليها أبيها وقال لها
أبو ناصر : ماينلامون والله لو بنتي يتسوى فيها اللي سوته أمك ببنتهم
لأسوي أزود من سواتهم
فوزية : بس أنا رحت أتطمن وأهدي النفوس
أبو ناصر : أي نفوس اللي تهدينها أمك وأخوك خلو فيها نفوس هادية ؟
الله يخلف عليك يابنيتي
دخلت أم ناصر المجلس ورمت بعبائتها جانبا
مع أن أبو ناصر قد أقسم أن لايراها ولكن هي دائما تحاول إستفزازه
أبو ناصر : والله إن ماطلعتي ألحين لاتشوفين شيئ ماشفتيه
أم ناصر : أقول جهز فلوسك بس بندفع المهر
أبو ناصر أي مهر
أم ناصر : بنت جيراننا بس مدري أخطب أمل ولاتهاني أمل شينة بس أنها مدرسة
وتهاني عطالية بطالية بس حلوة وزينة
أبو ناصر : ومن بأمرة رحتي تخطبين
أم ناصر : ماحتاج لأمر أحد أنا لاأمرت أنتوا تنفذون
أبو ناصر : أطلعي الله لايردك
أم ناصر : منيب طالعة البيت هذا بيتي وتبي تطلع أنت ظف عفشك وأطلع
أبو ناصر : ليكون أنتي الرجال
أم ناصر : منيب طالعه من هالبيت إلا لقبري رضيت ولا أنرضيت منب طالعه
فوزية : يمة بس عاد فشلتينا مع الناس خلاااص
أم ناصر : أبلعي لسانك ويلا طسي لبيتك خير طول اليوم عندنا ؟
فوزية : والله يايبة إنك بتمشي معي ألحين ومنتب قاعد بهالبيت دقيقة
أبو ناصر : منب طالع هي اللي تذلف من هنا
أم ناصر منب ذالفه
أبو ناصر حمل عصايتة وذهب لها ليضربها
ولكن أمسكته فوزية وخرجت أم ناصر من المجلس
وأخت الهاتف وحادثت دلال بأنها ذهبت لبيت جيرانهم
وخطبت أمل لأنها مدرسة وتملك حساب في البنك
دلال أثنت على فعل أمها ومن ثم أغلقت منها وهاتفت ناصر
أم ناصر : هلا والله بوليدي
ناصر : هلا يمة تراي مشغول وعندي قضايا وش كثرها
أم ناصر : أهم قضية عندي
ناصر : خير اللهم أجعله خير !
أم ناصر : لقيت لك عروس بتجيب لك الدراهم والعيال
ناصر: شلون ؟
أم ناصر بنت جيراننا أمل مدرسة رحت خطبتها لك
ناصر : ومن قال أخطبيها ؟
أم ناصر : نبي نشوف عيالك ماصدقنا نفتك من هالنوير
نبي عيال عياااال وش فيك
ناصر : حتى أنا والله أبي عيال كبرت أنا وش بقى من العمر
متى بشوف عيالي ومتى بزوجهم
أم ناصر :بس خلاص
ناصر : وش قالوا ؟
أم ناصر : قالوا موب لاقين أحسن بس ليه طلقت نوير
ناصر : وش قلتي ؟
أم ناصر : ماقلت إلا الصدق
ناصر : وش قلتي .؟
أم ناصر : قلت أنها ماتجيب عيال
ناصر : بس ؟
أم ناصر : وقلت أنها ماشية درب بطال أستغفر الله
ناصر : وليه قلتي كذا ؟
أم ناصر : وأنا عند ربي صادقة وش فيك
ناصر : يمة في شيئ أسمة ستر ستر يايمة ستررر
أم ناصر : هم سئلوا وأنا رديت مارحت شهرت
ناصر : طيب
أم ناصر : وقلت لأبوك يدفع المهر
ناصر : وليه ؟ أنا بدفعه
أم ناصر أحسن مدري متى بيموت أبوك أقلها نورثه ونفتك منه
ناصر : يمه
أم ناصر: مصمه تصم أبوك هالغثيث
ناصر : أستغفر الله يمه وراي أشغال مع السلامة
أغلقت الخط ومن ثم توجهت لأبنتها المقطوعة عن العالم الخارجي كله
طرقت عليها الباب ولكنها لم تجيب
طرقت الباب وطرقت الباب ولم تجب ليس بعادتها
بالفعل هي لطالما كانت مقطوعة ولكن تجيب
حاولت فتح الباب وأستغربت أنها وجدته مفتوحا
ولكن أبنتها مريم ساقطة على الأرض وعلب الحبوب متناثرة حولها
صرخت أم ناصر بأعلى صوتها
يممممممممممممممممممممممممممممة بنتي
ديما تستعد للعودة لأرض الوطن
ولوحدها أيضا
نعم هي ملت فطلبت من زوجها أن يعيدها
ولكن ولأنه مشغول وغير فاضي لها ولطلباتها جعلها تعود وحيدة
ديما ركبت الطائرة وما أن ركبت إلا وأخرجت
دفتر مذكراتها وبدأت بالكتابة
***
اشعر ..بالغرق..
وان اطرافي..ليست على مسافة كافية من الشاطئ..
وان اصابعي..تشدني ..نحو العمق..
واني..على وشك..ان افقد ثبات خطواتي..
اريد..ان ينزف قلبي..وجعا..
وان تتوقف..مساماتي عن الحاجة اليك..
وان..تعود سمائي..الى بياضها...
ومقاعدي ..الى صمتها المعتاد..
وان التف على ذاتي..حين كل احتياج..لحضن يأويني..كأنت..
اريد..ان اهرب ..منك..
الان..وقبل " بعد الان "..
اخشى ..على روحي ..من التبعثر اكثر..
وعلى اهدابي..من البكاء اكثر..
وعلى وسادتي..من القلق اكثر..
اخشى..عليَ..من مشاعري..
ومن وحدتي..
ومن إحتياجي..اليك..
اريد..ان ابتعد ..عنك..
وعن كل ما يشدني نحوك..
كي تعود..ذاكرتي..الى مكانها الطبيعي..
وكي يعود برنامج يومياتي..الى روتينه..القديم..
وكي اعود انا نفسي..الى نفسي..
اريد ان ارحل بعيدا..عنك..وعن كل شيء..
فلا ترحل معي..
إبق حيث انت.
فأنا وحدي من سأرحل بعيدا ياتركي
أتت فوزية تركض بعدما سمعت صرخة أمها
كانت تصعد تلك الدرجات وقلبها يكاد يسقط على عتباتة دون أن تدري
وصلت إلى الطابق العلوي وباتت تبحث في تلك الغرف
واحدة تلو أخرى وما أن وصلت إلى غرفة ريم
إلا ورأتها مفتوحة وصوت أمها بها
قامت بالدخول ورأت أم ناصر تضع أبنتها بين ذراعيها
والأدوية متناثرة حولها
بعضها كان فارغا والبعض الاخر كانت حبوبة مترامية هنا وهناك
فوزية صرخت بأمها ماذا هناك وكأنها لاتستوعب ماتراه
وما أن تنبهت وأستوعبت إلا وشهقت بعالي صوتها
وقامت بالنزول بسرعة إلى أبيها
فوزية : يبة يبة يبة واللي يسلمك يا يبة ألحقنا مريم طايحة ماندري وش فيها
أبو ناصر : كلمي نويصر يجي يآخذهم ويوديهم أنا متبرين من أمك ومن عيالها كلهم إلا أنتي
فوزية : يبة هذا وقته ..؟
أبو ناصر : روحي دوري لكم أحد يوديهم أنا منب موديهم والله
أتصلت فوزية على ناصر مباشرة
وطلبت منه سرعة الحضور لأن مريم متعبه
ناصر : طيب خلي أبوي يوديها أنا مشغول
فوزية : مهوب راضي
ناصر : والله يهالشيبة بعد قام يسوي فيها
فوزية : الشرهه مهوب عليك الشرهه علي الي داقه عليك
فوزية أغلقت الخط وهاتفت سائقها
فوزية : بيتا بسرعة يجي بيت بابا ناصر بسرعة
بيتا : أنا عند باب واقف ينتظر أنته
فوزية : يلا يلا أفتح الباب بسرعة
تماسكت فوزية وصعدت من جديد
بعد أن لبست عبائتها وحملت جوالها بيدها
وطلبت من أمها أن تذهب بسرعة وتجلبة عبائتها وعبائة ريم ليغطوها
ذهبت أم ناصر وأتت بحجاب طويل ورمته على أبنتها ومن ثم غطتها بالعبائة وغطت وجهها وبدت ترتدتي هي
أم ناصر : نادي أبوك يشيلها
فوزية : يمة أبوي مهوب راضي يلا ترا موب وقته
أم ناصر : نعم نعم نعم إلا يجي يشلها وألحين أنا منب شايلتها؟.
فوزية : وليه ماتشيلينها ؟
أم ناصر : أن ركيباتي توجعني
فوزية : يآآآه طول الظهر تدورين ماقلتي ركيباتك
قامت فوزية وحاولت أن توقف أختها وتسندها عليها
ولكن كانت محولاتها كلها تبوء بالفشل
وصل ناصر وسئلهم
ناصر : وش فيها وش صاير
فوزية : خلصني شيلها معي أنقطع قلبي وأنا ماسكتها
ناصر : يلا وخري مناك
حملها ناصر ومضو سريعا
ناصر أخذ مريم معه في السيارة وفوزية وأم ناصر
مضوا خلفهم مع السائق
وصلوا المستشفى وذهب ناصر وأتى بكرسي متحرك
وأدخل أخته للطوارئ مباشرة
كانت أشبه بجثه هامدة ناصر كلما أسندها سقطت من الكرسي
فقام وحملها بيده لأول مره يكتشف أنها بخف الريشة
سئلتهم الممرضة مابها
نظرت أم ناصر لفوزية وقالت
أم ناصر : ماندري طاحت علينا
فوزية : وش اللي طاحت ماكلة حبوب
أم ناصر : جعل لسانك القطع
فوزية : يمة الدنيا موب لعبة بيسون لها تحليل دم
وتحليل الدم يبين أنها ماكلتن حبوب وكم حبة بعد
أم ناصر : أقول أبلعي لسانك
ناصر : نعم مآكلتن حبوب ؟
فوزية : كم مرة قلت لكم ودوها لطبيب نفسي يعالجها
البنت كان واضح أنها نفسية بالله شوفوا وجهها
أم ناصر : بنتي مافيها إلا العافية أسكتي بس
الممرضة ذهبت تركض وقامت بالنداء لطبيب ياسر
فضغطها بات ينخفض أكثر من ماهو منخفض
أتى الطبيب ياسر والطبيب خالد معه
بدأ الطبيب ياسر بالفحص والممرضة معه وما أن رأى الدكتور خالد
أن وجوده أظهر علامات الحرج إلا وإسئذن منهم
الدكتور ياسر بات يسئل مالمشكلة
فأخبرته بأنها قد تناولت جرعات زائدة من دواء
طلب من ناصر أن يذكر له أسم الدواء اللذي قامت بتناوله
فهم قد يكسبون وقتا أكبر ليعلمون ماهي مضاعفات هذا الدواء
ويتلاحقونها قبل خروج تحليل الدم فهي تحتاج تحليل دم دقيق لمعرفة الدواء
هز رأسه ناصر بأنه لايعرفه
صرخت الممرضة
نفسها بات يتقطع ومن ثم يعاود
أتوا بالأكسجين ووضعوه عليها
ولكن المشكله ليست الأكسجين فقط
فنبضات قلبها أيضا باتت تضعف
تنبه الدكتور وأخذ يدها وبدأ يحسب كم دقه يدق قلبها بالدقيقه
فتنبه أنه بات يضعف أكثر وأكثر
همس في إذن الممرضة بأن تترك جهاز الصدمات جانبا
فربما يحتاجونه تلك الممرضة كانت خائفة ومرتبكة
فهي ولأول مرة تشهد مثل هذة الحالة
ذهبت الدكتورة راكضه وأتت بثلاث مغذيات وباتت بغرس
تلك الأسلاك في جسد مريم النحيل جسدا ليتم تخليص الجسم
من سموم الأدوية اللتي تناولته
ومن ثم أتت بسلك ضعيف جدا
وقامت بإدخاله من فمها
وبدأت تدخله أكثر وأكثر
كان السلك طول جدا وتم إدخاله كله في جوفها
وبعدها أكمل الدكتور المهمه
وبدأوا بغسيل المعدة
ضربات القلب بدأت تعود ليس بشكل طبيعي ولكن أفضل من ذي قبل
طلب الدكتور من أهلها ترك الغرفة حالا
فوزية باتت تبكي للحاله اللتي باتت تصلها أختها
فهي باتت تهتز وترتجف وبات لونها يميل للزرقة
أنقبض قلب فوزية ونظرت لأم ناصر
أم ناصر حتى الآن لا تستوعب ماذا ترى
وماهي إلا لحظات وهاجت على الدكتور وقامت بضربة وتصرخ عليه
بأنه سيتسبب في موت إبنتها
كانت تصرخ بهستيريا وكانت تضرب بيدها ورجلها
قام ناصر بإمساكها وقامت فوزية بالأعتذار للدكتور عما حدث
وحاولوا إخراج أمهم من تلك الغرفة
طلب الدكتور من الممرضة أن تلاحظ ماذا يحدث لها فالآن بدأت الأدويه بالتفاعل
والفتك بها
بعد ساعتين من تركها تحت الملاحظة
كانت الممرضة تنهي إجراءات دخولها ويدها ترتجف
وتنظر للدكتور بإستغراب
الدكتور ياسر : في شيئ ؟
الممرضة : لا بس ماكأنها تحتضر ؟
الدكتور ياسر : لا لا هذة مضاعافات من الأدوية اللي كلتها
مجرد مايوصل تحليل الدم راح أخبرك وش بتلاحظين عليها
الممرضة : غسيل المعدة كم مرة راح تحتاجة ؟
الدكتور : اليوم وبكرا وحاولي تجرعينها بستمرار
مويه وملح ودايم أرفعي نسبة الملح شوي عشان تتقيئ بأستمرار
وتتخلص من الجرعات بسرعة أكبر خلي الموية دايما باردة
بكرا راح نسوي لها تحليل ونشوف كم مرة تحتاج الغسيل
أنا اليوم عندي مناوبة مجرد ماتوصل التحاليل سوي لي نداء
الممرضة : أوك
خرج الدكتور وحاول تلطيف الجو الكئيب اللذي حل بأسرة ناصر
الدكتور : أوقف قدامي لاتجيني نعلة ولا شيئ
ناصر : العذر والسموحة والله بس تعرف أم وخايفه على بنتها
الدكتور : إي ياما شفنا وياما لقينا هو تهزيئ هو ضرب هو لعن
الله يعين بس
لابد نتحمل كل ردات الفعل أحب أطمنك حاليا إنو تحسن وضعها وبدأ يرجع
قلبها للأفضل بس مو للحال الطبيعي طبعا راح يظل قلبها متخبط
وبعد شوي راح نجري تخطيط قلب وراح أرويك التخبط اللي صاير
لذالك نلقى نبضات قلبها تضعف وترجع من جديد
طبعا أكيد عارف أنو الأدوية لها مؤثرات جانبيه !!
يفضل مافي أحد يبقى معها لأنو راح ندخلها العناية المركزة بعد ساعتين
أو يمكن أكثر راح تحتاج لمرافق إذا رفعنا عنها كل الأسلاك
وبدت تقوم لدورة المياة راح تحتاج
بس حاليا مستحيل أنها تسندها حتى رجليها
أعتقد الجرعة الي مآخذتها كبيرة أو مفعول الدواء نفسه سلبي جدا
الممرضة : دكتور وصلت نتيجة تحليل الدم
الدكتور Bad situation
الممرضة :
ناصر : بشر يادكتور
الدكتور : الوضع سيئ جدا الدواء اللي تم تناوله أثر على القلب مباشرة
راح تكون عندها الرؤية منعدمة لفترة أسبوع كامل راح يظل عندها هلوسه
ماراح تقدر تظبط حركة أي عضو راح تكون حركاتها غير إرادية بته
ناصر : بتبقى عايشة ؟
الدكتور : الأعمار بيد الله لكن حنا ألحين نحطك بالصورة
ونخبرك عن الوضع الراهن كله الوضع سيئ يا أستاذ ناصر
هي كانت تعاني من مرض نفسي ؟
ناصر: مادري كانت دايم قافله على حالها الباب وماندري عنها بشيئ
الدكتور : النحافة اللي هي فيها
وبعض الأعراض على وجهها تبين أنو عندها إكتئاب حاد
بس لازم أرفع تقرير للشرطة بحالتها فبتكون محالة للتحقيق
مجرد ماتصحى وأنت بعد
ناصر : أنا بعد ؟
الدكتور : أكيد وش السبب الي خلاها تقدم على الأنتحار
أكيد مو شيئ سهل
ناصر : بس أنت قلت إنها مريضه نفسيا
الدكتور : ليه ماعالجتوها ؟ ليه ساكتين عنها ليما وصلت لهالمرحلة الحرجة ؟
ناصر :
الممرضة : دكتور أنتهيت من إجرائات الدخول ؟
الدكتور : أنقليها للعناية المركزة وسوي لها تخطيط وتحليل Urinalysis
ذهب ناصر لأهله وطلب منهم أن يمضون
أم ناصر رفضت رفض قطعي أن تذهب معهم
ولكن ناصر أقسم أن تذهب معهم فهي لن تتحمل ماستراه عليه أبنتها
فوزية همست بأذن ناصر أنها تود أن تنظر لها
وبالفعل ذهبت إليها وقبلت رأسها
ولم تمنع نفسها من البكاء عليها
فوزية : ياما قلت لهم
أنا اللي بآخذك لطبيب نفسي يشوفك
لكن كانوا خايفين من كلام الناس
وصلت نهى إلى بيت نورة
أبو نهى : أنتبهي لنفسك
ومتى مابغيتي ترجعين كلميني
نهى : أبشر يبة أبو نهى : وش فيك ؟
نهى : مالي خلق أطلع وحمودي تعبان
أبو نهى : ماعليه إلا العافية
نهى : الله يسمع منك يلا مع السلامة
أبو نهى :يله أمنتك الله
قامت نهى بقرع الجرس مع أنه مفتوحا
إلا أن الذوق يستلزم ذالك خرج عبدالله مسرعا ليرى من عند الباب
وما أن قام بفتحه جيدا إلا ورأى نهى ووعرفها جيدا من عبائتها
عبدالله : هلا والله نهى : لو سمحت ممكن نورة
عبدالله : أصير نورة لو بغيتي نهى : لو سمحت نادي لي نورة
عبدالله : تفضلي
ذهب عبدالله بخطى متسارعة إلى نورة
وقام بالدخول إلى الصالة بينما الكل مجتمع
عبدالله : نوير خويتك الطخما وصلت
عبدالرحمن : كم مرة أقول لك أحترم نفسك
أم عبدالرحمن : بدينا عاد ألحين
عبدالله : أحد حاطك محامي ؟
نورة : بس عاد فكونا البنت وصلت
خرجت نورة مهلله نهى قامت بالدخول مباشرة
نهى : ياويلي وش قاعدة أشوف قدامي
نورة :
نهى : لا ويع وش دخلني بخشتك أنا أقصد الجنزات والحركات
وقمنا نسوي شعراتنا يه يه أتعب أنا نورة : أخلصي علينا أدخلي
وما أن دخلت إلا وتوجهوا مباشرة إلا غرفة نورة
نهى ألقت التحية على الجميع ومضت خلف نورة تصعد تلك الدرجات
الموصله لغرفة المقصودة
نورة تركتها قليلا وقامت بالنزول للمطبخ
لصنع الشاي والمكسرات ولم تتنبه إلا لدخول عبدالرحمن
عبدالرحمن : أقول ماودكم نجيب قهوة من دانكن ؟
نورة : ليه ؟عبدالرحمن : لا بس أنا بروح قلت أجيب لكم معي
نورة : طيب جيب لنا قهوة ولاتنسى تجيب دونت
ودامك بتجيب أنا بصعد لها عبدالرحمن : أوك
ذهبت نورة إلى فوق وهي تضحك على عبدالرحمن
وشكله اللذي يختلف بمجرد حلول أسم نهى فمابالكم بنهى نفسها
فتحت الباب نورة وما أن رأت نهى إلا وفجعت
نورة : تطورات نهى : وشو؟
نورة : أول مرة أشوفك ومنتي مبهلله بحالك بالميك آب
نهى حمود تعبان والله مالي خلق أناظر نفسي
نورة : والله أنك جميلة نهى : من زمان تو تدرين ؟
نورة : لا بس من جد الميك آب يظلمك نهى : قولي لي وش راح تسوين مع ناصر
نورة : بليز خلاص لاتجيبي لي سيرتة نهى : أحح
نورة : خلاص فضيها سيرة مابي غير ورقة طلاقي
وبس توصل ورقة طلاقي بتبدأ حياتي خلاص يانهى خلاص
نهى : وش اللي خلاص نورة : مابي أسولف به أبد
نهى : بس مو قبل ماتعلميني ليه ماتبين نرسله التحاليل
نورة : أبي يتزوج ويشوف حياته
نهى : يمه منك صدق إن كيدهن عظيم
بعد نصف ساعه بدأ عبدالرحمن بطرق الباب
قامت نورة وأخذت القهوة والدونت
عبدالرحمن : أسمعي عطي نهى الدونات السادة
نورة : : بس أنا أحب السادة عبدالرحمن : بس أنا جايبه لها
نورة : وليه تجيب لي بالشوكولاته انا مابيها
عبدالرحمن : نوير عطيها وانا بعدين اجيب لك
نورة : لا والله مهيب مآكلة أنا إلا السادة ونهو تآكل الشوكولاته
دخلت نورة إلى نهى
نورة : عبدالرحمن شوي وينهبل عليك نهى : من عليه ؟نورة : عليك أنتي
نهى : لايشيخه نورة : أنا وعبدالله متفقين أننا نحرك عليه فيك
وياحنا لاعبين بعقله
نهى : حرام عليكم مايستاهلنورة : وراك خقيتي
نهى : ياختي أعاني من فراغ لو تقولين لي سواقكم يحبك حبيته
نورة : ههههههههههه نهى : وجع
نورة : لاتستهبلين دور الحبيبة موب لايق وربي
نهى : ليه دايم محسستني إني جماد ترا نفس القلب اللي عندك عندي
نورة : إي بس ماتعرفين تحبين ماخذة الدنيا هبال نهى : عندكم شيشة ؟
نورة : أسمعي عاد منيب عاطيتك أخوي إلا لمن تبطلينها
نهى : أنا ماقصدت كذا أنا قصدت أغنية أنكسرت الشيشة
نورة :أبوك يالترقيع
تدرين عبدالله هو اللي كشف لنا أنه يحبك
وقال أنا بخليه يكب عشاه لكم بطريقتي
وصار يحاول يجيب سيرتك ويسئلني عنك قدامه
وهو ماتجي سيرتك إلا أنقلب حاله ينرحم وربي
نهى : أنا بالي بحمودي نورة : ياحياتي قولي لي وش فيه بالظبط
نهى : هاه طايح نورة : من عليه ؟نهى : لحاله نوره الله يقومة بالسلامة
نهى : أنا بكلم أبوي يآخذني مخنوقه أبي حمود قومي معي بيتنا ؟
نورة : سلامات تراي مطلقه صبري ثلاث شهور وبسنتر بيتكم
نهى : ولى عهد نسور وأم نسور ويع
هاتفت نهى أبيها وقبل أن تمضي نظرت لنورة وقالت
نهى : عاد سلمي على عبدالرحمن نورة : هذا هو بالصالة سلمي عليه
نهى : لا وين يوم داخله مسلمة عليه بيقول وش هالشفاحه
نورة : عادي بيتشقق نهى : بس ماشكلة في الصالة
نورة : اصبري أبسئل أمي
نزلت نورة وسئلت أمها أين عبدالرحمن
فأخبرتها بأنه ذهب للمجلس الرجال مع أبيه ليضيف الرجال
نورة : ماش راحت عليك
نهى : أصلا من قال أني بسلم عليه أصلا كنت أضحك معك
نورة : صحيح ؟نهى: إي والله
عبدالرحمن كان في مجلس الرجال
يضيف أبو خالد وأبو حامد
أبو خالد : وش في حالك يبو حامد مهوب بالعادة
أبو حامد : السكر والضغط لاعبن فيني الصحه راحت
أبو عبدالرحمن : أي والله الواحد من يجية ضغط وسكر تبهذل
أبو حامد : الله يعين الله يعين
علق عبدالرحمن مازحا
عبدالرحمن : ألا ليت الشباب يعود يوما
أبو عبدالرحمن : أطلع برا عبدالرحمن : أنا يبة أطلع برا ؟أبو عبدالرحمن : إي
أبو حامد : وش فيك يا أبو عبدالرحمن الرجال ماقال شيئ
إية كلنا نقولها وين أيام شبابنا أبو خالد : المهم ياجماعة الخير أنا طالع
أبو عبدالرحمن : وين وين ؟
أبو خالد : أبروح أجيب بنيتي من السوق بكرا ملكتها
ولاتنسون ترا كلكم معزومين بكرا في ملكة بنيتي رحاب
أبو عبدالرحمن : أهم شيئ عطها واحدن سنع لبكرا ترجع لك مطلقه
أبو خالد : الدنيا توافيق وإن الله كاتب لها الطلاق بتطلق
حتى لو أنه الرجال زين اللي مكتوب على الجبين لابد تشوفه العين
ولا يابو حامد
أبو حامد : يالله الستيرة بس
أبو عبدالرحمن : صادق وأنا أخوك صادق
أبو خالد : يلا أمنتك الله
عبدالرحمن : وأنا بعد أستأذن
أبو حامد : وش فيك فشلت الولد ؟
أبو عبدالرحمن : والله مدري وش جاني
أبو حامد : وش فيك عسى ماشر
أبو عبدالرحمن : بنتي تطلقت وأنا والله شايلن همها
أنا وأمها موب دايمين لها وأخوانها بكرا يعرسون
وأخاف يأذونها حريم أخوانها مثل ما أذوها حمواتها
أبو حامد : أفا يذالعلم بنتك تطلقت ؟
أبو عبدالرحمن : وش كاسرن ظهري غيرها
والله النوم مانومه أتقلب وأنا أتونون
أبو حامد : وأنا بعد بنتي مشيبتن راسي ماتبي تدرس
والوحدة لقالت ماتبي تدري يبو عبدالرحمن أعرف أنها تبي تعرس
وأبي أعرسها لواحدن كفو مابي أمشيها وأدربيها هي بعد بنتي
أبو عبدالرحمن : أبد أعتبر بنتك مسميه لواحدن من عيالي
أبو حامد : الله يكتب اللي فيه الخير
وأبد أعتبر هم نورة إنزاح
أبو حامد لم يكن يقصد أن تصل الأمور هكذا
وكأنهم تجآر يتفقون على صفقة متبادلة الأرباح
ولكن أبو أشواق فرح كثيرا فأشواق الآن
كهم الجبال على صدرة يريد منه فقط أن ينزاح
وكم تمنى أن تكون أشواق لعبدالرحمن
عبدالرحمن عاد إلى أمه
عبدالرحمن : يمة أبوي وشو له يفشلني قدام الرجال مير ماعنده كلمه إلا برا
أم عبدالرحمن : والله أبوك من صار اللي صار لنورة وهو دوبه يهاوش
ويفشل الواحد وياويل لو أقول لنورة كلمة شايل همها مسيكين
عبدالرحمن : وشو له يشيل همها وأنا موجود ؟
أم عبدالرحمن : هو أبو ياولدي بكرا بتجرب غلاة الظنا
مضى عبدالرحمن إلى غرفته ووجد نورة تتصنت على غرفة زياد
عبدالرحمن : والله مايجوز اللي تسوينه كل هذا من الفضاوة ؟
نورة : إشششششششششششششششششش
عبدالرحمن وش فيك؟
نورةبس تعال أسمع وش يقول أخوك
..
زياد :لا لا والله بتجيبة وماعلي منك
فلوس ماعندي أبوي صار يقولي ظف وجهك منب عاطيك فلوس
أول تجيبه ببلاش وألحين بفلوس
أسمع أنا من يوم أمس وطبت الشرطة على قعدتنا عند بيتنا
وقاموا يشمشمونا ويناظرون عيونا وأنا غاسلن يدي
أكيد جايه إخبارية ولا لية جاو لنا بس حنا
من يقول أنهم يمشون ويشمشون خلق الله
أسمع بتجيبه لي جيبه بس موب للبيت
محنا ناقصين مشاكل
والله لو ماتجيبة لأقلب الدنيا عليكم كلكم
نظرت نورة إلى عبدالرحمن
وأغلقت فمه وسحبته لغرفتها
نورة : أنت فهمت شيئ ؟
عبدالرحمن : مدري أحس أني مو مستوعب أنو زيود ماغيرهأحس راسي صكني
نورة : أنا من زمان وأنا شايفه عليه أمور بطالية عبدالرحمن : كيف يعني أتكلمي أخلصي علي
نورة : أفتح الاب توب حقه شوف صور البنات اللي عنده والمقاطع
أفتح جواله وشوف الرسايل والوصاخه
عبدالرحمن : كل هذا من زيادوة ؟
نورة : وأكثر أنا أبي أقول لك بس أبي ممسك عليه
يعني صور ومقاطع وكلام بيتهرب وبيقول أي شيئ
عبدالرحمن : بس لو بغيتي الصدق محدن دارين عنه
أبوك كب عليه في هالفلوس ولا يسئله حتى وين بتوديهم
وأمك ماعمرها فكرت حتى تسأله من وين راجع ولا وين رايح
وأنا وعبدالله عمرنا مافكرنا نسئل من أخوياه ومن يقعد معاه
نورة : يعني الشرهه عليكم
عبدالرحمن : والحل ..؟نورة : أقعد أقعد خلنا نفكر
الساعة 12 بعد منتصف الليل
مضى حامد إلى غرفة أشواق وطلب من الخادمة أن تأتي له بوسادة
ليسند ظهره عليه فهو سينام قرب أخته
نظرت إليه وقالت له إذهب لغرفتك وسأظل أنا معها
حامد يشعر أن هنالك ماتخفيه هذة الخادمة
نظر إليها وقال لها أنه يخشى أن يحدث لها أي شيئ في الليل
ولن تعرف هي أن تتصرف
فردت وأخبرته بأن النزف من أنفها كانت إشارة جيده جدا
المهم أن لاينزف أنفها وإن نزف فأعلم أن هنالك خلل
حامد كان ينظر لهمابغرابة وما أن شعرت أن حامد شعر
بأن هنا لك شيئا تخفيه إلا وتعذرت بأنه حان وقت نومها
وقد جهزت لهم العشاء وقبل أن تمضي سئلت حامد
الخادمة : ماما ينام في المستشفى ؟
حامد : وش يدريك ؟
الخادمة : أنا يشوف بابا مع أشواق شيل ماما
حامد : إي في المستشفى خلاص تقدرين تروحين
مضت الخادمة وبات حامد يحاول أن يلاحظ النزف اللذي بأنف أشواق
مازال النزف مستمر ليس بشكل كبير ولكنه مستمر
حامد : مدري أخلي تركي يجي معي ونوديها للمستشفى
ولا أتركها كذا لأنو النزيف بدا يخف !!
طيب لو وداها معي أكيد بيقول وش بلاها ووش جاها !!
والمستشفى لو شافوها مكغخة ووجهها كل كدمات بعد
بيدخلونا في سؤال جواب ياربية أحس راسي بينفجر
أمي في المستشفى ومادري عنها
وأبوي حاله قبل مايمشي مايسر
وأشواق حالتها أردى وأردى
حامد رفع رجله ووضعها على سرير أشواق وأسند ظهره جيدا
ورفع رأسه أستعدادا للنوم !!
وبمجرد ما أغمض عينه إلا وجواله يدق
نظر إلى شاشة الجوال ووجدها نوف
حامد : هلا والله
نوف : هلا وينك ؟
حامد موجود
نوف : موجود وأنت وماتسئل عني؟
حامد : وليه دايم أنا اللي أسئل وأدورك ؟
نوف : أنا كلمتك وأنت قلت أنك مشغول
حامد : متى اليوم بس ؟
نوف : إي
حامد : أنا أسئل عن الأيام الماضية كلها
ماتكلمت عن اليوم وبكرا ..
نوف : كأنو في قلبك كلام ؟
حامد : كلام كثير
صرت لمن أشوف رقمك أعرف أنك تبين شيئ
أسم لروايتك الجديدة ولا تبين رفع معنويات لعمليتك
ولا ودك بأحد حولك وماتلقين إلا أنا عمري ماشكيت ولا فكرت أشكي
أنتي لو تطلبين روحي عطيتك كل ماقلت لك أبجي أخطبك تهربتي
وقلتي لا ماينفع نكون أزواج طيب دامك ماتبيني ليه معلقتني فيك
ليه ماتبتعدين عني وتخليني أنساك ؟
أسمعي يانوف ياتكوني معي ألحين ولا بعدك غنيمة
نوف : أنا بعدي غنيمة ؟
حامد : أنتي تبيني زوج ولا ماتبيني ؟
نوف : قلت لك وجهة نظري !!
حامد : ألا وهي ؟
نوف : ماننفع
حامد : خلاص أجل كلن بدربة !
نوف : بعد كم يوم عمليتي وجاي تسمعني هالكلام ؟
حامد :هاللحين عرفت ليه داقه عن إذنك تعبان وودي أنام سلام
أغلق الخط وفي قلبة زفرة أبت إلا أن تخرج
رمى بجوالة وتملكته الحسرة
نظر إلى وجه أشواق وحمد الله عندما أكتشف أن النزيف توقف
أشواق فتحت عينيها
حامد : ها تحسين أنك بخير؟
أشواق : إي إي أحسن بس بطني وظهري وراسي ورجولي
كل شيئ يعورني كل شيئ يعورني
حامد : بسم الله عليك هذا بس من اللي صار
حامد تذكر أباه مباشرة
حاول الأتصال به ولكن الجوال مغلق
نزل إلا الطابق السفلي
وتذكر أن لأبية مذكرة تحمل أرقام كل أصداقائة
ذهب إلا الصالة وقامت بفتح تك الأدراج وبحث عنه بين الكتب
وجدها قام بالبحث بكل تلك الأسماء
أبو أحمد أبو محمد أبو راشد أبو عبدالرحمن
قام بالأتصال على كل واحد منهم
وما أن وصل إلى أبو عبدالرحمن فكر هل يدق أم لا ؟
الوقت متأخر جدا !!
وكل الأسماء اللذين أتصل عليهم أخبروه أنهم لم يروه اليوم
ترردد كثيرا ولكن يجب أن يعرف أين أباه
فتح جواله وقام بالظغط على أرقام بيت أبو عبدالرحمن
حامد : السلام عليكم ورحمة الله
عبدالله : وعليكم السلام ؟
حامد : مادري أبو عبداالرحمن موجود ؟
عبدالله : أحلف عاد بالله عندكم ساعة ببيتكم ؟
حامد : آسف والله كأني أزعجتكم
عبدالله : لا ماأعجتنا عادي وش تبي أخلص
حامد : أنت عبدالرحمن ؟
عبدالله : لا أبوه أقصد أخوه
حامد : أبوي ينقاله بو حامد مدري جا للوالد اليوم ولا ؟
عبدالله : وأنا وش دراني عنه أبوي عنده مجلس مستقل
يدخلون الشيبان اللي مثله ويطلعون مادرينا عنهم
حامد : أسمع ضروري تسئله بكره إذا جا لمه بو حامد وأترك عندك رقمي
وكلمني ضروري
عبدالله : وين أسجل رقمك خذ رقمي أنت وبكرا دق علي
حامد : يلا عطني أنا أسجل
عبدالله : 0555 والباقي ماتغير
حامد : ياخي خلصني والله منيب فاضي لك
عبدالله : لاتخليني اطلع لك من السماعة أتوطاك
هنا تدخل عبدالرحمن وسحب الهاتف من يد عبدالله
فعبدالله أيا كان المتصل يجب أن يتشاجر معه
فإما أن يغلق عبدالله في وجة المتصل أو يغلق المتصل في وجة عبدالله
عبدالرحمن : يالله حيه يالله حيه
حامد : يحييك يا أخوي من معي ؟
عبدالرحمن : من بغيت يا أبوي ؟
حامد : أسمع ياخوي أنا أبوي ماجا البيت ومنشغل بالي عليه
لقيت في مذكرة أرقام تليفونه رقم أبوك قلت أكلمه
عبدالرحمن : أبوك وش ينقاله يالطيب
حامد : أبو حامد ياليت تسئلي الوالد عنه مو لازم ترد علي اليوم
حتى لو بكرا بس خذ جوالي وطمني تكفى
عبدالرحمن : أبوك ينقاله صالح
حامد : إيه إيه عساه جاكم اليوم ؟
عبدالرحمن : إيه جا لمنا وتقهوى وقهويته أنا بنفسي
بس عقبها مدري عنه والله
حامد : يرحم والديك بكرا لازم تسئل الوالد وتجيب لي الخبر
عبدالرحمن : ماطلبت إلا عزك أصبر أبسئل الوالده
ذهب عبدالرحمن إلى والدته وهي تجلس سهرانه مع نورة
عبدالرحمن : يمة في واحد داق يقول أن أبوه مارجع للبيت
عاد وهم خايفين عليه
وأبوه خوي أبوي كانك تعرفين بو حامد الي كان عندنا وقلتي
يقول لك أبوك أدخل قهوي الرجال
أم عبدالرحمن:والله مدري عنه هو جا اليوم عندنا وجلس مع أبوك
بس عاد ماندري عنه وين راح عقبها
عبدالرحمن : يعني وش أقول له
نورة : طيب روحوا أسئلوا أبوي
أم عبدالرحمن : لا والله ماتصحونه هالأيام يالله ينام
نورة : يمه حرام عليك عياله خايفين عليه ألحين
أم عبدالرحمن : إي بس توه نايم هو
عبدالرحمن : هو ماقال صحوه قال خوذوا جوالي وكلموني طمنوني
نورة : خلاص خوذ رقم جواله عشان تطمنه
عبدالرحن زين
عاد للهاتف
عبدالرحمن : عطني جوالك يا أخوي
حامد : سجل عندك ......05551
عبدالرحمن : أبدق عليك وسجل رقمي عندك
لو أنا نسيت ولا شيئ أنت تدق ذكرني
حامد : أبشر
عبدالرحمن : ها جاك رقمي ؟
حامد : إي إي سجلته
عبدالرحمن : تآمر بشيئ ؟
حامد : سلامتك والله
عاد حامد للدور العلوي ودخل بغرفة أشواق
أشواق عادت تون وتتألم
نظر حامد لنفسه هو لايعلم على من هو مشفق
المهم أن أعلم أين أبي الآن
هكذا قالها حامد
أسند رأسه على ذاك الكرسي وغاص في نومه
..
الصغير فهد مازال
مع ذاك الرجل اللذي أخبر بأنه صديقا له
كان الرجل يرية مقاطع عدة
فهد : طيب موافق بس كم تعطيني ؟
الرجل : اللي ودك فيه أنت كم تبي ؟
فهد : أبي مئة
الرجل : أشوف بدينا نطمع ؟
فهد : تبي ولا ..؟
الرجل خلاص نمشي البيت ولا البر ؟
فهد : البيت
الرجل : يلا مشينا !!
..
ديما باتت تنزعج من أذنيها
فالظغط بات شديدا
كيف لا والطائرة بدأت تحط عجلاتها
على أراضي الرياض
لبست عبائتها وغطائها
..
الرجال البقاء في أماكنكم لحين وقوف الطائرة بشكل نهائي
هكذا قالت المضيفة أنتظرت ديما قليلا ومن ثم قامت
نعم فهي في درجة رجال الأعمال
قامت بالنزول إلى المطار
ووجدت أخيها أتى ليصطحبها
أستلموا الحقائب وركبوا السيارة
ديما كانت حزينة جدا ولا تود الحديث مطلقا
كان أخيها يسئلها عن رحلتها وماذا رأوا وماذا فعلوا
كانت ترد بإجابات مقتطبه
وكأنها لاتود الرد حتى وعندما شعر أنها متعبه
قال لها بأنها تستطيع النوم الآن لحين وصولهم للمنزل
أسندت الكرسي للوراء
كانت تفكر بتركي ترى ماللذي سأفعله معه
نعم أنا أود الأبتعاد عنه كليا ولكن
لا أستطيع لا أستطيع
أني أحاول جاهدة ولكن كل شيئ كل شيئ يجبرني للعودة إلية
ما أن وصلوا إلا وطلب منها أخيها النزول لترتاح جيدا في غرفتها
نزلت من السيارة وتوجهت للمنزل أهلها
وما أن دخلت إلا وأستشعرت بأن نفسها باتت تنشرح
ديما : هلا والله يمه هلا
أم ديما : هلا ببنيتي وين طولتوا هالمرة
ديما : لا بنطول أكثر بس أنا ماتحملت أتخيلي أعيش من غير تحرقني شمس الرياض ولا ما أشم ريحة غبرة الرياض
أم ديما : بشموسها وغبرتها تظل مافي بلد مثلها
ديما : إي أكيد مو بس الرياض اللي مافي مثلها
اللي سكنوا بالرياض بعد مافي مثلهم
ديما قبلت رأس أمها مرة أخرى ومن ثم أستئذنت منها
فهي تود الذهاب لأخذ دوش دافئ ومن ثم النوم بعمق
وصلت إلى غرفتها
ورمت عبائتها وغطائها جانبا
ومن ثم أخذت منشفتها وباتت تستعد لأخذ الدوش
ملئت البانيو بالماء الحار ولم تنسى أضافاة بعض الزيوت للأسترخاء
ومن ثم سكبت الرغوات
وما أن لمست رجلها الماء إلا وصرخت
من حرارته وفي هذة الأثناء تذكرت تركي
وأنها كلما فكرت الأقتراب أحرقها شيئا ما ليبعدها عنه
ترى ماللذي يجعلني أخاف من قربه !!
الدكتور ياسر أشرف على حالة مريم بنفسه
كان كل خمس دقائق يحاول أن يأتي ويرى التطورات اللتي تحدث
طلب من الممرضة أن تحضر له جرعات الماء والملح لأنه هو من سيجرعها بنفسه
كانت الممرضة تلاحظ أهتمامه بها وكانت تساعده في كل مايطلبه منها
بدئت مريم بالتقيئ
فكان يطلب من الممرضة أن تسندها له
لتتقيئ أكثر فكلما خرج الدواء من جسدها بسرعة كانت التأثيرات أقل خطورة
بعدها طلب من الممرضة عمل تخطيط قلب
فهو يريد أن يطمئن عليها قبل نقلها للعناية المركزة
الممرضة قامت بكل ماهو لازم عليها
وبعدها قامت بنقلها للغرفة العناية المركزة
الدكتور ياسر كان ينظر لمريم بألم شديد
خصوصا بعدما عملت الممرضة تخطيط القلب ونست أن تغطي صدرها بشكل جيد
كانت عظام صدرها ظاهره
وكان بإمكانه حتى عدها يالله كم هي مسكينة
أتوا الممرضات وقاموا بحملها من سرير الطوارئ
إلى السرير اللذي سيتم نقلها فيه
كانوا الممرضات يتضاحكن على خفتها
فقالت أولهن أنها خافت أن تطيرها دون أن تعي
تجاهل الدكتور ياسر ماسمع وتوجه مباشرة إلى المصعد
كان هنا لك الدكتور سعود أيضا مناوب معه
نظر إليه
د/سعود : وش فيك ؟
د/ ياسر : أبد ولاشيئ ؟
د/ سعود : وجهك مخطوف ياخي صاير رصاصي على موف
د/ ياسر : لا بس في حالة عورت قلبي
د/ ياسر : إي عاد أنت يالقلب الرحوم لو الله يفكني منك
مرت من عندهم الدكتورة أماني
وألقت التحية بهمس وطلبت من الدكتور ياسر أن يساعدها بأمر الحالة اللتي هي الآن عندها في الطوارئ
وبعدما أنتهت شكرته بلباقة وأستئذنت ومضت
وما أن مضت
د/ سعود : أحس أنها طخما وسهل تتطيح شهر شهرين بالكثير وأنا جايبن رقمها وصورها
د/ ياسر : أستغفر الله البنت محترمة جدا وما أرضى عليها بهالكلام
د/ سعود : لو محترمة ماشفتها راصة نفسها وقاعدة تتمشى قدام الرجال على الحبة ونص لا بعد للحين موجوده
د/ ياسر : بس لبسها وشكلها وغطاها جدا محترم ووجودها هذا عملها
د/ سعود : أنا أخواتي كلهم نسبهم 99 %وفاصله بس ماشموا الطب تعرف ليه .
د/ ياسر : ليه ؟
د/ سعود : لأنو اللي يصير مسخره شوف لبسهم وحركاتهم وتمييعهم وتميلحهم
د/ ياسر : كل إنسان يمثل نفسة يا سعود وكلن يرى الناس بعين طبعه
د/ سعود : وش تقصد يعني ؟
د/ ياسر : لو تسئلني وش رايك بالممرضات والطبيبات السعوديات راح أقول لك محترمات وجديرات طبعا مو الكل لكن على الأغلب
بينما أنت راح يكون رآيك والله أنهم مايستحون ومتيلحات وقليلات حيا تعرف ليه ؟
د/ سعود : مابي أعرف لأنو هذا الصدق
د/ ياسر : لا لازم تعرف أن كل كلمة قلتها بحق كل دكتورة وممرضه هنا مابي أقول أنها بتنرد في أهلك لكن بقول لك الظلم ظلمه
د/ سعود : يلا يلا خلني أروح أطيح راس أماني وبحق إذا ماجبت لك صورتها ورقمها
د/ ياسر : الله يشفيك حرام اللي مثلك يعالجون الناس لأنو مافي أحد يبي له علاج كثرك
عن إذنك يادكتور
مضى الدكتور ياسر وهو يفكر في حال مريم عندما تصحو
من المؤكد أنها ستتأثر نفسيا عندما ترى رجل الشرطة واقفا أمامها يسئلها
هل أرفع التقرير وأعرض مريم لصدمة عصبية ونفسية أكبر مما هي فيه ؟
أم أحاول التستر على الحالة ؟
وإن تسترت وأكتشف أمري
ماذا سيكون حال طبيب بات يسلك عتبات النجاح في مجال الطب !!
أنني في حيرة من أمري
ركبت فوزية مع السائق وتوجهت لمنزل أهلها
وركبت أم ناصر مع أبنها وهي تبكي على حال بنيتها
ناصر لم يتفوه بكلمة واحدة وكان الصمت سيد الموقف
وصلت فوزية وتوجهت إلى المجلس لملاقاة أبيها
وما أن ألتقت به
فوزية : يبة مريم تعبانه تعبانه يمكن ماتلحق حتى تشوفها مرة ثانية
أبو ناصر : ليه وش فيها ؟
فوزية : يبه مريم أنتحرت كلت حبوب وحالها والله مايسر تسببتوا فيها
أبو ناصر : خلي أمك تفرح يلا والدور ماشي بس الجاي على مين الله أعلم ؟
فوزية : يبه تكفى تعال معي عشان بكرا آخذك ونروح مع بعض نتطمن عليها
أبو ناصر : طلعة من هالبيت منب طالع وألحين أبروح لمريم
فوزية : ماراح يدخلونك لاتتعب نفسك حتى مرافق مارضوا يخلونا
أبو ناصر : حسبي الله على أمك حسبي الله على أمك
أم ناصر توجهت للصالة مباشرة
وأتى ناصر وقبل رأسها وجلس بقربها ومسك بيدها
أم ناصر :كلم أختك دلال وقل لها باللي صاير وخلها تجي معي أبرك من هالفوزوة
ناصر :أبشري يمة ألحين أكلمها
أم ناصر :وقم قل حق فوزوة تفارق عنا الله لايردها
ناصر :وش دخل فوزية بالموضوع يمه ؟
أم ناصر :ولا كلمة فوزوة هي السببب بكل شيئ
ناصر :يمة أي سببودي أفهم بس
مريم مريضه نفسيا مريضة نفسيا نفسيا
رضيتي مارضيتي هذا الحقيقة
دخلت فوزية وحاولت تقبيل رأس وهي تمسح تلك الدمعات
عن وجنتيها إلا أن أمها دفعتها بأقوى ماعندها
غمز لها ناصر وأشار لها بيدها أن تذهب إلى بيتها
مضت فوزية بصمت شديد وهي تقول رحمتك يارب
وما أن ركبت مع السائق إلا وزوجها يتصل بها
: وين أنتي من الصبح طالعه ؟
: هاللحين راجعه أختي مريم تعبت علينا وتونا داخلين من المستشفى
: أخلصي تعالي عيالك يبونك تذاكرين لهم
: أبشر
أغلقت فوزية خط الهاتف
وهي تحمد الله أن زوجها لم يكن فاقدا لوعيه
فلسانه طبيعي ولم يكن ثقيلا متخبطا
..
ناصر قام وهاتف أخته دلال وأخبرها بما حدث
وطلب منها أن تأتي ولكنها أخبرتهم أنها لاتستطيع فزوجها قد قفل الباب عليها وعلى أولادها وخرج
ناصر : يمه تقول ماتقدر تجي زوجها قافلن عليها الباب هي وعيالها
أم ناصر : نعم نعم نعم ؟
قافلن عليها الباب من متى .؟أشوف عطني التليفون
دلال : يمة لاتحاولين هو راكبن راسه أني ما أطلع من البيت
أم ناصر : وليه إن شاء الله ؟
دلال : أبد قال بيروح البحرين مع أخوياه وخذت جوازة ونقعتوه بمويه
ويوم جا يدوره لقا في المويه
أم ناصر : كفو بنيتي
دلال : أي بس بغى يذبحني وقال انه طالع ولاخمدوا عياله بيتفاهم معي
أم ناصر : خليه قلعته الله يقلعه مايقدر يسوي شيئ وش مآخذين منه مالت عليه وعلى أمه
دلال : وش دخل أمه ؟
أم ناصر : هي اللي جايبته
دلال : المهم يمة وش فيكم
أم ناصر : مريوم أختك ماكله حبوب
دلال : هااااااااااااااااااااا عسى ماماتتت
أم ناصر : لا للحين
دلال : موب ناقصين فضايح
أم ناصر : سكتي هذا أنا خايفه والله ياشماتت نوير فينا
ناصر : يمه وش دخل نورة ؟
أم ناصر : يالله ياجعل حوبتي ماتتعداها
دلال : آميييييييييييييييين المهم يمه طمنيني على مريوم لاتموت لاتموت ياكثر حسادنا
أم ناصر : بكره تعالي خلك انتي اللي جنبي موب فوزوة الله يقطعها نحس
دلال : إن قدرت أفلت وإن ماقدرت تعالوا خذوني يمة تراني خايفه
أم ناصر : لاتخافين أمك معك يلا مع السلامة
خرج فهد من بيت ذاك الرجل
وهو يشعر بالألم والحزن والقهر
ولكن الأهم من كل هذا
أنه تسلم مئتين ريال في يوم واحد
ذهب إلى البقالة مباشرة
ولكنه وجدها مغلقه فالوقت متأخر جدا
عاد إلى بيته وكأنه لايود العودة إليه
وما أن عاد إلا وفتح الباب بكل هدوووء
لكي لا يصحوا من في البيت
ولكن ما أن عاد إلا ووجد أخاه الأكبر بإنتظارة حاملا عصاه
: وين كنت فيه ؟
: كنت عند المستشفى أشيل المريضين وأشتغل
: كل هذا بالمستشفى .؟
: إي
: إن تكذب على مين ؟
:والله العظيم ما أكذب والله
: لاتحلف لاتحلف
ومن ثم أنهال عليه ضربا
كي يعترف أين كان طوال الوقت
وما أن سقطت المئتين ريال من جيبة
إلا وزاد في ضربة
وكان يسئله أعترف
إبراهيم : ياكلب من وين لك هالمئتين
كان يصر فهد على أنها من شغله اللذي أشتغله
وكلما كذب
كلما غضب أخاه
وأنهال علية بالضرب أكثر وأكثر
أتت إليهم أختهم غادة
وحاولت أن تمسك إبراهيم عن فهد
وما أن سمحت الفرصة لفهد بالأفلات
إلا وفر هاربا خارج المنزل
قام أخوه باللحاق به ولكن هيهات هيهات
فهد قد أعتاد الهرب
وأخيه سمين جدا لايقوى حتى على الحركة
وما أن وصل إلى الباب
إلا وعلق هناك فالباب صغير
وما أن تمكن من الخروج من الباب
إلا وفهد قد وصل نهاية الشارع
فعاد خائب الرجا كالعادة
بيت فهد صغير جدا يضم أخية الأكبر إبراهيم
هو لايعمل حاليا لسمنته المفرطة اللتي باتت تعيقه كثيرا
وأخته غادة في ثاني ثنوي تمتلك عقلية فذه
وأعطاها ربها من الذكاء مابه عليم
فكرت في ترك الدراسة مرات كثيرة
ولكن كانت تمني نفسها بأن الغد سيكون مشرق
عندما تنجح وتتفوق وتكمل دراستها
أمهم مريضة وهذا مادعى فهد لترك دراستة
والتسكع في الشارع بحثا عن المال
ليأتي لأمه بالدواء ولأخوته بلقمة عيش
في البدايه كان يمد يده كثيرا
ولكن أخاه إبراهيم لطالما نهرة عن ذالك
وأمره أن يذهب للمستشفى يساعد المرضى والمصابين
على الأقل هو لم يمد يده
إبراهيم لم يكن يوما بهذا الحجم
ولكن أختلال الهرمونات جعل جسده يكبر بسرعة طائلة
وباتت الشحوم تسكن جسده حتى كاد لايحملها
ولايحمل نفسه
فهد عاد لبيت صديقة أو بالأحرى المستفيد منه
: خير وش تبي بعد ماعطيتك فلوسك ؟
: إلا بس أبي أنام عندك
: ليه ؟
: أخوي طقني طقققق لا وخذ الفلوس بعد
: وليه خذ الفلوس ؟
: لأنو يقول من وين هالمئتين ؟
: أنا عاطيك مئة من وين الثانية .؟
: من اللي شلت له أخته
: أقول أنقلع عن وجهي ولاتجيني إلا بكرا يلا
خرج فهد ووقف عند الباب
وتذكر الرجال اللذي حمل له أخته وذهب ماشيا إلى بيت حامد
عله ينام عنده اليوم !!
حامد عاد لـ أشواق
وجلس بقربها يفكر ترى إلى أين ذهب أباه
تناول جواله وقام بالأتصال مجددا
إنه مغلق حتى الآن
سمع عدة طرقات على الباب
فتح الباب ورآها الخادمة وقالت له
هل تسمح لي بأن أطمئن على أشواق
نظر إليها وقد أتت من دون حجاب وقد أسدلت شعيراتها
والعطر يفوح شذاه منها كانت تتكلم وهي تتمايل
وقد قامت بفتح صدرها كله
نظر إليها حامد وأبتسم وقال
حامد : أنتي وين أشتغلتي من قبل ؟
الخادمة :أنا مايشتغل قبل
حامد غمز لها بعينه وحاول أستدارجها بالكلام
هي فرحت بالأشارة وكانت تظن
أن حامد سيستغل الفرصة ويختلي بها
فلن توجد فرصة أكثر من هذة
خرج حامد من عند أشواق
وطلب منها مرافقته لغرفته
وما أن دخلت وأطمئنت أن حامد سيلبي لها
إلا ورسمت أبتسامة عريضة وخبيثه
حامد : لازم يقول حق أنا وين يشتغل أنته ؟
الخادمة :I was working as a nurse in a hospital in a very large
حامد : Was very clear through your dealings with the state of longings Go on
الخادمة : I was reckless and lived relationship with a staff member in the hospital
Was Tsviri direction and I went back to my home to here, but not even a nurse maid
حامد : مع أنك لم تكن واضحه كما ينبغي
لكن لم تطردي من عملك إلا لأنك قمت بأمور لاينبغي القيام بها في مقر عمل
الخادمة : أيوا
حامد : طلعي برا أنا بس كان ودي أفهم بس وش قصتك أنقلعي برا
بات حامد يصرخ بها وأنها لن تظل يوما واحد أكثر عندهم
وفي هذة الأثناء كان أبو حامد للتو حاضرا
نظر إلى الخادمة وهي تخرج من غرفة حامد
وجن جنونه دخل إلا حامد
أبو حامد : الخدامة ياللي ماتستحي
حامد : والله يايبه مالمستها والله
هي تحاول فيني ومن زمان ودي كان أعرف وش وراها
أبو حامد : ولا كلمة ولا حرف ثلاث شهور وبتملك على بنت بو عبدالرحمن
مابقى إلا هي ياللي ماتستحي هذا وأنا أقول رجال
حامد : يبه أفهمني أسمعني والله العظيم واللي رفع سبع
أبو حامد : لاتحلف ربك مهوب لعبه
شكلها وهي طالع واضح وش مسووين
يعني جاي تصلي في غرفتك مثلا
أنت وأختك بتذبحوني بتذبحووووووووني
حامد : يبه أفهم مني والله والله مامسيتها
أبو حامد : بس خلااااااااااااااااااااااااااااااااااص
شعر حامد بالقهر مما أدى به أن يصرخ ويكسر كل ماوجده أمامه
أبو حامد ذهب إلى غرفته وهو يسب ويلعن ويشتم
أما الخادمة فحملت ملابسها في حقيبة وفرت هاربه
أتى الصغير فهد إلى بيت حامد
وبدأ يدق الجرس ويدق ولكنه أكتشف أن الباب مفتوح
فقام بالدخول حامد كان كالمجنون وما أن سمع صوت الجرس
إلا وثار أكثر وحمل عكازة وهو في أشد حالات غضبة
وما أن خرج إلا ورأى ذا الصغير أمامه
حامد : وشلون دخلت البيت بعد أنت ؟
فهد : وش دراني عنكم أنتوا تاركينه
حامد : غريبة أنا مسكرة بيدي
أووو أكيد أبوي تو واصل وتركه مثل عوايده
فهد : المهم أبي مويه والله أنا تعبان وطايحه رجولي
حامد : أنت من وين جاي ؟
فهد : من بيتنا
حامد : وش مطلعك بهالليل
فهد : أخوي طقني وقسم بالله مزعني تمزيع
حامد : إدخل إدخل خلني أشربك مويه
وبعدها أسمعك مع أني منيب رايق لك اللي فيني مكفيني
دخل حامد وفهد يتبعه وقام بالذهاب للمطبخ
وأعطاه كأس ماء وسأله إن كان جائعا
فأخبره أنه جائع جدا فطلب منه الجلوس على طاولة الطعام
ليأتي له ببعض الخبز والجبن والمربى والبيض
وبعدما قام بعمل عشاء خفيف لهم
طلب من فهد أن يأتي ليساعده
وكان فهد يحاول أن يمشي بسرعه
ولكن كان يتألم كثيرا
هو يحاول أن يكون طبيعي بقدر مايستطيع
جلس على تلك الطاولة فجلس بطريقة أثارت أستغراب حامد
فسأله ماذا هناك
فهد : ولا شيئ بس أخوي طقني وعورني
حامد : وليه ضربك ؟
فهد : عشانو سئلوني من وين المئتين
حامد : أي مئتين
فهد : اللي منك
حامد : أنا عطيتك مئة وحدة من وين الباقي
فهد: اممممم
حامد : علمني من وين المئة الثانية بسرعه ولاتفكر
فهد : من صديقي
حامد : أي صديق ؟
فهد : اللي جابنا
حامد : اسمع من النهاية
أنا كنت شاك واحد فوق الخمس عشرين سنه
صديق واحد بو 11 سنه ؟
فهد : لا أنا عمري 12
حامد : شوف حبيبي فهد أنا مرا معصب
لاتخليني أعصب زود تكلم بصراحة هو ليه عطاك المئة
فهد : سلف
حامد : تتسلف وانت اصلا عندك لاتتبهلل علي يافهد
فهد : طيب لاتصارخ والله خوفتني أكثر من أخوي
حامد : أنا مثل أخوووووووك ويلا فهمني ليه عطاك إياها
فهد : أنا أبي أروح بيتنا
حامد : منتب رايح وبتقول ليه عطاك المئة لا والله يافهد
فهد : بقول بقول بس لاتطقني والله أخوي توه ممزعني
حامد : أنا منيب طاقك بس انا معصب عشان تو متهاوش مع واحد من اخوياي
فهد : متى ؟
حامد : رد على سؤالي يافهد ولا تخليني أفقد أعصابي
فهد : هو يقولي ابعطيك فلووووس واجد واجد
حامد : إيه ليه ؟
فهد : بس لاتطقني
حامد : منيب بس قوووول
فهد : أول شيئ يرويني مقاطع ويقول سو زي كذا
حامد : وأنت تسوي اللي يبي عشان الفلوس ؟
فهد : إي إذا أنا ماجبت فلوس من يجيب
أنا ما أروح المدرسة عشان أستاذي
كل يوم يقول جيب دفاتر جيب دفاتر وأنا ماعندي
وأختي بعد تبي دفاتر وأقلام وأمي تبي دوا وأخوي بعد
حامد : وش فيه أخوك ؟
فهد : بيسوون له عملية عشانو مرا سمين
حامد : وهل معناها أنك تغلط عشان تجيب لهم فلوس
فهد : أنا أشتغل مايعطوني واجد ريال ريلين بس
هذا يعطين خمسييين ومية
حامد : فهد حبيبي الطريق الغلط يجيب فلوس بسرعه لكن هو غلط
فهد : بس أنا أبي فلوس أبي أرجع المدرسة أبي أرجع لأصدقاي
حامد : أنا بعطيك فلوس وبس تصير رجال وتشتغل بترجعهم
لي لأنهم دين عليك
لو أحتجت فلوس أنا تجي تقولي أنا أعطيك
بس لاتغلط لأني راح أزعل عليك زعل وممكن
فهد : لا لا خلاص لاتطقوني
حامد : حتى أخوك ماراح يضربك
لكن توعدني
فهد : إي بس شأقولو لو جاني
حامد : ماراح يجيك ياحبيبي لأننا بنروحك ألحين قسم الشرطة
فهد : لا لا لا أنا أخاف
حامد : إلا راح نروح للشرطة ونقدم بلاغ
صير رجال عشان مايقدر يجيك مرة ثانية
فهد : طيب لاتهاوش علي
حامد :يلا ألحين نمشي للقسم جيب عكازي بسرعه وألحقني
نهى ركبت السيارة مع أبيها وهي تود أن تقول شيئا
نظر إليها أبيها بإستغراب
أبو نهى : وش فيك يانهى أحس بداخلك شيئ قولي أسمعك
نهى : يبة أنا تعبانه أبي أكون قريبة من ولدي تكفى يبة
وديني المستشفى
أبو نهى : أمك ماراح ترضى صدقيني يمكن أنتي تضايقتي من ردة فعل أمك
لكن صدقيني يانهى أمك خايفه على ولدك أكثر من خوفك أنتي عليه
أمك ماعندها إلا أنتي صحيح أنها جابت ولد غيرك
نهى : أمي عندها غيري ؟ متى وكيف ووشلون ووينه؟
أبو نهى : إيه كان عندنا بعد ماجابتك أمك حملت عليك بسرعة
وجابت ولد وسميناه طارق
طرنا من الفرح فيه وأمك كان من زود حبها له
كانت تنومة معنا بالسرير
بعد ماترفعه بيدها وتخليه نايم طول الليل على يدها
وياما قلت لها يبنت الحلال خليه ينام بسريرة أريح لك
لكن ماكانت ترضى
هي ماتحس أنها تنام إلا لصار هو تحتها
وفي يوم من الأيام
أنتي كنت تعبانه وطول الليل سهرانة معك
ويوم خفيتي رجعت تنام وخلت طارق قربها كالعادة
اللي صار أنو صاح يبغى رضعه
كان يفترض أنها تقوم وترضعه
لكنها رضعته من صدرها وهي منسدحه
صحينا الصبح لقينا طارق سلم روحة
أمك عقبها صارت في حالة حتى مابي أذكرها
دخلت في إكتئاب حاد وظلينا نعالجها
بالقرآن والجلسات النفسية والأدوية
وكل ماحملت تدخل في حالة إكتئاب حاد وخوف
ونتيجة لنفسيتها شهر شهرين
ويتوقف نبض الجنين اللي كانت حامل به
هاللحين فهمتي ليه أمك تعاملت معك كذا ؟
ولو لاحظتي عمرها مانومت ولدك قربها لو إيش
نهى : من جد حتى لو ينام على حضنها تقوم وتسدحه
أبو نهى : أمك عانت يانهى عانت فخليها مع حمودي وخليها مرتاحه
أقلها يعوضها طارق
نهى :
أبو نهى : غريبة !!
نهى : وش الغريب ..؟
أبو نهى : أول مره أحس أن بنتي حساسه
نهى : يمكن هذا الشيئ اللي مضايقني بعد
إنكم تنظرون لي أني أنسانة عديمة مسؤولية
أنسانه مايهمها إلا نفسها ومتطلباتها
وماسئلتوا نفسكم يوم أنا ليه كذا
أنا أحب حمودي بشكل ماتتخيلونه
يمكن عمري ما أهتميت فيه
بس والله قلبي معلق فيه
مو كافي أنه ولدي ؟
أبو نهى : أسمعي يا أبنيتي
دائما عطي كل ذي حق حقه
حتى في مشاعرك وأهتمامك
حسي بالمسؤلية اللي عندك
الأم موب اللي تجيب وتملي الدنيا عيال
الأم تربي تربي يانهى
نهى : أوعدك أنو حمود يصير أول أهتماماتي
أبو نهى : أتمنى والله يابنيتي أتمنى
نهى : طيب كلم أمي أسئلها عن ولدي أنا مابي أحسسها بشيئ
أبو نهى : أبشري بس نوصل البيت أكلمها وأطمنها
وصلوا المنزل
وما أن وصلوا إلا وهاتف أم نهى
وطمأنته عن حال حمودي
وأخبرته بأنه قد أتى الدكتور
وطلب أجراء أشعة وغدا صباحا
سيقولون ماهي النتائج
إن كانت النتائج جيدة فسيخرجون مباشرة
لم يتفوه أبو نهى بأي شيئ لنهى
فهو لايريدها أن تتأمل ومن ثم لاتكون الأشعه على مايرام
وينقلب حالها
فأغلق وطمأن نهى أن كل شيئ على مايرام
نهى مضت إلى غرفتها وهي تفكر بما قالته لها نورة عن عبدالرحمن !!
بات عبدالرحمن يفكر مع نورة كيف يتصرف مع زياد
أشارت نورة أن يذهب به في سرية تامة لعمل تحليل دم
ويعلم أن كان متعاطيا أم لا
فكر عبدالرحمن كثيرا وكان يحاول أن يجد حلا مناسبا
دون أن يشعر أحدا بذالك وفي هذة الأثناء
عبدالله : صدنااااااكم شتسووون شوفي نوير أنا جاي آخذ أخبار الطخما
عبدالرحمن : محنب رايقين لك ياخي أنقلع أنقللللع
عبدالله : أنت اللي تنقلع أنا جاي أسئل عن خطيبتي أقصد زوجة المستقبل
نورة : عبدالله تكفى ترا حنا بمصيبه
عبدالله : ليه وش صاير ؟
عبدالرحمن : لا يانورة لاتقولي
نورة : إلا لازم يدري أخوك زيود ترا ماشي درب بطال وحنا نبي نتأكد إن كانه يتعاطى ولا
عبدالله : وش قلتي ؟ يتعاطى والله أن أدوسه برجولي والله لأخلية شورما لحم على الفحم
عبدالرحمن : لاتتهور تراه مراهق
عبدالله : وش قلت وش قلت مراهق على روحة والله لأعلمة علوم الرجال وأخليه يمشي على الصراط المستقيم
الكلب أنا شاك فيه من زمان بس هين هين والله أن أرويه
مضى عبداللة لغرفة زياد وقام بالطرق بأقوى ماعنده
وعندما تأخر زياد بفتح الباب قام بالضرب برجلية حتى فتح الباب
وما أن وجده أمامه إلا وأخذه وصفعهن على وجهه
عبدالله : أوصصص ولا كلمة ولا كلمة
دخل عبدالله مع زياد وأقفل الباب وأنهال عليه ضربا
حتى أعترف زياد بكل شيئ وبأسماء اللذين يمشي معهم ويوفرون له أيضا
وما أن أعترف إلا وسحبه سحبا معه
كما تسحب الكلاب وذهب ليقدم بلاغ
وما أن وصل لقسم الشرطة
إلا ووجد حامد خارج مع طفل صغير من عند ظابط التحقيق
وما أن خرج إلا ودف عبدالله حامد بكتفه
حامد : سلامات يا أخوي ورا ماتشوف
عبدالله : وأنا فاضين لك أشوفك ماوراي إلا أنت وخر عني بس ناقصك أنا
حامد : خير خير خير
عبدالله : أنت اللي خير أقول وخر
حامد ترك عبدالله ومضى مع فهد بعد أن قدم بلاغ
أعتداء جنسي على فهد
ومضى للمستشفى لأجراء تحاليل
لأثبات ماتبقى من أثار ذاك الأعتداء على ملابس الصغير
دخل عبدالله إلى الضابط ونظر إلى زياد وكأنه يأمره بالحديث
زياد كل ماحرك جسمة تذكر أحدى رفسات عبدالله وبات بالتحدث
والأفصاح بكل مايعلمه
وما أن أنتهوا إلا وسحبه أيضا كالكلاب
وكل خطوة كان يصفعه على رأسه
لأول مرة زياد لايسمع له هياط ولا صوت
وما أن عاد للبيت إلا ووجد نورة وعبدالرحمن ينتظرونه
عبدالرحمن : والله مالك داعي والله
عبدالله : أقول أنطم بس يوم ظهورنا متعوده على عصات الشيبه
ماتجرئنا نسوي هالكبر بس هذا الحيوان مو لاقي من يربيه
نورة : يعني أنت كذا ربيته
عبدالله : ربيته وغصبن عليكم
وخل أشوفه يعتب عند الباب والله لأفرشة فرش
زياد : والله منب طالع بس وخر عني
نورة : خلاص تركة
عبدالله : أقول ولا كلمة أنتي بعد زيود تعال وراي
مضى خلفه للغرفة وما أن وصلوا
أسمع زيود حركات من هنا من هنا والله بيجيك أكثر من ماجاك
الاب توب والجوال والاسطوانات والتلفزيون
اللي في غرفتك والفيديو راح ينشالون
وينحطون بغرفتي والحين
اجي بعد نصف ساعه مالقى اللي طلبتهم ياويلك
زياد: ألحين ألحين أجيبهم لك
عبدالله : وأسمع سالفة ربعك خنبقاتك طلعاتك
مابيها تطلع من المدرسة أكلم البيت
أبيك أنت ترفع التلفون وتقول أنا جيت تتأخر خمس دقايق أنهيك
طلعه من البيت مافيه إلا معي ومع دحيم أخوك
غيروا لو سمعت من أمك ولا أختك ولاشفتك
والله يازيود إن تكون حفرت قبرك بيدك
ذهبت خادمة بيت أبو حامد تمشي في الطرقات هاربه
وما أن رآها أحد المارة إلا وبلغ قسم الشرطة
ودلهم على المكان اللذي هي فيه
طالبوه بأن يمضي خلفها ليدلهم بمكانها بالظبط
وبالفعل قام باللحاق بها لحين ماوصلت الشرطة وأمسكت بها
أخذوها لمكافحة التسول
وما أن سئلوها لم هي هاربة إلا وقالت بأن حامد اللذي تشتغل عندهم
قد أعتدى عليها وضربها
وكأن ماحدث كان نصرة لحامد من أبو حامد وموقفه الظالم معه
أخذوا بأسمها وعرفوا من هو كفيلها
وقاموا بالأتصال على أبو حامد
رد عليهم أبو حامد وطالبوه بالحضور فورا
ولحين حضورة تم فحصها
أتى أبو حامد وهو يسئل ماللذي حدث
أخبروه بأن خادمته قد وجودها فارة من منزله وأتهمت
أحد من في المنزل أنه قد تعرض لها بإعتداء
ولكن الفحوصات أكدت بأنها كاذبة مخادعه
أبو حامد :
وعندما أستعلمنا عن أسمها
أثبت أن لها سوابق أخلاقيه لذالك سيتم تسفيرها حالا بعد أخذ البصمة
ولن تتمكن بعد تغير أسمها وتزييفه للعودة لأرض الوطن
فالبصمة ستكون دليلا كافيا لأدانتها
عاد أبو حامد للمنزل ووجد أنوار المجلس مضائة
وما أن دخل إلا ووجد الصغير فهد نائما ومغطى بغطاء
وكان حامد يجلس بقربه صامتا يفكر بأشواق وفهد وأمه
وكأن فهد كان ماينقصه
نظر إليه أباه وأشار له بيده لأنه يريده في أمر هام
مضى حامد خلفة وهو صامت
وما أن وصلوا للصاله إلا وجلس أبو حامد على الكنبه
وبعدما جلس أذن لحامد بالجلوس
حامد : سم يبه ؟
أبو حامد : الخادمة هجت
حامد : بقريح عساها ماترجع أصلا أنا كنت ناوي أسفرها
أبو حامد : وقالت للشرطة أنك أعتديت عليها وتحرشت فيها
حامد : والله والله
أبو حامد : لاتحلف عرفت أنا كل شيئ صار
لكن برضوا راح تتزوج نورة بنت بو عبدالرحمن ولاتقول ماقلت
وحتى أختك بيآخذها بوعبدالرحمن لعبدالرحمن
حامد : شنو يعني لعبه هي والله مابيها ؟
أبو حامد : أنا أمرت وبتنفذون أنت واختك وولا كلمه زيادة
حامد : على أي أساس يعني
عشان بنتك غلطت تجازيها بالزواج
بالدفه ذي وأنا مابي أتزوج خبط لبط
أبو حامد : ومن يبيك أنت أحمد ربك أنك لاقي وحدة مثل نورة
حامد : صدقت يبه صدقت اذا حتى نوف وهي مثلي مابغتني
أبو حامد : أي بس نورة مطلقه ترا
حامد : لا يبه عاد أسمح لي
أبو حامد : أقلها لاعيرتك بعجزك عيرها بطلاقها
حامد : يبه أنت وشلون تفكر
أبو حامد : أي البنت ألحين يجيها واحد كامل مكمل
وتقعد تعذرب به شلون أنت ؟ اللي عندي قلته وخلصنا
حامد : يبه خلني أنا مابه وحده بترضى تآخذ مثلي
يالله يعين روحه بس وش ذنب أشواق تكرفسها كذا
أنا أتركني على جنب هي بيجيها نصيبها وكلنا نغلط
لكن أكبر غلط نعالج الغلط بغلط افدح
أبو حامد : أنا قلت اللي عندي ومن هذا الولد اللي بالمجلس ؟
حامد : هذا أخو خويي رجع البيت متأخر
ولقا الباب مسكر وجا لمي لأنو يعرفني ودايم يشوفني مع أخوه
أبو حامد : إيه ومن هذا خويك ؟
حامد : من أيام الدراسة ماتعرفه
أبو حامد : بكرا رح وتطمن على أمك وشفهم إذا بكرا بيطلعونها ولا
حامد : أبشر يبه
الساعة الرابعة صباحا
فزع تركي من نومة يتفقد جواله
إن كان حامد قد أتصل عليه
نظر إلى الجوال وأدرك بأنه لاتوجد أي إتصالات
حاول الأتصال بديما
وما أن أتصل على رقمها
إلا وأتى صوتها الساحر الهادئ الناعس
تركي : ياعيون تركي وقلب تركي وروح تركي
وين أنتي عني ؟
ديما : موجوده والله بس كنت مسافرة
وماكنت أقدر أكلمك
تركي : معقوله مالقيتي ولا لحظة تكلمين فيها تركي ؟
ديما : يمكن !!
تركي : أنا عارف أن زوجك دايم منشغل عنك
يعني مئة فرصة تلقينها في اليوم
بس شكلك أنتي اللي ماتبين .؟
ديما : أنت أحلى شيئ صار بحياتي وتقول أني مابيك ؟
تركي : بيبي وحشتيني وحشتيني
ضحكت ديما بخجل
تركي : ليه للحين مانمتي ؟
ديما : ذابحني التفكير
تركي : التفكير : بأيش ؟
ديما : فيك !!
تركي : وش نوع التفكير ..؟
ديما : وش رايك بكرا نلتقي
تركي : وين ؟
ديما : وين ماتبي ترا لقاء لتوضيح حقائق بس
تركي : كيف يعني ؟
ديما : ودي أشرح لك أمور كثيرة
تركي ألا وهي ؟
ديما : لألتقيت فيك قلت لك
تركي : طيب وين تجي وتآخذني من بيت صديقتي
ونطلع مع بعض وبعدها نشوف وين
تركي عاد للمنزل وما أن دخل إلا ووجد أمه
قد جهزت له إفطاره
قام وغسل يدة ومن ثم توجه وجلس بقربها على طاولة الطعام
أم تركي : ياوليدي لقيت لك بنت ماشاء الله سنع وعقل ودلال وجمال
تركي : أيوا وبعد ؟
أم تركي : تقول للقمر قم وأنا أقعد محله
تركي : يمه مو وقته
أم تركي : طيب أسئل مين
تركي : طيب مين ؟
أم تركي :أماني بنت أختي جوهرة
صارت دكتورة وعقل وثقل وش تبي أزود ؟
تركي : أماني صارت دكتورة ماشاءالله ماشاء الله
أم تركي : إي السنين تركض
تركي : بس أنا ماودي بدكتورة
أم تركي : وليه بعد ماودك بدكتورة
تركي : مو عن شيئ والله بس أحس راح يكون وقتها كله بالمستشفى
وإن رجعت بترجع وهي شايله هم الحالات اللي شافتها
أم تركي : أترك عن الوساويس وش رايك أخطبها
تركي : لايمه تكفين مو وقته
أم تركي أجل متى وقته ؟ لاعرست !!
تركي : إذا هي نصيبي بتبقى لي
لاتخافين يمه أنا ودي أستشيرك بشي
أم تركي : وشو ؟
تركي : خواتي اللي من أبوي
تعتقدين لاجو للسعودية بيندمجون ؟
أم تركي : مدري عنهم والله
تركي : بديت أشيل همهم من جد
إن جبتهم صعب يتعايشون هنا بعد ماعتادوا
الحرية في كل شيئ شلون بحكمهم
وأفكر من بيتزوجهم لو جبتهم
أخاف أحرمهم من فرص الدراسة والزواج
تركي وأنت صادق يابوك
هنا لقلت لهم ولدي بيعرس قالوا من أي حمولة بتآخذين
تركي : وهذا اللي مخوفني والله
أم تركي : كلم أمهم وأسئلهم وشف وش رايها
خلها تجي معهم
تركي : أمهم ماتبي تجي وهذا اللي زايد الطين بله
أم تركي : كلمهم العصر وتفاهم معهم
تركي : لا العصر منب فاضي عندي موعد
أم تركي موعد مع من ؟
تركي : مع واحد من أخوياي بنتطلع نتقهوى بس
أم تركي : إي الله يوفقك ياوليدي
تركي نظر إلى جوالة وتذكر ناصر
قام وأتصال علية لأنه حقا يفتقده
ناصر : ياهلا والله بالقاطع
تركي : هلا والله وغلا محدن قاطع إلا أنت وين الناس ؟
ناصر : والله موجودين بس في هالدنيا
تركي : بس حبيت أسلم عليك وأسئل عنك
ناصر : الله يسلمك تسئل عنك العافية لنا لقا قريب إن شاء الله
تركي : على خير يارب ..
وقبل أن يغلق تنبه لوصول مكالة في الأنتظار
أستقبلها
ديما : منو قاعد تكلم بيبي ؟
تركي : هلا والله وغلا بالصديق اللي قال بيكلم وسحب
ديما : ماسحبت وربي
بس قاعده أكلم خويتي اللي بطلع من بيتها
تركي : إيوا ؟
ديما : طلعت مسافره
تركي : طيب والحل
ديما :خلاص نروح للمملكة ونطلع من هناك
تركي : خلاص على خير على كم الساعة بتكون هناك ؟
ديما : تراك قاعد تجرح أنوثتي
وأنت تكلمني على أساس أني شنب
بس شكلك عندك أحد
المهم الساعة أربع ونص أنا هناك
تركي : خليها أربعة مافيني صبر على النص
ديما : ههههههههههههه أوك بيبي
تركي أوك يالحبيب اليوم نلتقي على خير
ديما :على خير باي ياقلبي
صحا زياد من نومه وشعر أنه لايستطيع الذهاب للمدرسة
فضرب عبدالله كان كفيلا بأن يشعر أن جسدة كله قد أصاب بالتفكك
سمع عدة طرقات هادئة على الباب
أم عبدالرحمن : زياد حبيبي قوم يمه يلا المدرسة
زياد : يمه أنا تعبان والله جسمي رايح فيها منب رايح
عبدالله : وخري يمة شوي زيووووووووووووووووووووووود
زياد : قمت قمت
عبدالله : خمس دقايق لو ما ألقاك نازل تحت قدامي تعرف وش بسوي فيك ؟
زياد: بتفرشني
عبدالله : برافوا عليك والله فاهم الدرس كويس يلا بسرعة خلصني
عبدالرحمن : يالله صباح خير
عبدالله : هلا بو داحم والله صباح النور هلا وغلا
عبدالرحمن : خير وش عندك مستهل
عبدالله: لا بس في مفآجأة تحتريك
عبدالرحمن : تحتريني أنا؟؟؟
عبدالله : إيه
نزل عبدالرحمن ووجد نورة وأم عبدالرحمن قاموا بتجهيز الفطار
وكان أفطار مميز من نوعة من الواضح جدا أن لمسات نورة كانت واضحة فيه
توجه عبدالرحمن لأمه وقبل رأسها وألقى التحية على نورة
ومن ثم توجه لأبيه اللذي يجلس بمجلس الرجال وقبل رأسه
عبدالرحمن : يبه الفطور جاهز
أبو عبدالرحمن :جيب القهوة والشاي والتمر عشان لاجو أصدقاي يقهوون حالهم ليما أرجع
عبدالرحمن : أخوياك مايجون إلا ثمان وينا ووين ثمان يبه
يمديك تفطر وترجع وتتقهوى وهم ماجو
أبو عبدالرحمن : يلا أجل مشينا
وما أن توجهوا لسفرة الطعام
وأصبح الجميع عليها
أبو عبدالرحمن أسمع ياعبدالرحمن أنت كبرت
وخلاص صرت بسن زواج أنت وعبدالله وأنا كلمت بو حامد لك عن بنته
عبدالرحمن : كح كح كح
أم عبدالرحمن : بسم الله على وليدي وش فيه غص
عبدالله : من اللي سمعه
عبدالرحمن : يبة وش بنت بو حامد الله يهديك أنا مابيها
أبو عبدالرحمن : وليه ماتبيها إن شاء الله بتآخذ أحس يعني ؟
عبدالرحمن : لا موب أحسن الله والنعم فيها بس مابيها
أبو عبدالرحمن بتآخذها وأنت تضحك
عبدالرحمن : واللي خلق سبع أني منيب مآخذها
عبدالله : يبه من الآخر ولدك يبي نهى بنت بو نهى أجل بنت مين يعني
أبو عبدالرحمن : هذي مطلقه مابغيت إلا مطلقه ماعندك عقل أنت
شوف ألحين وشو له مطلقينها
عبدالرحمن : هذا بنتك مطلقه معناها فيها بلا ؟
عبدالله : صحححح واحد صفر
أم عبدالرحمن
أبو عبدالرحمن : ماعلي من هالكلام كله بتآخذ بنته بتآخذها
عبدالرحمن : عندك عبدالله خلها يآخهذها
عبدالله : إذا حلوة مثل نهى أبييي
عبدالرحمن : قسم بالله أبمسح الطاولة بوجهك
أبو عبدالرحمن : أسمع ياولد أنت معه أختك نورة بس تتطلق بتآخذ ولده حامد
وأنت ياعبيد بتآخذ بنته أشواق وخلصنا
عبدالله : خير يبو الشباب دبستني فيها مابيها أنا خل زيود يآخذها
أبو عبدالرحمن : بتآخذها يعني بتآخذها قضينا من هالكلام
نورة أستئذنت وقامت بالصعود إلى غرفتها
وهي تشعر بأنها مجروحة لا أعلم متى ستنتهي تلك النظرة المجحفه بحق المطلقه
وكأنها جرمت بحق نفسها وأهلها !
سمعت عدة طرقات على الباب
عبدالرحمن : ممكن أدخل ؟
نورة : تفضل ياخوي
عبدالرحمن : ورا ماكملتي أكلك ؟
نورة : مآكله من قبل ماحس أني جوعانه
عبدالرحمن : ماودك تآخذين ولد بو حامد ؟
نورة : من قال ؟
عبدالرحمن : واضح شكلك
نورة : لا طبعا أبيه وبس أتطلق بتزوجه
عبدالرحمن : نورة ماله داعي حركات الأطفال أنا عارف ليه تبين تتزوجي وبسرعة
عشان تقولي لناصر تعال شوف تراي تزوجت وماهميتني أنت وأهلك ؟
نورة : لاطبعا
عبدالرحمن : أجل ؟
نورة : أتركك مني لاتخلي أبوي يجبرك تآخذ بنته
عبدالرحمن : هذا هو أجبرك تآخذين ولده وألحين بتنزلين وبتقولين مابيه
نورة : بس أنا أبيه !!
عبدالرحمن : نورة لاتقهريني أنزلي وقولي لا
نورة : أنت تبي نهى وقلت لا كيفك بس أنا أبيه
عبدالرحمن : تعرفين وش الفرق بيني وبينك ؟
نورة : وش ؟
عبدالرحمن : أنو محدن يمشي علي كلمته واللي في راسي أنفذة
نورة : وأنا محدن مشى كلمته أنا أبي أتزوجه أول ماتوصل ورقة طلاقي
عبدالرحمن : شفتي أن الدعوة تحدي لناصر ؟
نورة : إيه تحدي ياعبدالرحمن !!
قام فهد الصغير ووجد حامد قد نام وهو جالس عنده
فهد : حامد حامد
حامد : بسم الله وش فيك ؟
فهد : أبي دورة المياة
حامد : هذا هي قرب المجلس على طول
فهد ذهب إلى الحمام
وصعد حامد لغرفة أشواق وقبل أن يصعد أخذ معه ماء وعصير من الثلاجة
وما أن وصل إلا ولم يجد أشواق في سريرها
تذكر أن أباه كان في المنزل وباتت الشكوك تدور حول أبيه
ترى هل قتلها ؟
لم نسمع صوت صرخات أو بكاء أو ضرب
هل ذهب ورماها في الشارع ؟
ولكن كن سأسمع على الأقل جرها على الأرض أو مقاومتها له
وما أن هم بالذهاب إلا
ووجد أشواق تخرج من دورة المياة وهي تتألم وتمسك ببطنها
كان شكلها يجلب الشفقة حقا فشعرها منكوش
ووجهها مليئ بالجروح والكدمات
ولكنها الآن باتت أفضل من ذي قبل
كانت تجر رجليها جر من على الأرض وبقيت نصف ساعة
لحين وصولها لغرفتها مع أن دورة المياة لاتبعد أي شيئ
ولكن هو التعب والضرب اللذي هدها
حامد : أشواق أبترك لك الموية والعصير قرب وسادتك
أشواق : أنا آسفه
حامد : ليس عيبا أن نخطئ ولكن العيب الأستمرار في الخطأ
أشواق : لا توبه
حامد : الله يستر من أبوك ياهو بيودينا في خبر كان
أشواق : تكفى لاتخليه يذبحني
حامد : وده يذبحك بس بعد سالفة ولد بو عبدالرحمن ماظني بس لو يذبحك أبرك لك ترا لأنو بيزوجك غصبا عنك
أشواق : لا مابي أتزوج
حامد : هو بيكفي ولا كيفي خليني أخلص حالي من مصيبتي عشان أخلصك
أشواق : حامد تكفى لاتخليني أنا أختك
حامد الله يستر خليني أنزل لفهد وأنتي خليك هنا أرتاحي ولاتفكري بشي قومي أقفلي الباب ولو رجع خشمك ينزف أرفعي رسك على فوق ليما أجيك
أنا بودي فهد لأهله وبعدها بروح أشوف أمي
إذا بيكتبون لها خروج ولا بقعد عندها وأبحاول أجيب لي ولك شيئ نآكله
لأنو الخدامة الحيوانه هجت بيتنا فجأه أنقلب مصايب في مصايب
لا والمصيبة الصح جاية في الطريق
أشواق :
حامد : ماراح أسامحك يا أشواق على اللي سويتيه بحالي وحالك
خرج حامد من غرفة أشواق بعدما أطمئن أنها قفلت الباب
فهو لايظمن أن يعود أباه ويكمل عليها
نزل إلى الدور السفلي بحث جاهدا عن فهد ولكن هو غير موجود
العكاز باتت تألمة كثيرا فبات يناديه
حامد : فهد يافهد وين رحت
فهد : هذاي هنا بالمطبخ آكل
حامد : أقول تعال بس بنروح نفطر بمطعم يلا
فهد : لا مابي أنا جوعان
حامد : المطعم أحسن وش فيك
فهد : زين بس خلني أخلص الخبزة وأجيبها معي
أتى فهد وهو يحمل الخبزتين في يده
ضحك حامد على شكل فهد
فهد : والله جوعان
حامد : بالعافية
فهد : يوة أصبر أبغطي الجبن نسيته
حامد والخبز بعد غطية أكيد نسيته من شفاحتك
عاد فهد وهو يحمل خبزة ثالثه لحامد
حامد : مابي ياحبيبي بنروح المطعم
فهد : طيب وش أسوي فيها ؟
حامد : وديها فوق لأختي بتلقاها أول غرفة بعد الدرج قولها
حامد يقول لك أفتح وخوذي أكليها وعطها الخبزتين وأنا بشتري لك
أطلق فطور
فهد : طيب
مضى فهد إلى أشواق وطرق الباب وظل عشرة دقائق حتى تمكنت أشواق من فتح الباب مد لها بالخبزات وقال
فهد : حامد يقول لك كليهم
أشواق : طيب
فهد : أنتي جسمك يعورك ؟
أشواق : أي مرا
فهد :وأنا بعد أخوي أمس طقني طق ليما عظيت الأرض
أشواق : أنت منو ؟
فهد : أنا اللي شلتك مع أخوك عند المستشفى
أشواق : ماذكرك
فهد : كنت تصيحين والدم يطلع منك وأنا صحت معك
أشواق: ياحياتي أنت
فهد : يلا بروح حامد بيفطرني أحلى فطور
مضى فهد بسرعة إلى حامد
حامد : ساعة وأنا أحتريك وش تسوي ؟
فهد : أسولف مع أختك
حامد : خير ليه تسولف معها ؟ انا قلت أعطيها وأرجع يلا بسرعه مشينا
يلا أفتح لي السيارة وأركب وهذاني جاييك
ركب فهد السيارة ولحق حامد به
كان يمشي على مهل فيده باتت توجعه من أثر عكازة
وما أن ركب إلا وطلب من فهد
أن يضع عكازة خلفا مضى إلى مطعم كودوا
وقاموا بالنزول لتناول الفطور
أعطاة القائمة وقال له
حامد: يلا أطلب اللي تبي
فهد : أبي هذي
حامد : خلاص جيب لي أنا بعد
فهد : شلون ؟
حامد : روح للرجال اللي واقفن هناك وقوله نبغى أثنين من هالوجبة
وتعال أجلس لأنهم هم اللي بيجيبونه
ذهب فهد وطلب ومن ثم عاد وجلس مقابلا لحامد
حامد : حبيبي فهد أبي أعطيك عدة نصايح تعلقها بأذونك فاهم
فهد : إيه
حامد : أولا مابيك تتكلم مع أحد ماتعرفه أبد
إلا إذا أنت بغيت تسئل عن شيئ بس أحد يجي لمك يسئلك وش أسمك
ولا وين بيتكم ولا وين مدرستك ..؟
ولا تعال أركب معي
وأبوصلك وأبعطيك فلوس تقول لا وترا ببلغ أخوي يبلغ الشرطة
أي أحد أي أحد يسوي لك أي حركة تجي وتعلمني أو تعلم أخوك
فهد : لا بجي أعلمك أخوي يطقني
حامد : فهد أبروح ألحين معك مدرستكم وأبكلم المدير أنت كم غايب ؟
فهد : عشرة أيام مارحت
حامد : أنا بروح أتفاهم مع المدير وأرجعك للمدرسة
فهد : بس أنا ماعندي دفاتر ولا أقلام ولا مساحة ولا حتى مزيل
حامد : أنا بجيب لك كل شيئ بس شوف بكون متابعك المستوى أبيه يوصل لي
فهد : طيب جابو الأكل جابوه
حامد : يلا أكل عشان نروح المدرسة بسرعة
أنتهو من الأفطار وطلب حامد من فهد أن يدله على مدرستة
وبالفعل أخبره بأسمها ودله على مكانها
دخل حامد المدرسة وقابل مديرها
كان مديرها رجل فاضل وطيب جدا وما أن رآه مع فهد
إلا وفرح كثيرا وأخبره بأن فهد من الطلب الأذكياء
وقد أختير من فئة الموهبين إلا أنه مهمل طلب حامد من المدير أعادته
فقد كان يواجه عدة ظروف قبل المدير بعودته
ووعده حامد أنه لن يكون إلا مجتهدا بعد اليوم
ولكن المدير كان له شرط !
كان يريده أن يدخل الآن لفصلة
أبتسم حامد وطلب من فهد أن يمضي إلى فصله وأن سيعود لأخذه
حامد : فهد أنتبه تطلع من المدرسة قبل أجيك فاهم ؟
فهد : طيب
مضى حامد إلى البنك وقام بسحب ألف وخمس مئة ريال
ومن ثم مضى إلى المكتبة وأشترى دفاتر وأقلام ومحايات وبرايات
وكل مايحتاجه فهد وأخته
ومن ثم مضى إلى المستشفى وزار أمه
حامد : صباح الخير يالغالية
أم حامد : هلا يمة صباح النور
حامد : يمه خوفتينا عليك
أم حامد : واللي يسلم حامد أن قلبي يعورني أختك وش مسويه
حامد : يمة ماسوت شيئ شيئ بسيط بس أنا أنقهرت منها
وكان لازم أنبهها وأوصيها على نفسها وعلى شرف عايلتنا هي مراهقه
وأنا دايم أنبهها بهالكلام
أم حامد : يعني أختك ماسوت شيئ ؟
حامد : لايمه ولا شيئ بس ترا تهاوشت أنا معها وطقيتها
أم حامد : أجل فيه شيئ
حامد : لو في شيئ بتلقيني قدامك ألحين والله مافي شيئ
كان أم حامد تدرك أن هنالك شيئ
ولكنها كانت تدعوا الله أن يكون كلام حامد بالفعل
حامد : ها يمة وش قال الطبيب ؟
أم حامد: بيطلعوني اليوم
حامد : حلو أجل بروح أسوي إجرائات خروجك يلا تجهزي على مارجع لك
أخرج حامد أمه من المستشفى ومن ثم مضى بها إلى المنزل
ونزل معها وقام بالذهب لغرفة أشواق وطرق الباب
حامد : أشواق أفتحي أنا حامد
أشواق : طيب طيب بس أصبر ماقدر أمشي
أم حامد : يمه بنتي
حامد : لاتخافين يمه مافيها شيئ
وما أن فتحت الباب ووجدت أمهم
إلا وضمتها بأقوى ماعندها
حامد : يلا بلا دلع يمة ترا بنتك قهرتني أمس وهي الي حدتني أكفخها
أشواق : إي إي وأنا بعد ماقصرت فيه يمه تكفين لاتغيبين عنا والله نضيع
حامد حمد الله أن أشواق فهمت رهن أشارته لها
حامد أخبر والدته بأن الخدامة قد هربت
وهي سيئة للغاية والحمدلله أنها هربت لأنها لو لم تهرب
لقام بشحتها هو بنفسه
ترك حامد المنزل وتوجه للسوبر ماركت وأشترى الدجاج والخبز والفطائر
والعصيرات وكل مئونه يحتاجها البيت في كل شهر
ثم مضى إلى مدرسة فهد ينتظر
أنتظر فهد ساعه كاملة وفي أثناء هذة الساعة
كان يفكر بفكرة يتخلص بها من نورة بنت أبو عبدالرحمن
فهد : السلام عليكم
حامد : وعليكم السلام هلا والله ها كيف يومك
فهد : وناسه لعبت من أصدقاي وأستانسنا اليوم كان عندنا رياضه
وجبت هدفين والله شيييئ
حامد : برافو عليك أسمع أبوديك ألحين لمطعم تنزل وتجيب طلب
أثنين رز وأثنين دجاج وتخليهم مفصولين عن بعض
فهد : طيب
قام فهد بالنزول للمطعم وأتى بما أمره به حامد
ومن ثم طلب منه أن يدله على بيتهم
وقام فهد بالتوصيف كان يعرف كل شارع نعم فهو متسكع محترف
وصلوا إلى بيتهم الصغير
فهد : تكفى خلني وراك مابي أخوي يفتح الباب ويصفقني
حامد : طيب
قام حامد بطرق الباب وما أن طرق إلا وخرج رجل سمين جدا
حالة مؤلم حقا
حامد : هلا بك يا أخوي
هلا فيك والله أنا بصراحة جاي وجايب فهد
فهد ساعدني كثير يوم طاحت أختي عند المستشفى ويوم أمس ضربته
جا بيتي ونام عندي وداخل علي بالله ماتمد يدك علية لو إيش
إبراهيم : والله تعبني هالولد تعبني
حامد : والله الولد وش حليله وتراي رجعته للمدرسه
وهذا كل مايحتاجة لاتعتقد هذا فضل مني عليك اللي سواه أخوك لي
ما أنساه طول عمري
إبراهيم : وش سوى ؟؟
حامد : شال معي أختي أنا عاجز وكان معي وماتركني الا يوم وصلني للبيت
وترا الفلوس اللي لقيتهم عنده أنا عطيتهم إياه
إبراهيم ماقصرت والله
حامد : وهذا ألف ريال مش بها حالك أنا عارف الحال وبس تسوي العملية وترجع
بترجعهم سلف ودين لاتخاف
إبراهيم : عمليتي الشهر الجاي الله يستر
حامد : لاتخاف أهلك كلهم بأمانتي ولو بغيتني آخذهم بيتنا مع أمي وأختي ماصرت
إبراهيم : لا والله وقفتك بس تكفي
حامد : يلا فهد نزل الأغراض ودخلهم داخل
إبراهيم : جابك الله لنا من السما والله الحاله كسيفه والله العالم فيها
خذوا هالجوال صحيح أنه مستخدم بس فيه شريحة ومسجل رقمي فيه
أي شيئ تحتاجون لو الفجر كلموني
إبراهيم : الله يجزاك خير ويحقق لك ماتتمنى والله يعوضك الله يعوضك
حامد : آمين يارب لا أوصيك على فهد خله يذاكر ولا يطلع من البيت
ولو طلع كلمني يا إبراهيم أتصرف معاه
فهد : لابغيت اطلع بكلمك تطلعني
حامد : أبشر بس ماتطلع مع أحد ثاني طيب ظ
فهد : إي
حامد : يلا أنا مظطر أمشي تآمرون بشيئ ؟
إبراهيم : الله يجزاك خير الله يجزاك خير
فهد : هالحين البطاطس والعصير والبسكوت
والزيت والطحين والسكر والدجاج وكل شيئ لنا ؟
حامد : إيه كلهم لكم
يلا مع السلامة ويافهيد ذاكر زين وتراي بجي دايم أسئل في المدرسة
فهد : طيب
مع السلامة يا إبراهيم أمنتك الله
عاد حامد لبيت فهد ليعطيهم غدائهم
فهو نسى أن يعطيه إيه
لم يحتمل إبراهيم وفرت دمعة من عينية
حامد تنبه لذالك ولكن تجاهل تلك الدمعة وأبتسم ومضى
حامد مضى إلى البيت وما أن وصل إلا وأنزل
الغداء اللذي جلبه معه
أم حامد : وين كنت طول الوقت ؟
حامد : يمه ليه منتي في فراشك ؟
أم حامد : مايحتاج أن طيبة وماعلى قلبي شر أنت وينك من الصبح
حامد : أبد قريب والله
أم حامد : وين قريب .؟
حامد : مع خويي
أم حامد : يعني مارحت لدوامك ؟
حامد : لا والله خذت من المستشفى يوم طلعتك إجازة
أم حامد : وليه عطوك إجازة ؟
حامد : لأني رحت آخذك وسئلتهم تعطوني أجازة لأني تأخرت على الدوام
الموظف قال بس عشان حالتك بعطيك وعطاني
أم حامد : بكرا روح العمل ماله داعي بعد تنظرد
حامد : لا وين أنطرد يمه شفتي زوجك وش بيسوي ؟
أم حامد : وش بيسوي ؟
حامد : أنا يبيني آخذ بنت خويه بو عبدالرحمن ويبي عبدالرحمن ولده يآخذ أشواق
أم حامد :
حامد : يمة يرضيك يعني ؟
أم حامد : هذا أبوك وماعمري قلت له لا
حامد : أبيك تساعديني يمه قولي له مايبون يتزوجون
أم حامد : أنا ماعمري قلت لأبوك لا في أي شيئ
حامد : يعني أغسل يدي ؟
أم حامد : وليه ماتآخذها ؟
حامد : موب عشان شيئ بس مو مقتنع
أم حامد : والله ياوليدي ودي أساعدك بس والله مابيدي شيئ
وخذها لاتزعل أبوك
حامد : يمه وينه هو ؟
أم حامد : يعني ماتعرف عوايده ؟ من تقاعد ماينام الا الفجر ومايصحى الا الظهر
ويرجع بعد الغدا ولاني ماقدرت اسوي غدا رجع نام بس طلبت يمة
حامد : وشو ؟
أم حامد : لاتكسر كلمته ترى صحى هالساعه وحاسنا لاتخليه يعصب زود
حامد : وأتزوج غصبن عني ؟ أنا والبنت واحد ؟
أم حامد : هذا أبوك وش تسوي بعد
حامد : والله حسيت مالي داعي تخيلي يقولي خويي وش فيك ضايق
أقول ياربي أبوي غاصبني أتزوج يمة والله رجولتي صارت في الباي باي
أم حامد : أنت رجال غصبن على اللي مايرضى
حامد : أي رجال يغصبونه وماله إلا يقول أبشر يبه
أم حامد : والله ياوليدي مدري شأقول
حامد : إن كنت بقبل فعشان أشواق بس ماله داعي يحط حرت رفضي فيها
لأنو ساعتها بيخل بشرط من بنود الأتفاق مع بو عبدالرحمن
أبو حامد : الله يوفقكم ياعيالي وأشوف عيالكم
حامد : يمه أول مرة أحس أني من المنكوبين في الأرض والله مالي داعي
هكذا أنهى حامد كلامه وفي قلبه من القهر
مايكفيه ولكن كان يحاول أن يمتلك ماتبقى من أعصابه
من أجل أشواق أن لم تتزوج أشواق بعبدالرحمن
فلا يعلم مالذي سيكون حالها مع أبيها
تنازل غدائة هو وأمه ومن ثم توجه لغرفة أشواق
حاملا صحن صغير لها طرق الباب وقام بفتح الباب
ذهب إليها ووضعه بقربة
حامد : لاتخافين أمي بتجيب الباقي بس قلت لازم أشارك وأجي أشوفك
أشواق : ماتقصر والله ياخوي
حامد : يلا أستئذن
أستئذن حامد وما أن مضى إلى غرفته إلا وهاتف تركي
حامد : هلا والله وغلا
تركي : تدري أني أحتريك والله ودايم معلق هالجوال عند عيني أقوى متى بيحتاجني
حامد : ماتقصر والله لا أبشرك كل شيئ تمام ماودك نطلع ؟
تركي : وين نطلع ؟
حامد : لأي مكان ؟
تركي : عندي موعد الساعة أربعة نخلي طلعتنا عقبها
حامد : موعد إيش .؟
تركي : موعد خاص
حامد : طيب
..
صحت نهى من نومها وتناولت جوالها مباشرة
قامت بالأتصال على أمها
نهى : يمة وأخيرا رديتي ؟
أم نهى : كانت الدكتورة تشيل المغذيات من على حمودي
وكان يصارخ ماسكننا ولد
نهى : قلت لك خليني معاه ماسمعتيني
أم نهى : لا خلاص سووا الأشعة ومالقوا شيئ براسة
الجرح كان خارج
نهى : الله يبشرك بالخير يمة يعني حمودي بيطلع من المستشفى ؟
أم نهى : إيه يلا قولي لأبوك يجي يآخذنا
نهى : يالله ماتتخيلين شقد حمود وااااحشني مووووووت
أم نهى : من متى يوحشك حمودي
نهى : مو واحشني أصلا مايهمني طلع من المستشفى ولا ماطلع زين
أم نهى : عجيب أمرك والله
ذهبت نهى بسرعه لأبيها بعد أن أغلقت الخط وطلبت منه
أن يمضي بسرعة ليأتي بحمودي وأمها من المشفى
أبو نهى قام وتوجه لدورة المياة وأخذ دوش بسرعه ومن ثم
تناول الأفطار اللذي قامت الخادمة بتجهيزة
وبعدها توجه إلى المشفى ليأتي بزوجتة وإبن أبنته
كانت نهى تنتظر وصولهم على أحر من الجمر
الدكتور ياسر قرر رفع التقرير
فهو لن يحتمل تلك المسؤوولية
باتت مريم تتحسن
كان يسألها دوما عن سبب إنتحارها
ولكن كانت مريم تكتفي بنظر عميقه لعينية
وكان الدكتور ياسر يطيل النظر في عينيها وكأنه يود الغوص فيهما
فهو يريد أن يفهم ماتفكر به مريم ولم هي أنتحرت
مريم باتت تشعر بأهتمام الدكتور ياسر بها
فهو دائما يأتي ليلقي نظرة
وعندما يجدها لم تنم يبتسم ويسئلها عن حالها
وإن وجدها نائمة أوصى الممرضة أن تقوم بزيارتها كل حين
لأنه لايود الدخول عليها وهي ليست بوعيها
كانت الممرضة تبتسم للدكتور ياسر عند طلبه
ولكن كان يتبادر لذهنها ألف سؤال وسؤال
وبات تعتقد أنه من المؤكد قريبته وهذا مايجعله هكذا معها
فحتى الغداء يوصي الممرضة أن تسئل مريم إن كان قد أعجبها أم لا
الدكتور ياسر تناول جوال وهاتف صديقه
ياسر : هلا والله ومرحبا دكتور حسن
د/ حسن : أهلا أهلا
ياسر : راح أستعجل بطلبي لأني عارف أنك مشغول جدا
د/ حسن : كانك داري يالغالي بس آمر ؟
ياسر : عندي حالة أقدمت على الأنتحار وأبيك تجي تزورني وتشوف حالتها
د/ حسن : بس أكيد مو اليوم ؟
ياسر : كل ماعجلت يكون أفضل أبيها تبدأ بالعلاج النفسي مباشرة
د/ حسن راح أحاول بكرا بس اليوم صعب جدا
ياسر : على خير قبل ماتجي ياليت بس تكلمني عشان أكون معكم !!
دخل الدكتور ياسر لمريم وما أن رأته إلا وأبتسمت إبتسامة عريضة
د/ ياسر : أنا أنتهى دوامي ألحي تآمرين بشيئ ؟
مريم : لا شكرا
د/ ياسر : ماودك بكتاب تتسلين به ؟
مريم : لا أنا تعبانه
خرج الدكتور ياسر وذهب ليوصي الممرضة عليها
د/ ياسر : أبيك تنتبهين لحالتها أنا فرحان بالنتيجة اللي هي فيه
بس برضوا خايف
الممرضة : ليه يادكتور ؟
د/ ياسر : كنت متوقع أنها تظل أسبوعين بالعنايه مابين تخبيط وهلوسه
الممرضة : بس يادكتور حنا جرعناها ملح وموية وخليناها تتقيئ كل الحبوب
ولاحظ أن الحبوب يبغالوا 24 ساعه على مايتفاعل بالدم
د/ : ما أنكر أننا أسرعنا لكن برضوا الحالة اللي جت فيها مريم كانت مخيفه
الممرضة : بس يادكتور أنت ساعدتها كثير والملح منع التفاعل
ولا كان مريم الآن في ثلاجة الموتى
د/ ياسر : الحمدلله بس أنا خايف من النكسات لذالك حاولي تكون معها بأستمرار
الممرضة : أوك دكتور لاتشيل هم
وما أن ترك الدكتور ياسر الممرضة إلا ووجد الدكتورة أماني أمامه
د/ أماني : ألحقني يا دكتور ياسر أنا ماعرف أحد وما أثق بأحد إلا أنت أنا في مصيبه مصيبه مصيبه
د/ ياسر : خير وش صاير ؟
د/ أماني جوالي جوالي مادري وينه وأنا جديدة بالمستفى وكل ماسئلت وحدة من البنات قالت ماتدري
د:/ ياسر : أنتي شاكة بوحدة منهن ؟
د/ أماني الجوال مأخوذ من شنطتي وأنا أشتري فطوري ومتأكده أن جوالي مأخوذ مهوب طايح علي شنطتي كانت مفتوحه يعني بفعل فاعل
د/ ياسر : في أمور شخصية؟
بكت أماني عندما سئلها الدكتور ياسر هذا السؤال
وبدأت تدخل في نوبة بكاء
كان من الواضح للياسر أنه مليئ بالصور
أماني : يادكتور مو بس صوري والله ياليت لو على صوري وبس أنا لو ما ألقى جوالي وربي بموت
د/ ياسر : خلينا ندور ونسئل عليه والله يستر
وما أن مضى الدكتور ياسر يبحث هنا وهناك ويكلم الممرضات إن كانو وجدنه وهم يقومون بالتنظيف
ولكن كان يقولون لا
أخبرهم الدكتور ياسر أن من سيجدة له ألف ريال المهم أن يصل الجوال
ولكن لم يراه أحد ذهب للدكتور سعود
سعود : هلا ياسر خير وش فيك ؟
ياسر : وش فيني ؟
سعود : لا بس مستغرب وش عندك أنت ودكتورة أماني محتاسين
ياسر : سعود على بلاطة ومن الآخر طلع الجوال
سعود : أي جوال ؟
ياسر : أنت فاهم وأنا فاهم ماله داعي حركات الأستهبال
سعود : لا أنت أكيد أنجنيت
ياسر : سعود النفس راضيه عليك للحين ووالله لو ماتطلع الجوال
سعود : وخر عني أنا ماعندي لاجوال ولاغيرة يلا
قام سعود بدفع الدكتور ياسر بأقوى ماعندة
مما جعل الدكتور ياسر يقع على ذاك الجدار
كان يفكر هو لايملك ولا دليل واحد على سعود
سوى أنه توعد بالنيل بها !!
أماني بدأت تبكي بجنون عندما فقدت الأمل بحصولها عليه
ألتف عليها جميع الأطباء والطبيبات وباتو يخففون عنها
د/ ريم : عندك رقم الجوال التسلسلي ؟
د /محمد : إي إي كلمي الأتصالات وعطيهم الرقم التسلسلي وراح يحرقون لك الجهاز والشريحة
د/ أماني : بس أنا ماعرف الرقم التسلسلي ؟
د/ محمد : تلقين بورقة الضمان
د/ ريم : لم ترجعين البيت دوري على ورقة الضمان وخلي الأتصالات تتلفة لك
د/ أماني أبروح ألحين مافيني صبر أنتظر ليما ينتهي الدوام
د/ محمد : عسى مافية صور لك ؟
د/ أماني لا
د/ ريم : أجل بقريح
أماني لم تكن تود أخبارهم بما في الجهاز من صور وكتابات ورسائل
المهم الآن أن تجد الجوال وإلا فستكون مصيبة تقع على رأس أماني دون أن يسمي عليها أحد
ناصر أخذ والدته ليقوموا بزيارة مريم في المستشفى
وقبل أن يمضون وجدوا أبو ناصر يجلس بالشارع
ناصر : يبه وش فيك سلامات ؟
أبو ناصر : أحتري فوزية أبنيتي
ناصر : ليه ؟
أبو ناصر : بتآخذني أزور مريم
ناصر : حنا بنروح لها قم أوديك معنا
أبو ناصر : عسى أمك بتروح معك ؟
ناصر : إي ماتشوفها بالسيارة ؟
أبو ناصر أجل منب رايح رح لحالك أنت وأمك أبحتري فوزية
ناصر : كيفك
مضى ناصر إلى السيارة
أم ناصر : وش عنده أبوك ؟
ناصر : يحتري فوزية تودية يزور مريم
أم ناصر : مالت عليه وعلى بنته
ناصر : يمه مالها داعي
ناصر : أقول بس مر على دليل أختك نآخذها معنا
توجه ناصر مباشرة إلى بيت دلال
وقام بطرق كل أبواب منزلهم ولكن لا أحد يجيب
قام بالأتصال عليها
ناصر : دلال وراكم ماتفتحون الباب ؟
دلال : هالتسلب طلع وخلاني بالبيت وقافلن علي الباب
ناصر : من جده ذا ؟ يمة ترا دلال زوجها قافلن عليها
أم ناصر : نعم قافل عليها أكسر الباب وجب أختك
ناصر : أوما أكسر الباب يمة خيييييير
أم ناصر : أكسر الباب أقول لك
دلال : ناصر ناصر منيب طالعه منيب طالعه والله أن يذبحني
ناصر : مد يده عليك ؟
دلال : يمه يمه ذبحني وقال ياويلك لو تطلعين هو يبيني أطلع عشان يطلقني
أم ناصر : رح جب أختك والله محنا متحركين إلا ودليل معنا
قام ناصر بالقفز من سور بيت أخته ومن ثم أخبر أخته دلال أن تأتي له بسكين
وتخرجها له من أسفل الباب
دلال لم تكن تريد الخروج فقد أقسم عليها بالطلاق إن خرجت
ولكن لم تستطع أن تعصي أمر أمها
أخذت أبناؤها معها وتوجها جميعا للمستشفى
لم يستطع ناصر الدخول لأنه جلس مع أطفال أخته دلال فالمستشفى يرفض دخولهم
مضت أم ناصر ودلال إلى مريم
فوجدوها نائمة فجلسوا بقربها دلال كانت حزينه جدا فهي الآن تعتبر طالق
مضت دقائق إلا ودخل أبو ناصر
ذهب وقبل جبين أبنته مريم
وما أن شعرت بشعيرات لحيته على وجنتها إلا وأفاقت أبتسمت وقبلت رأسه
وأتت فوزية وسلمت عليها ومن ثم جلسوا جميعا
دلال : يبة ترا التسلب قال أن طلعتي من البيت أنتي طالق وضربني
أبو ناصر : وليه طلعتي ؟
دلال : يمه قالت لي أطلعي
فوزية : يمة ليه خليتيها تعصي رجلها والله مالك حق
أم ناصر : أقول أنثبري
أبو ناصر : مو هي اللي تنثبر
أم ناصر : وأنت بعد معها
أبو ناصر : أنا وشو ؟
أم ناصر أقول منتب كفو تسكتني
وأنت اللي تنثبر زين
أبو ناصر : هالمرة أبكسر عظماتك بعصاتي
لم تتدخل فوزية هذة المرة فأمها تستحق ماجائها
فهي قد تطاولت كثيرا
مريم : يبه يمه أنا تعبانه
فوزية : يبة خلاص والله مريم تعبانه ماله داعي أنتوا تضيقون صدرها زود
خرج أبو ناصر بعدما طلبت منه فوزية أن يمضون لمنزلها
وهذة المرة قبل أبو ناصر أن يكون في منزل فوزية
خافت فوزية كثيرا فماذا لو علم أباها أن زوجها بات يسكر ؟!!
وما أن دخلوا المنزل إلا وأتى زوجها يترنح
صعق أبو ناصر لما شاهده فوزية حاولت تدارك الموقف وأخذت زوجها
وأدخلته المجلس وأقفلت عليه
كان أبو ناصر يصرخ في وجه فوزية لم لم تخبره بأن زوجها يسكر
فوزية : يبة أنت تعرف سالم رجال والنعم فيه بس من تالي صار يسكر مع أخوياه الشر حسبي الله عليهم لولاهم ولا كان سالم مافي أحسن منه
وأكد أبو ناصر كلام أبنته
أبو ناصر إي والله كان رجال والنعم منه بس تدرين
فوزية : سم يبة ؟
أبو ناصر : خليه يصحى من هالنكر اللي هو عليه ولي تفاهم معاه
وألحين أبقعد معك ومنب طالع من بيتك أبد دام هذا حال سويلم
تركي كان ينتظر أن تشير الساعة إلى الرابعة
وما أن أشارت إلا وخرج مباشرة لبرج المملكة وبات ينتظر بالسيارة
أتصل على ديما
ديما : أهلين بيبي
تركي : وينك أنا أنتظرك عند برج المملكة
ديما : أنا في المملكة يلا أنا بطلع لك بس خليني أشتري لنا قهوة
تركي :أنتي تعالي وخلي القهوة بعدين
ديما : أو بيبي تيب
أغلقت ديما الخط وخرجت من البوابة الرئيسية ومن ثم قامت بالنزول من الدرجات
المؤدية للشارع العام ووقفت وهاتفت تركي أن يأتي
أنتبه تركي لها ولكن لم يعرفها فقط كانت تغطي وجهها
وهو قد أعتاد النظر إليها دون لثام !!
ركبت ديما وما أن ركبت إلا وشعر تركي بشعور غريب من نوعه
أنتشى بعطرها وما أن نظر إليها
إلا وشعر بتلك الرجفة اللتي كانت تعتريه
عندما كانت تجلس بقربة في دمشق
ديما : حبيبي يلا أمشي
تركي كان يشعر أن سعادة الدنيا كلها وهبت له !
كانت ديما تمسك بيدة طول الطريق وتتحدق عما فعلته في لبنان
توقف عند مطعم ماكدونالدز وطلب منها النزول
وكاد أن يخطئ ويدخل من جهة العزاب
فهو لم يعتد على العوائل
وما أن دخلوا
إلا وتخيرت ديما طاولة بعيدة عن الأنظار
كان تقبع في زاوية وكان عليها ستار وليس حاجز
دخلت ديما لتلك الغرفة
ودخل تركي خلفها أسندت كتفها وأسند هو كتفه
ووضعت رأسها عليه كان كل شيئ بها مغريا حتى رائحة شعرها
وباتو قرب بعضهم البعض لاتفصل بينهم نسمة هواء
ديما وضعت يدها على يد تركي وفرقت أصابعه
وقامت بأدخال أصابيعها بينهم
وظلت صامته تنبهت أنها قد خلعت غطائها وقد تبقى عبائتها
فقامت أيضا بخلعها ووضعتها جانبا
كانت تردي فستان أبيض شبيه ببياض بشرتها الناصع
شعرها كان منسابا على كتفيها
وقد تجرئت شعر من شعيراتها فكانت تقبع على صدرها
لم تكن تضع سوى بعض الكحل والقليل من أحمر الشفاه
كانت ساحرة بمعنى الكلمة
عنقدها كان جميلا وطويلا وقد زينته بسلسال
كان جميل جدا وأيقنت روعته عندما قلبته لي
ووجدت تركي يزينهه من الخلف
كيف لتركي أن يتحمل ذالك ؟
بدأت بالحديث عن حبها وأنها باتت لاتستطيع الأستغناء
ولكن ماذا تفعل أنها في حيرة من أمرها
تركي كانت نبضات قلبه تتسارع
لم يتفوه بكلمه كان ينظر إلى عينيها وشفاتها وهي تتحدث
ضغط على كفها
وقرب وجهه من وجهه
فما كان من ديما إلا أن تترك يدة وتضع يدها على رأسه
وتضمه إلى صدرها أبعدها تركي بيده بعد أن أدرك أنه لن يقاوم أكثر
تركي : خلينا نطلب شيئ أي شيئ عشان مانشككهم
ديما لم تقل أي شيئ وكأنها كانت في غمرة سكر وتنبهت
قام تركي من مكانه وخرج من الغرفه وسحب ذاك الستار
توقف قليلا عند الغرفه وبدأ يلتقط ماتبقى من أنفاسه
كان يشعر أن الدنيا تدور وتدور وتدور
ذهب ليطلب لهم
تركي : 2 وجبة سبايبي لوسمحت
كان العامل يأخذ الطلبات وهو يضحك
تركي لم يكن يعلم لم الضحك ؟
أخذ طلبه وتوجه مباشرة إلى ديما
قام بالدخول ووجد ديما قد أطرقت برأسها
وضع الأكل جانبا وأخذ يدها وقبلها قبله طويله
وقال لها
بأنها هي وحدها من أسرته بحبها
وكم يتمنى أن تكون له وحده
فهو عندما يتذكر أنها يجمعها
سرير واحد برجل غيره إلا وجن جنونه
ديما طلبت من تركي أن يمضون خصوصا
عندما شعرت أنها باتت لاتمسك زمام الأمور
وبات التهور واضحا عليها
خرجت من المطعم هي وتركي وما أن ركبت السيارة
إلا وطلبت منه أن يعيدها إلى المملكة
لم يتفوه تركي بكلمة واحدة فقد شعر بأن ديما باتت مرتبكة ولاتعلم ماذا تقول
أعادها وقبل أن تنزل
نظرت إليه وقالت
أمسح ماتبقى من أحمر شفاتي من على ثوبك
ومضت تركي كان ينظر إليها وكأنه أيقن أنها ستكون ا النظرة الأخيرة !
وما أن قام بإدارة المحرك وتشغيل المسجل
إلا وكانت وهم كل المواعيد وهم !! حاضرة بقلب المسجل وقلب تركي
ما أن مضى تركي إلا وكان حامد يهاتفه
تجاهل المكالمة الأولى والثانية والثالثة ولكن ماذا عن الرابعة
حامد : مساء الخير أخيرا رديت
تركي : وينك ؟
حامد : أنت اللي وينك مو أتفقنا نتلاقى ؟
تركي : محتاج أتكلم معك ؟
حامد : وأنا بعد !!
أتفق تركي وحامد على أحد المقاهي القابعه بوسط الطريق
أدار تركي المحرك ومضى إلى هناك
جلس على أحد الطاولات وقام بأنتظار حامد ليطلب الشاي
وما أن أتى حامد إلا وطلب منه أن يطلب شاي فرأسه يكاد ينفجر
حامد : أوك ثواني وراجع لك
مضى حامد وقام بالطلب هو لايعلم ماهو سر الألم اللذي يزورة كل حين في يده
مؤكد أن الظغط بالعكاز كان له أثر سلبي
ذهب حامد وجلس بقرب تركي
تركي : آسف حامد خليتك تروح وأنت تعبان
حامد : ومن قالك أني بجيبه قم جيبة أنت لأنو يدي ماتعيني
تركي : طيب
وما أن عاد إلا وسكب لهم الشاي
حامد : تدري أني حاس أني مخنوق ؟
تركي : وأنا بعد حاس أني ضايع ضايع ضايع
حامد : وش فيك وش صاير ؟
تركي : ديما
حامد : اللي متزوجة وأنت شفتها بدمشق وحبيتها
تركي : إي ماغيرها
حامد : وش فيها ؟
تركي : اليوم تقابلنا
حامد : نعم من جدك أنت وشلون تقابل وحدة متزوجه منتب خايف تجيب العيد
تركي : ماجبت العيد وماسويت شيئ
حامد : إيه باين والدليل الروج اللي بثوبك كمل كمل يا أبني
بس حاس أني ماني شايفها بعد اليوم
حامد : أنا قلت لك أنو علاقتك بها غلط ودامها ماهي مرتاحه مع رجل الأعمال تتطلق وتتزوجك بس خلها تآخذ منه بيت وسيارة أهم شي
تركي : حاولت أوضح لها هالشيئ
حامد : وش كان جوابها .؟
تركي : مدري أحسها تحبني وتموت فيني
بس ماودها تترك زوجها كيف ليه مدري
حامد : تتوقع خايفه منه ومن قوتة لاتنسى أن له كلمته
تركي : أيه هذا اللي صاير وهي تبي تبعدني عنها
بأي وسيله مع أن روحها فيني
حامد : هي مسيرة إذن مو مخيرة !!
تركي : أحس أني تعبااان ومتضايق وحاس أني ماراح أشوفها بعد اليوم
أنت وش أخبار نوف ؟
حامد : بحر الهوى ماله أمان أنا عشقت نوف تفهم وش معنى عشقتها لكنها هي مآخذه حبي ديكور يعني ديما ظروفها تمنعها وتقدر تعذر لها لكن نوف
تتسلى فيني
متى ما أحتاجتني أتصلت علي لكن ماعمرها دقت وقالت أشتقت لك
بعكسي اللي ماعمري كلمتها إلا لأني مشتاق لها
تركتها لأنها ماخذه هوانا لعبه
تركي : وهذا اللي مضيق صدرك ؟
حامد : لا والله هي ماكانت قريبه مني عشان أفقدها صحيح أحبها ولبكرا أموت فيها بس فراقها كنت متوقع يموتني لكن لا لأنها ماكانت معي أصلا
أنا اللي تاعبني هو أبو يبيني آخذ بنت صديقه ومطلقه
وأنا لو خذتها صدقني بظلمها معي !
تركي : ليه .عشانها مطلقه .؟
حامد : لا لا أنا ما أنظر لتوافه هالأمور
روحي للحين معلقه بنوف
ولو جبرني أبوي آخذها راح أكرهها لأني راح أحس أنها تفرض نفسها علي
وسياسة الفرض ياتركي ماتمشي عندي !!
مريم كانت تتألم كثيرا لم حدث
في زيارة أهلها الأخيرة
وكانت تشعر بغصة في قلبها أبت أن تزول
ما أن خرجوا من عندها
إلا وحاولت الخلود إلى النوم
تريد أن تنسى ذاك العراك المميت
مع أنه ليس بالشيئ الجديد
ولكن لأنها في وضع نفسي سيئ لم تتحمل ماحدث
دخلت الممرضة
وما أن رأتها تبكي إلا وسألتها عن السبب
ولكن مريم لم تتكلم بحرف واحد
بل أكتفت بالصمت ومن ثم أخبرتها أنها تود النوم
أحترمت الممرضة رغبت مريم بالعزوف عن الحديث
وتركتها ومضت
و عندما علم الدكتور ياسر ما ألم بالدكتورة أماني
وفقدها لجوالها
رفض الذهاب وهو لم يتطمئن إن كانت قد حصلت عليه أم لا
وما أن رأته الممرضة
إلا وذهبت وأخبرته بأن مريم في حالة مزريه
كان وصفها به نوع من المبالغه
فهي تريد أن ترى ردة فعلة
وحدث ماتوقعته
فقد أنقلب وجهه و ترك مافي يدة
وتوجه مباشرة للغرفتها
طرق الباب فتنبهت مريم وفتحت عينها
وبما أن الباب قد طرق فمؤكد أنها ليست الممرضة
فالممرضة لها أسلوب أشبه بالغبي بالدخول
فهي لاتكلف نفسها حتى بفتحه بهدوء
لفت مريم حجابها على رأسها
وحاولت التظاهر بالأبتسامة عند وصوله
ولكن دمعاتها كانت دليلا كافيا لخيانة مشاعرها لها في تلك اللحظة
مع أن الممرضة كانت تسئلها كل حين مابك
إلا أنها بمجرد رؤيتها للدكتور ياسر
خارت قواها ولم تستطع تمالك نفسها أكثر
د/ ياسر : مريم وش فيك وش مضايقك خبريني ؟
مريم : ولا شيئ يادكتور
د/ ياسر : أنتي تعبانة في شيئ يوجعك تحسين أن راسك يدور ؟
مريم : لا وربي
د/ ياسر : علميني وش فيك ولا ماراح
أتحرك من مكاني إلا لمن تعلميني ولاتقولي مافي شيئ لأن الممرضة خبرتني
مريم : متضايقه
د ياسر : من إيش متضايقه وش اللي تاعبك ؟
مريم : أمور كثيرة مابي أتكلم فيها
د/ ياسر : يعني أعتبرها نوع من الخصوصيه ؟
مريم : لا بس مابي أتكلم فيها ألحين لأنها راح تتعبني أكثر
أقترب الدكتور ياسر من مريم
ونظر إليها بأبتسامة وأخبرها بأنه سيلبي لها رغبتها
ومتى ما أحبت أن تفصح فهو بأنتظارها
وما أن هم بالذهاب إلا وتلقفت يدة دون شعور منها
وأنخرطت في البكاء
كانت تحكي ماحدث اليوم في زيارة أهلها
مريم : أنا تعبانة يادكتور
عمري ماحسيت أنو أحد يحبني ولا مهتم فيني
أمي مايهمها إلا نفسها
عمرها مافكرت براحة عيالها خواتي تزوجوا وأرتاحوا منها
وأخواني بعد بس ناصر عمره ما أرتاح
من تزوج وهي حاطة حيلها في زوجته
وكأنها متوعده تهدم حياته
مليت مليت وربي مليت ماعاد أبي شيئ ولا عاد أهتم في شيئ
أحس اليوم مثل بكرة ومثل بعده مافي شيئ جديد
كل يوم يمر أحسو يتعبني أكثر صرت ما آكل
وأمي عمرها ماكلفت نفسها وقالت لي ليه ماكليتي
ولا ليه مانمتي
ولا ليه جلستي من نومتك فزعانه وفزعتي الكل معاك
حتى يوم تعبت ماحسيت أنها قربي ولا معي
بالعكس كانت دايم تحاول تبين لي أني فشلتها
أحس أني حمل ثقيل ثقيل ثقيل على قلبها
دايم أسئل نفسي هي ليه ماتحبني ؟
فرح الدكتور ياسر بحديث مريم ولم يقطعه إلا دخول الممرضه عمدا
لترى مريم وهي مازالت ممسكة بيد الدكتور ياسر
أبتسمت بخبث وأعتذرت عن المقاطعة
وتركت الباب مفتوح
تنبهت مريم بأن يدها مازالت تسكن بين يد الدكتور ياسر
أعتذر الدكتور من مريم وأخبرها أنه يستوجب عليه المضي الآن
شعرت مريم بأنها قد أوقعت الدكتور ياسر في مطب لايحسد عليه
فأعتذرت له بشدة وحاولت تغير مجرد الحديث
بسؤالها عن وقت خروجها
أخبرها الدكتور ياسر بأن وضعها بات جيدا
ولكن ستبقى عندهم بضعة أيام
للتأكد من حالتها بأنها شبة مستقرة
أبتسمت مريم وشكرته
د/ ياسر : مريم لو قلت لأهلك يودونك لطبيب نفسي
تتوقعين ياخذونك ؟
مريم : لا طبعا مستحيل
أمي مايهمها إلا وش بيقولون الناس عنا
د/ ياسر : أنا حسيت بهالشيئ أنو الوالده الله يهديها صعب أقناعها
يكفي ضربها لي أول يوم جابوك دليل أنها عصبية جدا
مريم : إي أصلا مافي أحد يقدر عليها
د/ ياسر : بس أنتي تحتاجين لعلاج نفسي
ويامريم ترا مو كل من أحتاج علاج نفسي معناها مهبول
مريم : أنا عارفه هالشيئ أنا كنت تحت ضغط نفسي رهيب
ومحتاجة لدكتور نفسي وألحين ولو مارضوا
بخلي أختي فوزيه هي اللي تآخذني من غير ماتقولهم
د/ ياسر : وأنا بعطيك رقمي
ورقم الدكتور النفسي قبل ماتطلعين من المستشفى
مع العلم أن هذا الدكتور زميل لي ووعدني أنو بكرا يجي يشوفك
مريم :
د/ ياسر : أتفقنا ؟
مريم : أكيد وآسفه على الأحراج اللي سببته لك ماكان قصدي
د/ ياسر : ولا يهمك
أعتذر الدكتور ياسر وهو يحاول أن يقنع نفسه
أن مريم مجرد حالة يقوم بالأشراف عليها
ولكن عقله مقتنع ولكن ماذا عن قلبه ؟
خرجت الدكتورة أماني مسرعة إلى منزلهم بعدما هاتفت
السائق أن يأتي حالا ليصطحبها
وما أن ذهبت للمنزل إلا وتوجهت راكضة للغرفة
تبحث عن ذاك الضمان اللذين تحدثوا عنه
ولكن لم تجده نزلت مباشرة لأمها وظلت تسئلها عنه
أم أماني : يابنيتي قلت لك مادري عنه والله
أماني : يمه لازم ألقاه
أم أماني : ليه وش صاير ؟
أماني : ولا شيئ بس ببيع جوالي ولازم الضمان
أم أماني : هاللحين لاجو يبيعونه لازم الضمان
أماني : هاه لا بس يجيب سعر أكثر
أم أماني : والله مدري دوريه لارجعتي مو تاركة شغلك وجاية لشيئ تافه
أماني : أي تافه يمه هذا في خراب بيوت
أم أماني : وش اللي صاير ؟
أماني : أمزح أمزح ماعليك مني
أم أماني : لا والله ماتمزحين وش فيه جوالك
أماني : يمة مافي شيئ والله
يلا أنا راجعة المستشفى
ركبت أماني مع السائق وأخبرت السائق أن يمضي بها إلى بيت حبيبتها
مضى السائق من دون السؤال حتى من هي
فهو يعلم جيدا من تكون حبيبة أماني
وما أن وصلت إلى بيتهم إلا وطلبت من السائق أن يقرع الجرس
ويطلب من رؤى أن تلبس عبائتها وتأتي السيارة بسرعة
قرع الجرس وخرجت له الخادمة وطلب منها أن تنادي رؤى
إلا أنها أخبرته أن رؤى نائمة الآن
وهي لاتتجرئ بالمرور حتى من جنبات غرفتها
فكيف تقوم بتصحيتها
عاد السائق وأخبر أماني بما أخبرته الخادمة
نزلت أماني مباشرة
وتوجهت لغرفة رؤى وكيف تنسى هذة الغرفة اللتي ضمت
جميع اللحظات
طرقت الباب
أماني : رؤى رؤى أفتحي خلصيني
رؤى : أوووووووه كم مرة قلت لحدن يصحيني أوووف
أماني : أنا أماني يامجنونه أصحي بسرعة مصيبة وحلت على روسنا
رؤى : أماني .؟ وش تبين .؟ ووش جايبك هالوقت ؟
أماني : أفتحي خلصيني
قامت رؤى وفتحت الباب بعدما أرتدت بجامتها
وفتحت الباب وهي في محاولة أستيعاب أن أماني عند الباب
كانت تقوم بحك شعيرات رأسها الأمامية
وتغلق عين وتفتح أخرى
أماني : أسمعي صحصحي معي
رؤى : خير وش صاير ؟
أماني : جوالي أنسرق
رؤى : شنووو جوالك أنسرق ؟
أماني : إيه ومايحتاج أعلمك وش فيك
رؤى : صورنا ورقصنا وهبالنا
أماني : كل شيئ كل شيئ
رؤى : ياويل حالي يامصيبتي
أماني خلك أنتي محدن يعرفك بس أنا
رؤى : يعني عشانك دكتورة وأنا لا
أماني : دبريني أبي حل
رؤى : أنا ألف مرة قلت لك لاتحتفظين بأي شيئ يخص علاقتنا بالجوال
أماني : أنا حريصة عليه أكثر من حرصي على نفسي بس وشلون أنوخذ مدري
رؤى : يلا عاد فكككي مالقوم يسرقون لقوهم يتقاسمون
أماني : أبي حل خلصيني
رؤى : وش الحل بنظرك يعني مالنا إلا كل يوم نحط بقوقل فضيحة بنات سعوديات
أماني : تستهبلين أنتي ووجهك ؟
رؤى : لا ماستهبل بس هذا الحقيقة لا وشريحتك بأسم
يعني بيروح يشوف الأسم وبيخلي أسم الفضيحة بأسم أماني محمد
حلو أسهل في البحث بعد
أماني : أنا محترق دمي وأنتي تستهبلين
رؤى : عسى ماصورتي اللي صار قبل أمس بحفلة سماهر ؟
أماني : ياليت على حفلة سماهر
ترى حفلة سماهر كلها رقص بنات وأستهبالات
بس فضايحنا حنا يا أمي
رؤى : ياويل حالي تهقين أبوي ينتحر لاشافه ؟
أماني : الشرهه موب عليك الشرهه علي اللي جايه لك أنقلعي
رؤى : المهم شيكي على قوقل الليله
نزلت أماني من تلك الدرجات وتوجهت مباشرة للسيارة
وما أن ركبت إلا وصرخت بوجه السائق أن يمضي بها إلى المستشفى
أماني : ياربي أهم شيئ الدكتور ياسر مايدري بشيئ أو يشوف شيئ لأنو ساعتها بيقول ياما تحت السواهي دواهي
ياويلي وأنا اللي مسويه فيها عنده أني الخلوقه والمثالية
يوووه عسى اللي سرق الجوال مهوب عامل من المستشفى
أقلها ماتصير الفضيحة في المستشفى
مضت للمستشفى
وما أن دخلت إلا ووجدت الدكتور سعود أمامها
سعود: هلا والله وغلا
أماني : هلا بك عسى لقيتوا جوالي ؟
سعود : جوالك ؟
أماني إيه
سعود : أماني وش رايك تضيفيني على المسن نتفاهم ؟
أماني : آسفه ما أضيف
سعود : شوفي أماني لاتستهبلي ألحين حنا الأثنين نلعب على المكشوف
أماني : مكشوف ؟
سعود : خليك بنت حلوة وأضيفيني على المسن ونتفاهم ولك علي
اللي بالجوال محدن يعرف به غيري وغيرك وش قلتي
صحا سالم من سكرته
بعدما أستفرغ مافي جوفه
ومن ثم أخذ دوش دافئ وطلب من فوزية أن تحضر له الشاي
وما أن جلس في تلك الصالة
إلا وتفآجأ بخروج أبو ناصر وحفيدتية من الغرفة
وتوجهوا للجلوس معه
سالم شعر بالخزي وبدأ يسئل نفسة
هل أب زوجته شاهدهد سكراننا مترنحا
وقام ليقبل رأس أب زوجته
أبو ناصر : أقعد محلك ياسويلم
سالم : يالله حيك عمي تو مانور البيت
أبو ناصر : أدري أن البيت توه منور بي
ملاك ملاذ قوموا لغرفكم وخلوني مع أبوكم
سالم : يله يا بابا لفوق
ملاك وملاذ : طيب ياجدي
ملاذ : بس مو تروح عنا نام عندنا
ملاك : إي جدي لاتخلينا
أبو ناصر أنا بقعد معكم خلاص يلا روحوا فوق
أبو ناصر : أسمع ياسويلم
أنا ماحبيت أفشلك قدام بناتك
ولا لو بكيفي كسرت عصاتي على راسك وأنت سكران
آخرتها توصل في المواصيل للسكر
ماعطيتك بنتي إلا لمن عرفت أنك رجال
ومن ظهر رجال موب آخرها تسود وجهي عند الناس
ويقولون شوفوا بو ناصر من عطا بنته
أسمع ياسويلم بتسكر وبتسربت تطلع من هالبيت
سالم : أطلع من بيتي ؟
أبو ناصر : إيه تطلع من بيتك وياشينك وأنت تقول بيتك
سالم : والله ياعمي العذر والسموحه
أنا مدري وش جرني حق هالدرب بناتي صاروا يخافون مني
وحتى فوزيه ماتكلمني إلا من بعيد لبعيد
والله أني ودي أتركة اليوم قبل بكرا
بس ماقدر
أبو ناصر : حتى بناتك يقولون خلك معنا عشان
بابا مايطق ماما جعل يدك القص
سالم : والله ياعمي أني ماعمري مديت يدي إلا وأنا فاقد
أبو ناصر : أسمع ياسويلم أترك الحكي والبربسة
اللي مالها سنع من اليوم
تروح تظف وجهك
وتدور لك شغله تأكل فيها زوجتك وعيالك
موب عشان فوزية مدرسة قلت خلاص
وياتصير رجال ولا بيت بنتي يتعذرك
لاتنسى أنو هالبيت مابنته إلا بفلوسها
والأرض أرضها يعني هالبيت لها
ولا على راتبك ما أكلكم عيش
سالم : أبشر
أبو ناصر : أنا ببقى مع بنتي وبنياتها
ويلا أنقلع ولاترجع إلا عرفت علوم الرجال
خرج سالم بعدما شعر بالأهانة والأستخفاف به من أبو ناصر
مضى بسيارته
وفكر كثيرا إلى أين يذهب
فبيت أهله مكتظ بأخوانه وأولادهم
ولايملك في جيبة ريالا واحدا ليستأجر له غرفة
وأصدقاء السوء كلهم يأتون ليسكرون عنده
لأنهم ليس عندهم مكان يلمهم
قرر العودة للمنزل
فهو لم يعتد العيش
إلا على أكتاف فوزية وعلى مرتبها
وإلا فلن يكون مأواه إلا الشارع
وما أن طرق الباب
إلا وفتحت له ملاذ
سالم : تعالي يا بابا وش فيك ؟
وما أن رأته
أنه أباها إلا وذهبت راكضه تصرخ خائفه منه
بعدما كانو يعشقون رؤيته باتو يخافونه
فسالم ليس بالسيئ بل كان أبا صالحا
ولكن لم ينزلق في هذا المطب
إلا من أولاد أبليس
كانت صحبته لهم مجرد تسليه ولعب ورق
ولطالما همست فوزية بأذنه
قل لي من تصاحب أقول لك من أنت
ولكن كان يتجاهل حديثها ونصحها
حتى وقع الفأس على رأسه
خرج أبو ناصر ليعلم من عند الباب
وما أن رآه أنه ناصر إلا وقال له
أبو ناصر : وش عندك رجعت ؟
سالم : العذر والسموحة ياعمي أنت داري أن ماعندي أحد
بيت أهلي مافي مكان أحط حتى رجلي فيه
أبو ناصر : تدري ياسويلم
أن لولا جيت وشفتك بنفسي
ولا كان فوزية مالبطت بحرف واحد
أدخل بسرعة ولو مايعتدل حالك ترا البيت يتعذرك
ولاتقول ماقلت لك ؟
كان سالم يشعر بالأنكسار من كلام أبو ناصر
ولكن ألا يكفيك ياسالم
أن أبو ناصر بات ينتشلك من ضياعك ..؟
كانت فوزية تسمع كلمات أبيها
وكانت تحمد الله
أن أبيها أتى معها وبات السند الحقيقي لها
قام الجميع من على مائدة الطعام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق