السبت، 1 مايو 2010

ياقو قلبك على الصده ..]

[ الجزء الأول ]

لماذا يا سعود ..؟
لماذا ..؟
أنظر إليه وأطيل النظر في عينيه ..
أود حقا أن أقرأ مايجوب بداخله الآن ..
هل هو مقتنع بما يقوله ..؟
ولم الآن ..؟
نظر إلي بعد ما بدد وحشة صمتي وقال ..
: أنت تعرف جيدا أنك صديقي الوحيد ولكن رغبة أهلي الملحه تستوجب علي هذا القرار
: وأي قرار غريب هذا ..؟
ولكن لا أستطيع أن أقول له شيئ فسأحترم رغبتة ..
أحترمها ولكن لست من مؤيديها البته ..
أحسست بألم دفين يغزوني من كل مكان ..
كان هذا الخبر صاعقة بالنسبة إلي فلطالما كان سعود كل شيئ في حياتي ..
ليس فقط صديق وأخ بل علاقتي معه عميقه لدرجة أنني أشعر أنه هو أنا وأنا هو ..
حبنا .. صداقتنا .. أخوتنا .. مشاعرنا الصادقة ..كلها أرميها في البحر وأعود ..
كيف لي هذا ..؟
لم أعتقد أن يصل الحد إلى هنا مطلقا ..
أنقبض قلبي كثيرا ..
أضطررت بعدها أن أستأذن وأترك سعود لوحده فأنا أعلم أنه أيضا يحمل ذات الألم بين جوانبه الآن
وربما أقسى فهو من فضل أختيار هذا القرار ..
00
ركبت سيارتي وأتجهت مباشرة إلى منزلي
لقد كان سعود ضعيف الشخصيه .. ولكن لم أتخيل أنه سيبقى كذالك ..
وسيرضخ لأي قرار يطلبه منه أباه ..
آه ياسعود كل حدث تراه بقلبك وبقلبك فقط متناسيا عقلك اللذي يبحر ولاتدري أين يبحر ..
ذكريات الطفولة .. الأحداث قبل أن تسقط من عقلي إلى قلبي
كانت كفيلة بولادة الدموع اللتي لم أعلم من أين أصبح مجراها ..
سأقلب صفحة من صفحات حياتي وأي صفحة هذة ياسعود..
هل لك أن تجاوبني قبل أن تتركني ..؟

00

أقتربت لمنزلنا فهذة المدرسة هي علامة وصولي لمنزلي ..
وصلت أمام المنزل ..
ولكن أنا عاجز عاجز حقا ..
أسندت كرسي السيارة إلى الوراء وأستلقيت ودخلت في دوامة بكاء ..
نعم أبكي حتى وأن كنت رجلا فأحاسيسي ومشاعري في هذة اللحظة أكبر من أن تجسدها دمعة حزن..
كانت الأفكار هي الرفيقه الآن
يا ست الحبايب ياحبيبه .. يا أغلى من روحي ودمي
ياحنينه وكلــك طيبه .. ياربي خليك يا أمـــي
عندما تصخب هذة الأغنية فأنا أعلم بأن المتصل هي ست الحبايب
أبحث عن الجوال هنا وهناك ولم أنتبه إلا وهو تحت المقعد فربما وقع وأنا في لحظة من لحظات الأنهيار العاطفي الوجداني ..
: هلا يا ست الحبايب
:وشلونك أبوي ..؟ أنت وينك فيه..؟
وعندما أسمع نبرة أمي هذة فأنا أعلم بأنها قد شعرت الآن بشعوري ..
وقد علمت أن أبنها الوحيد في مطب ..
سبحان من خلق هذا القلب لأمي فشعورها لايكذب أبدا ..
: يمه وليدي وش فيك ..؟
: أبد يمه مافيني شيئ أنا عند الباب ألحين
أنا نازل من سيارتي ألحين وجاي لمك ..

00

أغلقت الخط وأنا أفكر كيف لي سأقابل أمي الآن وبهذا الشكل ..
نزلت من سيارتي وأنا أحاول أن أكون بأحسن صورة على الأقل أمام أمي الحبيبة ..
نزلت وتوجهت مباشرة لباب المنزل ..
أدرت المفتاح وقمت بفتحه ..
دخلت المنزل وأنا أشعر أنني أختنق أختنق أختنق ..
دخلت إلى الصالة حيث تركن أمي الحبيبة ..
نظرت إليها وقبلت رأسها وجلست بالقرب منها لآخذ فنجال قهوه ولنتبادل الأحاديث
عن جاراتها اللتي
قد زاروها اليوم بل في كل يوم ..
فأبنة جارتنا أم محمد قد أنجبت ولدا وجارتنا أم سالم قد تزوج عليها زوجها تلك السورية ..
وبدأوا في المناوشات اليومية اللتي تحدث بين كل الضراير ..وفي كل يوم سأستمع لما حدث بينهن
فكل واحدة منهن تريد أن تخطف قلب زوجها من جديد لينسى الزوجة الأخرى ..
لم يفهموا أنه سيسقطهن من حساباته هن الأثنتين بعد هذة الأفعال الساذجة ..
جارتنا أم خالد قد أرتفع سكرها اليوم ليس بالغريب أبدا
وكيف لا وأبناؤها الأربعه لم يتوظف واحد منهم حتى الآن ..!
أضحك مع أمي على هذة الجارة وتلك ..
ومن ثم أحاول أن أنسل إلى غرفتي بكل هدوء لترتاح أمي قليلا وأرتاح أنا ..
هممت بالنهوض والأنسلال فأنا اليوم متعب جدا ولأقصى درجة ممكنة ..
قمت وقبلت رأسها ونظرت إليها وقلت
أمي أنتي حبيبتي وصديقتي وكل دنياي أسئل الله أن يجعلك ذخر ا لي ..
تبسمت أمي وبعدها غمرتني بتلك الدعوات الجميله ..
وما أن وصلت لأولى عتبات السلم إلا وصوت أمي يذكرني بهول المصيبة تلك
: أبوي وش أخبار سعود ماتكلمت عنه اليوم ؟
: طيب يا يمة ماعليه شر تعشينا وأنبسطنا وبعدها رجعنا تعرفين ورانا دوامات وكل واحد لاهي بشغله

[ الجزء الثاني ]


أنسل إلى غرفتي كالعادة لاجديد
أدخل لغرفتي وأرمي بنفسي على ذاك السرير
أود أن أنام ولكن كيف لي أن أنام ولم أسمع ذالك الصوت اللذي يسلبني عقلي
غادة نعم غادة غريبة هي اليوم
لم تتصل ولم تزعجني بألحاحها المستمر إن لم أجب عليها ..
ولم ترسل رساله بين كل دقيقه وثانية لتخبرني أنها تنتظرني فمتى سأعود للمنزل ..!!
أبتسم ألا وصوت جوالي يصخب من جديد
أتركي عنك غرورك كبريائك مايفيد .. يكفي أني من عرفتك صرت عايش من جديد
أبتسمت لأن غادة اللتي تتصل
أجب وأنا أقول لها
: هل تصدقين أنني أود شكر قائل المقوله طرينا الأط قانا ينط
ولا أعلم مالذي جعلني أتخيلها بعد كلمتي هذة كطفله تصرخ
وتضرب برجليها الأثنتين وتضرب بهم في الأرض بكل ما أوتيت من قوة
فأجابتني بحزن وغضب مصطنع
: خالد ماذا تقصد
: أتركي كلامي جانبا فأنا أمزح معك ليس إلا

أبتسمت وتنهدت وقالت بدلع ..
: أين أنت اليوم لم تتصل علي ألا تشتاق إلي ؟
: في كل دقيقة تمر كنت متأكد أنه سيأتيني فيها إتصالك وأنتهى اليوم وأنا أنتظرك
: وعندما تشتاق لم لا تتصل أم أنا فقط من أتصل .. لم لاتشعرني بأهتمامك
: أنا أشتاق بل الشوق يكاد يقتلني ولكن في كل مره أشتاق أجدك تتصلين بي

: المهم يا غادة أنا متعب اليوم كثيرا هل تسمحين لي بالنوم ؟
: لا لن أسمح لك بالنوم فأنا اليوم لم أحادثك مطلقا وستسهر معي رغما عنك
: ولكن أنا متعب يا غاده هل لك أن تفهمين أنني متعب ومرهق اليوم ولا أستطيع أن أسهر معك
: خالد مابك اليوم كنت أمزح معك ليس إلا وسأتركك ولكن من دون إنفعلاتك تلك ؟
: حساننا أتركيني الآن أرجوك

000

أغلقت الخط ولم أنتظر حتى أن تجيبني غادة بوداعها
فأنا متعب كثيرا تمنيت أن تفهمني غادة هذة المره أيضا ولكن حقا لا أستطيع فأنا في وضع لا أتمناه حتى لألد أعدائي ..
أستلقيت على سريري ونمت مباشرة فأنا متعب وأريد أن أرتآح
لم يكن التعب جسدي ..
لا وألف لا
كان الألم يعتصر قلبي ونفسي
فأنا كل ماتذكرت ماطلبه سعود أسودت الدنيا بعيني ..
هكذا قدر لنا أن تكون نهايتنا
...

أنظر إلى جوالي هل ياترى سيتصل الآن ويقول لي أنها كانت مجرد كذبة أبريل
وأن كل ماحدث هي فبركة أبريل ليس إلا
أم أنه سيقول لي أنت تصدق كل مايقال أيها الغبي وسنسترسل في ضحك مستمر
أقلب الجوال بكفيي هاتين
ولكن لا أتصال ولا رسالة ولا أي شيئ يدل على مزحة الثقيل المعتاد
هل أتصل به الآن وأسئله إن كان بالفعل هذا مايريده ؟
ولكن لا أستطيع فهذا هو خيارة وهو لم يكلفني حتى بأن يعرف ماهو خياري ..
آه ياسعود كم حطمتني ..
أحاول أن أنام لكي أنسى كل ماحدث ..
ولكن كيف ..؟
سأحاول النوم فالنوم هو أفضل مخرج وأجمل هروب وأهدئ أنسلال

000
أتركي عنك غرورك كبريائك مايفيد .. يكفي أني من عرفتك صرت عايش من جديد


عادت هذة النغمة من جديد ومن المؤكد أنني أعرف من المتصل أنها غاده تصحيني لدوامي
أتناول جوالي لأكتفي بأغلاق الخط وهي علامة أنني قد نهضت ..
قمت من فراشي وتوجهت مباشرة إلى دورة المياة
أخذت دوش بسرعه وبعدها بدأت بالأستعداد للخروج لدوامي
وفي هذة الأثناء فكرت بالأتصال على سعود لأيقظه من نومة كعادتي
فنومة ثقيل ولم أرى أحدا أثقل من نومة ..
ولكن هل أتصل بعدما آثر الفراق ؟
لا أعلم حقا فأنا في دوامة لا أعرف نهايتها معك ياسعود ..
تناولت جوالي بيدي ونزلت لأمي لأصبح عليها
نزلت ولكن لم أجدها في مكانها المعتاد بحثت عنها هنا وهناك
ومن ثم توجهت مباشرة للمطبخ لأجدها وهي تصنع لي كوبا من الكوفي ..
يالله يا أماه لم أتعبتي نفسك فأنا سأتوقف عند أي كوفي ولا مشكله ..
: لم أتعبتي نفسك يا أمي لم ؟
: لا لاتقلق فقد ساعدتني الخادمة في تحضير الفطور أيضا
: وأيضا فطوور يا أمي
: إيه الفطور جاهز على طاولة الطعام هيا لنذهب
توجهت مباشرة إلى طاولة الطعام وما أن هممت بالجلوس
إلا وقمت بأرسال رسالة لغادة
اليوم سأعتقك لوجه الله
ولن أطلب منك أن تضعي لي الكوفي والتوست عن باب منزلكم فأمي اليوم قد قامت بعمل الفطور
ضحكت وأنا أضغط على أرسال فغادة اليوم ستطبل وترقص من الفرح
فلطالما نكدت عليها نومها وجعلتها تقوم بعمل الفطور اليومي
وبعد ذالك تضعه لي عند باب منزلهم لآتي
وآخذ فطوري وأستمتع بالمذاق وكيف لا وهو من تحت أصابع معشوقتي
وضعت الجوال جانبا وبدأت بذكر أسم الله وهممت بالأكل
وكل لقمة آكلها أتذكر وجه غادة الآن هل ياترى بعد رسالتي هذة سحبت الغطاء وعادت للنوم ..كم هي كسولة
أم أنها لم ترى هذة الرسالة وقامت بعمل الفطور كعادتها ..
المهم أنني أرسلت لها وأخبرتها أذن الخطأ ليس بخطأي ..
أنتهيت بسرعة فأنا أود الوصول باكرا للشركة
أنتهيت من الأكل وذهبت لغسيل يدي ومن ثم توجهت للطاولة لآخذ الكوفي معي
تناولته بيدي اليمني وتناولت جوالي بيدي اليسرى ..
وخرجت أقصد مكان عملي
فتحت باب السيارة وركبت إلا وغادة تتصل


[ الجزء الثالث ]

أهلا هلا بصاحبة أجمل صوت
أتعلمين يا غادة نبرتك العذبة هذة تهيج مشاعري .. وتنقلني لعالم غريب عالم آخر لامثيل له
: غادة مابك صامته اليوم ؟
: لا أعلم ولكن أنا متضايقه جدا ولا أعلم مالسبب ..
: لاتعلمين السبب ؟ كيف هذا ؟
: أتعلم يا خالد أن هناك حلم يتكرر لي في كل يوم ..
تركت الكوفي جانبا وقلت
: قولي ياغاده أنا أسمعك
أنني أرى حلم غريب حلم غريب يا خالد
أراني أنا وأنت نمشي لوحدنا وفجأة تأتي سيارة مسرعة من وسطنا وترتطم بنا عن بعضنا ونفترق ..
ولا أقوم من نومي إلا وأنا مفزوعه أشد الفزع ..
: لاعليك أنها أحلام العرايس
: كيف ؟
: يعني أنه قرب موعد زفافنا ولم يتبقى عليه سوى أشهر وأنت بت متوترة وقلقه فقط لاغير
: هههههههههههههههههههههههه أتعتقد ذالك يا خالد ؟
: نعم نعم فأنا مفسر أحلام ألم أقل لك من قبل ؟
: ضحكت غادة بصوت مجلجل
يال هذة الضحكة اللتي تعصف بكياني
: غادة
: نعم يا خالد
: أرحميني من ضحكاتك هذة فقد وصلت لدوامي وأتركيني أنزل للمكتب من دون عواصف تعصف بي
: حسننا أنا سأذهب للنوم متى أتوظف وأترك هذا الكسل
: غادة عدنا لتلك الدوامه ؟
: لا لا أنسى ذالك سأبقى في المنزل كما تريد يا أستاذ خالد
: حسننا إلى اللقاء
: إلى اللقاء
: هل ستنسلين هكذا ..؟ غادة إلى متى سأظل أعلمك كيف تكوني رومانسية .؟
: حبيبي أنتبه لنفسك ولك قبلاتي هل رضيت الآن ؟؟
: ليس كثيرا ولكن تعبر بالحال
000



وصلت إلى الشركة متوجهها مباشرة إلى المكتب ..
ألقيت التحية إلى زملائي ..
ليرد كل واحد منهم ونفسة في طرف خشمة ..
دعوني أعرفكم عليهم واحد واحد

هذا هو فهد ..
مات والده منذ خمس سنوات وبعد وفاة والدة أظطر لترك الدراسة الجامعية
والتوجة مباشرة إلى العمل فهو يعوول أمة وأخواته اللاتي سيتزوجن قريبا
سعيد بزواجهن لأنه سيطيح عنه حمل كبير فهو بار جدا بأخواته وأمه ولم أرى في حياتي أبر من فهد بأهله
وسيكمل دراستة الجامعيه بعد زواج أختيه..

وهذا هو سلطان ..
متزوج وله طفلة جميلة جدا ريما
ولطالما أعجبت بأبنتة فهي تذكرني بغادة بحركاتها الطفولية المجنونة
فأنا أحب ريما أولا وأحب سلطان ثانيا ..
هادئ جدا وهو أقرب صديق بعد سعود ..

وهذا هو محمد ..
الأبن الوحيد بين أربع بنات من عائلة مرموقه جدا وثريه
يكره كل شيئ وحتى العمل فهو لن يحتاج لمرتبه مطلقا ولكن يأتي للتسلية فقط
بدأت أشك في أمره مؤخرا
فهو أصبح متقلب المزاج ولايهدأ إلا عندما يتناول تلك الحبوب البيضاء
اللتي باتت تأخذ عقلة ..
هناك سر بك يامحمد ولكن لم أتعرف إلية حتى الآن

وهذا خالد أحم أحم ..
خطيب غادة غادة اللتي أحبها منذ صغره
فهي أبنة الجيران ولطالما كنت معجبا بها
وما أن كبرت قليلا ألا وفتنته بملامحها اللتي أزدادت دقه وجمال
وكانت هي تبادله ذالك الحب ..
فقد كان يلمح تلك النظرة عندما كانت تخرج للمدرسة .. فقضينا ثلاث سنوات مابين نظرة منها وأبتسامه مني
وبعد أن فاض به الكيل وضع حدا وذهب لأمه وجعلها تخطبها رغم كل شيئ
فأمه لم تقبل بها منذ البداية فهي كانت تتمنى أبنة أختها دلال خصوصا وهي قد قامت بحجزها منذ مدة
إلا أن أبنها خالد خيب رجائها وأخبره بأنه لن يتزوج إلا الغادة
فهو أنسان يحيا بالحب ويريد أن يبني حياتة بالحب ومع من يحب ..
أعرفتم من هو الآن خالد ؟؟







[ الجزء الرابع ]


نظرت إلى مكتبي وأنا أهم بالجلوس ومن ثم نظرة إلى مكتب سلطان لألقي نظرة على الصورة اللتي على مكتبه
صورة ريما الجميلة العذبة اللتي تجمع كل ملامح الطفوله والعذوبة والجمال ..
لأمازح سلطان بقول
: أبنتك جميله لحد لايوصف من أين أخذت هذا الجمال ؟
:خالد أبنتي ستصاب بالعين بسببك
: لا لا لا لاتخف بسم الله ماشاء الله ولكنك تعلم أنني أعشق الأطفال وأعشق البنات باللتحديد وكم أدعوا الله أن يرزقني بطفله
جميله أحنوا عليها وأدلعها وتحنو علي وترفق بي عندما أكبر وأكون أحوج إليها
: خالد أنا أمزح فقط أرجوك لاتفهمني بشكل خطأ
: لا لاعليك

جلست على مكتبي وأنغمست في عملي
وعندما أحسست بفراغ حاولت الأتصال بغادتي
جاءني صوتها الهادئ الرقيق
كان هذة المرة صوتها شيئ آخر مختلف
صوتهاهذة المرة حرك كل ذرة بداخلي
: غادة يالروعة صوتك وأنت نائمة أشعر أنه شيئ مختلف تماما
: خالد أرجوك أريد أن أنام
: نعم تنامين ؟
: لا ياحبيبتي لن تنامي أتعلمين كم الساعة الآن
أنها الساعه الواحده يجب أن تعتادي على الجلوس باكرا وطبخ الغداء
لآتي والغداء جاهز أتفهمين ؟
: لم ترد الظاهر أنها نامت دون أن تدري

أغلقت الخط وعدت للعمل
إلى أن أتت الساعه الثالثة وما أن أتت الساعة الثالثه ألا وبتنا نتسابق على الخروج
خرجت لسيارتي وكان سلطان معي سلمت عليه وأخبرته بأن يقبل ريما بدلا عني حتى ألتقيها
ضحك وركب سيارتة وقال
ريما ستفاجئك بأذن الله في زواجك
: جميل جدا إذن لم يتبقى إلا شهور قله
ضحكت وأنا أركب سيارتي وأقول
يارب عجل بهذا اليوم بما أن الريم ستفاجئني
...
ياخوي وينك صرت ماعاد تنشاف .. زعلان ولا كل هذي قطاعه
في غيبتك قلنا عسى مابه خلاف .. حتى بصوتك باخلن في سماعه
أغلقت الراديوا وأنا أتنهد تنهيدة حزينه
فهذة الأغنية عادت بي إلى رفيق عمري سعود
ترى كيف حالك ياسعود يارفيق العمر
ترى هل تفكر بي مثلما أفكر فيك أنا
هل يحترق قلبك على أخوتنا اللتي ضاعت من أجل لاشيئ لا شيئ ..
آه ياسعود
...
عاودة نغمة غادة بالصخب
نظرت إلى هاتفي
وقمت بالأجابة
: أهلا بالحاضرة في قلبي وعمري وعيني
: خالد أرجوك لاتخجلني
: تخجلين من زوجك ياملكتي ؟
: خالد
قالتها بتغنج ودلع
هنا أعلنت أستسلامي بضحكة طويله متى أتزوجك متى .. فأنا لم أعد أصبر

:خالد أرجوك لاتتكلم هكذا
: حسننا حسننا
: خالد سأذهب لشراء فستان الزواج مارئيك أن تأتي للمحل وتراني وأنا أختاره أن أعجبك
فكلمني وقل لي بمزاياه وعيوبه
: فكرة رائعة جدا هل ستشترين الفستان الأبيض؟
: نعم ياخالد مع أنه من المفترض أن لاتراه إلا في يوم الزواج ولكن لا أعلم لم أود أن نختاره نحن الأثنين
: حسننا يا ملكتي متى ستذهبون ؟
: بعد ساعه تقريبا
: حسننا سأذهب لأخذ دوش وأرتاح قليلا وألحق بكم مجرد أن تخرجوا من المنزل أتصلي علي
: لا لن أتصل فأنا أستحي من أختي وأمي أن أحادثك وأنا بقربهم سأرسل لك مسج أعلمك فيه أننا خرجنا
: أتفقنا




[ الجزء الخامس ]


أغلقت غادة الخط وبت أنظر للجوال هل أتصل على سعود ؟
فشوقي لصديقي وأحتياجي له أكبر من كل شيئ
وصلتت للمنزل
ودخلت لأمي لأجدها وكعادتها تنتظرني على الغداء
لقيت التحية وصعدت مباشرة لغرفتي أخذت دوش بارد وأرتديت ملابسي
ونزلت لها مباشرة
: ساعة يا أبوي على ماتنزل تتغدى ؟
أنا آسف حقا يا أمي ولكن متعب وكنت أحتاج لدوش بارد ينعشني فأنتي تعرفين أجوائنا الساحره
نظرت إلي أمي وضحكت ثم قالت
: متى سأفرح بك يابني فقد طالت المسأله
: قريبا يا أمي لم يتبقى سوى شهور قله
: ولكن منذ متى وأنتم مخطوبين لم لاتعجل بزواجك فأنا أن عشت اليوم لن أعيش الغد
: أسئل الله لك عمرا مديدا وسترين أولاد وأولاد أولادي
: رفعت عيناها للسماء وبدأت بدعواتها الآسرة
تناولت غدائي ومن ثم جلست مع أمي عند التلفاز
نشرب الشاي
أتركي عنك غرورك كبريائك مايفيد .. يكفي أني من عرفتك صرت عايش من جديد
: خالد جوالك يرن
: نعم يا أمي سمعته
: من الظاهر أنها غاده
أحسست بالحرج لا أعلم لم
قمت مسرعا نحو جوالي ورددت على غادتي الجميله
:أهلا ياجميلتي أهلا بدلوعتي أهلا بملكة قلبي
: أهلا بك يا حبيبي أنا مشتاقه لك يا خالد
: مشتاقه ؟ سآتي أذن لك مارئيك ..؟
: أشعر بشوق دفين إليك أشعر بنار حبك يكوي صدري أشعر أنني أحتاجك أحتاجك أنت فقط

كان يمشي في أرجاء المنزل دون وعي وشعور فمشاعره هناك مع غاده غاده فقط

: خالد أرجوك أود أن أسمع أغنية الأماكن بصوتك أرجوك
: من الظاهر أنك قد نويتي على نفسك
: لم ؟
: لأن صوتي القبيح سيحطم طبلة أذنك
: لاعليك أريد أن أسمعها
المشاعر في غيابك ذاب فيها كل صوت ..
والليالي من عذابك عذبت فيني السكوت ..
وصر ت خايف لاتجيني لحظة يذبل فيها قلبي ..
وكل أوراقي تموت ..
: ياعيني عليك ياخالد صوت يأسرني أنا فقط وإلا لو أستمع بو نورة إلى أغنيته بصوتك
لفضل الأعتزال حالا
وبدأت بالضحك والأنغماس فيه
: غادة أنتي اليوم أجمل أنت اليوم أروع أنت اليوم أنقى أنت اليوم أطهر
أنت اليوم أكثر سحرا وعذوبة
: دعك من هذا الكلام كله
: غادة أود أن آتي إليك لأراك أرجوك فشوقي في صدري يتأجج
: ولكن
: أرجوك غادة حاولي بشتى الطرق أريد أن أراك ولاتنسي أنك زوجتي
: أنا أحاول ولكن أنت تعرف أن أبي غير مقتنع أبدا
: ليتركوا أخيك الصغير معنا والله لن أقوم بشيئ فقط أريد أن أراك وأن أضمك لصدري وأقبلك
: كل هذا ولن تفعل شيئ ..؟ وكل هذا أمام أخي الصغير ..؟ خالد هل جننت
: لا ولكن أنا مشتاق
: خالد اليوم سنذهب للفستان وستراني في المحل ذاته سأكون بقربك لاتخف
: أفهمي ياغادة أنا أريج رؤيتك لأنني مشتاق أتفهمين معنى مشتاق أن رأيتك في المحل ماذا أستفيد..؟
: أرجوك ياخالد لاتحرجني أعدك أنني سأحاول أعدك
والآن يجب أن أستعد للذهاب للتسوق لاتنسى يجب أن تأتي معي
: حسننا ياغادة سآتي ولكن لاتنسي أنك وعدتيني
: لن أنسى أعدك عندما ينام أهلي سأجعلك تحضر لتراني لدقائق فقط

: أتفقنا إذن


000

أستئذنت أمي بالخروج وصعدت مباشرة لغرفتي
لأرتدي ثوبي وشماغي وأتهندم قليلا فأنا سأقابل غادتي الجميلة

تهندمت مسرعا ومن ثم خرجت مباشرة متوجها إلى المحل اللذي أرسلت بعنوانه غادة
كنت أريد الوصول مسرعا بل بأسرع مايمكن ..
فوالله شوقي يقتلني ..
أتذكر صوت غادة اللذي يذبذبني وكيف سأراها الآن أمامي تتخير فستانها الأبيض
وآه وألف آه من فستانها الأبيض ..
ترى متى سيأتي هذا اليوم اللذي أزف فيه لغادتي ..
لقد طال طال كثيرا ولكن مظطر للصبر فظروفي لا تهيأني الآن للزواج ..
لو تعلمين ياغادة كيف يحرقني الشوق لذاك اليوم ..
كيف أفكر في كل ليلة كيف ستكوني وأنتي معي ..

[ الجزء السادس ]

.


مررت على حادث أمامي ولكن لم ألتفت فأنا أريد الوصول والوصول فقط ..
وقلت كلمتي المعهوده عندما أرى هذة الحوادث اللتي باتت يومية
[ الله يستر ومايكون فيه موتى ]
قصدت المكان اللذي أخبرتني به غادة
دخلت إلى هناك محل راقي جدا
وتلك الفساتين فخمه للغاية كنت أنظر لتلك الفساتين من خلف الزجاج
فالبائع لم يقبل بدخولي إلا هناك وبدأت بالنظر من بعيد
00
نظرة للفستان الأول جميل جدا ناعم لأبعد الحدود
سيكون في منتهى الجمال على غادتي وخصوصا أن غادة تملك خصرا نحيلا فسيكون هذا الفستان خرافي
عليى جسدها النحيل والممتلئ بنفس الوقت
وذهبت عيناي للفستان للثاني كان مرطعا بالألماس من كل حدب وصوب
ياترى كيف ستكون غادتي بهذا الفستان ؟
أنتظرت طويلا مترجلا أن تتصل غادة أو أن ترسل مسج
فأنا أعلم أنها لاتريد لأمها أو أختها أن تعلم بأمري
ولكنها تأخرت كثيرا تناولت هاتفي الجوال وقمت بالأتصال على معشوقتي ..
ولكن لا مجيب عاودت الأتصال مرات ومرات ولكنها لاتجيب
ركبت سيارتي من جديد فالأنتظار في هذا الجو الحار يجلب النرفزة
وعدت من حيث أتيت سرت أسير في الشارع
وعدت لذالك الشارع اللذي حدث به الحادث الناس متجمهره ومن المؤكد أنها لم تصل سيارات الأسعاف
وهؤلاء المتجمهرين أليس لديهم أفضل من هذا التجمهر والتصوير بكميرات جوالهم ينقلونهم لأقرب مستشفى
وقفت سيارتي ونزلت وبت أصرخ في المتجمهرين على ماذا يتجمهرون وغضبت أكثر عندما لمحت نساء قد تناثرت جثمانهم
صرخت بهم جميعا
أليس بأمكان واحد منكم نقلهم جميعا للمستشفى
قبل أن يأتوا ملائكة الرحمة ليدفنوهم مباشرة فمن المؤكد أنهم سيموتون
كيف لا وهم مرميون ساعه وأثنتين وثلاث
لمحت سيارة أب غاده نعم أنها هي سيارة أب غاده
أطلت النظر ولكن لاداعي للتأكد أكثر فأنا أعرفها جيدا
و لمحتها نعم لمحتها إنها هي
دارت الدنيا برأسي وأنا أرى جثمان أب غاده وأمها وأختها وهم مرميون هكذا
ولم أعي إلا على صراخي اللذي أسمعت به الدنيا بأسرها
أنها غادة نعم غادة
صرخت بها أن تقوم أن تنهض من جديد أن تحرك يدها أو أصبعها ولكن لم تتحرك
حملتها بين يداي
بكيت الفراق بكيت الحب بكيت الضياع بكين على نفسي
لأول مره تكون غادة بين أحضاني ولأول مره تكون قريبه مني كل هذا القرب
ولأول مره يلتصق جسدي بجسدها
ولكن مالفائدة مالفائدة أنها لاتعي لاتعي شيئ أنها ميته ميته فحسب
ضممتها بين يداي رأيت العقد اللذي أهديته إياها معلقا على صدرها ..
رأيت الدبلة في أصبع يمينها ..
رأيت الساعه اللتي أهديتها أياهابغير مناسبة ..
بكيت عليها وبكيت على هداياي المعلقه في كل أرجاء جسدها
أنفجرت دموعي حتى ضاق صدري وبدأت تتقطع أنفاسي
وبعدها لم أعي شيئا حولي ..

فتحت عيناي الحزينة .. عيناي المقهوره .. عيناي المفزوعه ..
أنتبهت لذاك الطبيب وهو يقول
لا عليك تعرضت فقط لصدمة عصبيه ستبقى يوم بأستضافتنا
رميت بذاك الغطاء الأبيض جانبا ..
ونهضت
أنا من سأدفن جثمان عشيقتي أنا وليس أحدا سواي
خرجت وأنا أركض من ذاك المستشفى ضارب بكلام الدكتور عرض الحائط ولايهمني أحد
..
أوقفت سيارة تاكسي مباشرة وهاتفت أمي لأطمئنها علي ولتخبرني في أي مقبرة سيدفنون
طمئنتها وأخبرتني أنهم الآن سيدفنون ودلتني على المقبرة
كم أنت مشفقه علي يا أمي كان واضح من صوتك هذا
يارب أعني ولاتعن علي

000

تبدو المقبرة بشواخصها ..
أرتفع صوت الأذان حزيننا
وماهي إلا دقائق وأقيمت الصلاة ثم الصلاة على [ الأموات يرحمكم الله ]
يالله ياغادة أنظري إلى الجمع الغفير من أجلكم
أين روحك الآن ياروحي ..؟
كبر الأمام تكبيرات صلاة الميت ..
لم يكن خالد يعلم متى يقرأ الفاتحه ولا أين يردد الصلاة الأبراهيمية ولا بعد أي تكبيره يبدأ بالدعوات لها
هو يردد ولا يعلم ماللذي يردده ..
لقد أتوا بجثمانها
كان هنالك من يصرخ بهم
أعدوا اللبن والماء بسرعه ونظفوا القبور بسرعة أكرام الأموات دفنهم
أقشعر جلدي لتلك الكلمات


أرمق الموقف وجموع الناس من بعيد وأرى بين الجموع أخ غادة الصغير اللذي لم يتجاوز العاشرة
أنه عبدالله اللذي بات يتيما فلا أم ولا أب ولا أخوات ..
بدأت بالدموع تنساب على وجنتي فأنا وعبدالله بتنا في نفس الحال هو فقد أهله جميعهم وأنا فقدت الدنيا بأسرها ..
نظرت إلى عينية أتى راكضا ليضمني ويبكي
وليس هنا لك أصدق من حزن الأطفال ودموعهم ..


[ الجزء السابع ]


بقينا على حالنا نبكي
وأتى النعش يتهادى على أكتاف حاملية إنه نعش غادتي
يا رهبة الموقف آنذاك
يجب أن أحمل بين يدي تراب قبر حبيبتي أنا من يجب علي أن أدفنها
وضعتها في قبرها ..
ونظرت لها بعيني آه يا غادتي لم تأت الدنيا على مانريد ..
ولم تأت على هوانا ..
كيف سأحيا دونك أخبريني فقط ....؟
ولكن أنا ميت الآن ياغادة فأنا لا أحتمل التفكير في عدم وجودك في حياتي مرة أخرى ..
أدعوا للميتة بالثبات أدعوا لها بالرحمة
ألا تستطيعون أن تصمتوا ولو قليلا
ألا يكفيكم رهبة الموت
أبعدوني الرجال عنها وبدأو بنصحي وقاموا هم بدفنها ..
لقد دفنوك ياغادتي
الآن علمت سر حلمك المتكرر عليك في آخر أسبوع لك ..
ليتني فهمت المغزى ..
ليتني قضيت كل لحظة بجانبك ..
ليتني لم أكف عن الأتصال برقمك ..
من سيكلمني الآن ؟
من سيزعجني برسائلة وأتصالاته الملحه ..؟
من سيبكي كال أطفال عندي أن لم أنفذ ماتريده ..؟
من سأتغزل بها ..؟
من سأجوب شوارع الرياض دون وعي مني ..؟
كانت هناك يد تطبطب علي ولكن أنا لم ألتفت حتى
00
كنت أتحاشى النظر إلى كل شخص
وأتاني صوته
خالد هي مشيئة الله وحده ..
وأنت بهذة الطريقة تعترض على حكمة
أصبر يا خالد
كيف لي أن أصبر يا سلطان كيف ؟
كل شيئ يذكرني بها هي وحدها حتى دموعي هذة حتى أنفاسي
و جنون مشاعري
وبركاني الثائر بداخلي ..
إن عقلي يهوى بي ياسلطان ..
أنتشلني سلطان من المقبرة وأخذني معه إلى بيته
وما أن وصلنا المجلس إلا ودخلت أبنته ريما
هنا أنهرت ونظرت لسلطان
: حتى أبنتك يا سلطان تذكرني بها حتى أبنتك ضممت ريما وبدأت في البكاء
تركني سلطان كما أنا إلى أن أنتبهت لنظرات ريما الخائفه مني والحزينه علي
تركتها وجلست على تلك الكنبة أبكي الأمس أبكي الحاضر ..
أبكي على دنيا لم تعد غادة بها

000

خالد أصيب بمرض نفسي حاد ..
أصيب بالأكتئاب ..
لم يعد يأكل .. ولم يعد ينام ..
يجلس في حجرته كل الوقت ..
أعتزل الناس وترك العمل .. وترك كل شيئ حولة
لم يدرك شيئ ..
ولكن أمه المسكينة اللتي باتت في هم وحيرة .. فقد كانت تصبح بدمعة وتمسي بدمعه
صديقه سلطان اللذي لم يعد يعلم ماذا يفعل به ومعه ..
زملاء عمله اللذين يزورونه في كل يوم ليحاولوا التخفيف عنه بكل ما أوتوا من قوة ..
وحتى مدير شركته كان يأتي للأطمئنان عليه بين فترة وأخرى ..
ولكن خالد على حاله يرفض الحياة من بعد غادة ..

000

: خالد أفتح الباب أنا سلطان هيا أفتح الباب
: ماذا تريد ؟
: أفتح الباب وستعرف ما أريد
: أدخل فالباب مفتوح

دخل سلطان وهو ينظر لخالد ..
كفاك ياخالد أرحم أمك المسكينه اللتي ستموت حزننا عليك ..
غادة رحلت عن هذة الدنيا ..وحزنك عليها لن يرجعها لأرض الحياة
ولو كان لبكاءك وحزنك سببا في عودتها لبكيت الليل والنهار
ولكن مالفائدة أخبرني ؟
هيا قم بسرعة قم سآخذك مشوار هيا
هزه من كتفيه وأنتشله أنتشالا من سريرة وقام بمساعدته بأرتداء ملابسة
وأخذه معه في سيارته
ومن ثم عاد ينادي أم خالد ويقول لها أنه خرج تستطيع الخروج من غرفتها وخالد معه الآن أي لاتقلق

[ الجزء الثامن ]



لم يكن خالد يدري إلى أين هم ذاهبون ولكن لن يكلف نفسه حتى بالسؤال
أسند رأسه وأخذ يبكي ويبكي ويبكي
وصلوا إلى العيادة
أنزله من السيارة وتوجه به سلطان إلى داخل العيادة
وجلس معه
ذهب إلى الأستقبال ليستفسر فهو قد حجز لخالد موعد مع الدكتور وهل سيستطيع الدخول الآن خصوصا وأن خالد
في حال لايرثى له
سمح لهم بالدخول خصوصا والمراجعين لم يبدأو بالحضور حتى الآن
سلطان أخذ خالد إلى غرفة الدكتور وأصطحبه إلى أن أجلسه أمام الدكتور ثم أشار للدكتور بأنه سيخرج
حتى يتكلم خالد عن وضعه وحاله دون حياء من سلطان
خرج سلطان وأغلق الباب خلفه
ولم يدري بأنه قد وضع الدكتور سعود في وضع محرج للغاية
أهلا بك ياخالد
رفع خالد رأسه وكأنه تذكر ذالك الصوت جيدا وكيف له أن ينسى سعود الصديق والرفيق والحبيب والأخ
اللذين لم يفرقهم سوى مذهب ..!!
نظر خالد إلى سعود وقال
: كيف لهذة الدنيا أن تلعب بنا هكذا ؟
كيف لها أن تبعدنا متى ماتريد وترجع بنا متى ما أرادت
سعود أووو عفوا فقد أصبحت الآن الدكتور النفسي سعود ..
لطالما قلت لك يا سعود إنك ستكون طبيب نفسي مميز لقدرتك الباهره في علاج كل المواضيع
وفي فن الأستماع إلى من هو أمامك ..
ولكن لم يتبادر إلى ذهني أن تعالجني أنا مما فيه ..
آ ياسعود تخليت عني بسهوله بسهوله كبيره بسهوله لم أكن أتصورها ..


سبحان الله أتى بي صديقي إلى عيادتك لتخرجني مما أنا فيه ولكن لم يعلم أنك أنت أيضا كنت سببا مما أنا فيه الآن
سعود عندما أختلفت أوقات صلاتنا وصيامنا .. هل أخبرتك بشيئ حينها ؟
هل علقت على طقوس مذهبكم في الفترات الزمنيه المحدده ..؟
هل قلت لك يجب أن تكون على مذهبي لتكون صديقي ..؟
أم أنني كسرت كل شيئ ووعدتك أن تبقى صداقتنا وأخوتنا فوق كل شيئ
سأجلس هنا يادكتور وسأتكلم لك عن صديقي صديقي سعود اللذي غرس أول خناجره بصدري
أتصدق يادكتور أنه كان أمسي وحاضري كان كل شيئ
كنا نقضي أوقاتنا كلها بصحبة بعضنا
أتصدق يا دكتور سعود أن أمي لم تستوعب حتى الآن كيف أنتهت صداقة العمر خصوصا وأنا أحاول أن لا أبين لها مطلقا
ولكن هل تعتقد أنها لم تشعر ..؟
كل شيئ كان يناديني بعدك
حتى جوالي لطالما أحسست أنه أشتاق إلى سماع صوتك حتى سيارتي أشعر أنها أشتاقت لطلعاتنا
فراقك هزني كثيرا وفراق غادة قتلني ..
ولكن يبقى فراق غادة أهون على النفس فقد تخيرها الله ..
ولكن صديق عمري هو من تخير الفراق ومن أجل ماذا ..؟
أكمل ياسعود أكمل لتشعر بسببك كم هو .ت ا ف ه ...
عفوا دكتور لست الدكتور المناسب اللذي ينتشلني من كئابتي هذة لأنك كنت سببا من أسبابها الرئيسية ..

000

خرجت من صديقي الدكتور سعود..وأنا أتنفس من جديد
وكانني فرغت شيئا مابداخلي
أغلقت الباب بكل ما أوتيت من قوة ونزلت من ذالك الدرج بسرعة وأنا أبكي
جلست على قارعة الطريق المقابله للعيادة وبدأت أبكي وأبكي أنظر بعيوني المحملة بكل تلك الدموع
أبحث عن سلطان ..
ولكن لا أجده قمت من مكاني وبدأت أنظر يمينا ويسارا ولكن لم أجده
ولكنن لم أجده
ألتفت لأحاول أن أعرف من أين أسير وإلى أين أسير
ولكن أرتطم جسدي بكتفه
رفعت رأسي مع أنني أعرف جيدا من هو هذا اللذي أرتطمت به ..
ماذا تريد يادكتور أرجوك قلت لك لست الدكتور المناسب اللذي ينتشلني من مرضي

000
[ الجزء الثامن ]


: ولكن أنا لست دكتورك بل أن صديقك ورفيق عمرك ومن سيفني حياته من أجلك
: لا بت لا أصدق منك كلمة واحدة
فنحن قد تعاهدنا يوما أن لايفرقنا شيئ ومع هذا فرقتنا .....الأسباب فكيف لي بأن أثق
: ثق تماما ياخالد
: دكتور سعود مصيبتنا ومصيبتكم أنه عندما أختلف مذهبنا من الواضح أنكم أعتقدتم أنها أختلفت ديانتنا بأكملها فحتى علمائكم
لم يعد ينادونكم بالمسلمون بل بأسم مذهبكم أنتم أي خلق حزازية هذة هل لك أن تفهم مغزاها ؟..
: خالد أنسى كل شيئ فأنا الآن مقتنع بأنه لن يفرقنا كائن مايكن وتأكد أنني بت أرى كل شيئ بعين العقل والمنطق فقط

00

هيا لنتعاهد من جديد على أن لايفرقنا إلا الموت والموت فقط

000

أبتسمت أبتسامة مصطنعة للدكتور سعود وجلست على ذاك الطريق الأسفلتي أنتظر سلطان
طلب مني سعود أن أدخل معه ولكن كل محاولاته بائت بالفشل وحتى الكرسي اللذي قام بجلبة لي ركلته برجلاي هاتين
نعم فأنا لست دمية يتركها متى ما أراد ويعود لها متى ما أراد ..
بقيت جالسا مكاني ساعة وساعتين ولم أعد أصبر أكثر فهممت بالسير إلى أي مكان ..
المهم أن أبتعد عن هذا المكان اللذي يقتلني وتضيق أنفاسي ذرعا به ..
ترجلت من رجلاي أن تحملني ولكن سلطآن وصل في الوقت المناسب أوقف سيارته ونزل بسرعة
خالد أعذرني ولكن ريما قد تعبت قليلا وذهبت لأطمئن عليها
ماذا هل قلت ريما مابها هل حدث لها مكروه ..؟
: لا ياخالد مجرد حرارة بسيطة وزالت
: لايجب أن تأخذها للمشفى حالا أرجوك ياسلطان لاتتركها هكذا
: خالد لقد قلت لك إنها طيبه مابك
: لقد طلبت منك يا سلطان أرجوك
: حسننا ياخالد سآخذها ولكن حقا موسوس
: لافقط لريما ومع ريما
أخبرني ياخالد هلى أرتحت للدكتور هل أستطعت أن تتواصل معه بشكل جيد ..؟
: نعم
: وماذا قال لك ..؟
: لاشيئ سأعاود المجيئ له في وقت لاحق بإذن الله
: كيف في وقت لاحق ..؟ ولماذا لم يصرف لك أدوية مهدئة ..؟
: لقد صرف لي أن الوصفه في جيبي ..!!
: إذن أعطني إياها لأشتري لك الدواء
: لا أود أنا أن أذهب لآخذها فأنا أريد الخروج لأجوب شوارع الرياض المزدحمه والمكتظه بالناس
أريد أن أتذكر كل شارع مررت وكل طريق مشيت فيه أريد أن أعود بذاكرتي لكل شيئ
: حسننا ياخالد سأتركك على راحتك ولكن ستذهب معي لترى ريما بنفسك
: والله أنني أود طلب هذا الطلب ولكن كنت خجلا منك فلقد أثقل عليك كثيرا
: لاتقل هذا ياخالد وعندما ترى ريما ستنسى الدنيا ومافيها
أطرق خالد رأسه على مقعد السيارة يفكر تارة ويغفوا تارة
هو متذبذب ولايعلم حقا حقيقة مايشعر به الآن
فالخسارة موجعه للنفس ..
...
بت أنظر لسلطان فور ماوصلنا إلى شقته
نزلت معه وتوجهنا مباشر إلى المجلس الللذي لطالما جلسنا فيه
رحب بي سلطان وأدار زر التكيف وأعلن التكيف بدأ العمل
أنظر للمكيف حقا له قدرة فائقه في تغير الجو وتعديل المزاج ترى لمَ لمْ يخترعوا حتى الآن
جهاز يبعث نسمات توحي بالنسيان وتبدد غمامة الحزن إلى فرح وبهجة ..
لا بد لي أن أعمل على هذا الأختراع فلربما أحدث ضجة ليس بعدها ضجة ..!!
: خالد أنهض وأفتح الباب لي فريما متعبه قليلا بين يدي ولا أستطيع فتحه
قمت مسرعا نحو الباب لأفتحه وأرى ذاك الملاك إنها ريما
كم أنتي جميلة يا ريما حملتها بين يداي وأخذت أقبلها ومن ثم ضممتها لصدري وبدأت ألعب بشعرها
بكلا يداي كم أنت ساحرة يا ريما
طلبت من سلطان السكوت فريما قد بدأت تغفوا على صدري يالله كم هو جميل هذا الشعور
أبتسم سلطان قائلا
: خالد كم أنت حنون هيا تزوج لتنجب وتشعر كيف أن وجود طفلك يغيرك كثير فهو ينقلك لعالم آخر
عالم جميل عالم البراءة
كنت أسمع سلطان وأنا قد غرقت في دنيا ثانيه ربما لأنني لأول مره أشعر بطفل يسكن محجري وكأنه طفلي
أعتذر مني سلطان ليأخذ ريما ويضعها في سريرها أخذها سلطان ولكن شعرت بتغير كبير في نفسي
يالله ياريما كم أحبك ..
عاد سلطان وهو يحمل القهوة مع الكيك المحلى بالتوفو
وضع الصينية جانبا وبدأ بسكب القهوة
هززت برأسي بالنفي فأنا لا أريد
: سلطان أرجوك أيمكنك أن تأخذني للمنزل فأنا متعب ولا أستطيع البقاء
: حسننا ياخالد لن ألزمك لأنني أعرف أنك متعب لدرجة لاتوصف
نعم فمظهري الموحي بالهزال الشديد .. وعيناي اللتي أحيطت بالسواد ... وملامحي اللتي سكنها الألم
وحفرت خنادق الحزن معالمها تلم كل مابي
خرجنا للسيارة معا وعدت وأطرقت رأسي وما أن أدار محرك السيارة إلا وقد قام بتشغيل محمد عبده
والأماكن بدأت تصدح

[ الأماكن كلها مشتاقه لك !]
حقا ياغادة أشتقت إليك وكل مافيني يناديك إشتقت إليك وإلى صوتك الناعم ذو البحة الطفولية اللتي تأسر قلبي
أشتقت لحركاتك اللتي لطالما تفاجئينني بها
أيتها الغالية لقد تركتني لعالم مليئ بالغموض والألم من بعدك ..

[ كل شيئ حولي يذكرني بشيئ حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيئ ]
كل شيئ فيني ينقلني لك
لك أنت فقط بصماتك تركتها في كل حياتي ..
لم أرى الدنيا إلا بعينيك ..
ولم أتنفس إلا بهواك ..
لكن هاهي الدنيا يا درتي تاهت بي بعدك وبت تائه الخطى ..
وضاعت دروبي ..

[لو تغيب الدنيا عمرك ماتغيب .. شوف حالي آه من تطري علي ]

ستظلين أنت وحدك كل شيئ والأشياء كلها إياك ..
ستظلين كما أنت في روحي وعقلي ..
حتى وأن رحلتي لكنك تظلين بداخلي ...
فطيفك لايفارقني يا غاليتي ..

...


[ الجزء التاسع ]



قطع حبل أفكاري سلطان وهو يخبرني ب
: خالد يجب أن تتزوج لتنسى غادة فالزواج وحده سينسيك إياها
:[ قالوا تجوز وأنسى لاما بلاما ... وبعض العذارى عن بعضهم يسلون
: خالد يجب أن تتزوج
: وغادة ؟
: غادة توفاها الله أنساها وأمك لطالما أخبرتني بأن أفتح معك هذا الموضوع وأخبرتني أن نوبة الحزن والكآبة هذة
لن يخرجك منها سوى الزواج والأطفال
: سلطان لن أتزوج ..
: بل ستتزوج ولن أتركك هكذا إن بقيت على حالك ستموت أنظر لنفسك أنظر لنفسك للحظة للحظة فقط
: سلطان أرجوك أنا متعب
: خالد لاتفكر بنفسك فقط فكر بأمك المحزونه اللتي لم تخرج من هذة الدنيا بغيرك
فكر أنها ضحت من أجلك أتبخل عليها بفرحة ..؟انا لا أقول أنسى غادة ولكن يجب أن تضحي من أجل أمك أيضا
: حسننا ياسلطان
: هل تحاول أن تجعلني أصمت بقولك هذا ..؟ سأظل يا خالد ألح عليك بأمر الزواج حتى تتزوج

...


مرت الأيام والشهور وظل سلطان كما هو عليه يلح بأمر الزواج على خالد ..
ولم يكن وحده لا بل أمه كانت تطلب منه في كل دقيقه وثانيه وكيف لا والعروس أبنة أختها اللتي كانت تريدها
وتتمناها لي قبل أن أطلب منها خطبة غادة ..
أحسست بأنني أناني ويجب أن أفكر بأمي ولو للحظة وأدخل لقلبها الفرح ..
ولكن كيف ..؟
كيف أتخيل زوجة غير غادة لي ..؟
ياله من أمر صعب ولكن سأتزوج هذا ماعزمت عليه ولكن أعدك ياغادة أنك ستظلين بقلبي وعقلي أعدك

...

جرت مراسيم الخطبة الرسمية وكادت أمي أن تطير فرحا لأن أبنة خالتي قد قبلت بي ..
وكيف لاتقبل وهو لم يطرق بابهم سواي ..؟
لذالك قبلت بي مع كل الشروط اللتي وضعتها أن لاتكون هنا لك خطبة ولن تكون هنا لك ملكة إلا في يوم الزفاف
لن أبخل عليها بزفاف كما كانت تحلم به فهي ككل البنات تحلم بيوم زفاف أسطوري ولكن لها أن تتحمل بعد ذالك
وضعي مع القروض ..
قبلت لأنها مدرسة ولها راتبها الشهري وليست محتاجة لي ..
طلبت أمي أن أهب وأرى دلال زوجتي الجديد ولكن رفضت رفضا قطعيا ..
سأراها في يوم الزفاف وأنتهى الأمر بالنسبة إلي يا أمي ..

...

أدرت رأسي أبحث عن موقف لسيارتي يالله ماهذة الزحمة اليوم في شركتنا ..
وأخير ا وجدت موقفا لسيارتي ومضيت إلى مكتبي ..
نظرة خاطفة لزملاء العمل اللذين علقو النظارة السوداء على وجوههم ..
حقا لا أعلم مالسر هل لأن عيناهم تكاد تخرج من مكانها من شدة إنتفاخها بعد النوم ؟
أم أنهم نائمون ويوهمون الجميع بأنهم يعملون بجد ..
دخلت وألقيت التحيه وكالعادة لامجيب سوى سلطان ..
حتى سلطان كان مثلهم تماما ولكن ما أن تزوج إلا وأنقلب حاله ..
: سلطان كيف حال ريما ..؟
: بخير ولله الحمد أسئل عن حال أبو ريما ..
: أبو ريما طيب ها أنا أراه بعيناي هاتيين ..
هل تعلم أن ريما ستكمل عامها الثالث في يوم زواجك أي بعد أسبوع فقط
: قل لي بربك هل ماتقوله صحيح ..؟
: نعم لم َ؟
: إذن سنحتفل بها في يوم زفافي ..
: هل جننت .؟
: لا أرجوك قل لأم ريما أن تلبسها فستان كالعروسه فنحن سنزفها كالعروس تماما وانا من سيدفع زفتها
: لا لا لا ياخالد أرجوك
: بلى لقد عزمت وأنتهى الأمر وأخيرا ياريمتي أكملتي عامك الثالث سبحان الله ما أسرع الأيام
أذكرها عندما كانت لم تكمل الستتة أشهر سبحان الله
: والله ياخالد أحرجتني أساسا سأقوم بعمل حفله لها
: لا يا سلطان قلت لك وأنتهى الأمر بالنسبة إلي

[ الجزء العاشر ]


0

0000
أتى اليوم المنشود ..
يوم زواجي فرحت بهذا اليوم ليس لأنه يوم زواجي لا بل لأن ريمتي ستكمل الثلاث سنوات
فريما هي طفلتي ورائحة غادتي
صحوت باكرا وذهبت للحلاق واليوم كان مختلف فأنا اليوم عريس الغفلة ..
أفكر بدلال كيف سأتعامل معها خصوصا وأنني حتى لم أهاتفها .. ولم أعلم ماتريد وما لا تريد ..
يالله لا أريد أن أظلمها معي رباه أعني ولا تعن علي ..
أتت الساعة الثامنة وبت أستعد لبست ثوبي وشماغي ولبست البشت ذاك البشت اللذي لم اتخيل نفسي أرتديه إلا لغادة
لبست الساعة وقمت أتعطر وأتبخر ونظرت لذالك العود من المؤكد أن أمي قد تركته لي جانبا
كم أحبك يا ست الحبايب ..
نظرت نظرة خاطفة إلى غرفتي قبل أن أخرج كانت بسيطة لا أعلم إن كانت ستروق للعروس أم لا ..
ولكن أنا هذة مقدرتي من المؤكد أنها ستفهم هذا ..
أغلقت باب غرفتي وأنا أودع نفسي فأنا عندما أعود سأعود مع روح جديده أدعوا الله ليل نهار أن لا أظلمها ولا تظلمني
وأسكن إليها وتسكن إلي ..
تركت غرفتي وتوجهت لقصر الأفراح ..
وتناولت جوالي لأهاتف أمي
كلمتها وكانت أمي بأعلى معدلات السعادة فلأول مره أشعر أن أمي سعيدة بهذا القدر ..
طمئنتني عن كل شيئ والأمور تسير بشكل جيد وعندما حاولت الحديث عن العروس هربت منها متعللا بالوصول للقصر الرجال ..
وما أن وصلت ألا وسلطان رأيته أمامي
كان متهللا مستبشرا فرحا ..
نظرت إليه قائلا
: كيف ريما ..؟
: بخير أنها عروس مصغره بدت أجمل لاتعلم ياخالد كيف تساقطت دموعي عندما نظرت إليها وهي بالفستان الأبيض
فقد تخيلتها حقا عروس يالله شعور لايمكن وصفه ياخالد
: لاتخف سأراها
: نعم ستراها كيف ..؟
: سازفها أنا مابك
: هل جننت .؟
: لا وهيا بنا لندخل فقد تأخرنا على الرجال
دخلت هناك وأنا في كل خطوة يخيل إلي أن غادة أمامي تناديني وتبكي وتضرب برجليها فهذة حركتها المعهودة عندما تكون حزينه
يالله أرحمني فأنا لم أعد قادر على التحمل أكثر
مرت الساعات بطيئة وثقيلة إلى أن أتت الساعة العاشر
وأصبح العشاء جاهز للضيوف دخل الجميع وتعشى كنت أنظر إلى زملائي العمل وأراهم كيف يضحكون وأحسدهم على ضحكاتهم
تلك فأنا في نار لايعلمها إلا الله وقبل أن ألتفت هناك يد قد أطاحت على كتفي
: أتى يوم زفافك ولم تخبرني به ..؟
: من سعوووود ؟
: نعم سعود اللذي لم تذكره حتى ببطاقة دعوة ..؟ والدتك حقا وفية فقد أرسلت لأمي وأخواتي بطاقات دعوة
وعلمت منهم أنه اليوم يوم زواجك
أبتسمت له ولم أحب أن أذكره بما مضى فــ سعود قد أتى برجليه إلي وتنازل عن كبريائة لي وانا حتى لم أخبره بهذا اليوم
: أهلا بك يا سعود وحياك الله
: مبروك ياخالد وبالرفاه والبنين
: شكرا لك
تفضل تفضل على العشاء
: لن أتففضل إلا وأنت معي هيا
هيا بنا
000
جلسنا على مائدة الطعام لم آكل شيئ كنت فقط أنظر لسعود وأستمع لأحاديثه المطوله
ونصائحة اللتي لاتنتهي كم أنا مشتاق إليك ياسعود كم أنا مشتاق ياصديقي
: خالد أنا أتكلم معك مابك ..؟
: سعود ماذا قلت لم أنتبه ..؟
: أقول أنتبه وحاول أن تكون أكثر هدوء وتروي ولاتحاول أن تكون همجي
: هههههههههههههههههه لا عليك ياسعود فأنت تعرف أنني لست متهورا
وأنغمسنا في ضحكات متواصله وأحاديث مطوله ولم أنتبه إلا وجوالي يرن
أنها أمي يا سعود لحظة
: لقد حانت ياخالد ساعة الصفر ههههههههههههههههههههههههه
: نعم يا أمي أهلا بك
: هيا ياخالد أدخل الآن
: أمي ريما بنت سلطان كما أخبرتك ستزف معي وأخبري الفرقه بأنها أكملت عامها الثالث وليزفونا على دلع عيني دلع
: ههههههههههههههههههههههههههههه والله ياخالد انك مجنون لا أدري ماذا ستفعل لأبنتك هيا أسرع فـ ريما جاهزة
توجهت مباشرا لقاعة أفراح النساء
دخلت من الباب وأتصلت على أمي لأطلب منها أن تأتي فأنا أريدها معي وبقربي وأريدها أن تشعر باللحظة هذة وأن تفرح بها فهي لطالما تمنتها
وبالفعل أتت أمي وهي تحمل ريما
نظرت إلى أمي قائلا
: أمي أنزليها عنك فهي الآن قد أصبحت أم ثلاث سنوات كيف لك أن تحمليها وانت متعبه ..؟
: أنها مدلله ولاتحب ان تمشي
نظرت إلى ريما وحملتها بين يداي
وشعرت بأن غادتي معي
توجهنا للمنصه ودخلت مسرعا ومتوجها للكرسي العروس والعريس
لم أنظر للعروس ولكنني سمعتها تقول لمن هي بقربها
فشلنا والله فشلنا بالله هذا دخله يمه والله عربجي
ألتفت وأنا أقول لها عفوا فلم أتدرب على الدخلة
وقلت في نفسي بالله هذة عروستي كنت أود أن أسئل أمي ان كانت هذة هي العروس حقا
مؤكد أنهم يمزحون فالعروس على ما أظن أنها منكسرة حيويه في هذا اليوم
لاتنظر إلي بنصف عين والعلك يطقطق في فمها
لقد كانت دلال كما عهدتها ممتلئة وبيضاء ليست بجميله عادية جدا ولا يوجد بها حتى علامة فارقه
بعكس غادة اللتي منذ نظرتي الأولى سلبتني عقلي فلم تكن بيضاء كبياض دلال ولكنها كانت ذو ملامح دقيقة وفاتنه وتمتلك خصرا
لا مثيل له وخجوله لأبعد الحدود ..
لم ألتفت مره أخرى على دلال إلا لأقول لها كيف حالك ..؟
: أبتسمت كالبلهاء وقالت أنا بخيرمن هي هذة اللتي تحملها
: من المؤكد ان أمي أخبرتك من تكون ريما والمناسبه اللتي حملتها من أجلها
: وقالب الكعك هذا من أجلها ..؟
: نعم من أجلها فقط
: لوت شفتيها وكان الامر لم يعجبها وانا ايضا لم تعجبني دلال ولا حركات دلال ولا نظرات دلال فهي جريئة جدا وهي تنظر لي
وبت أشك من الرجل فينا
ناديت أمي نعم بكل عربجة كما تقول دلال وفي كل مره أنادي فيها أمي تشتعل دلال غضبا
: نعم ياخالد ؟
: أطلبي من الفرقه بأغنية خاصة لريما لنقطع الكعك وأرحل من هنا فأنا لم أتصور أن يكون الوضع هكذا
قدرت أمي موقفي وأسرعت بأتجاة الفرقه وطلبت منهم أغنية للدلوعة ريما فهي أكملت عامها الثالث
وبالفعل بدأوا يغنون لها أمسكتها من يدها وأمسكت دلال بيدي الثانية وطلبت منهم أن نذهب بأتجاه الكعكة لنقطعها
مسكت يد ريما وبدأت اقطع الكيكة بيدها ومن ثم قبلت ريما وقبل راس دلال وأستئذنت منها بالخروج
وأخبرتها بأن لاتتأخر فأنا أنتظرها
وأتت أمي معي لتزفني أيضا
خرجت من هناك وانا أشعر بأن هناك لك أغلالا على عنقي
تناولت جوالي وحادثت سلطان
: ألو سلطان اين أنت
: أننا في قصر الرجال هيا تعال
: لا أرجوك أخرج لي الآن وبسرعه سأكون في سيارتي أرجوك لاتتأخر

[ الجزء الحادي عشر ]



000

مضيت إلى سيارتي وركبت فيها دقائق إلا وسلطان قد وصل فتحت باب السيارة وركب
: مابك ياخالد لقد أخفتني
: سلطان إنها لم تعجبني نهائيا
: كيف ذالك .؟
: لم تكن تلك الفتاة اللتي ببالي أو اللتي طمحت إليها
: خالد لاتضع كل البنات في ميزان غاده غاده رحلت وانتهى الأمر
: لا لا لا ياسلطان ارجوك افهمني ليس من أجل هذا أنها قوية أأتصدق أنها تقول لأمها بأنني عربجي لأنني لم أتأنى أثناء دخولي
هل تريد مني أن أتمخطر مثلها ..؟ أم تريدني أن أتلوى بخصري ..؟
: خالد أهدأ ولكنها عروس وتريد أن تتباهى بك أمام صديقاتها
: نعم وهل أنا دمية لتتباهي بي أم عقد ألماس
: خالد لا تكبر الموضوع
: حسننا ياسلطان سأهدأ
بدأ جوال سلطان يرن
: حسننا ياخالد أنها أم ريما من المؤكد أنها تريد الذهاب فهي تكره الزوجات
: والعروس لم تحضر حتى الآن
: أنها عروس تريد أن تستمتع بهذا اليوم
: سلطان أرجوك يكفي
: خالد أهدأ وإلى اللقاء
: إلى اللقاء

0000

ساعة وساعتين وثلاث ولم تحضر العروس هانم
تناولت جوالي وحادثت أمي وأنا في أعلى معدلات العصبيه
وأمرتها بأن تخرج الآن
وبالفعل بقيت أيضا ساعه كاملة حتى حضرت
ركبت السيارة وهي تتمخطر وكأنها تمشي على بيض وتخشى أن يتكسر
ركبت السيارة ولم تلقي التحية حتى
أغلقت الباب وتنهدت ثم نظرت إلي
: مابك ياخالد
: أبدا لاشيئ ياعروستي الجميلة نذهب الآن ؟
: نعم
كتمت غضبي بصدري وتوجهت للمنزل وبالفعل ما أن وصلنا إلا وقد وضعت حقائبها في غرفتي
نظرت إليها قائلا
: من ذ اللذي أتى بالحقائب ورتبها هنا
: أنهم الخدم فلقد أتى بهم السائق
: حسننا
أخذت ملابسي وخرجت من الغرفة وطلبت منها أن تبدل على راحتها وانا سأخرج
خرجت للغرفة الثانية تروشت ولبست بجامة نومي ومن ثم توجهت للصالة وبت أقلب في محطات التلفاز
ماهي إلى ساعة وقد نزلت دلال من الغرفة بملابس أشبة بلا ملابس نظرت إليها وقلت هذة الملابس ترتدينها في الغرفه فقط ولا تخرجين بها مهما حدث
وطلبت منها أن تذهب إلى الغرفه
لم يعجبها كلامي خصوصا وأنا أرى ملامح وجهها وهي قد تغيرت تغير جذري
صعدت إلى الغرفه وصعدت خلفها وأفهمتها أنني رجل غيور من الدرجة الأولى فملابسها هذة تلبسها بالغرفه فقط
: ولكن ياخالد المنزل لايوجد بها إلا أمك أمك فقط
: أمي تسمينها منذ الآن أمك وحتى مع هذا لاتزلين هكذا
أحسست أنني قد غضبت عليها وحاولت أن أبدد ماحدث
إقتربت منها وقلت لها
: حبيبتي أرجوك أفهميني حتى نحيا حياة سعيدة
: حسننا ياخالد
توضأت وصليت ركعتين ودعوت الله أن يوفقنا ويستر علينا وبعدها
توجهت مباشر إلى السرير وهي بدأت تنظر إلي نظرات غريبة
أحسست أنني يجب أن أبدأ معها بعد نظراتها تلك
قمت بالأفتراب منها ..
حدث ماحدث ولكن هنا لك أمر أتضح لي ..
وأستلقيت على السرير ونزلت من عيني دمعة مسحتها مباشرة وتوجهت للدورة المياة أغتسلت
وتوضأت وذهبت للصلاة
وأخذت جوالي معي
دخلت للمسجد وأنهرت أنهيار كاملا بدأت أبكي وأبكي وأبكي
وما أن أقيمت الصلاة إلا وأسترسلت في البكاء أكثر
شعرت أن تلك الصلاة لم أقرأ شيئا ولم أدري كيف أنتهت أعدت صلاتي من جديد وتناولت جوالي
خرجت من المسجد وأنا أقلب بجوالي هل أتصل عليه أم انه نائم
ولكن أنا منهار يجب أن أتصل
توجهت للمكالمات الصادرة ووجدت أسم سلطان وظغطت على أتصال بدأ يرن ويرن ولا مجيب
أتصلت مره ومرتين وثلاث وحتى أجاب سلطان
سلطان أرجوك أنهض الآن ..
: خالد لا أرجوك أنسى أنني نائم غدا سألتقيك إلى اللقاء
سلطان صاحب أثقل نوم
حسننا من سأتصل عليه أنني في وضع لايحسد عليه
تذكرت سعود وكيف كان يشرح ويعلمني اليوم
تناولت جوالي مباشرة وهاتفته
أنه يرن ولا مجيب أيضا
أتصلت مرة أخرى وأتاني صوته
: أهلا ياخالد أهلا ياعريس
: أرجوك سعود أود أن ألتقي بك
: الآن ..؟
: نعم الآن أنني أرجوك
حسننا هل أمر عليك ..؟
: لا أنا الآن سآتي إليك أنا الآن بسيارتي
توجهت مباشرة لسعووود
وما أن وقفت عند باب منزلهم إلا وخرج وهو يتهادى بكوب النسكافية بكل برود
ركب معي ووضع الكوب جانبا ونظر إلي نظرة غريبة عرفت مغزاها
ولكن لم أرد عليه فدموعي كانت أجابة شافية
بدأت أجوب شوارع الرياض وأنا في حاله لايرثى لها
: خالد لقد ركبت معك ولم تتفوه بكلمه هل هناك شيئ ..؟
: لا لاشيئ
: هل غادة هي السبب
: ليت كل الدنيا غادة
: قلي ماذا هناك
: لا شيئ ياسعود لاشيئ
: بلى هناك شيئ
: قل ماذا هناك ؟
: سعود أنها زوجتي مابها
: ليست عذراء
: ماذا كيف عرفت ..؟ لا لا لا ياخالد أنا علمتك أن هنا لك ..
: لاتكمل أنا أعرف ولكنها ليست عذراء
: كيف عرفت ..لا أستطيع البوح ولكن كانت تتصنع لي بأنها عذراء ولكن أكتشفت
: لا ياخالد لاتظلمها إنها أبنة خالتك وأنت تدنس شرفها خوذها للدكتورة
: أنا أقول لك هي ليست
: لاتكمل
: لن أكمل ولكن كيف أتصرف أخبرني انت دكتور نفسي هيا عالج المصيبه
: خالد أهدأ وأذهب الآن لها لاتشعرها بأمر كهذا
: حسننا سأمثل دور الغبي ولكن يجب أن تجد لي حلا ولاتنسى بأنها أبنة خالتي ولكن أمرا كهذا لا أستطيع السكوت عليه
...
خيم السكون و سعود يحاول أن يفكر وأنا أحاول أن أواسي نفسي بأي شيئ وأن أجد مبررر
وصلت للمنزل وتوجهت للغرفة أمي طرقت الباب وأتاني صوتها
: أدخل ياخالد أن هنا
دخلت لغرفتها وقبلت رأسها وأخذت تدعوا لي
نظرت إليه قائلا
: متى عدتم من قصر الأفراح ؟
: مع أذان الفجر هل تصدق
: لاحول ولاقوة إلا بالله أيعقل يا أمي ان تظلون لهذا الوقت ..؟
: ولكن كنت انتظر خالتك وما أن أنتهت ألا وعدنا وإلا فأنت تعرف أنني لست ممن يهوى حضور الزيجات
: أعلم يا أمي
قبلت رأسها وذهبت لغرفتي
وما أن فتحت الباب إلا ووجدت دلال أمام عيني تبكي
لم أتكلم معها مطلقا ولكن هي من بادرت بالسؤال
: مابك ياخالد
: لاشيئ
: خالد أرجوك أود أن أتكلم معك ..
: ماذا هناك ..؟
: أنا أعلم مابك ولكن أقسم لك بأنني طاهرة ولكن السبب في ذالك هو سقوطي من في دورة المياة على البانيو وخلف ذالك هذا الشيئ
ولي أن آتي بما يثبت لك
هدئ روعي قليلا
فأنا لا أصدق أن أبنة خالتي تكون غير طاهرة ولايمكنني أن أطعن شرفها ..
وهدئت أكثر عندما قالت لك أن تسئل أمي وأبي أيضا فقد أخبرتهم الدكتورة بهذا الشيئ
حمدت الله في سريرتي وطلبت من دلال أن ننام فأنا متعب كثيرا وأريد أن أغلق على الموضوع وأتكتم عليه نهائيا
وضعت رأسي على وسادتي وأنا أقول
ما أسعد اللذين رحلوا عن هذة الدنيا غادة كم أحبك ..
غفت عيني
وغفت طويلا وطويلا جدا ..
دلال لم تكن تلك الفتاة اللتي تعجبني مطلقا فهي بالنسبة إلي تحصيل حاصل
مايهمها هو تلطيخ وجهها في كل صباح بتلك المساحيق وبعدها تبتسم لي كالبقرة الضاحكة وهي تقول
صباح الخير حبيبي وأبدأ بنهرها فأنا أكر كل تلك المساحيق اللتي تعبي وجهها بل وتغطيه بالكامل
وكالعادة ستبدأ بنعتي بأنني متخلف وسأظل عربجي كما أنا
وتأخذ حقيبتها وتمضي للمدرستها تلك وكل يوم على ذالك الحال
كنت حريص أشد الحرص أن لاتكون دلال أما لأطفالي فيكفي ما أنا فيه ..
وفي يوم من الأيام وأنا للتو قد وصلت للبيت وطلبت من الخادمة أن تحضر الغداء فقد وصلت
فالملكة دلال كالعادة نائمة ولكن الخادمة أخبرتني بأن دلال طلبت منها أن لاتقوم بعمل غداء لهذا اليوم
جن جنوني ودخلت غرفتي لأسئل الملكة دلال عن السر
ووجدتها قد أرتدت عبائتها وغطائها
: إلى أين ؟
: أنا اليوم سأعزمك على الغداء في أرقى مطاعم الرياض
: وأمي ؟
: ستآكل أي شيئ
: نعم .أي شيئ ؟ سنأخذها معنا
: لا مستحيل
: بلى سنأخذها معنا من قال لك إذن أن تخبري الخادمة بأن لاتقوم بعمل غداء لها ..؟
: لقد نسيتها ..
: إذن فلتذهب معنا
يكفي ياخالد إذن لن أذهب

:براحتك حبيبتي الغالية
من الأساس لماذا نذهب وأنتي لن تأكلي شيئ ..؟ وستهاتفين ل لما ونورة ومنى وتخبرينهم بأن المطعم أصبح رائعا
وأكله لايعلى عليه فقط لتخبريهم أنك في أرقى مطاعم الرياض
دلال يكفي يكفي فقد مللت منك والله
: لقد مللت مني أنا ..؟
: نعم
: أنا المخطئة اللتي تحضر لك مفاجأة ..
: وماهي المفآجأة يادلال
: أنني حامل ولكنك حقا لاتستحق حتى إبنك هذا لاتستحقه
نظرت إليها ببلاهه
: هل تقصدين أنك حامل ..؟
: نعم
كيف حدث الحمل مع كل تلك الأحتياطات ..؟
: لا أدري
: كيف لاتدرين أنا أعلم بأن لك رغبة ملحه في الحمل ولكن للمرة المليون قلت لا أريد أطفال حاليا
: ماذا أفعل ياخالد ..؟ حملت وأنتهى الأمر
:سأجن أقسم بالله سأجن ..
خرجت من المنزل وجلست عند الباب الخارجي أفكر كيف لدلال أن تكون أم وهي أقل الأمور لم تعرفها
كيف تصبح أم وهي لم تطبخ لي يوما ..
كيف تصبح أم وهي لا هم لها إلا عبائتها المزركشة من كل حدب وصوب
وعطرها وحقيبتها من أين أشترتها وكم دفعت بها وكيف تغيظ أهلها وصديقاتها ..
كيف تكون أم وهي لاتدبر حتى غسل ملابسي
كيف تصبح أم وهي ديكور في المنزل لاتفقه شيئ إلا الحديث عن صديقاتها وماذا جلب لهم أزواجهم من أطقم ألماس
رحماك ربنا
000




[ النهاية ولا شيئ سوآها ]

تقبلت الأمر وهل لي شيئ سوا تقبل الأمر ..
فهي حملت وأنتهى الموضوع ..
مرت التسعة أشهر وكأنها تسع سنين طوال ..
وأتت اللحظة الحاسمة اللتي شعرت دلال بعدة وخزات في ظهرها وطلبت مني أن أذهب بها إلى المستشفى
تركتها وعدت إلى النوم فمنذ إن وصلت الشهر التاسع ونحن في كل يوم نذهب للدكتوره لتخبرنا أنها مجرد وخزات وليس طلق
ولكن هذة المره أشتد عليها الألم فقمت من نومي وغسلت ولبست وأخذتها للمستشفى
وما أن وصلنا إلا وأخبرونا أنها ولادة بالفعل ..
بدأت في المخاض دلال وكلما طلبت منها الدكتوره أن تدفع أكثر تصرخ لا أريد أريد قيصريه رجائا ..
نظرت إلي الدكتورة وقالت لاداعي للقيصريه مطلقا فالوضع طبيعي جدا ولكنها لاتريد أن تدفع ..
حاولنا في دلال أنا والدكتورة ولكن محاولاتنا بائت بالفشل ولا أي فشل فأظطررت الدكتورة لعمل قيصرية
وأدفع ياخالد ..

ولدت دلال وأنجبت لي بنتا جميلة ومنذ أن رئيتها أسميتها غادة ..
ولم تعلم دلال عن الأمر شيئ فقد تركتها للتشكي والألم والتعب والسهر ..
وأتى اليوم اللذي أفاتحها به بأنني قد نويت أن أسميها غادة
صرخت قائلة
: لا ياخالد أنا سأسميها فأنا من تعبت في ولادتها
: حسننا ولكن أتركي لي الطفلة الأولى فقط سأسميها غادة وأبشري بتسمية جميع أطفالك
: لايا خالد لن تسمى إلا بأسم قد تخيرته أنا لها
: أسمحي لي فقد أسميتها غادة
تركتها وخرجت من منزلهم ذاك وهاتفت أمها اللتي تكون خالتي وطلبت منها أن تعقل أبنتها قليلا فهي أصبحت لاتطاق
فقد أصرت أن تولد في مستشفى خاص باهظ الثمن حتى تتباهى امام صديقاتها وقبلت وبعد هذا
طلبت ولادة قيصرية ب 13000 ريال أستسلمت مع انها لم تكن تحتاج لها مطلقا
والآن سأسمي أبنتي غادة ولم تتنازل عن الأسم مع أني لا أريد أن أسمي أبنتي الأولى فقط
أرجوك ياخالتي كلميها
أغلقت الهاتف وذهبت لأمي لأجدها تحتسي القهوه مع التمر جلست بقربها وأخبرتها أنني سأسمي ابنتي غادة
لم تتفوه بكلمة وبعدها قالت أسئل الله أن ينبتها نباتا حسننا
: خالد
: نعم يا أماه .؟
: لقد لاحظت أن دلال لم ترضع الطفله من صدرها نهائيا وعندما سئلتها صرخت في وجهي وأحرجتني امام النساء بان لا دخل لي
وبعدها اخبرتني اختي انها لاتريد ان تشوه صدرها بالرضاعة الطبيعية خالد لايعقل هذا
: نعم لاتريد أن تشوه صدرها هل جنت هذة ؟
تناولت هاتفي وأتصلت عليها وردت بكل برد
: هل غيرت رأيك لن أسميها إلا لمار
: أتركي عنك الأسم فسأسميها غدا وانتهى الأمر ولكن اخبرينني لم لاترضعين ابنتي رضاعة طبيعية هل أنت مجنونة
: انتبه لم تقول ياخالد
: انا منتبه جدا وانت من تنتبه جيدا لأفعالها فقد صبرت كثيرا على كل شيئ مخافة من الله فلا أريد أن أظلمك وأرجوك يادلال
كوني كما أريد أكون لك كما تريدين
أغلقت الخط وثواني ووصلت منها رسالة تقول لي فيها ..
[ أنت البادئ والبادئ أظلم ]
أمي أن أبنة أختك تهددني
ولكن لن أجيبها فهي للتو قد وضعت وساحترم ماهي فيه
دخلت لأنام
وحقا وضعت رأسي ونمت وصحوت على جوالي إن سعود هو المتصل
: أهلا أهلا ياسعود
: من الواضح انك نائم ياخالد أعتذر أن كنت قد أزعجتك
: لا لا عليك أود أن نخرج اليوم سويا ماذا قلت حسننا ياسعود سأجلس وأتصل عليك
: إلى القاء
: إلى اللقاء
000
أغلقت الخط وتنبهت أن هنا لك رسالة قد وصلت
أنها من دلال
[ خالد طلقني ]
رميت الجوال جانبا وعدت للنوم
وأصبحت هذة الرسالة تتكرر يوميا أن لم تكن عدة مرات في اليوم
إلا أن كلمت زوج خالتي أبو دلال وطلبت منه أن نتفاهم فأبنتة الفاهمه المدرسة المتعلمه تريد الطلاق وأنا لا أريد
ليس من أجلها لا والله بل من أجل غادتي
ولكن تفاجأت برد أبيها القاسي بأن أطلق أبنته وأبنتي سيجلبون لي إياها
أحسست أن الدنيا تدور بي هل جنوا هؤلاء ..؟
حاولت أن أتفاهم معه إلا أنه قد أغلق الخط بوجهي

00
أغلقت الخط وهاتفت سلطان
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة أهلا ياخالد
: سلطان لقد طلبت الطلاق
: أعلم ذالك لقد أخبرتني ياخالد ولكن لاتطلقها دعها فهي في فترة نفاس
: أبوها أيضا طلب مني أن أطلقها حالا
: نعم
: أبوها من يريد الطلاق ويقول انه سيجلب أبنتي لي
: أنهم مجانين رسميا
:ماذا افعل يا سلطان ؟
: إذهب للتفاهم مع زوجتك فطفلتك أهم مافي الدنيا الآن
: حسننا
...
ذهبت مباشرة لسيارتي وتوجهت لبيت دلال فأنا مايهمني الآن أن أهدئها
طرقت الباب وأتتني الخادمة طلبت منها أن أدخل أغلقت الباب ومضت
وعادت لي ب غادة ووضعتها بين يداي وقالت
: يقول ماما خلاص هذا مال أنته خذ ومافي يجي هنا مره ثانية
تقطع قلبي من أجل هذا الملاك النائم حملتها بين يداي بصعوبه بالغه فانا لا أعرف كيف أحملها
ركبت سيارتي ووضعتها في المقعد الجانبي
وأدرت محرك السيارة للمنزل
دخلت لأمي ووضعت غادة بين يديها وقلت
: أماه أن دلال أبنة أختك اللتي أصريتي أن تزوجيني إياها قد باعتني وباعت أبنتها
فأرجوك يا أمي أخبريني ماذا أفعل ,.؟
أخذتها أمي وبدأت تسمي عليها وتقبلها وتبكي وقالت
: سأكون أحن عليها من أمها سأربيها كما ربيتك وسأنشئها نشئة صالحة لاتقلق فدلال لا تستحق أن تكون أم
أنغمرت في بكاء
عندما قلت ستصلها ورقة طلاقها قريبا
00
طلبت مني أمي أن أجلب لها حليبا وحفاظات
وبالفعل توجهت مباشرة للصيدلية
بدأت أجوب بين أنواع الحليب ولكن أنا لا أعرف
سئلت الصيدلاني قائلا
: ماهو أفضل حليب صناعي هل هو أس 26 ام سيميلاك أم
: أنه هذا خذه
: ولكن قلي عمر طفلك لأعطيك لسنه المناسب
: أنها لاتتجاوز العشرة أيام
: لا لا دعها تعتمد على حليب أمها الطبيعي فهو مناعة لها
[ ولكن أمها ماتت ]

00لقد عدت كسابق عهدي الآن ..
وأملي المنشود هي غادتي ..
غادتي فقط ..!!

لكم

000


لهِيب الحَرقة فيْ صَدري يتأَجج ْ..



سَأظل أنْتظركْ ..
هكَذا كتبتُها لكْ ..
ورَسَمت مَعها قلَبا وَوردا وأبْتسَامة ..
وغلفتُها بحُبي الًَجمْ ..
ياحُبي الأوَل والآِخر ..
إلامَ الهَجر .؟
لهِيب الحَرقة فيْ صَدري يتأَجج ْ..
يانَبض الحَياة ..
وكُل الحَياةْ ..
ياعُمري ويا شَهادة مِيلاديْ ..
لَن أتْرككْ ..
فأناَ المجْنونة بحُبك ..
لنْ أنْسى هَواك صِدقني ..
ياكُل حبِي مازالْت وردتُك بين أوراقِي ..
يفوْح عطْرها ويَسيل شَذآها ..

تذَكرنـيْ بكْ
.
فأهتِفْ بأسْمكْ
.
ولكنْ لا أجدكْ
.



غُرُورْ أنْثىَ ..

غدا سيكون عيدناَا فهل سترانَا نكون .!






مازلت أنتظرْ
وألملم أشلاء قلبي المحتضرْ ..
أنني أحسُْكَ هاهناَ فيْ شرايينيْ
في المرايا والعيونْ ..!
حبيبي.. أغدا نكونْ ..؟
غدا سيكون عيدناَا فهل سترانا نكون ..؟
أم سنظل في شجونْ وسكونْ..
أنت لي قصة عشق مجنون ..
أنت لي مها جرى ومهما يكن ومهما سيكونْ ..
عانقت روحك روحي ياحنون .
فرويدا بحالي ولاتتركني للظنون ..!
أسئل نفسك أنا من بعدك كيف أبدوْ..؟ وكيف سأكون..؟
قل لي بربك هل ستعود..ْ ؟
وتكنْ ليْ قصة حبْ وعشق وشجون ..!
أناشدكْ بخالقكْ أن تتمهلْ وتأبى لي أن أهون ..

جيتك بقآيا حي .. كل أكثرهـ مآت !!

بَحثي بَاتَ جهد سرمديْ..!
كل غَايتيْ هُوَ أنْ ألتحفْ بكِ .
ويتوسدُكِ رأسيْ ..
يا أنْثى البياضْ ..
يامرآة روحي ْ ..
أودُ أنْ أعودَ لكيْ أراكِ مع حُلميْ تَرتشفين قهْوتكِ الصباحيةْ ..
وحلميْ غامساَ في حلْمة علةُ يلقاكِ..!





أشعر بأن أنفاسي بدأت بالتقطع تدريجيا ..
وبدأ العرق يبلل جبهتي بغزارة ..
وأشعر أن هناك لك جبل يطبق على صدري ..
أفيق من ذاك الكابوس اليومي ..
مازالت تلك الطفلة اللتي تصرخ هلعا تطاردني يوميا ..
ماذا تريد هذة الطفلة فصراخها المدوي يزلزل كياني ..
ويخترق رأسي أختراقا وتكاد شرايني أن تتفجر..
وأشعر بأن طبلة أذني تكآد تخترق..
حاولت العودة مجددا للنوم ولكن لم أستطع فشعوري بالخوف من مجيئ تلك الطفلة يرعبني
..
لم تكن هذة الليلة هي الليلة الوحيدة اللتي لم تنم فيها فاتن ..
وإنما ليالي كثيرة مرت من دون نوم ..
..
لقد تغيرت يامحمد كثيرا منذ أن أصطحبت أطفالي من بيت أهلي
وجئت بهم معنا ..
هل تراك تغير من أطفالي لأنهم ليسوا منك .؟
أم أنك تمقت وجودهم لأن وجودهم يزعجك..؟
خصوصا وقد أعتدت على الهدوء وعلى عدم وجود أطفال يقلقونك ..
ولكن كنت تعلم جيدا أن طفالي هم حيآتي ..
وقد كنت على علم بذالك ومع هذا قبلت ..
ترى ماللذي قلبك هكذا ..؟

..
قمت من الفراش وتوجهت مباشر لغرفة أطفالي
فتحت ذالك الباب الخشبي بكل هدوء
ولكن صرير الباب خذلني
ولكن ملائكتي مازالوا يغطون في سبات عميق
أنظر لذاك الملاك نورة وأتوجه لسريرها مباشرة ..
أطرق برأسي على يدها وأبدأ بتقبيلها ..
أنا آسفة يا أبنتي لم أستطع أن أرد اليوم الضرب عنك
لم أكن أريد أن أتدخل كنت أرتقب من بعيد ماذا يحدث
ربما كنت مصدومة من رجل كان يخيل إلي في يوم من الأيام أنه سيكون أبا صالحا لك
ولم أظن يوما أن ذاك الأب سيبقى مجرد زوج لأمك وكلما رأك أنتِ
ذكرتة بعلاقة أمك السابقة بأبيك وكأنك شريط ذكريات يعاد دوما
يا أبنتي أعدك أنني لن أجعل يدآه تمتد إليك مرة أخرى ..
أشحت بوجهي إلى عبدالرحمن أنه صغيري المدلل ..
كم أود أن أحتضنك لقد كنت معتادا على النوم على صدري ..
أم الآن فقد أعتد على حضن وسادتك فقط فربما أصبحت تغنيك عني ..
ويجب أن تكون كذالك فأمك لم تعد ملكا لك كالسابق ..
..










سمعت فاتن صوت الباب مسحت دموعها
ووقفت بسرعه وتوجهت مباشرة للخروج من الغرفة
أغلقت الباب بكل هدوء
وقامت بالنزول بسرعه للطابق السفلي
للتفاهم مع زوجها بعيدا عن غرفة أطفالها
بحثت عنه في غرفة المعيشة ولم تجده
فتوجهت مباشرة للمطبخ فوجدتة يجلس على طاولة الطعام مطرقا برأسة
نظرت إلية قائلة
:ألم نتفق من البداية يامحمد على وجود أطفالي معنا ..؟
:بلا
:إذن ماللذي تغير ..؟
:اللذي تغير أنني أشعرأن وقتك كله لهم ..
: وقتي كله ..؟ هل تستطيع أن تخبرني بما قصرت معك منذ أن أتوا أطفالي للسكن معنا
: لم تقصري ولكن أشعر بأنهم شغلوك
: وماذا تريديني أن أفعل ..؟
: لماذا لاتضعينهم عند جارتنا أم فهد ونخرج لوحدنا أنا وأنتي فقط
أنتي تصرين دائما على وجودهم معنا وأنا لا أريدهم أن يكونوا معي لا أريد
أتفهمين .؟
: أم فهد ليست مكلفة بأطفالي فلديها أطفالها ويكفي أنهم يذهبون للعب مع أطفالها بالساعه والساعتان وليست مجبره على تحملهم
: إن كنت تعرفين أنها ليست مكلفه أنا أيضا لست مكلف بتربية أبناء ليسوا أبنائي
أعيديهم لأمك
..
شعرت فاتن بحزن شديد فهتفت معاتبة ..
يامحمد منذ البداية وافقت على معيشتهم معنا ولم يمض على أقامتهم سوى شهر واحد فقط فماللذي حدث لك أجبني ,.؟
زفر بقوة ثم قال
كنت ساذجا غبيا عندما قبلت .. ولن أسمح بأستمرار هذا الوضع
أزعاج في النهار ومكوثك لديهم في الليل فمتى أجدك ..؟
..
كنت قابلا بهذا الوضع وكنت سعيدا بهم وكنت لاتكف عن مجيئ الدمى والألعاب لهم
ولكن لم يغيرك ولم يحرضك سوى أمك
نعم أمك اللتي في كل يوم تهاتفك فقط لتقول لك ماللذي يجبرك على تحمل أطفال ليسوا أطفالك
..
نظر إليها بحقد ثم رفع يده وصفعها بكل ما أوتي من قوة
ومضى يجر رجلية بكل برود حتى وصل لغرفة النوم فرمى بنفسه على ذاك السرير
وغط بنوم عميق غير آبه بفاتن ولا بعبراتها ودموعها اللتي بدت بالأستقرار على وجنتيها ..
بكت حتى أطلت خيوط الشمس الذهبية
ذهبت لغرفة المعيشة ورمت بنفسها على تلك الكنبة ونامت بحسراتها ودموعها ..
أخذ قلبها ينقبض بشدة خصوصا عندما تتذكر تجربتها السابقة وتغمض عينيها وكأنها تريد أن تنسى
كل مايذكرها بتجربتها الفاشلة اللتي قد خلفت منها قمرين ينيرا لها دربها
صحا محمد وتوجه للمطبخ وقام بعمل فطورة لوحده
ثم أخذ دوش سريع وتوجه مباشرة للعملة
دون أن ينظر إليها حتى
حملت فاتن نفسها من تلك الكنبة وتوجهت مباشرة لغرفة أطفالها
فذهبت وأخذت نوره وعبدالرحمن إلى غرفتها ونامت بجوارهم بعد أن ضمتهم
بكلا يديها وكأنها تخشى من أن يتخطفهم أحد من بين يديها
دون أن تشعر ..












تنبهت على صوت رسالة جديدة أستقرت في هاتفها النقال
فسحبت يديها بكل هدوء من تحت أطفالها وقامت بتناول الجوال
ففتحت الرسالة فكانت
أمك أمك أمك دائما تدخلين أمي في كل شئوننا ..
وكأن أمي هي المحرك الديناميكي لي ..
هل تعتقدي أن مازلت طفلا لكي تسيرني أمي ..؟
سقطت دمعتها من عينيها وقبل أن تغلق جوالها أغلق عينيها بحزن شديد
محمد
الآن أكاد أجزم أنه سيجن ولكن لن أعبئ به
فهو من أخلف وعدنا وهو من تجرئ بضرب أبنتي وهي لم تفعل شيئ سوى أنها حاولت اللعب معه وشد شماغه قليلا
فما كان منه الا ان يأخذها ويضربها على يدها بكل قوتة وكأن الفرصة اللتي يريدها قد أتت
فهو لايحتمل وجودهم أبدا
..
نعم هو ربما على حق وربما أكون أنا المخطئة
فهو ليس مجبرا بتحملهم
نظرت إلى الساعه المعلقه في الحائط
فوجدتها تشير إلى التاسعه تماما
تناولت هاتفها الجوال مجددا وحاولت التحدث مع أمها
أجابتها أمها بسرعه وكأنها تعرف جيدا من المتصل
: صباح الخير يا أمي
: صباح النور يافاتن كيف حال نوره وعبدالرحمن
: أنهم بخير يا أمي
: وكيف حالك أنت ومحمد
: أننا بخير ولكن أود أن أطلب منك طلبا يا أمي أود أن أعيد صغيري إليك
فمحمد منذ أن جلبتهم هاهنا وهو قد تغير كثيرا ولم يعد كالسابق
: أنا منذ البدايه قلت لك لن يتحملهم
: أعرف هذا يا أمي ولكن هو من أخبرني أنه سيحبهم مثل أبنائة لم أكن أعلم
أنه كان يعيشني في وهم
: سآتي أنا وأبوك لأصطحابهم لمنزلنا
: سأكون ممتنة يا أمي وأنا واثقه أنك أحن عليهم مني وأبي أعرف دلاله المفرط لهم
لدرجة أن نورة لاتكف عن السؤال متى سنذهب لجدي
: لاعليك يا أبنتي كل يوم تعالي وأجلسي معهم على الأقل تعوضي غيابك قليلا
: بأذن الله
..
ماهي إلا عشر دقائق إلا ووصلت أم فاتن وأبيها لأصطحاب أطفالها
جلسوا معها قليلا ومن ثم أصطحبو الصغار معهم
لم يكن أب فاتن مرتاحا لهذا الفعل
ولكن كعادته لايحب التدخل مطلقا
ودعتهم فاتن وعادت إلى فراشها
فهي تشعر برغبة ملحة في العودة مجددا للنوم
ربما هو الهروب من الواقع المؤلم وحب الخوض في الأحلام
جلست على حافة السرير وبدأت تفكر مجددا هل تعاود النوم أم تهاتف صديقتها أشواق
فكرت وفكرت ومن ثم قررت أنا تهاتف أشواق فهي تحتاج لمن يواسيها
تناولت هاتفها فوجدت أسم أشواق هو أول الأسماء اللتي تنتظرها في القائمة
: صباح الخير أشواق
: صباح النور أهلا وسهلا بصديقتي اللتي لا أسمع صوتها إلا في كل أسبوع مره
بعد أن كانت في كل ساعه وثانيه تتصل بي
: أعلم يا أشواق أني بت مقصرة ولكن أنت الآن مدرسة ولك أشغالك
خصوصا وأنا أعلم أنك في مدرسة أهلية تطلب منكم أكثر من مرتبكم اللذي تعطيكم
: صدقتي والله يافاتن أخبريني لم صوتك حزين أخبريني هيا ؟
: لا أدري يا أشواق ولكن بت أشعر أن حياتي مسلسل أحزان لاينتهي
كلما شعرت بأنني طلت السعادة أفاجئ أنها لم تعد بين يدي
تكلمت أشواق بهمس
: ولكن يافاتن محمد يحبك بل ويعشقك فماللذي حدث بينكم ؟
تنهدت فاتن بقوة ومن ثم زفرت زفرة حارة
:كان يحبني يا أشواق كان ولكن بعد أن أصطحبت أطفالي تحولت حياتنا إلى جحيم
أنني أتعذب يا أشواق فأنا لا أستطيع البعد عن أطفالي ولا أستطيع أن لا ألبي رغبة محمد في أبتعاد أطفالي
فهو ليس مجبرا بتحملهم
: في الحقيقة يافات أن رغبتي بسماع وجهة نظري الشخصية فأنا أرى أن تعيدي أطفالك لأهلك
وأذهبي لرؤيتهم كلما سنحت لك الفرصه فكري يافاتن جيدا ولاتخسري محمد لأنه بكل بساطة يحبك
والآن مظطره لأن أغلق الخط فعندي حصة ولا أود التأخر
: هل تستطيعين أن تزوريني اليوم ؟
: لا يافاتن حاولي أن تعيدي أطفالك ومن ثم أقيمي ليلة جميلة لمحمد لأعادة بناء مانهدم
: حسننا إلى اللقاء
: إلى اللقاء







..
عادت فاتن وأستلقت بالفراش
ولم تشعر إلى في الساعة الثالثه وعلى صوت الباب وهو يفتح بكل هدوء
فرأت زوجها محمد فأدارت له ظهرهاومسحت دمعة من عينها لم تستطع أن تخفيها
وما أن رآها هكذا إلا وعاود الخروج
والذهاب لبيت أهله للراحة من فاتن وهمها
..
ركب سيارته وأدارها لبيت أهله مباشرة
وما أن دخل على أهله إلا وأمه أبتسمت وقالت ألم أقل لك أن تتزوج تهاني أبنة خالتك
أفضل من هذة المطلقه ..؟
أمي أريد أن أرتاح أرجوك
: ألا تريد غدائا ..؟
: لا أريد أن أنام فقط
تركها وذهب لغرفتة خلع ملابسة وغط في نوم عميق
ولم يشعر إلا والساعه تشير إلى السادسة مسائا
قام وأخذ دوش دافئ ومن ثم لبس متأهبا للذهاب لأصدقائه
نزل من تلك الغرفه اللتي كانت له في أيام شبابة
وما أن نزل إلا ووجد أمه وأباه وأخته منيرة يجلسون لأحتساء القهوة
ألقى التحية وحاول الخروج مسرعا
ألا أن أمه كانت أسرع منه في الوصول إليه
: محمد ألم تحمل زوجتك حتى الآن ..؟
: لا يا أمي
: ولم لاتحمل ماذا تنتظر أم أنها لاتريد أن تنجب منك
: أمي الحمل ليس بيدي ولا بيدها
: ولكنها قد حملت من ذي قبل وأنجبت فلم لاتحمل الآن
: لا أعلم يا أمي لا أعلم
: دعها تذهب لطبيبة وتعرف السبب
: أستغفر الله أمي أن حملت فاتن أنا من سآتي لأخبرك ولاداعي لزيارة طبيبة
أودعتكم الله
..
حاول الخروج بسرعه وعدم أطالة الحديث
فأمه لن ينتهي حديثها حتى الصباح
ذهب لأصدقائه ليس حبا فيهم أو في جلستهم المليئة بالأدخنة
ولكن بعدا عن فاتن فتلك الوجوه تتكرر يوميا نفس الحدث يعاد ولكن يبقون أهون من زوجتة الكئيبة
..

أستعدت فاتن ونظفت تلك الشقه
ومن ثم جعلت الأضواء تتلئلئ في كل مكان
وعطرت الشقه بتلك العطور وجعلتها كأنها حديقة جميلة تنعش كل من دخل إليها
وقفت هدى وأرتدت ثوبا أزرقا يبرز أكثر من مايخفي وكان يلتف حول خصرها النحيف الممشوق
وزينت عنقها بالعقد اللذي أهداه أياها محمد في يوم ميلادها
وأسدلت شعرها الأسود الطويل وجعلته يتدلى ليخفي ظهرها المكشوف
بدت رائعه جميله مغريه فاتنه حقا
وجلست تنتظر حبيبها الغائب
الساعة أصبحت تشير إلى الواحدة وهو لم يشرف حتى الآن
وضعت رأسها على يدها وأخذت تفكر هل تتصل عليه أم تترك الأمر مفاجأة ..
وماهي إلا عدة دقائق ومحمد قد وصل
قامت مسرعه إليه
ضمته إلى صدرها دون أن تتكلم فلغة العيون أبلغ من أي لغة







..

إن تكاتفنا وتعانقنا ..
غلبنا كل الجيوش ..
وأخرسنا كل الضحكات والعيون ..
وزرعنا الحب في القلوب ..
وأدركنا أن الليالي الباردة ثقيله ..
تهتز لها المشاعر والشجون ..
لكن العقل والرب يمنحنا الثبات بصمود ..
لنبقى كما نحن ياحبيبتي ..
ودعينا نعود من حيث بدأ الحب فينا ..
أتذكرين يا غاليتي باليوم اللذي توجت ملكا لك يا مملكتي ؟
يآه قوامك النحيل كقارورة عطر فرنسي ..
وتقاسيم وجهد تشدني ..بل وتسحرني
وأستدارة عنقك زينت الجواهر ..
وعجزت الجواهر أن تزينها ..
وجهك قد رسم بريشة الآله ..
سأغتال اليوم فجري لأبقي معك ليلي ..
بضمة وقبلة فلعابك هو خمري ..
كم لي سأحتاج لأشبع العين منك ؟
سأقضي كل دقيقة وكل همسة .. ونشوة في العمر
معك ياعمري ..!!
..







..

..
هكذا كانت تتخيل فاتن أن يقال لها
ولكن كل هذا لم يقال لها
بل فوجئت بأنه أبعدها عن جسدة بيديه ببرود وقال
: أنا متعب أرجوك أطفئي النور أود النوم
قابلت فعلته ببرود أشد منه
أطفئت النور وخرجت وأغلقت الباب بكل هدوء
وذهبت إلى الصالة
وجلست على تلك الكنبة تفكر ..
ماللذي حدث له وكيف أحاول أسترداد قلبه .؟
سؤال يراودني .
أتت في مخيلتها أشواق فهي الآن تود أستشارتها بما حدث
فنهضت لتجلب هاتفها الجوال من غرفة نومها
لتفاجئ بأن زوجها يهاتف وكان يتكلم بصوت مسموع قائلا
: لقد قررت أن أتزوج تهاني يا أمي فعلى الأقل لن تجلب لي الهم في كل يوم بأطفالها
وأن لم يكن بأطفالها بالحديث القائم عليهم هاتفي خالتي وأطلبي يد تهاني وأخبريها بأنني
على أستعداد لدفع كل مايطلبونه ولكن من دون مراسيم حفل حسننا يا أمي حاولي أن تقومي بالرد غدا
هاتفيها في الصباح فلم يتبقى عليه سوى ساعات أرجوك أمي أريد أن أرتاح
حسننا حسننا
مع السلامة
..
عادت فاتن من حيث ما أتت
بكت قليلا ثم أصبحت في حالة سكون وهدوء ولم تعد تبكي لكنها سرحت بأفكارها
تهاني نعم هي أبنة خالته المغرورة المتغطرسة اللتي تعمل في أحد البنوك
متوسطة الجمال سمينة لايهمها سوى المفاخرة بما لديهم
حسننا يامحمد تظل رجلا شرقيا
تحاول أن توهم نفسك أنني أنسانة كئيبه وأجلب الهم
والواقع شيئا مختلفا تماما
فالواقع أنك تريد أبنة خالتك حتى يقال لك برافو أحسنت الأختيار من أمرأة لم يسبق لها التجربه عفوا
لم يسبق لها الزواج الآن فقط أحسنت الأختيار..
جميل هو أختيارك يامحمد حقا تهاني لم يسبق لها الزواج..
هنيئا لك بها
ولكن ماذا أفعل هل أحزم حقائبي وأعود لمنزل أهلي ..
ليأتي القاصي والداني ليستطلع مالجديد عند فاتن وهل ستتطلق أم لا ..؟
ليبدأو الخوض في لم وكيف ولماذا ..
لا لن أعود سأبقى في مملكتي هذة ..






.
ظهر الصباح
ولم تزل فاتن تفكر بما سمعت
فمهما تظاهرت بالقوه فهي تظل أنثى رقيقة تنكسر عند مواجهة ريح عاتيه
سُخرت عليها
صحى محمد هكذا عرفت من صوت دورة المياة اللذي اغلق بقوة شديدة
فقامت مسرعه
ودخلت الغرفة وأخذت بجامة وأرتدتها
ونزلت مباشرة لتحضير الفطور
حضرت فطورا سريعا
وما أن نزل محمد إلا ووجدها قد أهبت له فطورة
نظر إليها ونظرت إليه وقالت
: محمد لقد أخذت أمي الأطفال أنا الآن ملكة لك وحدك ياحبيبي
: لم يعد يهم يافات قومي بجلبهم إلى هنا لم يعد الأمر فارقا بالنسبة إلية
: لا ياحبيبي مارئيك أن نقوم بسفره أستجمام لنا نحن الأثنين ..؟
: لا لا أنا مشغول ولي أعمالي ومشاغلي
: حسننا ياحبيبي تعال لنفطر
: لا سآخذ لي قهوة من على الطريق فقط إلى اللقاء
خرج مسرعا وفاتن حاولت أن تكون طبيعية إلى حد ماتستطع
ولكن خارت قواها فأخذت تبكي وتبكي وتبكي
وفي لحظة ضعف منها ذهبت مسرعه للهاتف وأدارت رقم هاتف منزلهم
وهي تبكي وتعتصر الألم
: أماه لقد طلب محمد يد تهاني للزواج لقد سمعته وهو يهاتف أمه ويطلب منها أن تطلبها
: فاتن هدئي من روعك وتكلمي بوضوح أنني لا أعي ماتقولينه
: أن محمد سيتزوج تهاني أبنة خالته
: أيعقل ..؟
: نعم يا أمي أنا سمعته بأذناي
: لربما كان يحاول أن يغيظك لتهتمي به وتدلليه
: لا يا أمي أنه يريد الزواج منها
حاولت الام التخفيف عن أبنتها بكل الطرق ..!!
إلى أن هدئت ونصحتها بعدة نصائح
..
بعد عدة أيام
وبينما كانت تزور أهل محمد
أشارت منيرة بيدها إلى فاتن قائلة
: ألم تعلمي بأن زوجك سيتزوج من تهاني قريبا ..
ردت بهدوء شديد
: نعم أعلم
وبعدها هطلت سحابة سوداء على فاتن حاولت بكل ماتستطيع أن تبدي عدم أستيائها
ولكن كل محاولاتها بائت بالفشل
فمحمد يعني لها الكثير والكثير
صعب أن تتجاهل كل مابينهم بين ليلة وضحاها
قامت مسرعه وتناولت عبائتها وخرجت من بيت أهل محمد
تحمل رجلا وتضع أخرى لوهله شعر أن الدنيا تدوربها
ولا تستطع الوقوف للحظة
ولكنها ما أن رأت سيارة أجرة إلا ولاحت له بيدها وطلبت منه أن يوصلها إلى البيت
اللذي ستقوم بتوصيفه
وبالفعل ذهبت ووصلت للبيت المراد وهو بيت أهلها
دخلت للبيت وطلبت من أبيها أن يحاسب صاحب الأجرة
فهي لاتشعر إلا بحرقة تكاد تحرقها
ضمت أمها وأخذت تنتحب وبدأ صوت نحيبها يشفق حتى من كان عدوا لها
أتى إليها أبيها
ونظر إليها نظرة غاضبة ثم قال
يكفي يافاتن ألا تكفين عن البكاء وكأنك طفله ..؟
من يكون محمد هذا ؟؟
عشت قبل أن تعيشي معه وستعيشين بعد أن فارقته
كل ماكان يحدث في حياتك كنت أعلم به ولكن لم أحاول التدخل لسبب بسيط جدا
هو أنني أحاول أن أكون بعيدا ولا أحاول تعقيد المسائل
ولكن يكفي يكفي يكفي يافاتن هيا أنهضي أنهضي
لم تستطع النهوض أبدا فلم تعد رجلاها قادره على حملها
ولكن أتى إليها أباها
وأقامها بكل قوته ومن ثم قال لها أنظري إلي وأسمعي ما أقوله
هذا محمد ستنسينه ولا أريد تذكر أنك قد أرتبطتي به حتى
لم أخرج من هذة الدنيا إلا بك
ولن أسمح لأي مخلوق كان أن يمس منك شعره واحدة
وأبنائك سأكون أنا المسؤول عنهم أنا وحدي
هل تفهمين
ثم رمى بها على الأرض وخرج
لأول مره يكون أب فاتن بهذة القسوة
ولكن ألم تعلموا بالمثل القائل أتقي شر الحليم إذا غضب ..؟
وأب فاتن كان حليما جدا ولكن ماذا بعد الحلم ..؟







.
..
مضت الأيام والشهور
وفاتن عادت إلى الحياة
وعادت إلى أروقت الجامعه
وأصبحت معيدة وناجحة
لتتفاجئ يوما بأتصال من رقم غريب
تجاهلته مره وأثنان وثلاث
ولكن ألحاح هذا الرقم يزداد إذن هنا لك مسأله ملحة أو أمرا طارئ
فكرت قليلا قبل أن ترد ولكن قالت في نفسها ماللذي يدعي للخوف سأجيب وماذا هنا لك
: نعم ..؟
: فاتن أنا محمد فاتن أنا أحبك كثيرا أرجوك عودي إلي منذ أن تزوجت تهاني ولم أهنئ
وعلمت أنك هنائي وأطفالك كانو ملائكة .. تهاني لاتهتم بي لاتهتم
إلا بآخر الموضة واوصلت إليه وتنسى أنها متزوجه فوقتها كله للبنك وصديقاتها
أنا متعب كثيرا يافاتن أرجوك عودي إلي
: ههههههههههههههههههههه أعود إليك ..؟
لا ياسيدي لن أعود إليك فقد كنت أعتقد أنني لا أستطيع العيش إلا في جلبابك عندما كنت أتخيل أنك ستتركني
تراودني الكوابيس وكأنني طفله تبحث عن ملاذها فلاتجد مايلوذها
ولن أستطيع أن أنجح إلا بك وأن أطفالي أن لم تكن لهم أبا فسيموتون جوعا
ولكن الحمدلله أولادي يعيشون أفضل عيشة فزوجي السابق مازال يعيش في ملذاته لا يأبه بهم
وأنت الآن باتت لديك زوجتك وقريبا سيكون لك طفلا منها إليس كذالك.؟
: لا أريد طفلا منها أنا أريدك أنت

تنفست فاتن بعمق شديد ثم قالت بنبرة واثقة
: لقد فكرت كثيرا بك .. وأعتقدت لوهله أن الحياة ستتوقف عند بعدي عنك ..!
عشت أياما قاسية ..
وقسوت على نفسي أكثر وأكثر وأكثر ..!!
حكمت عليها بالأعدام .. !!
ولكن قبل أن ينفذ الحكم
أمتد إلي يد أنتشلتني من موقع الحدث لموقع أكثر حبا
وأحتوائا وأماننا ..
: ولكن أنا أحبك
: أن كنت تحبني فطلقني فهنا لك من يستحقني أكثر منك
ويحبني ويعطف علي ويحتويني فهذا من سأفني له مابقي من عمري أما أنت
فلا أريد منك سوى ورقة طلاقي لاهنت ..!!
فاتن سأظلْ أنتظركْ
كل غَايتيْ هُوَ أنْ ألتحفْ بكِ .
ويتوسدُكِ رأسيْ ..
يا أنْثى البياضْ ..
يامرآة روحي ْ ..
أودُ أنْ أعودَ لكيْ أراكِ مع حُلميْ تَرتشفين قهْوتكِ الصباحيةْ ..
وحلميْ غامساَ في حلْمة علةُ يلقاكِ..!
لن ألقاك ولن تلقآني ..!!
الودآع


وش يفيد البوح ليا منك | إنجرحت !







حرقت نفسك من أجلهم ..!
تضحي بسعادتك لكي تبقى قلوبهم سعيدة ..
تبذل قصارى جهدك في حل المشاكل الصغيرة قبل الكبيرة ..
وفجأة أنقلبت الصورة الجميلة ..
ونلت منهم مالم تنله من عدوك ذآته سيل عارم من الأهانات المؤلمة ..!
تحاول أن تفهم مايدور حولك ..
ألا أنك تظل بشرا طاقتك لاتتجاوز حدود الأحتمال ..
تصاب بالصدمة ..
ولكن الحياة لاتنتظرك فهي تسير قدما ..
ولن يوقفها همك أو حزنك أو لوعة أساك ..
ولن تغذيها بنغمة حزينة أو خاطرة تحييها لعآشقك اللذي خذلك ..
الحياة ستستمر بأستمرارك أو بتوقفك عنها ..
فهذة سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا ..
وستمنحك الحياة فرصة أخرى لتغير مفاهيمك ..
وتغير نظرتك ..
وتعد لك مقآييس أخرى ..
وعليك أن تدفن كل مامضى وتدق أجراسا جديدة ..
وتستبشر برؤاك الصادقة ..
وتعدل كل مفآهيمك الخاطئة ..
فغير كل مافي نفسك فأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ..!!
وكل ماعملته من أجلهم أحتسب به الأجر ..
وصفي قلبك ..
وتذكر أن البقآء للأطيب والأصلح والأنقى والأطهر ..!







منذ القدم كآنوا يقولون سو طيب وأرمي بالبحر ..
هي دعوة جميلة مخلصة ..
ولكن هل لا نقدر عليها ..؟
هنا السؤال ..
من الممكن أن يشوه أحدانا تلك الصور الجميلة ..
ولكن من المؤكد أن هنالك من سيجعلها أكثر جمالا ..
فلن نتاورى عن الأفعال الجميلة فقط لأن هنا لك من أرتكب حمقا معنا ..
ولنجعل إيماننا بالخير قائما مهما كانت الظروف ..!!






هل هنا لك مايستحق كل هذة التعآسة والحزن من أجل هذة الدنيا ..؟
الحيآة جميلة ..
فلم لم نعد نشعر بجمآلها وروعتها ..
وتجاهلنا كل مغريآتها وفضلنا المكوث في الوهم والألم ..
وباتت الدنيا تلعب بنا وتعصف كما يحلوا لها كدمية تحركنا كم يحلو لها ..
هل نسينا الغاية من وجودنا وهو الأخلاص في عملنا لوجه الله ..
ومن ثم لوجه كل عمل نقوم به ..
لذالك لنصبح أكثر تقبلا لحياتنا والبحث عن مصدر سعآدتها ..
ومحاولة التجديد والتغير ونستمر في أسعاد أنفسنا ..
برغم كل المتناقضات والمتضاربات ..
وبكل مافينا وبكل ماجئنا نحمله بين الحنآيا ..
فلنخلق السعآدة لأنفسنا ونبحث عن من يكمل تلك السعآدة ..







أروع البشر هم من يحاولون خلق السعآدة لأنفسهم
ولايكفون عن الركض ..
وأن أتتهم عاصفة ينحنون لها
ليس رغبة بالأنحناء ..
ولكن لتمر العاصفة بسلام..
فيتجاوزوا كل الأزمات ..





لا بد لنا من مراجعات مستمرة
لمواقفنا .. وقناعاتنا .. وأمانينا .. وربما أحلامنا ..
ونحتاج لمراعات مستمرة لعلاقات الناس بنا وليست علاقتنا بهم ..
ونبدأ بالسؤال
هل أنا محبوب لدى الناس .. وماهو سر حبهم المكنون لي ..؟
وما أسباب نفورهم مني..؟
ومالهدف من وجود أحدهم قربي
وتبدأ بحصر المكاسب والمخاسر ...
فلابد أن نتنبه بما لنا وماعلينا وما أسرفنا به ..
وألا نكون غارقين في أوهام وأحلام لربما أسقطتنا في الأيام المقبلة ,,
فتتراجع خطوات . أفضل بكثير أن تسقط وسقطة لاتقوم منها أبدا
فلنتمهل في كل العلاقات ولاتظن أن هنا لك علاقة لن تنصدم بما فيها





للصبر حدود ..!!

تخبرني أمي اليوم بأننا قد نكون جزء من ترويج أشاعة دون أن نعلم ..
نظرت إليها ببلاهة وقلت كيف ذالك يآ أماه أتحفيني بالمزيد ..
نظرت وقالت عندما تذآع لك خبرية ..
خبرية وأذيعت لكِ وأنت ذهبت وأذعتها ومن أذعتها لهم أذاعوها ..
ولكن هل منكم سئل هل ما أذيع صحيح ..؟
..
بالفعل أصبحت الأشاعات كالآفة اللتي تنخر بصمود..
نطلق الأشاعات هنا وهناك ونتقافز كالمجانين لنشرها ..
دون أن نكلف على أنفسنا ونحاول جاهدين في وضع النقآط على الحروف ..
تشاع الأشاعة وتتضخم ولكن لاتلبث إلا أن تنفجر ..
كالبالون اللذي ينفخ وينفخ وينفخ ثم يثقب ..
فيحدث أنفجآر مدوي ..
فأن سمعت ذالك الأنفجار فلاتقلق فماهي إلا أشاعة لاتلبث أن تزول ..
ولكن ثقوا بأن الأشآعة لم تنالك إلا لتفتيتك والنيل منك ومن ثم الضحك عليك ..!
..
قبل أيام دخلت أبنة خالتي ووجهها مصفر كالعادة تحمل أبنتها في يدها
وتمسك أولادها الثلاثه باليد الأخرى
ربما تخشى عليهم من الطيرآن مثلا
المهم أنني سأعطيكم نبذة مختصرة عن أبنة خالتي هذة
دعوني أسميها أمرأة حديدية فشخصيتها قوية
عندما تقول لزوجها لا فلا وعندما تقول له نعم أي نعم
مع أن زوجها ليس خروفا كما تظنون
فعندما سمعت صوتة ثلاثة ليال لم أنم
وكان يراودوني الجاثوم يوميا
ولم أهدأ وتهدأ نفسي إلا عندما قرأ علي ذاك الشيخ وتفل بوجهي أقصد نفث
ولكن لقوة شخصيتها اللتي فرضتها
المهم والأهم أن شخصيتها لم تنفعها بشيئ
فمؤخرا ذهب لأندونيسيا لأكمال تدريسة
هو يقول لست أنا من أقول
ومنذ أن ذهب وأختنا في الله غرور قد بدأت بحشي رأسها
كما تحشى الكوسة والورق عنب
وأخبرها بأنه من المؤكد أنه قد تزوج من أندونيسية
ولفط بها هي وأولادها ولاتهون أبنتها
ولكنها كالعادة تعطيني أذننا من طين وعجين
ومن ثم تحاول أن تضيفني بسرعه لأفارق وجهها بشكل أسرع
فهي تجلب لي الماي والشاي والحالي والمالح معا
ومن ثم تضع لي تفاحة وخيارة وكمثرى في صحن وترميها علي
ومن ثم تقول سأذهب لتنويم أبنائي
أي فارقي ياغرور بأسرع مايكون
المهم أنها دخلت للمجلس وما أن دخلت إلا وأمرأة
أخذتها وضمتها وبدأت تبكي وتبكي
معها ومن ثم قالت ياللة أنت لاتستحقين ماجرى لك
فنظرت لها ببلاهه وقالت لم أفهم فقالت له سمعنا أن زوجك قد طلقك
أنا هنا لم أتمالك نفسي وأنفجرت ضاحكة
ولا شعوريا بدأت شعيرات أبنة خالتي تقف عامودية ترى مالسبب ..؟
لا عليك يا أبنة خالتي فهي مجرد إشاعة



مؤلم أن تكون
وآثقا فتخيب وتكون ووفيا فيخونون بك وتكون مخلصا فيغدر فيك ..
قمة الألم أن تكتشف كل مايدور حولك في لحظة وآحدة فقط تكون هي الفآصلة ..!
لاعليكم من كل ماكتبت أعلاه فضفضة مجنونة مني
..
اليوم بعد ما تسدحت كثيرا
وتقلبت أكثر وأكثر وشوتت مفرشي مرات ومرات
كما يسدد ماجد ركلات الجزاء
قال لي سريري الحبيب أم أن تهجدي أو تفارقيني
فقلت له هدأ من روعك فأنا أفكر بحال هذة الدنيا من جديد
فقال لي ماذا هناك ياغرور غردي فأنا لي ليس هم سواك
قلت له حسننا ياسريري الحبيب
قلت له بأن أبنة خالتي حوحو لاتخف هو أسم دلعها هكذا
مصابة لاتخف ليس بأنفلونزا الون اقص الاش ون
هي مصابة بخيبة أرجوك أنطم حتى أكمل
هي قد أحبت أبن عمتها وهامت به
فكانو يتبادلون الرسائل بالخفاء
أعلم أن هنا لك جوالات
ولكن منعا للخسائر الفادحات
فكانوا يكتبون ويرسلون كدقة قديمة لم يجدوا لها تجديد
وقال لها بأنه قد أحبها عفوا كان يحبها منذ زمن بعيد
مع أنني على علم ياسريري الحبيب أنه كان يحب أبن خالته من قريب
فكيف كان من زمن بعيد ..؟
المهم أنها سنتين وأعلنت خطبتة على الملئين
وقال لها عفوا ياحوحو ولكن
ماما ماترضى
فأنقلب حال حوحو وأعتزلت الأكل والشراب
وأصبحت عود مسواك
فسبحان من أتى لها بالنصيب عيآد
وطارت به فرحا ونست أبن عمتها دحآم
وبالأمس سمعتها تقول لخطيبها أنني أحببتك من زمن بعيد
فياسريري الحبيب ماقصة الزمن البعيد ..؟
نظر إلي وقال ألا تودين النوم من جديد ..؟
وتريحين رأسي من كلامك الغير مفيد ..



إلى كل عانس مع التحية تحية ..
ما أجمل كلمة عانس عندما يرددها القاصي والداني على مسآمعك ..
تشعرين أنك شيئ عظيم
شيئ صعب الأنقشاع والتقشع ..
قبل سنتين كانت ترمقني أبنة عمي
وتقول نعم للعنوسة ولا للزواج ..
وكنت أندد لها بيدي كالبلهاء ..
وأقول نعم نعم نعم لا للزواج ومرحبا بالعنوسة والعزباء ..
وكانت دائما ماتوهمني بأن الزواج ليس من وراءة سوا الهم والغم ..
وسحب مسيرة طويل من البزورات ..
لاتعرفين هل تكفخين هذا..
أم ترمين بهذا ..
أم تهدهدي بذاك ..
ومازلت أندد كالبلهاء نعم نعم ..
وأخبرتني بأن كلمة عانس أطلقتها أمرأة متزوجة مقهورة من صديقتها
وحاولت أن تغيظها فأطلقت عليها كلمة عانس لتكسر من خشمها
ومازلت مصدقة وأقول نعم نعم ..
بعد سنة أكتشفت عن طريق الصدفة
أن أبنة العم قد خانت الوعد
وقالت نعم للزواج ولا للعنوسة
فصرخت في وجهها وقلت
أيتها الحغيرا أهذا ماأتفقنا عليه ..؟
فقالت ألا تفقهين ..؟
فقلت كيف زوديني يابنت العم ..
قالت سأجرب الزواج وأعطيك النتائج بأختصار
قلت حسننا جربي وأنني أنتظر

أنقضت السنة الأولى فهمست لي وقالت سنة من الدلال
وأنقضت السنة الثانية فقالت سنة كلها أحترام
وأنقضت الثالثة فقالت سنة مودة وأطفال
وأنقضت الرابعة فقالت سنة دمآر
وأنقضت الخامسة فقالت سنة ندم مع كامل الأصرار
فمرحبا بالعنوسة وعونستها ..
وعانس ياعيني عآنس

هاتفتني صديقتي فوزية ..
وأخبرتني أنها في بيت أهلها وتريدنني أن أزورها ..
فقلت في نفسي لا أعلم لم المتزوجات كسولات ..
لاتعزم ولاتستقبل إلا عند أهلها
وكأن تلك الشقة قصر من زجآج ..
وأنا متأكدة أنها تريد نفضا من الغبار ..
فقلت لها حسننا حسننا يا خديجة أقصد يافوزية
ولكن متى تريدينني أن آتي
فأنتم المتزوجات لكم أوقات محددات ..
فضحكت وقالت بلا حماقات على التاسعة يكون ممتاز ..
تروشت وبدأت بالأستعدادات ومن الساعة الرابعة وحتى التاسعة
وست الحسآن لم تنتهي حتى الآن ..
لا أعلم ماذا كنت أفعل ولكن ما أذكر أن هناك لك حبة سوداء
أستقرت بين حاجباي فحاولت بأجتهاد أن أزيلها
ولكنها لم تزل وأكتشفت في الساعة التاسعة أنهاحبة خآل
وبدأت أفكر هل حبة خال أي عبد
أم أنها حبة خالي محمد أو فهد أو سعود أو عبدالرحمن
وبعدما عجزت عن الأجابة قلت المهم أنها حبة وأنتهى الأمر
المهم أنني ذهب لصديقتي فوزية ..
فوزية كآنت على قدر من الجمآل ..
فعندما نكون على رضا تام عنها نطلق الأشاعات بالمدرسة ونخبر البنات
بأن فوزية من أصل روسيات ..
وأن كنا قد تهاوشنا وتصافقنا فقلنا أنها من أصل مصريات
وشعرها آه من شعرها كنا نكنس به فناء المدرسة عندما لانجد مكنسة
فقد كان حريرا وطويلا مما يسهل عملية الكنس
لها خشم طويل جدا جدا جدا
لدرجة أنني عندما أنظر إلية أود أن أقص نصفة فيبقى لها نصف
ولي نصف آخر للأحتياط
هل تودون الأختصار ..؟
كانت جميلة بلا إدهار فجمالها جمال أخاذ
ذهبت لبيت أهلها وفتحت لي خادمتهم اللتي تجيب الأشمئزاز
فشعرها منكوش نكش
وعيناها جاحظتنا
وملابسها مبقعة بالصلصلة والبهارات
خفت أن تضربني فوضعت رجلي لأنحاش
ولكنها مسكتني بأتقان
وقالت فوزية في الأنتظار ..
دخلت على فوزية وأتتني نوبة أحتضار ..
فما رئيت ليست فوزية
فبعد أن كان جسمها جميلا أصبحت من ضمن المعصقلات ..
وشعرها قد قارب لأذنيها الكبيرات ..
وشفتها تدلت وقاربت على الأنفصال ..
نظرت إليها وقلت لها مابك ..
قالت أنها الموضة فصرخت وقلت أنها الفوضة بكل أختصار
قلت لها عيناك ياحبيبتي هل بهم علة ..؟
فقالت أنها رموش طويلات
فقلت ومابها بشرتك أنقلبت للسواد ..؟
فقالت أنه البرونزواج
فقلت لها سلام يا سلام
أصبحتي أمرأة تجلبين الأشمئزاز
بلا موضة بلا فوضة بلا تحضر وأحتضار ..
أرجعوا لسابق العهد يابنات





عندما قررت أن أكون أبلة مربية رياض أطفال ..
هذا هو اليوم اللذي حلت بي اللعنة فقد قررت أن أكون مربية رياض أطفال ..
فقد أعتقد أن مبزرة هذة الأيام مثلنا ..
توجهت للروضة وقابلت مديرة الروضة اللتي كانت قد عرضت علي المعروض..
هللت ورحبت وقالت وأخيرا قررتي أن تكوني ..؟
قلت لا ولكن أتيت لمجرد جس نبضي ..
فقالت لاعليك المهم أنك أصبحتي ..
وهيا تعالي معي لأريك أركان روضتي ..
بدأت بألقاء نظرتي هنا وهناك ..
وأحسست أن المكان جميل ..
ولم أدري أن هنا لك ماهو أجمل ..
فخشش المبزرة المليئة بالسعابيل والدموع كانت لوحة جميلة ..
بمجرد أن تأتي الأم ببزرها وتهم بلفطة بالروضة..
إلا وتمسك بعبائتها وقال
أرجوك لاتتركيني يا أمي ..
فتصرخ أمه علية وتقول
أنقلع فقد تركت أختك نوير وسويلم بالبيت لوحدهم..
وسأطبخ غدائك وغدائهم ..
لا بارك الله بك وبهمك وبأبوك معكم ..
شدني الموقف وقلت لها ما دخل أبوهم أدعي عليهم ولكن أبوهم لا
فقالت أنطمي يا مربية فأبوهم سبب نشأتهم ..
حسننا حسننا أحاول أن أكون لطيفة ..
مع أنني لا أفرق بين اللطافة والفضاضة ومع هذا أحاول لا بأس ..
مسكت من رجلاة وسحبتة للداخل
فأذا به يرفسني في بطني رفسة ثور هائج ..
فأسقطة أرضا وأتركة يطلق صافرات أكبر من قبل ..
وأمشي تاركتة ..
لأجد بنتا دلوعة تنظر لأمها وتقول
ماما يلا روحي البيت حق دحومي عشان مايبكي ..
فتقول لها أمها ودمعاتها في عينها أحبك يا أبنتي ..
وترد عليها الفتاة وأنا ياماما أحبك فتمسك الأم بيد الطفلة ..
فشككت للحظة
أن هناك لك خلل وان الأيادي أشتبكت ببعضها فأتدخل لأفصل أيديهم
ولم أعلم أنني كسرتهم
فأعتذر لهم وأنحش عنهم
وأجد طفلا ومعه أم سمراء وأخرجت جزء من قذيلاتها المعكرشة
ووضعت الحجاب وتهزا في ذاك الرأس لدرجة أني أصببت بالهزهزة معها
فقربت مني وقالت
هذا بيبي أمنة في رقبة أنتة
فأنظر إليها وأقول أنك حقا أما صالحة ..
فتنظر لي وتقول لا هذا ماما مدير مدرسة أنا في يجيب بيبي
أبتسم لها وأقول ونعم الأم أنتي فليس الأم من تنجب
الأم من تربي هذا ماقالتة حياة الفهد في عمر الشقا
فلا تأسفي أبنك سيكون في رقبتي
أقصد أمانة عندي ..
وما أن تركتة تلك الخادمة الا وغط في نوم عميق كالملاك
فقلت لك أن تنام وأمك توبخ وتتعهد وتهدد كل من تنام هناك في مطرستها
وما أن بدأت الساعة التاسعة إلا وبداوا يلعبون ونسوا أنهم كانو يبكون
فهذا يكفخ هذا ويقول له ويحك أيها الوغد
وتلك تقول وعيوني تشتاق لو والقلب يحن لو
وتلك تصرخ وتقول أنني فلة وحجابي سر سعادتي
وتلك تقول اطير كذبابة. بذكاء و نجابة. انا طلباتي مجابة. و الكل يستجيب
وأرد عليها وأقول الشرهه ليس عليك أنما على أهلك اللذين تركوك تشاهدين الذبابات
يضعونك أمام التلفزيون ليفتكوا منك
ولايدرون إلى ماذا تنظرين
فعذرا لن أربيكم يا أطفالي فالتلفزيون ربآكم وأحسن تربيتكم
وسلامي لأهليكم

هل لكم أن تعرضوا يوماا لتسكيتات ..؟
أي أنك تتكلم فتتفاجئ بأن أحدهم يقول بصوت خافت
يازينك ساكت ...؟
أوو يالليل الليل
أنني أعاني مع أخي
فما أن أتحدث إلا وقال
طيب وبعدين
أوو يعني خلصتي آسف مانتبهت
أو أنه في نصف حديثي يقطعه ليقول لأخي الصغنون ..
أنني أسمع أحد يتكلم ولكن لا أعرف من هو ولا أين ..
فيجيبة أخي الصغير ويقول
مع الأسف أنا لا أسمع شيئ
فقررت وقررت وقررت عفواا أقصد فكررت وقررت
وها أنا أقول لكم كيف تكون جذابي الحضور وتخلقوا الجو غصبن عن أنوفهم

حاولوا وأنتم تتكلمون أن تثيرو ألف سؤال وسؤال.
ولتصحيح الوضع حاولو أن تكوني أكثر هدوءاً وتركيزاً في المكان
ولا تهتمي بالآخرين فهم حساد ووشاة الأهم أن تكونوا على ثقة
وعليكم بالوسطية في الحديث والتعامل معهم
وحاولوا أن تتفاعلوا معهم وتتجاوبو
، وتأخذوا من كلامهم وتعطوا
وتحاولون أنكم تسوون فيها أنكم مهتمون لما يقولون،
وحاولوا تكونوا ملمين بمعلومات حتى تفتلوا عضلاتكم بها
وطننن خلصنا


أنني أحتاجكَ يا أبتآهْ ..

أبي كم أنا متعبة ..!
أتيت إليك مطأطئةً رأسي أشكو الحال ..!
وأي حال هو حال الدنيا يا أبتاه ..!
أنا بت لا أقوى على تيار الحزن الذي يجرفني ..
فاسمعني ..!

أني أخاف يا أبي ..
أخاف هذه الرؤى التي ترعبني بين يوم وآخر ..
مع أنها قد مضت من السنين الطوال ..
إلا أنها مازالت ترتابني ..
بحر يعصف بي عصفا وأنت وأمي تبتعدون رويدا رويدا عني ..
أناشدكم أن تساعدوني إلا أنكم لا تأبهون بي ..
وتمضون تاركيني في ذاك البحر ..
أتعلم يا أبي الآن فهمت مغزاه..!

لقد أصبت يا أبي مؤخرا بالشلل الكامل ..
فالشلل يا أبتاه ليس شلل الحركة عن القيام واجباتها ..
لا والله بل هو شلل العقل عن التفكير ..
وعدم القدرة على الرؤية ..
وإمكانية التصرف بحكمة ..
كنت دائما تقول لي كوني قوية بالله ..
وها أنا أحاول دوما أنا أكون أكثر قرباً من الله
ولكن طاقتي أصبحت محدودة ..
ولولا تسليمي بقضاء الله لما صبرت كل هذا الصبر ..
أشعر مرات أنني خلقت من حديد.
فأنا قادرة على تحمل كل ما ألم ويلم وماسيلم بي ..
لطالما قلت أن مشيئة الله فوق كل اعتبار ..
ولن يخيب أملي في رحمته وأنا قد عشت وسلمت بها .!

أبتاه متى سيعرف هؤلاء الناس لغة الحب ....؟
أستغرب كيف هنا لك من البشر من يمتلك مخزون هائل من المشاعر الحاقدة
التي تملأ صدره ..
ولطالما سألت نفسي كيف يعيش وهو يمتلك كل ذاك الحقد
وتذكرت تلك الأفعى التي تعيش ومخزون السم بدآخلها مفجع
تستطيع أن تقتل الجميع بسمها وسمها بها ..
سبحانك ربي ..
هنا لك من هو مستعد بالتضحية بالجميع المهم أن يبقى هو
وليذهب كل أولئك للجحيم ...!

أشياء كثيرة تمر بذهني وتضج بنفسي ..
وربما مرات تمر بخاطري مرور الكرام ..
بعض الناس أراهم واضحين مكشوفين ويتصرفون بكثير من الموازنة ..
ولطالما أخبرتني يا أبي
بأن الأنسان كلمة وموقف وهذا مايؤكد حضورة فقط ..

الآن فقط وعيت ذاك الحلم المتكرر ..
لربما تلك الأمواج اللتي تعصف بي
هي أنواع البشر اللتي بت أعيش في وسطها ..
وأنت وأمي تنظرون إلي ولا تعقبون
فأنت دائما تخبرني بأن الحياة فقط من ستكسبك الخبرة
ولن أتدخل في شؤون حياتك والسبب أنني أريدك قوية دائما وأبدا ولاتخشى شيئا ..
وهذا هو سر إبتعادك
إن الأنحناء للعاصفة حتى تمر بسلام ليس عيبا
أهذا ما أخبرتني أياه يا أبي ..؟
وأنا كذالك أفعل الآن
لأتجاوز كل الأزمات

[ كآإآإنـــتً علاقة نـت وشآإآشه ونكآآت ..! ‏

لا جيت اقصد على النـاس ساعــات
تفيض مـن عينـي دمـوع اشتياقـه
ماكنت اصدق يوم تطوي بي المسـافات
بينـي وبـيـن الي خذانـي بلبـاقـه
كانـت علاقة نـت وشاشـة ونـكـات
ماهـي علاقة حب بس يمكـن صداقـه
كانت عـلاقة غير عـن كـل العلاقـات
الله واكــبـر ياهــذيـك الـعـلاقـه
كنـت اكـره النـكات الا انـت بالـذات
لا شفـت نكك يـسير فينـي اصطفاقـه












صرختْ وأعلنتُ وصولي لهذةِ الدنياَ ..
لا أعلم ماذاَ كان شعورُ أميْ ..
ولكن أبي ْ لطالما أخبرنيْ أنها فرحت بمقدميْ
ولكنْ أشك في ذالك ْ ..
فلطآلما كانتْ تحبُ أختي الأولى أكثر منيْ
وتدلل أخوآي أكثر بكثيرْ .
وهذا مايجعلني أستغربْ وأستنكرْ كلامَ أبيْ ..
كان أبيْ يحبنيْ ويدللنيْ كثيرا ..
فأنا أشبههْ في كل شيئ حتى في قباحة شكلةْ..
فأختي كآنت في منتهى الجمآل لأنها تشبة أمي ..
وأنا في منتهى القبحْ لأني أشبة أبي ْ..
وهذا مايجعل أختي محط أنظار دوما ..
تسلب الأنظار والعقول والقلوب ..
فلا يوجد شاب في العائلة إلا وتعلق قلبه بها ..
فهي ذو جمآل فتان ..
وعين وآسعة شديدة السواد ..
وشعر حرير يشد الأنظار ..
وشديدة البياض ..
لدرجة أنك تتخيل بشرتها خلقت من زجاج ..
تمتلك خصرا نحيلا وكأنها من الفرنسيات ..
وهذا ما جعلها تغتر أكثر فهي من الحسنوات ..
كنت أستاء كثيرا لتفرقة أمي بيننا ..
ولكن عندما أنظر لوجهي في المرءآة ..
لا ألومها فهناك فرق شآسع جدا ..
فأنا قبيحة وشعري منكوش
ولايخلو من الكسرات القبيحات ..
وجسمي لاتوجد به ملامح معينات ..
فأنا لست ممن يمتلكون المقومات الأنثوية ..
فكان جسمي شديد النحالة
لدرجة مرعبة تجلب الأشمئزاز ..!!
حاولت مرات ومرات ولكن لطالما أصبت بالخيبات ..
خطبت أختي مرآت ومرآت .
وأمي مازالت تكرر لي أنتِ كهم صعب الأنقشاعْ ..
مايصيبني بالحيرة لم أختي لاتريد الزواج ..
مع أن الخطآب كثر ..
لايمر شهر إلا وتهاتف عليها الكثير منهم ..
لكنها مازالت تصر أنها لاترغب في الزواج حاليا ..
كنت أتمنى أن يخطئ أحد الخطاب
وبدل أن يقول مها يقول ملاك ..
ولكن ما أسهل الأماني والتمني والأمنيات ..














كنت أحوال دوما تحآشي أختي في الجامعة ..
وعدم الحديث معها أو مع زميلاتها
لكي لايعرفن بصلتي بها
وعندما أمر بجانبها وأجدها تضحك بكل ما أوتيت من قوة
أسل نفسي بسرعة وأمضي بعيدا جدا كي لا تلمحني
ولكن هل سنستمر على هذا الحال ..؟
محال ففي يوم مشئوم تقابلنا بالطريق وجها لوجه
وكأن مها وجدتها الفرصة المناسبة
لتعرفني بزميلاتها الواتي لايقلون حسننا عنها
فلطالما مها أخبرتني أنها تنتقي صديقاتها بكل أتقان ..
ولاتدع مجالا
للشينات أن يكونوا معها أوبقربها أوصديقات لها..
ضحكت وقالت لهم هذة أختي ملاك ..
ضحكن جميعا وقالت واحدة منهم ..
أتعرفين يا مها يقآل أن كل واحد من له من أسمه نصيب
ولكن أختك الوحيدة اللتي ليس لها نصيب أبدا من أسمها
ضحكت وقلت
بالفعل لايوجد ربط بيني وبين أسمي
أعلم أن موقفي أصابهم بذهول
ولكن مثلما ينظرون إلي الآن
كنت قبل قليل عند المرءآة
وكنت قد نظرت لوجهي وأعرف مدى قبحة
إذن أنا أعرف جيدا قدر نفسي
نظرن إلى مها وقالوا أنتي جميلة من الجميلات
وأختك ...!
وقبل أن يكملن الحديث .
أعتذرت منهن بلباقة
وذهب لزاوية أبكي بكها على حظي
مع أن محاولاتي كبيرة في أخفاء عيوب وجهي
إلا أنني أصاب دوما بخيبة أمل
فقبحي يخذلني دوما
كرهت أبي لأنني نسخة مطابقه له
فماذا لو كنت شبيه أمي بجمالها وطولها وجسمها وشعرها
أستغفر الله بت لا أعي ما أقول
ذهبت ولبست عبائتي
وهاتفت السائق وعدت إلى المنزل سريعا
فطاقتي لم تعد تقاوم كل مايحدث الآن












/



دخلت المنزل وكانت أمي بوجهي
مع أنها للتو قد صحت من النوم
إلا أنها كانت جميلة جدا
ومع أنها ترتدي أقبح الملابس لديها
نعم فهي في المنزل
وليس عند رفيقاتها فلو عند رفيقاتها للبست
أغلى الملابس وبأبهظ الأثمان
ولكن لأنها في المنزل فقط
ترتدي أبخس الثياب ..!
ومع كل هذا تبقى ذو حسن فتآن ..
نظرت لأمي وهي تدخل المطبخ ..
ليس لتطبخ
لا طبعا
ولكن لتنظر ماذا فعلت الخادمة
وماذا طبخت لهذا اليوم
نظرت إليها قائلة
أمي هنا لك سؤال يراودني وكم أتمنى أن أجد أجابة له
أنتي جميلة جدا ومن عائلة راقية جدا جدا
فماللذي أجبرك أن تتزوجي أبي القبيح شكلا ..
وصاحب العائلة المتواضعة والفقيرة !!
فأطلقت تناهيد متتاليات ونظرت إلي نظر ندم على مافات
ثم قالت
لقد خطبني الكثير والكثير والكثير
ولكن كنت لا أريد إلا زوجا ذو مكانة مرموقة يليق بي
أتوني الكثير من أصحاب العائلات المرموقة ..
ولكن كنت أرفض مجددا وأنتظر الأفضل
حتى أتى اليوم اللذي شارفت به على الخامسة والثلاثون
ولم يعد أحد يطرق بابي
فجاء أبوك وخطبني فأظطررت أن أقبل
فكل من هم بسني أصبحوا أمهات
وأنا مازلت من العازفات عن الزواج
أبتسمت وقلت
وهاهي مها تعيد ذات الأسطورة
فصرخت في وجهي وقالت أذهبي للأستعداد
فاليوم لدينا حفلة زواج ..
وأنا أصبحت من المنكوبات ..!

فهل تعلمون ماذا يعني حفل زفاف للقبيحات ..
مصيبة وما أكبرها من مصيبة !!







عدت لغرفتي أحاول أن أفكر ماذا سأفعل اليوم
فأمي لن تقبل أي عذر من الأعذار لأبقى في المنزل
فهي تعشق هذة الحفلات والمناسبات
ليس لتأدية الواجب أو المشاركة في الأفراح
ولكن لتغيظ كل من هم بسنها
بلبسها ودلعها ووبالجمال اللذي مازالت تحتفظ به
وهي قاربت الخمسون وتريد أن تري الجميع بناتها وماذا يلبسون
أستلقيت على سريري ودموعي تنساب على وجنتي
دون أن أشعر
كم أكرة المناسبات
فمها ستكون محط أنظار جميع المتواجدات هذة تمدحها وهذة تثني على ملبسها
وتلك تقول أنها مذهولتن بجمالها والجميع يحاول معرفة
من تكون مها وأبنة من وما أن نصل للبيت إلا وأصبح تليفون المنزل لايسكن
فهذة تسأل في أي سنة مها
وتلك تقول أبننا لايريد إلا جمالا بمثل هذا الجمال
وتلك تتنهال بالدعوات بأن تكون من المحظواظات
وتكون مها من نصيبهم
كم أكره نفسي
نزلت لأمي ورئيتها والخادمة تقوم بعمل مساج لها
وأغتنمت الفرصة فهي الآن هادئة
فأخبرتها أنني لا أريد الذهاب إلى هناك وأريد أن أبقى في المنزل
ولكن تبدل ذاك الهدوء كليا وأصبحت تطلق الصرخات وتلعن مخترع الأنترنتات
وتهدد وتتوعد إن لم أذهب معهن
وإن لم أرتدي الفستان اللذي جلبه خالي من كندا
فهذا هو همها أن أرتدي ذاك الفستان أصبت بصداع في المخيخ
وعدت إلى غرفتي قمت بتشغيل جهازي وحاولت الدخول للمسن مرات ومرات
أنني أحتآج رؤية سعود بأسرع وقت ممكن
وكان يرفض دخولي في كل محاولة جديدة






أغلقتة وعدت لهمي
وحاولت أرتداء الفستان الكندي
كان أحمرا وشديد اللمعان كان زاهيا ورائعا ومذهلا وهو معلق فقط
وقبيحا ومرعبا على جسدي هاتفت صديقتي الوحيدة القبيحة مثلي
وأخبرتها بسر مأساتي وأخبرتني أن هنالك مصنوعات من السيلكون
تجعلك أنثى كاملة وأخبرتني أنها تمتلكهم وستجعل سائقهم يجلبهم لي
وماهي إلا ساعة وكانت مصنوعات السيلكون بحظني
أرتديتهم وأصبحت مها لاشيئ مقابل جسدي
فقد أصبح جسدي فاتننا ومغريا هاتفتها وأخبرتها بروعة صنيعها
وأخبرتني بضرورة وضع العدسات الزرقاوات
ومن ثم أخبرتني بطلي وجهي بالمكياج
ومن ثم أخبرتني كيف أحاول أن يكون خشمي طويلا
وشفاتي أبرزهم وأحاول تصغيرهم
وعيناي كيف أجعلهم أكثر أتساعا
كنت أعمل كل ماتخبرني إياه
فهي مثلي وتعاني معي ومع كل القبيحات
كانت النتيجة مذهلة
فلم أكن حسناء
ولكن على الأقل أفضل بكثير جدا من ذي قبل
فرفعت يداي للسماء ودعوت من كل قلبي لصانع المكياج والمكملات السليكونية
فقد أصبحت جذابة ولا أحد يعلم أن كلها من المزيفات
نزلت لأمي بعد أن صففت شعري جيدا
وحاولت إزالة كل العثرات والكسرات
ذهلت أمي بالنتيجة ولأول مره في حياتها قبلتني
مها نظرت إلي نظرة أشمئزاز وقالت لا بأس بك الآن
ذهبنا لصالة الأفراح
بعد أن جهزي الجميع
وصلنا إلى هناك ولأول مرة
لا أنزوي باحد الزاويات
فقد كنت واثقه بجسدي كثيرا
وهذا الفضل يعود لسيلكونات
ولأول مره هنا لك من سئل من تكون هذة ملاك
وأكتشفت أن الناس لايهمهم سوى المقبلات عفوا الشكليات
مع أن قلبي كان طيبا جدا
وكنت متواضعه أكثر وأكثر
ولكن لم يكن يهمهم أبد
فالمهم هو الشكل واللبس بعيدا
كل البعد عن المضمون
أمي وضعت يدها بيدي وأصبحت تسير
على كل طاولة من الطاولات وكانها تبشرهم
بأن أبنتي وأخيرا قد علمت سر الجميلات الجذابات
كلها زيف وتزيف ومزيفات
أدعيت الدلع ذاك اليوم فهو سيضفي
الكثير والكثير علي
ولأول مره أجرئ على الصعود لتلك المنصة
والرقص بكل أتقان كالعراقيات
ولأول مرة في حياتي
أشعر بالثقة
حتى وأن كانت مصطنعة






بلغتني أمي أن الوقت قد حآن للرحيل ..
والعودة للمنزل ..
كدت جن وأطير فرحا
فعودتي للمنزل تساوي عودة للنت والمسن
والأهم من هذا وذاك سعود حبيب القلب والروح معا ..
عدت للمنزل ودون أن أخلع عبائتي أو غطائي قمت بتشغيل الجهاز ..
ورميت كل شيئ على جنب ..
وأخيرا سجل المسن دخولي ..
نظرت للمتصلين فوجدت سعود يحتل أول مكانة ..
هو الأول بقلبي وعقلي وحتى بمسني..
كم أعشقك وأعشق الحديث معك ..
ما أن دخلت إلى وقد أتى لي مهللا ومرحبا ..
ويخبرني بأنه أفتقدني اليوم ..
شعرت أنني أتنفس تنفس الصعداء
فمنذ متى سعود يخبرني بأنه مشتاق لي وأنه يفتقدني ..؟
ملاك ..
كنا بحفلة زواج
سعود ..
أكيد كنت أميرتهم كلهم
ملاك ..
لا طبعا في أحلى مني وبكثير بعد
سعود ..
ياحبك للتواضع قولي لي وش لبستي
ملاك ..
فستان أحمر ماكنت ودي أروح بس أمي أصرت
سعود ..
الله يخليها لك
ملاك ..
آمين
..
سآد الصمت فأنا لا أجرئ على الأحاديث المطولة معة
لنا قرابة السنتين ونحن مع بعضنا البعض إلا أنني لا أجرئ
الحديث فلطالما هو من يحاول البدئ
أنا كأي أنثى يلعب بها الحياء ..
أحسست أن سعود اليوم مختلف فمنذ أن قال أنه مشتآق ..
وأنا علمت أنه سيتجرئ أكثر وأكثر
وبالفعل فجعني عندما طلب رقمي ..
أعتذرت بلباقة منة وسجلت خروجي ..
ذهبت وحاولت أن أخلع ذاك الفستان فكنت كالمجنونة عنما أقبل على المسن
والبحث عن سعود ونسيت أن أخلع كل شيئ
خلعت كل شيئ بهدوء إلا أن طلب سعود لم يذهب عن مخيلتي
كيف له أن يجرئ على طلب رقمي وماذا يريد
تذكرت أول مرة قابلتة فيها
فأضافتة لأيميلي كان عن محط صدفة
كان مهذبا جدا وهذا ماجعلة حتى الآن قابعا في قائمتي
سعود أنا أحبك كثيرا وأخشى من اليوم اللذي تراني به وتصاب بالخيبة
مع أنني لطالما حاولت أن أبي لك أنني قبيحة ولكنك تأبى أن تصدق ذالك
فماذا أفعل لك ..؟








حاولت الذهاب والخلود للنوم ..
ولكن من فينا هالليلة ينام والشوق صاحي ماينام ..؟
عدت لجهازي وشغلتة من جديد
ودخلت للمسن ولكن من دون ظهور هذة المرة
لم أجد سعود ولكن وجدت رسالة تركت لي
وتسلمتها وأنا غير متصل
كانت تتضمن رقمة وكلمة [ أحبك]
لأول مرة في حياتي أجد من يحبني
دونت رقمة في جوالي
وسجلت خروجي
وذهبت للنوم وبالفعل من شدة التعب والرقص نمت
صحوت الساعة السابعة صباحا
أخذت دوش دافئ ومن ثم أخذت كوب قهوتي وخرجت للحديقة
نسمات الهواء العليلة باردة في هذا الصباح
تجعلك تشتاق وتشتاق
ولمن سأشتاق ..؟
من المؤكد لسعود
تناولت جوالي ودون وعي مني هاتفتة
كنت أقول سأسمع صوتة فقط
ولكن هنا لك شيئ أسمة أبليس ثالثنا
سعود : نعم
ملاك: صباحك ورد وفل ولوز ياعمري صبآح النور
سعود : ملاك ..؟
ملاك : إي ملاك
..
هنا كانت بدآية الذنب فقط
وعندما تقع في الذنب والخطئ فأنك ستذنب أكثر وأكثر
وستنغمس بالخطئ أكثر فأكثر
محادثة مسن خاطئة ومن ثم مكالمة ومن ثم ..؟
مؤكد مقابلة
طلب سعود مقابلتي وبدأ يلح في ذالك مرات ومرات
وكنت أرفض ليس لأن الله يراني
ولكن لأخشى أن سعود يراني وبعدها يفارقني
وبعد محاولات مستميتة من سعود
خطرت ببالي فكرة شيطانية
نخرج أنا ومها وأخبرة بأنني مها
وبالفعل تواعدنا في مجمع وكنت أنا بقرب مها
مها كانت لاتغطي وجهها فهي تضع غطاء خفيف جدا
لاتبين للجميع جمالها
أتى سعود ورأى مها وكاد يجن جنونة
اتصل بي ولكن أنا قد أخذت أحتياطي وتركت الجوال على الصامت
ومن ثم أخذت مها وذهب بها إلى دورات المياه وهناك هاتفته
وأخبرته بضرورة رحيلة من هنا
وبالفعل رحل فجمالي سحرة وملا يستطيع إلا
تلبية طلبآتي









أكملنا تسوقنا كنت فرحة للغاية لأن سعود سيتمسك بي أكثر وأكثر ..
ونسيت أن الكذب لن يلبث طويلا وسيكتشف عاجلا أم آجلا ..
عدنا في ساعة متأخرة من الليل ..
وهاتفته مباشرة ..
كنت سعيدة جدا لأنني أسمع مطرا من الكلمات والمديحات
كنت أشعر أنني أكثر رفعة ..
وثقت بنفسي وشعرت أنني أمتلكت سعود للأبد ..
أصبح لايفارقني
فلا أذهب للجامعة إلا وهو يحادثني ..
ولا أعود للمنزل إلا وهو يراسلني ..
ولا أدخل المسن إلا من أجلة
ولا أخرج منه إلا لمهاتفته ..
كنت محور حياتة هكذا أبسط تعبير ..
وأتى اليوم اللذي يلخمني به ليقول ..
عندي لك مفآجئة ..
وهل لكم أن تعلمون ماهي المفآجأة ..
هي أنه سيتقدم لخطبتي قريبا ولن يمنعه عني كائن من يكن
شعرت بخيبتي وشعرت بألم دفين بي
ماذا سيحل به عندما يعلم أن مها لم تكن ملاك ..!
أخبرته أنني محجوزة ولكنه رفض رفضا قطعيا إلا أن يتقدم
وهنا كان مصيبتي
حاولت الترقيع ولكن لاشيئ يفيد ..
أظطررت لأن أخبرة بأنني مها ولست ملاك
فإذا تقدم فليخطب مها وليس ملاك
وتعذرت بأنني لم أكن واثقه من نواياه
وبالفعل تقدم لأختي وخطبها ووافقت عليه
ولم يشعر بأن ملاك ليست مها ..
مع أن مها تختلف عني أختلاف جذري سلوكا وطبعا وخلقا وأخلاقا ..
ولكن كان هائما بها وبجمالها ..
وكنت أنا أندب حظي وأبكي مرارا وتكرارا
لم لم أكن جميلة كأختي ..؟
على الأقل مقبوله لأستطعت أن أخبرة بأنني ملاك
ولكن ليس كل مانتمناه ندركة ..!
تزوج سعود حبيب قلبي وروحي وعيني بأختي ..
وأنجبت له عبدالله ونورة وسارة ..
وأنا مازلت أندب حظي وأقول
كآنت علاقة غير عن كل العلاقآت ..!!