أبي كم أنا متعبة ..!
أتيت إليك مطأطئةً رأسي أشكو الحال ..!
وأي حال هو حال الدنيا يا أبتاه ..!
أنا بت لا أقوى على تيار الحزن الذي يجرفني ..
فاسمعني ..!
أني أخاف يا أبي ..
أخاف هذه الرؤى التي ترعبني بين يوم وآخر ..
مع أنها قد مضت من السنين الطوال ..
إلا أنها مازالت ترتابني ..
بحر يعصف بي عصفا وأنت وأمي تبتعدون رويدا رويدا عني ..
أناشدكم أن تساعدوني إلا أنكم لا تأبهون بي ..
وتمضون تاركيني في ذاك البحر ..
أتعلم يا أبي الآن فهمت مغزاه..!
لقد أصبت يا أبي مؤخرا بالشلل الكامل ..
فالشلل يا أبتاه ليس شلل الحركة عن القيام واجباتها ..
لا والله بل هو شلل العقل عن التفكير ..
وعدم القدرة على الرؤية ..
وإمكانية التصرف بحكمة ..
كنت دائما تقول لي كوني قوية بالله ..
وها أنا أحاول دوما أنا أكون أكثر قرباً من الله
ولكن طاقتي أصبحت محدودة ..
ولولا تسليمي بقضاء الله لما صبرت كل هذا الصبر ..
أشعر مرات أنني خلقت من حديد.
فأنا قادرة على تحمل كل ما ألم ويلم وماسيلم بي ..
لطالما قلت أن مشيئة الله فوق كل اعتبار ..
ولن يخيب أملي في رحمته وأنا قد عشت وسلمت بها .!
أبتاه متى سيعرف هؤلاء الناس لغة الحب ....؟
أستغرب كيف هنا لك من البشر من يمتلك مخزون هائل من المشاعر الحاقدة
التي تملأ صدره ..
ولطالما سألت نفسي كيف يعيش وهو يمتلك كل ذاك الحقد
وتذكرت تلك الأفعى التي تعيش ومخزون السم بدآخلها مفجع
تستطيع أن تقتل الجميع بسمها وسمها بها ..
سبحانك ربي ..
هنا لك من هو مستعد بالتضحية بالجميع المهم أن يبقى هو
وليذهب كل أولئك للجحيم ...!
أشياء كثيرة تمر بذهني وتضج بنفسي ..
وربما مرات تمر بخاطري مرور الكرام ..
بعض الناس أراهم واضحين مكشوفين ويتصرفون بكثير من الموازنة ..
ولطالما أخبرتني يا أبي
بأن الأنسان كلمة وموقف وهذا مايؤكد حضورة فقط ..
الآن فقط وعيت ذاك الحلم المتكرر ..
لربما تلك الأمواج اللتي تعصف بي
هي أنواع البشر اللتي بت أعيش في وسطها ..
وأنت وأمي تنظرون إلي ولا تعقبون
فأنت دائما تخبرني بأن الحياة فقط من ستكسبك الخبرة
ولن أتدخل في شؤون حياتك والسبب أنني أريدك قوية دائما وأبدا ولاتخشى شيئا ..
وهذا هو سر إبتعادك
إن الأنحناء للعاصفة حتى تمر بسلام ليس عيبا
أهذا ما أخبرتني أياه يا أبي ..؟
وأنا كذالك أفعل الآن
لأتجاوز كل الأزمات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق