يَا سَيِّدِي
أَخَاف أَن أَقُوْل مَالَدَي مِن أَشْيَاء
أَخَاف ـ لَو فَعَلْت ـ أَن تَحْتَرِق الْسَّمَاء
فَشَرِقَكُم يَا سَيِّدِي الْعَزِيْز
يُصَادِر الْرَّسَائِل الزَّرْقَاء
يُصَادِر الْأَحْلَام مِن خَزَائِن الْنِّسَاء
يُسْتَعْمَل الْسِّكِّيْن
وَالسَاطُوّر
كَي يُخَاطِب الْنِّسَاء
وَيَذْبَح الرَّبِيْع وَالْأَشْوَاق
وَالْضَّفَائِر الْسَّوْدَاء
و شَرْقِكُم يَا سَيِّدِي الْعَزِيْز
يَصْنَع تَاج الْشَّرَف الْرَّفِيْع
مِن جَمَاجِم الْنِّسَاء
مُنْتَهَى الْصِّدْق أَن تَكُوْن صَادِقا مَع نَفْسِك وَمَشَاعِرَك
طَارِق شِعْر لِوَهْلَه أَنَّه قَد بَات يَكْرَه تِلْك الْلَّمَا
وَكُلَّمَا نَظَر إِلَى وَجْهِهَا وَنَظَرَاتُهَا وَحَرَكَات يَدَهَا العَفَوِيَّة
وَحَدِيْثُهَا الْلَّذِي لَايُمَل الْسَّامِع مِنْه
أَدْرَك بِأَنَّهَا مِن الْمُسْتَحِيْل أَن تَكُوْن كَذَالِك وَلَكِن مَن يُصَدِّق !
لِمَا : وِش فِيّك حَبِيْبِي أُحِسُّك مَنَّت مَعِي فِي شَيْئ ..؟
طَارِق : أَبَد مَافِي شَيْئ بَس وِدّي أُصَارِحُك بِشَغْلِه
لِمَا : آَمُر أَنَا أَسْمَعُك
وَمَا أَن أَرَاد الْحَدِيْث إِلَّا وَرِسَالَة تَنَبَّأ بِالْوُصُوْل
لِمَا :شِوَف الْرِّسَالَة وَّبَعْدِيْن نُكَمِّل كَلَامَنَا
طَارِق : لِمَا خَلَاص أَنَا لَازِم أَمْشِي
لِمَا : لِيَه مَابَعَد حَلْيَنَا ؟
طَارِق : لَا مَايَحْتَاج بِرُوْح لَوَاحِد مُتَعُطِل بِالْطَّرِيْق
لِمَا : طَيِّب لِيَه أَنْخَطِف وَجْهَك وَلِيُّه مَّاكَلْمك لِيَه بَس رَاسَل رِسَالَه
طَارِق : يَعْنِي شِنُو أَرُوْح أَسْأَلُه لِيَه وَمَالِيَه أَقُوْل لَك مُتَعُطِل خَلَاص قَضَيْنَا
لِمَا : طَيِّب آسّفُّه
طَارِق : حَصَل خَيْر عَن أُذُنَك
..
خَرَج طَارِق وَظَلَّت لَمَّا فِي ذَاك الْمَجْلِس تُفَكِّر
دَخَلْت مَهَا فِي هَذّة الْأَثْنَاء
مَهَا : صِدْنَاكُم
لِمَا : تَعَالَي بَس شِيْلِي هِالصِحُون أَحَس مَالِي خَلَق
مَهَا : يَاسَلَام شَايَفْتَنِي الْخَدَامَة ؟
لِمَا : مُوَب قَصْدِي
مَهَا : وِش فِيّك وَش مِضَايِقِك ؟
لِمَا : طَارِق مُتَغَيِّر
نَظَرَاتِه غَرِيْبَة
تَدْقِيْقُه عَلَى كُل كَلِمَة أُقَوُلُهَا يُثِيْر الْشَّك
أَسْئِلَتِه الْلِي مَاتَخَلَص
مَهَا : عَادِي كُل سُعُوْدِي يِبَي يَعْرِف تَارِيْخ زَوْجَتِه
لِمَا : هُو مَاضِي وَأِنْتَهَى يَعْنِي خَلَاص مَالِه دَاعِي نَتَكَلَّم فِيْه؟
مَهَا : لَا أَسْمِعِي الْرِّجَال مَاضِيْه مَايَأَثّر عَلَى حَيَاتِه
لِأَنَّك لوَحُرْمّة كَفُو بِتُغِيَرِينِه وْبِتَقَطِعِين رِجْلَه عَن الْبَحْرَيْن وَالْمَغْرِب
لِمَا : وَحَتَّى الْرِّجَال لَو كَفُو يُنْسِيَها
مَهَا : لَا حَدَّك الْحُرْمَة مَاتَغِيَر لَو دَامْرِه تَظَل وَلَو سِنْعِه خَلَاص مَاتَخَرّب
طَيِّب بَسْأَلْك لَو عَرَفَتِي أَن طَارِق كَان رَاعِي عَلَاقَات وَدُخَان بْتَرِضِين بِه
لِمَا : أَكِيْد
مَهَا : وَش الْسَّبَب
لِمَا : الْدُّنْيَا تَغَيَّرَت لَو جَايُّه قايْلَّه لِي هِالسُؤَال قَبْل عَشْر سَنَوَات
كَان تَعَوَّذْت وَتَفَلَّت عَلَى صَدْرِي ثَلَاث مَرَّات
بَس أَلْحِيَن صَار شَيْئ طَبِيْعِي فِي زَمَن الأِنْفْتَاح
حِنّا بِزَمَن غَيْر الْتُكْنُوْلَوْجِيْا مُسَهِّلُه كُل عَسِيْر
مَهَا : يَعْنِي بْتَرِضِين .؟
لِمَا : إِي وَمِن دُوْن نِقَاش
مَهَا : تَتَوَقَّعَيْن لَو أُنسُئِل طَارِق هِالسُؤَال وَش بِيْكُون رَدَّه ؟
لِمَا : مَدْرِي وَالْلَّه
مَهَا : يَاحْليلُك يَا أُخْتِي مَرَّات أُحِسُّك مَسَبِهَه
لِمَا : أُمِّي وَيِنَهَا .؟
مَهَا : رَاحَت تَنَام وَتَقُوْل تَرَا الْيَوْم الْعَصْر بُنِرُّوح لِجَدَّتِي
لِمَا : أَبِي أَرُوْح لِلْسُّوْق
مَهَا : يَوْم وَاحِد مُو مَأْثِر
لِمَا : بَس مَافِي مَجَال
مَهَا : لِاتُبِالِغِين تَرَا الْسُّوْق مُوَب طِايُر
لِمَا : عَلَى قَوْلِك
خَرَج طَارِق مِن بَيْت لِمَا وَهُو يُشْعِر أَن الْدُّنْيَا ضَاقَت ذَرَعَا بِه
أَرَاد أَن يَرْمِي ذَاك الْجَوَال وَمَن ثُم يَدَهَسَه بِسَيّارتّة
وَلَكِن مِالِلَّذِي سَيَسْتُفِيَدِه حِيْنَهَا
أَخَذ يَجُوْب الطُّرُقَات لَايَعْرِف كَيْف يُفَكِّر وَلَا أَيْن يَذْهَب
هُو يُرِيْد أَن يَسْتَشِيْر قَبْل أَن يَقْدَم عَلَى أَي خُطْوَة
نَظَر إِلَى هَاتَفِه وَأُجْزِم بِأَنَّه لَن يَكُوْن مَعَه إِلَّا رَفِيْق عُمُرِه سُعُوْد
طَارِق : هَلْا وَالْلَّه
سُعُوْد : هَلْا وَالْلَّه بِالْشَّيْخ
طَارِق : وَيْنَك فِيْه أَلْحِيَن ؟
سُعُوْد : بِالْقَهْوه
طَارِق : عَطْنِي الْأَسْم لِأَنِّي أَبِيَك ضَرُوْرِي
تُوَجَّه طَارِق مُبَاشَرَة قَاصِدا لِتِلْك الْقَهْوَة الْلَّتِي يَرْكَن بِهَا سُعُوْد حَالِيَّا
تُرَى هَل يُخْبِرُه بِالقُصّه كَامِلَه
أَم يَضَع بَعْض الْشَفَرَات
أَم يَقُوْل أَن الْمُشْكِلَة لِأَحَد رِفَاقِه كَمَا يَفْعَلُهَا الَأَغْلَبِيْه إِن كَان الْأَمْر شَائِكَا
وُصِل لذاك الْمَقْهَى وَظِل نِصْف سَاعَه يُحَاوِل تَجْمِيْع أَفْكَارَه
وَمَا أَن رَن هَاتَفِه
طَارِق : هُلَا سُعُوْد هَذَانِي وَصَلَت
سُعُوْد : لَا يَاخِي أَنَا طَفَشَت مِن الَجَلْسَه خَلِّنَا نَاخُذ لَنَا كُوْفِي وَنَطَّلِع نَدُوْر بِالْسَّيَّارَة
طَارِق : يَكُوْن أَفْضَل يَلَا أَنَا بِوَقْف عِنْد بَاب الْقَهْوَة أَطَّلِع
سُعُوْد قَام بِدَفْع حِسَاب الْشَّاي وَالَمْعَسَّل وَخَرَج مُسْرِعَا لَطَارِق
طَارِق : وَيْنَك أَنْت ؟
سُعُوْد : وَالْلَّه رُحْت أَدْفَع الْحِسَاب أَهُم شَيْئ أَخْبَارِك
طَارِق : وَالْلَّه الْحَمْدُلِلَّه بِخَيْر
سُعُوْد : أَجَل كُلَّهَا كَم أُسْبُوْع وَتَصَيَّر عَرِيْس
طَارِق : وَالْلَّه كَأَنِّي بِأَجَلِه شُوَي
سُعُوْد : أُفْا يُذَالْعْلَم لِيَه وِش فِيّك
طَارِق : وَالْلَّه شِوَف يَاسُعُوْد أَنْت صِدِّيْق عُمْرِي
وَلِذَالِك بِصَراحَك بِاللّي فِي خَاطِرِي لاني محتار
سُعُوْد : مَالِه دَاعِي هُالْمُقْدِمَات قَوْل وِش فِيّك
طَارِق : أَنَا مُو مُرْتَاح
سُعُوْد : وِش الِلْي يَخَلِيّك مَّو مُرْتَاح .؟
طَارِق :بِصَرَاحَة الْبِنْت خِطْبَتِهَا ومِنْ البداية ماعجبتني
ماحسيتها الشكل اللي أبيه هي مريحه للنفسْ بس مو مثلْ ماتمنيْ زوجتيْ
يوم تأقلمتْ كان تجينيْ رسالةْ
انْو لَهَا مَاضِي والبنت مش كويسهْ
وَالْيَوْم ارْسَل لِي صُوْرَة تَأَكَّد
الصورةْ مرتجهْ لكن هذا هيئتْهاَ
سُعُوْد : شَف يَاطَّارِق هَاللِحِين هَالْمَسائِل صَارَت أَسْهَل مَن شَرِب الَّمْوِيْه
بِالذَّات بِمُجْتَمَع الْبَنَات الْلِي يَكَثْر فِيْه الْغَيْرَة وَالْحِقْد وَالْحَسَد
يَعْنِي لَاتَسْتَغْرِب لَو كَانَت وَحْدَه مِن خَوِيَاتِهَا مَسُويَه هِالحَرَكّة
وَالْصُّوَر أَلْحِيَن مَاصَار دَلِيْل كَافِي لِلأُدَانَة
خَلِّنِي أَقُوْل لَك هَالسَّالَفة
الْلِي صَارَت لِوَحْدِه مِن مَعَارِفِنَا
عشان تقتنعْ أنو مو كلْ بنت طلعتْ لها صورة معناها مو كويسهْ
الْبِنْت هَذِي أَخْلَاق وَالْكُل يَشْهَد لَهَا أَسَاسُا الْبَيْت الْلَّي هِي تربت فيه
بَيْت مُتَدَيِّن أبْتدائا من الأمْ والأبوْ وإنتهائا بعيالهمْ
بِنْت عَمِّهَا مُسْتَهْتِرَه وَلَهَا عُلَاقَه بالْشَبَاب
وهِالْبَنت مُسْتَوَى الْجَمَال مُتَدَنِّي جَدَّا عِنْدَهَا
بِعَكْس بِنْت الْعَم
فُوْش قَامَت سَوَّت خَذَت صُوَر بِنْت عَمِّهَا وَارْسَلْتَهَا لأخوياها
نَزَلت الْصُّوَر علَى أشهر مواقعْ النت
وَفَضَحوا بِهَا وَرَاحَت فِيْهَا بِنْت العم مو البنت المستهتره
لكن مِن بِيُصْدِق أَن الْصُّوَر الْلِي أَنْعَرِضّت
كَانَت مَأْخُوْذَة بِطَرِيْقَة ملتويه وأنها ماتدريْ.؟
لَا كَلَّن بِيَقُول هي وتِّسْتَاهِل مَاجَاهَا
فَيَا طَارِق أَلْحِيَن حِنّا بِزَمَن أَعُوْذ بِالْلَّه
وَصَارَت أخذ وفبركة الْصُّوَر بِاحْتِرَاف أَسْهَل مَايُمْكِن
طَارِق : يَعْنِي وِش رَايَك
سُعُوْد : فَاتِحُهَا بِالْمَوْضُوْع وَتَكَلَّم مَعَهَا بِصَرَاحَة ورويها الرسائلْ
طَارِق : أَنَا فَكَرِت بَس حِسِّيّتِهَا صَعْبَه
سُعُوْد : أَنَا أَقُوْل لَك لَاتَسْتَعْجِل
وَإِن كَانَت الْظُّنُوْن وَالْشُّكُوْك بِتَلَعُّب فِيْك
فَمَن أَلْحِيَن تَسْرِيْح بِأَحْسَان وَيَادار مَادَخَلَك شَر لكن بلغها بالسبب الحقيقيْ
طَارِق : رَاح أُفَاتِحُهَا وَأَقُوْلُهَا الْمَوْضُوْع كُلِّه
سُعُوْد : أَنْت وَش تُفَضِّل ؟
طَارِق : تَسْرِيْح بِأَحْسَان !!
كَيْف لَطَارِق أَن يَتَّخِذ قَرَارا وَهُو قَد سَكَنْتَه الْظُّنُوْن وَحَرَائِق الْشُّكُوْك..؟
وَصَلُّو زِيَاد وَأَنْهَار لِلْمُلْحَق الْلَّذِي هُو شِبْه مُنْعَزِل أنْعِزَال تَام عَن الْفِيَلَا الْأَسَاسِيَّة
أَم زِيَاد لاتَمْكُث فِي الْبَيْت فَهِي دَاعِيَة مَعْرُوْفِه
فَتَخْرُج مِن هَذَة الْمُحَاضَرَة لِتِلْك
تُنْصَح بِتَرْبِيَة الْأَبْنَاء الْتَّرْبِيَة الْحَسَنَة
وَحَثَّهُم عَلَى الْتَّمَسُّك بِالْمَبَادِئ الْدِّيْنِيَّة
وَأَب زِيَاد رَجُل أَعْمَال يَتَنَقَّل هُنَا وَهُنَاك
وَلَكِنَّه أَيْضا مُتَدَيِّن ويأمر بالأصلاح
رَحِّب زِيَاد بِأَنْهَار
أَنْهَار : وَاو كُل هَذَا بَيْتِكُم ؟
زِيَاد : إِيْه هَذَا بَيْتِنَا
أَنْهَار : كَم أَنْتَوْا ؟
زِيَاد : عِنْدِي ثَلَاث خَوَات كُلُّهُم مُتَزَوِّجَات ومَعِيلَات
أَنْهَار : بَس ؟
زِيَاد : أُمِّي وَأَبَوَي لاتَعِدِيْنْهُم لأنهمْ موب محسوبينْ أبدْ
أمي داعيةْ وأبويْ رجل أعمالْ
أَنْهَار : أمكْ داعيهْ وأنت هَايْت صَايِع
زِيَاد : أَقَلُّهَا أَنَا أُمِّي وَأَبَوَي مَادَرَوْا عَنِّي
وَهَذَا سَبَب صِيّاعَتِي بَس أَنْتِي وَش الْسَّبَب ؟
أَنْهَار : أُمِّي وَأَبَوَي فِي خَبَر كَان
زِيَاد : بَس خَوَاتَك بِالْبَيْت وَلَايَهْوَن أَخُوْك الْلِي أَسْمِع بِه وَلَا أَشُوفَه
أَنْهَار : لَا وِبِيُعُرس يَعْنِي فِكَاكِين
زِيَاد : وِش رَايَك نَدْخُل دَاخِل
أَنْهَار : مَدْرِي لَيِه خَايفْه خَلِّنَا نَرْجِع
زِيَاد : لَا تِخَلِيْنِي أَزْعَل مِنْك يَلَا
..
مَا أَن دَخَلُوْا ذَاك الْمُلْحَق الْفَخِم
إِلَا وَبَدَأَت أَنْهَار تَنْظُر إِلَى تِلْك الْجُدْرَان الْمُزَخْرَفَه بِطَرِيْقِه رَائِعَه
وَلاتَخُلُوا مِن بَعْض النْقُوشَات الْأَسَلُامِيِة الْلَّتِي وُضِعَت فِي أَعْلَاهَا
فِي وَسَط ذَاك الْمُلْحَق كَان هُنَا لَك مِبْخَرَة
مِن الْوَاضِح أَنَّهَا لِلْشِّوَاء
وَعَلَى الْجِدَار عُلِّقَت شَاشَة بِلَازِما كَبِيْرَة جِدّا
كانَت ألوانْ الجدارْ رمادية وهنالك جدار قد زخرفض بالرمَاديْ والأحمر ْ
والكنب كانَ أحمراَ منقش بورود صغيرهْ رماديهْ
لَم يَقْطَع ذَاك الْتَّرْكِيْز إِلَا زِيَاد عِنْدَمَا أَقَتَرِب مِنْهَا وَخَلَع لَهَا عَبَائَتِهَا بِقُوَّه
أَنْهَار مَا أَن رَأَت وَجْهَه الْلَّذِي أَنْقَلِب إِلَا وَأَدْرَكْت أَن زِيَاد سَيَقُوْم بِمُصِيبُه
نَظَرْت لِوَجْهِه بَعْد أَن قُرْبَة لَهَا وَبَات لايَفَصْلَه عن وجهها
سِوَى سَنْتِيْمِتْرَات
أَنْهَار : تُذَكِّر أَنَّك قُلْت مَنَّت مْسِوي لِي شَيْئ
زِيَاد: بَس قُلْت بّآخْذ مِنْك وبَعْطِيك
أَنْهَار : تُكْفَى زِيَاد لَا
..
مِسْكِيْنَة هِي أَنْهَار لَم تَكُن تَعْلَم أَن زِيَاد يَجِب أَن يُقَدِّم عَلَى هَذَا الْفِعْل
لِكَي يَضْمَن أَسْتِمَرارِّيْتِها مَعَهَ
فَهُو عَلَى يَقِيْن تَام أَنَّهَا مُتَنَقِّلَه بَيْن هَذَا وَذَاك
وَإِن لَم يَفْقِدُهَا أَغْلَى مَاتِمْلِك فَأَنَّهَا لَن تَسْتَمِر مَعَه
..
ظَلَّت أَنْهَار تُقَاوِمُه بِالرَفَسَات وَالَرَكِلَات
وَكَانَت تُحَاوْل أَن تَوَجَّه رَجُلُهَا عَلَى مَنْطِقِه تُشَل تَرَكِيزَة وَتَفَقُّدِه الْسَيْطَرَة عَلَى نَفْسِه
وَلَكِن فَشِلْت فِي ذَالِك فَقَد كَان أَذْكَى مِنْهَا
فِي تُحَاشِيّة لضَرَبَاتِهَا
ثَبَت يَدَاهَا وَجَلَس هُو عَن يَمِيْنِهَا
مِمَّا جَعَلَهَا تَضْرِب وَتَرْفُس وَلَكِن كُلُّهَا فِي الْهَوَاء
تَرَكَهَا حَتَّى تَعِبَت وَخَارَت قُوَاهَا
وَمِن ثَم ثَبِّتْهَا جَيِّدَا بِضَم رِجْلَيْهَا بِكِلَا رُكْبَتَيْه
ظَلَّت تَصْرُخ أَنْهَار كَالْمَجْنُوْنَة تُرِيْد أَن يُسَاعِدَهْا أَحَد
كَان صَارْخَهَا يَعْلُو أَكْثَر وَأَكْثَر
كُلَّمَا خَلَع لَهَا زِيَاد قِطْعَه مِن تِلْك المَلَابِس ورماها جانبَا
..
شَهِد كَانَت تَصْنَع كِيْكَة النسْكافِيّة الْلَّتِي يُحِبُّوْنَهَا بِجُنُوْن مَع الْقَهْوَة
وَفَجْأَه
شَهِد : وَرَد وَرَد
وَرَد : خَيْر بِسْم الْلَّه عَلَيْك وِش فِيّك
شَهِد : مَانِي قَادِرَة أَكْمَل الْكَرِيْمَة حَاسَّة إِن قَلْبِّي يُعَوّرَنِي
وَرَد : يَاشِيْخَه بَطَلَي حَرَكَات الْمُسَلْسَلَات
شَهِد : وَرُب الْبَيْت أُخْوَانِي فِيْهِم شَيْئ أَنَا مِتْأَكّدِه
وَرَد : لُجَيْن تَكَلَّم خَطِيْبَهَا
وَطَارِق لِلْحَيْن مَارِجَع كَلَّمْتَه مِن شْوَي وَيُعْطِيْنِي بِزِي
يَعْنِي بِخَيْر وَنُهَيْر تُوْهَا مَسُويَه لَنَا اكْشِن
وَهَذِي لاتَخَافِين عَلَيْهَا أَم سَبْعَة أَرْوَاح
شَهِد : يُوَه بِسْم الْلَّه عَلَى أُخْتِي
وَرَد : وِش فِيّك أَنْهَار فِي الْسُّوْق لاتُسْتَعْبِطِين
شَهِد : تِكَفَيَن دُقِّي عَلَيْهَا أَعّرِفِي وَيِنَهَا فِيْه بِسُرْعَه وَخَلِّيْهَا تُرْجَع أَلْحِيَن
وَرَد : طَيِّب وِش فِيّك أَنجنْيَّتِي خَلَاص أُهْدِي مَافِي إِلَا الْخَيْر
شَهِد : أَعْرِف نَفْسِي أَنْهَار فِيْهَا بِلَا
..
وَرَد قَامَت بِالأَتِّصَال عَلَى أَنْهَار مَرَّات وَمَرَّات
وَلَكِن فِي وَقْت أَتِّصَالَهَا لَم تَعُد أَنْهَار تِلْك الْطَّاهِرَة الْعَذْرَاء ..!
مُحَمَّد لَم يَهْدَأ وَلَم يَسْتَكِيْن إِلَا عِنْدَمَا أَرْسَل الصُوْرَة لَطَارِق
بَعْدَمَا قَصَّهَا وأَرسلهَا لـ جَهازّة وَأَجْرَى عَلَيْهَا بَعْض الْتَّعْدِيلَات
مِن قُص وَمَن ثُم الْتَّرْكِيْب علَى جسمْ مناسبْ ومقاربْ
وَمَن ثُم أَرْسَلَهَا لِجَهَاز طَارِق عَن طَرِيْق الْوَسَائِط
لَم يَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْر بَل قَام يُفَكِّر
..
يَارَبِّي وَش الْكَلِمَات الْمُنَاسَبَة الْلِي أُرْسِلُهَا للما مع الصُوْرَة ..!
الْزَّمَن .. لَا يُغَيِّرُنَا... بَل " يَكَشَفْنا "..’!
أنتهتْ أجزاء اليومْ
مَا أَكْثَر مانَفَقَد أَشَيَاؤنَا الْعَظِيْمَة بِبَسَاطَة مُتَنَاهِيَه
فَكَّر طَارِق كَثِيْرا وَقَرَّر بِأَن لَمّا لَن تَكُوْن زَوْجَة كُفُؤَا كَمَا كَان يَعْتَقِد
وَلَدَيْه قِنَاعَه تَامَّة بِأَنَّه لَايُوْجَد دُخَان مِن دُوْن نَار
وَقَرَّر أَن يُفاتح لِمَا وَيُمَهِّد لَهَا الْمَوْضُوْع فَمَوْعِد زَوَاجِهَم كَان قَرِيْب جَدَّا
حَاوَل أَن يَجْمَع بَعْض الْكَلِمَات وَيَصِفُهَا قَبْل أَن يُهَاتِف لِمَا
وَشَعَر أَن الْكَلِمَات تَفُر مِنْه
فَقَرَّر أَن يَتَّصِل
طَارِق : مَسَاء الْخَيْر
لِمَا : هَلْا وَالْلَّه مَسَاء الْنُّوْر
طَارِق : وَيْنَك فِيْه ؟
لِمَا : عِنْد جَدَّتِي جَايِّيْن لِجَدَّتِي نَزُوْرُهَا
طَارِق : مَتَى بَتُرْجِعُون ..؟
لِمَا : بَعْد نِصْف سَاعَه فِي شَيْئ ؟
طَارِق : إِي بَس تُوْصَلِين يَالَيْت تَدُقِّيْن عَلَي ضَرُوْرِي
لِمَا : فِي شَيْئ ..؟
طَارِق : خَلَاص لِمَا بَس تَرْجِعِيْن دُقِّي
لِمَا : أَبْشِر
..
مَهَا : وِش فِي زَوْجُك ؟
لِمَا : يَاخَتِي مَدْرِي وِش فِيْه مُتَغَيِّر وناغَزْنِي قَلْبِي مِن حَرَكَاتِه
مَهَا : تَعَوَّذِي مِن أَبْلِيْس أَنْتِي وَأُمِّي أَسْتَخَفَيْتُوا
لِمَا : لِيَه ؟
مَهَا : تَخَيُّلِي أُمِّي شَايْلَه ذَهَبِهَا وْجَايْبَتِه حَاطَتِه بِغُرْفَة جَدَّتِي
لِمَا : وَلِيُّه ؟
مَهَا : عَلَى قَوَّلْتِهَا فَاقِدُه كَم أُسْوَارَة وَأَكِيد خَدَامْتِنا شَاقِلْتِهُم
لِمَا : يَعْنِي هُنَا الْلِي أَمَان ؟
مَهَا : وَش دُرّاني عَنْهَا
لِمَا : يُمَّه مِن جَدِّك بْتَتَرِكِين ذَهَبَك هُنَا ؟
أَم لِمَا : إشْشْشْشّش قَصَّرُوْا صَوْتَكُم مَابْي الْخَدَامَة تُسْمِعُنَا
لِمَا : أَي تُسْمِعُنَا قَوْمِي بَس رَجْعِيَّه
أَم لِمَا : لَا وَالْلَّه أَنْتِي عَارْفُه كَم قَطَعَه ضَاعَت عَلَي ؟
لِمَا : وَلَو
أَم لِمَا : أْبَحطهُم بِغُرْفَة أُمِّي وَبُخبِيْهُم يَعْنِي مَحْدِن دَارِي
وَكَم مَرَّة أُجِيْب فْلُوس وَأَرْجِع آَخَذَهُم وَمَاتَتَنْبِه لَهُم الْخَدَامَة
مَهَا : يُمَّه ذِيْك الْخَدَامَة الْلِي قَبْل مَهُوْب هِالْحُوَبِه
أَم لِمَا : أَن بُحَّطه بِمَكَان وَمَهَيْب دَالَّتُه لاتُوَسْوسُون أَنْتَوْا بَس
مَهَا : كِيْفِك حِنّا شَرُّنَا عَلَيْك
..
قَامَت أَم لِمَا بِدَس الْذَّهَبَات بِأَحَد زَوَايَا الْغُرْفَه تَحْت السَّجَّاد
وَمَضَت سَرِيْعَا
وَلَم تَدْرِي أَن هَذّة الْخَادِمَة
تَلْحَظ الْقِشْر الْأَسْوَد عَلَى سِجَّادَة سَوْدَاء فِي ظُلْمَة حَالِكَة الْسَّوَاد
أُم لَمَّا نَزَلَت إِلَى بْنِيَّاتِهَا وَطَلَبَت مِنْهُم أَن يَتَأَهَّبُون فَأَبِيْهُم سَيَأْتِي لِيَأْخُذَهُم الْآَن
مَا أَن خَرَجُوْا إِلَا وَتِلْك الْخَادِمَة قَامَت بِالْدُّخُوْل لِغُرْفَة تِلْك الْعَجُوز
وَلَاحَظْت أَن أَحَد زَوَايَا الْغُرْفَه لَيْسَت بِطَّبِيعِيّة
فَقَامَت وَرُفِعَت تِلْك الْسِجَّادَه وَرَأَت تِلْك الْذَّهَبَات
وَمَا أَن رَأَتْهُم إِلَا وَدَار رَأْسِهَا
وَلَكِن مِن صَاحِب الْذَّهَب مُؤَكَّد أَنَّهَا أُم لَمَّا فَهِي مِن أَتَت الْيَوْم
هَاتَفْت ذَاك الْهِنْدِي فيجو وَأَخْبَرْتُه بِأَمْر الْذَّهَبَات
وَأَنَا تَوَد أَن تَخَبَأَهُم عِنْدَه
وَلَكِن هَل سَيُوَافِق ..؟
مَا أَن عَادَت لِمَا إِلَى الْبَيْت وَحُمِلَت الْهَاتِف عَلَى طَارِق
لِمَا : أَهْلِيْن طُرُوْق صَبَاحَك وَرَد
طَارِق : أَهْلِيْن صَبَاحَك خَيْر
لِمَا : وِش فِيّك حُبَيْبِي وَش صَايِر مَعَك
طَارِق : أَنَا بِصَرَاحَة وُدِّي أُفَاتِحْك بِمَوْضُوْع
لِمَا : سَم يّاقَلَّبَي وِش فِيّك ؟
طَارِق : كَانَت لَك عِلَاقَة حَب سَابِقِه ؟
لِمَا : منيبْ كاذبهْ لذالكْ بقولْ إِيْه
طَارِق : مَع مَن ؟
لِمَا : مَع وَلَد عُمْي لَكِن العَلاقُه أَنْتَهَت وكانتْ علاقهْ عابرهْ ماصار فيها أيْ شيءْ
غير رسايلْ ومكالماتْ
طَارِق : وَأَنَا مَاعِنْدِي أَسْتِعْدَاد أَكْمَل مَعَك
لِمَا : لِيَه ؟
طَارِق : مَاحَب زَوْجَتَي يَكُوْن لَهَا سَوَابِق
وَلَاسِمْعِت أُغَنِّيْه جَا فِي بَالِهَا حَبِيْب الْقَلْب
وَلِمَن تَسْرَح أَقُوْل أَكِيْد فِيْه وَمَابِي يَجِي يَوْم أُقَلِّب حَيَاتِي نَكَد فِي نَكَد
عَلَى مُجَرَّد شُكُوك وَأَوَّهُام أَعْرِف أَنَّهَا بِتَنَكْس حَيَاتِي فَوْق تَحْت
لِمَا : مَع الْسَّلامَة
أَنْهَت لِمَا تِلْك الْمُكَالَمَة
وَهِي تَيَقَّن أَنَّهَا هِي مِن أَخْطَأْت بِبِنَاء عَلَاقَة زَوْجِيَّة
عَلَى عِلَاقَة حَب مَهْدُوْمَة لِكَي تَنْسَاهَا
لِّمَا لِم تَبْكِي طِوَال الَّلَيْل
وَلَم تَكْسِر زُجَاجَة عِطْر
وَلَم تُطْفِئ الْشُّمُوْع
وَلَم تَبْقَى حَبِيْسَة هُمُوْم
بَل ذَهَبْت لِأُمِّهَا وَأَرْتَمْت بِحُضْنِهَا
وَطَلَبَت مِنْهَا أَن تَدَعِي لَهَا فَهِي الْآَن لَاتَحْتَاج إِلَا لِحُضْنِهَا وَقَبُلاتِهَا وَدَعَوَاتُهُا
إِن الْتَّأَثُّر الْحَقِيقِي كَان مِن نَصِيْب أُمِّهَا فَقَد أَوْشَك قَلْبِهَا عَلَى الْتَوَقَّف
وَبَاتَت تَبْكِي وَتتَساؤُل لَم بَنَاتِي مَعْدُومَات الْحَظ
مَهَا : خِيَرَة يَايَمِة وَالْلَّه خِيَرَة لاتَتَضَايَقِين وَالْلَّه مِقْسَم أَرْزَاقَنَا لاتَخَافِين
مَحْدِن بْيِاخُذ قِسْمَتَنُا نَامِي وَأرْتَاحِي
أَم لِمَا : الْلَّه يُسْمِع مِنْك الِمْصِيبِه وَش أَقُوْل لأَبُوك ؟
لِمَا : يُمَّه بِقَوْل لَه أَنَا مارِتَحت لَه أَقَلُّهَا تَخَف عَلَيْه الْصَّدْمَة
مَهَا : أَي أَي يُمَّه قَوْلِي لِمَا مَارْتَاحَت وَقَالَت لَه نَنْفَصِل أَحْسَن
أَم لِمَا : إِنَّا لِلَّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُوْن
زِيَاد مَا أَن رَمَى تِلْك الْلَّمَا عِنْد بَاب بَيْتِهِم
إِلَا وَعَادللفيلا يَبْحَث عَن تِلْك الْخَادِمَة الْعَجُوز فِي كُل مَكَان
بَحْث عَنْهَا فِي غُرْفَتِهَا وَفِي الْطَّابَق الْأَوَّل وَالْثَّانِي وَالْثَّالِث
كَان يَفْتَح جَمِيْع أَبْوَاب الْغُرَف ويُقْفَلَهَا بِكُل مَا أُوْتِي مِن قُوَّه
وَمَاأَن نَزَل لِلْطَّابِق الْسُّفْلِي إِلَا وَوَجَدَهَا مَع زَوْجِهَا
لِلْتَّو قَد دَخَلَت الْفِيَلَا
نَظَر إِلَيْه زَوْجَهَا وَأَخْبَرَه أَن لَّم يَشْتَرِي ثَمَن سُكُوْتُه
فَهُو الْمُتَضَرِّر الْوَحِيْد فَلَن يَبْلُغُه مِالِلَّذِي سَيَفْعَل أَبُو زِيَاد عِنْدَمَا يَعْلَم
وَلَا عَن أُم زِيَاد الْلَّتِي سَتُجَن وَرُبَّمَا يَتَوَقَّف قَلْبِهَا قَلِيْلا عَن الْعَمَل
زِيَاد كَان يَقِف وَيَزُم شَفَتَيْه بِكُل حِقْد
فَهُو مُجْبَر أَن يَدُس الْمَال فِي أَفْوَاهِهِم لِكَي يَصْمُتُون
،
شَهِد وَوَرَد ظَلُّو سَاهِرِيْن طُوَال الْلَّيْل عَلَى رَأْس أَنْهَار
فَتَارَة تَرْتَفِع حَرَارَتِهَا وَتَارَه تَنْخَفِض
تَرْتَجِف وَيَتَصَبَّب الْعَرَق مِنْهَا
وَبُرَهَه إِلَا وَعَادَت لِلتَشَنُّجَات
كَانَت تُوْن طَوَال الْلَّيْل وَتَهْذِي
شَهِد : شَكْلِي بِقَوْل لَطَارِق وَالَّلُي يَصِيْر يَصِيْر
وَوَرَد : أَنْتِي مَجّنُوْنَه مَهْبُولَه مَنْتَب صَاحِيَه
أَقُوْل أَنَّك قَالَب ثَلْج وَمَافِيك عَقَل بَس مُو لَهِالدَرَجَّة
شَهِد : أَجَل الْبِنْت تَمُوْت ؟
وَوَرَد: خَلَّيْنَا بَس نُفَكِّر وَش الْدَّبْرَه فِيْهَا
شَهِد : أَقَلُّهَا طَارِق رِجَال وِبْيَعْرِف يَتَصَرَّف
وَوَرَد : طَارِق تَعْرِفِيْن وَش بَيْسَوِّي ؟
شَهِد : شِنُو .؟
وَوَرَد : بِيْجِيْب أَجَلُهَا
شَهِد :
وَوَرَد : إِي حِنّا بَنَات وخَذْتِنا الِعِاطِفِة لَكِن طَارِق وَالْلَّه مَّو هَاهِمَتِه
لَو تَطَلّع رُوْحُهَا
شَهِد : أَنَا عَجَزْت أُفَكِّر وَمَابِي أَفَكِّر فِي الْمَوْضُوْع وَأَنْهَار عَلَى هَالْحَالُه
أَنْهَار بَدَأ يَخْفُت صَوْتُهَا تَدْرِيْجِيا
كَانَت ذَاكِرَتِهَا تُعَيِّد الْأَحْدَاث تِلْك
فَعَادَت تَصْرُخ بِأَقْوَى ماعِنْدَهَا وَتَرَكَّل شَهِد وَوَرَد بِرِجْلَيْهَا
وَكُلَّمَا أَمْسَكْتُهَا وَوَرَد وَشَهِد خُيِّل لَهَا بِأَنَّه زِيَاد
فَعَادَت تُقَاوِم وَتُشَد شَعَرَاتِهُم وَتَوَجَّه رَفِسَاتِهَا لْبُطُونَهُم
تُحَاوْل أَن تَقُوْم مِن سَرِيْرِهَا
وَلَكِن الْتَّعَب وَالْإِنَهَاك وَعَدَم الْسَيْطَرَة
تَجْعَلُهَا تُعَيِّد أَلْقَاء رَأْسِهَا عَلَى وِسَادَتَهَا لِتَدْخُل فِي بُكَاء
آَخَر مُتَوَاصِل ..!
صَحَا طَارِق عَلَى ذَاك الْصُّرَاخ وَلَبِس مَلَابِسَه بِسُرْعَه
مُتَوَجْهِهَا لِغُرْفَة أَنْهَار ..!
فقد باتَ متيقنْ بأن هنا لك شيئ يحدثْ
،
هَل هُنِالِك مَأْسَاة أَعْظَم مِن الْصَرَخَات الْمَخّنُوقِه
فِي أَعْمَاق الْأِنْسَان الْمَصْدُوم ؟
هُنَالِك بَعْض الْمَوَاقِف تُشَل الْأَحْسَاس وَتَفَقَّد لَذَّة الْحَيَاة
وَتَتْرُك رَغْبَة فِي الْرَّحِيْل عَن هَذّة الْدُّنْيَا بِسَلَام
لِمَا وَضَعْت رَأَسَّهُا عَلّى وِسَادَتَهَا وَهِي تَشْعُر أَن تِلْك الْوِسَادَة
جَمْرَا يَتَلَظَّى تُحَاوْل أَن تَبْكِي وَلَكِن لِمَاذَا ..؟
وَعَلَى مَن ..!
تَرَكْت سَرِيْرِهَا وَتَوَجَّهْت مُبَاشَرَة إِلَا الّاب تَوْب الْصَّغِيْر الْمَوْضُوْع عَلَى مَكْتَبِهَا
فُتِحَت وَقَامَت بِتَسْجِيْل الْدُّخُوْل لأيُمِيْلَهَا
تَوَجَّهْت إِلَى صُنْدُوْقِهَا الْمُمْتَلِئ بِالْرَّسَائِل مِن الْمُنْتَدَيَات وَالقَرُوبَات
وُضِعَت عَلَى كُل تِلْك الْرَّسَائِل إِشَارَة
وحَذَفْتِهُم جَمِيْعَا دُوْن أَن تَنْظُر لْمُحْتَوَاهَا أَو عَنُوَايْنْهَا حَتَّى
وَرِسَالَة مُحَمَّد ذَهَبَت فِي أَدْرَاج الْرِّيَاح
،
ظَلَّت سَمَاهِر تَتَّصِل عَلَى أَنْهَار وَلَكِنَّهَا لاتَجِيب
هِي لَم تَعْد لِلْسُّوْق
وَلَا تِجِيْب عَلَى هَاتِفِهَا النَّقَّال
وَلِأَوَّل مَرَّه لَاتَكُوْن مُتَّصِل فِي الْمَسِن
أَنْهَار مَاذَا حَل بِك ؟.
دَخَلَت أُم سَمَاهِر لَتَنَبَّأَهَا أَن وَقَت صَلَاة الْفَجْر قَد حَان وَيَجِب عَلَيْهَا
أَن تَتُرَك كُل مَافِي يَدَهَا وَتَتَوَجَّه لِلِصَّلَاة
نَظَرَت أُم سَمَاهِر لِبُنْيَتِهَا وَقَالَت
أَم سَمَاهِر : دَائِمَا كَرِّرْي هَذّة الْأَدْعِيَه فِي صَلَاتِك
الْلَّهُم لَاتَجْعَلْنَا مِمَّن ضَلُّوْا سَعْيُهُم
الْلَّهُم أجَلَعْنا مِمَّن اخْتَارُوْا هُدَاهُم عَلَى أَهْوَاءَهُم
سَمَاهِر : أَبْشِرِي يُمَّه
أَم سَمَاهِر : وَلَا تِغِرّك الْدُّنْيَا يَا أَبُنَيَّتِي تَرَا إِبْن آَدَم ضَعِيْف
مِن شَوْكَة يَنْقَلِب حَالِه
سَمَاهِر : وِش فِيّك يُمَّه ؟
حَدِيْث وَأَدْعِيَة وَنَصَائِح أَم سَمَاهِر غَرِيْبَة
خُصُوْصا فِي هَذَا الْوَقْت ..!
،
سُبْحَان مَن جَعَل لِقَلْبِها أَشَارَة تَنْبِيْه
لِكُل مَايَحَدُث أبناؤها
تَرَى مَّالسَّبّب ..؟
هَل لِأِنَّهم كانو فِي بُطُوْنِهم وَقُلُوْبُهُم هِي مَن غَذَت قُلُوْبَهم
فَأَصْبَحُوْا يُدْرِكُوْن أَي شَيْئ سَيَحْدُث لَهمْ .؟
وَانْ حَكوْا للغصْنِ
عَنْ [ غَدْر ] الحَمامْ ..
لاْاا يَهمّكْ كِذْبهمْ,
وَابقَى ( عَظِيْم ) ..
خَلكْ ..
أَكْبَر مِنْ سَخَافَاتْ المُلام !
وَمنْ صَبَاح ٍ [ يْنِسجُوْنَه ]
( منْ عَتيْم ) .. !!
آحتَاج لـ/ بَعْض مِن مَرَآسِم الْهُدُوء,
وَالْمَزِيد مِن الجُرُعِآت الْصَامِتَه ,
لآعْلَم مَالَّذِي آَصَآْبَنِي ,
فَقَط ( مُشَتّتَه ) , وَلَم يَعُد يَنْفَع ( تَجْمِيْعِي ) ,
وَمَازَالَت تَمْتَمَة آَلْوَآقِع تُوجِعَنِي .!
جرِحي لآيُؤْلَم آَحِد فَي آَلِوُجُوْد (غْيُرِي ) !
بُكَآء آَلِنُآس حَوْلِي .. لَن يُفَيدُنِي بِشَيء ..!
دَوَآء جُرْحَي آلوَحْيِيد :
..................................... ( رِضَآئِي ب قَدَّرِي )
لِمَا قَرَّرْت أَن تُخَلِّد لِلْنَّوْم
وَلَكِن هُنَالِك شَيْئا يَمْنَعُهَا مَع أَنَّهَا لَيْسَت بِحَزِينِه
وَلَا مُتَضَايَقِه وَلَكِن الْنَّوْم يَأْبَى أَن يُدَاعِب جُفُوَنُّهَا
خَرَجَت مِن غُرْفَتِهَا
وَنَزَلَت إِلَى الْصَالُه وَقَامَت بِتَشْغِيل الْتِّلْفِزْيُون لمْ تكلفْ نفسهَا التقليب
بلْ أكتفتْ بوضعْ أقربْ محطه لها
وَمَا أَن أُسْنِدَت رَأْسِهَا عَلَى تِلْك الْكَنَبَة إِلَى وَبَدَأَت تَتَسَلَّل إِلَيْهَا رَائِحَة
لَطَالَمَا كَانَت مُلَازِمِه لِغُرْفَة أَبِيْهَا
وَلَكِن الْيَوْم هَذّة الْرَّائِحَة تَتَسَلَّل إِلَى الْصَّالَة
وهْيَ تدركْ أنَ أبيها فيْ هذا الوقتْ نائما
قَامَت بِالْدُّخُوْل لِلْمَطْبَخ وَلَكِن لَا أَحَد
تَوَجَّهْت إِلَى غُرْفَة مَهَا فَوَجَدْت ذَاك الّاب تَوَك وضع على المكتبْ
وَلَكِن لِوَحْدِه فَقَط فَالأَغَانِي تَصْدَح فِي تِلْك الْغُرْفَة
وَالْأَنْوَار الْخَافِتَه تَبْعَث بَعْض الْأَضْوَاء
وَكُوْب الْشَّاي يَرْكَن قُرْب الّاب تَوْب وَلَكِن مَهَا لَيْسَت هُنَا
قَامَت بِالْنُّزُوْل مُجَدَّدَا لِلْصَّالَة فَوَجَدْت أُخْتِهَا مَهَا فِي وَجْهِهَا
للتو قدْ دخلتْ من الحديقهْ
مَهَا : وَش مَنْزِلُك هَالوِقَت ؟
لِمَا : مَاجَانِي نَوْم وَقُلْت أُنَاظِر أَي فِيْلْم
مَهَا : آَهَا
لِمَا : يَاخَتِي فِي رَيِحَة سَجَايِر بَس مَهِيْب سَجَايِر أَبَوَي
مَهَا : يَادقّيقِه أَنْتِي
لِمَا : وَجَع وَش هُالِرِيحِه
مَهَا : أَي رَيِحَة .؟
لِمَا : أَنْتِي شَارِبَة دُخَان ؟
مَهَا : لَا
لِمَا : لاتُكَذِبَين رَيِحَة مَلَابَسَك وَفَمُك مَاتَحْتَمّل هَالأَجَابِه
مَهَا : أَي عِنْدَك مَانِع ؟
لِمَا : وَش حَادّك عَلَيْهَا ؟
مَهَا : نُجَرِّب وَش وْرَانَا
لِمَا: الْلَّه يَهْدِيَك
مَهَا : ماحّبَيَّتِهَا يَاخَتِي حَشَرْتَنِي وطَفِيَّتِهَا
لِمَا : بَس هَذِي مَهِيْب نَوْعِيَّة أَبَوَي مِن وَيَن جَايبَتِهَا ؟
مَهَا : لاخْبْرّك عَتِيْق أَبَوَي يُحَاوِل يَقْطَعُهَا فمْغَيّر النَوَعِيْه
لِمَا : أَبَوَي يَقْطَع عَشِيْقَتُه وَمُؤنَسَّتِه
مَهَا: تَصْدُقِيْن لِمَا مَرَّات أَتَحَسَّر عَلَى أُمِّي
لِمَا : لِيَه ؟
مَهَا : أُحِسُّ أبوي عُمُرِه مَاعْرِف طَعِم الْمَشَاعِر وَلَا الْحَنَان
يُمَارَس دَوْرَه بِالْسُّلْطَة وَالْقَرَارَات وَتَوْفِيْر الْلُّقْمَة
يشربْ السجايرْ في النهارْ ويزعجْ أمي بكحتهْ تالي هالليولْ
ماعرفْ إلا صلحوا لي شايْ وجيبوا لي عشا
عُمُرِه ضَمَّك لَصُّدْرَة أَو جْلِسّك قُرْبِه ..؟
أَو قَال يَا أَبُنَيَّتِي وِش تَبَيَّن وَلَا وِش فِي بَالِك تَصِيْرَيْن
أُمِّي صَايَرة لَنَا الْأُم وَالأُبُو
لِمَا : تَصْدُقِيْن عُمْرِي ماقتَنَعَت بَمَبْدَأ الْعَلَّاقَات
وَعَمْرِي مَافَكّرْت أَنُو تَكُوْن لِي عَلَاقَة حَب
لَكِن مَا أَن أَبْدَى مُحَمَّد أهْتَمَامِه فيني مِن خِلَال نَظَرَاتِه وَحَرَكَاتِه
حَسِّيِت نَفْسِي أَنْجَرِف مُو لَأَن عاجَبْتَنِي هَالْكِذْبِه
لَا وَرَبِّي بَس حَبِيْتْهَا وَقَعَدَت أُمَارِسُهَا
وَصِرْت أَنْسَى بْهّالحُب جَفَاف أَبَوَي وَقُوَّتِه وَسُلْطَتِه الْلِي فَرَضَهَا عَلَيْنَا
مَاحَب أَبَوَي وَلَا أَكْرَهُه
أَحَس مَا أُبْدِي لَه أَي مَشَاعِر بَس مَا أَنْكَر أَنِّي أَخَاف عَلَيْه
مَهَا : تَخَافِيْن مِنْه مُو عَلَيْه
لِمَا : يُمْكِن
مَهَا : أَنَا صِرْت أَنقَهر مِن أَي أَبُو يُدَلِّل بَنَتْه أَو يَدلْعَهَا
يُمْكِن تَقُوْلِيْن أَنِّي حَسُوْد وَغَيُور بَس وَالْلَّه مُتَمَنِيَه يَوْم أَبَوَي يُطْلِعُنا
وَيَجْلِس مَعَنَا وَيَضْحَك لَيّت رَبِي عَاطِيْنا أَخُو
أَقَلُّهَا يُعَوِّضُنَا يُحَسُسَنا بِشَيْئ أَبَوَي عُمُرِه مَاحَسُسَنا بِه
لِمَا : أُمِّي دَايِم تَقُوْل الْلَّه يُعَوِّضْكُم بِرِجَال يُعَوضُونَكُم اللي شفتوه من أبوكمْ
مَهَا : إِذَا أبوي ومُحَمَّد وَطَارِق أَوَّل أَصْنَاف الْرِّجَال الْلِي قَابِلْنَاهُم
عَز الْلَّه مُهَنَّا عِوَض
تَذْكُرِيْن يَوْم تِجِيْن وَتَقُوْلِيْن لِأَبَوَي أَنَّك مانَجِّحْتِي
وَياخذَك ووِيُطِقك طَق بِالْعِقَال الْلِي فَوْق رَاسَه
وَامِّي يَوْم جَت تَفَكَّه عَنْك لِيْنِهَا مَعَك
وَأَنَا كُنْت أُنَاظِرَكُم مِّن فَوْق الْدَّرَج وَأَصْرُخ
تَتَوَقَّعَيْن أَبَوَي لَو دَرَوْا بِه حُقُوْق الْأِنْسَان يَخُلُونَه ؟
لِمَا : ضِحِكْتِيْنِي مِن جَد
مَهَا : مَاشُوفِك ضِحْكِتِي أَنْتِي تُكَابِرِيْن عَلَى جُرُوُحِك وَتَقُوْلِي ضِحِكْتِيْنِي
يُوْوْوُه يَا لِمَا عُمْرِي مَاشِفْت أَقْوَى مِنْك
عَلَى كِثِر أَبَوَي ماتَوْلاك وَلِيَن عِظَامَك بَس مَاعْمَرَي شِفْت دَمْعُه
لِمَا : لِاتُبِالِغِين أَنَا مُوَلَهِالدَرَجَّة
مَهَا : كُنْت أُحِبُّك مَّو عَشَانِك أُخْتِي بَس عَشَان لاسَوَيت شَيْئ
وَجَا أَبَوَي يَتَوَلَّانِي قُلْتِي أَنَّك أَنْتِي
لِمَا : يُمْكِن لِأَنَّك تَوْأَمَتَي وَأَنَا أَكْبَر مِنْك بِثَلَاث دَقَايِق
فَأُحِس أَنِّي لَازِم أُدافع
مَهَا : يَوْم مُحَمَّد خَطَب بَكَيْت طُوِّل الْلَّيْل وَيَوْم جِيّت لِغُرْفَتِك لَقِيْتُك نَايِمَه
وَيَوْم تَرَكَك طَارِق قُلْت أَكِيْد بِيُوْقِف قَلْبِك وْبتَظَلِين تَبْكِيَن
لكنْ كل توقاعتيْ فشلتْ
لِمَا : حُلْوَة الْأَمَانِي والأمال تُعْطِيَ الناس شوي رَاحَة
هَل شَعَرْتُم يَوْمَا بِأُخْتِنَاق حَاد
يَسْتَوْلِي عَلَى مَشَاعِرِكُم وَتَّفكِيْرَكُم
وَيُمَارِس أَشَد أَنْوَاع الْرَّهْبَنَه ؟
إِذَا كَانَت الْإِجَابَه بِلَا فَأَسْئَل الْلَّه أَن لايُذِيقِكُم إِيَّاه
وُصِل طَارِق إِلَى غُرْفَة أَنْهَار وَقَام بِفَتْحِهَا بِقُوَّة
شَهِد كَانَت تُقْفَل الْبَاب
وَمَع هَذَا كَانَت وَاقِفَه تُحَاوْل أَن تُقَاوِم مُحَاوَلَة طَارِق الْمُتَكَرِّرَة بفتحه
وَمَا أَن سَمِعْتُه يَزْأَر وَيَطْلُب بِفَتْح الْبَاب حَالِا وَإِلَا لِكَسْرَة
إِلَا وَفَتَحْتُه فِي غُضُوْن ثَوَانِي
طَارِق : وَش صَايِر أَنْهَار وَش فِيْهَا
شَهِد : هَاه لَا لَا مَافِيْهَا شَيْئ
وَوَرَد : حَرَارَه بَس
طَارِق : مَهْبُوَّلِين أَنْتُم الْبِنْت مُتَشَّنَجِّه وَتَصَبَّب عِرْق وأَنَتُوا مْخلِيْنْهَا كَذَا .؟
ثَانِيا وَش هِالْمَفارِش تَحْتِهَا خَيْر وَش فِيْكُم وَش صَايِر
شَهِد : مَّو صَايِر شَيْئ
طَارِق : أَبِغَيّر مَلَابِسِي وْأَجِي أُشِيْلُهَا لِأَقْرَب مُسْتَشْفَى حِسَابِي مَّو الْحِيْن معاكم
شَهِد : لَا لَا مَايَنْفَع
طَارِق : لِيَه .؟
شَهِد : خَلَاص أُلْبِس وَشَيِّلْهَا بَس بِهِالْمَفارِش
طَارِق : وَش فِيْهَا خْلِّصَوْنِي ؟
وَوَرَد : هَاه مَافِيْهَا شَيْئ بَس تَعْرِف الْبَنَات
طَارِق : مُو مُشْكِلَه بُشِيْلَهَا بِمَفَارْشِهَا
بَس حَاوِلْي تُغَيِّرِي لَهَا وَتِسَنَعَيْنْهَا أَنْتِي بِنْت مِثْلُهَا
مَايَنْفَع أُشِيْلُهَا كَذَا أَجَل
شَهِد : أَي أَبْشِر
طَارِق أَرْتَدَى أَقْرَب ثَوْب مُعَلِّق عَلَى تِلْك الشمَاعِه
وَمَضَى سَرِيْعَا حَامِلَا انْهَار وَصَارخَة عَلَى بَقِيَّة أَخَوَاتُه أَن يَأْتُوَا مَعَهَا
لَبِسُوْا تِلْك الْعبائَات وَرَمَوْا تِلْك الْأَغْطِيَة
بِشَكْل مُسْتَعْجَل كَانَت أَشْكَالِهِم تَنَبُّؤ بِأَنَّهُم لَم يُفَكِّرُوْا حَتَّى كَيْف يَرْتَدُّوْنَهَا
فَشَهِد تَرْتَدِي العباءة بالمقلوب
وَوَرَد تَرْتَدِي عَبَاءَة لُجَيْن الْلَّتِي كَانَت قَصِيْر جِدّا
وَلُجَيْن عَبَائَتِهَا تَمْسَح تِلْك الْأَرْض لِشِدَّة طُوِّلُهَا
وَلَكِنَّهُم فِي وَضْع لايَأبِهُون كَيْف تِكَوْن أَشْكَالِهِم فِيْها
وَصَلُوْا إِلَى الْمُسْتَشْفَى وَدَخَلُوا قَسَم الْطَّوَارِئ مُبَاشَرَة
أَتَت الْمُمْرِضَة بِسُرْعَة الْبَرَق مَا أَن رَأَت أَنْهَار
تَتَشَنّج وتتصلب وترتج وَتُحَاوِل أَن تَلْتَقِط الْنَّفْس
إِلَا ومددتها على بطنها لكي تضمن بقاء التنفسْ
هَدَأَت وَبَدَأَت الْتَّشَنُّجات تَزُوْل ذَهَب مُسْرِعَة لِلْدُّكْتُوْر الْمُنَاوِب
كَان مِن الْجِنْسِيَّة الْمِصْرِيَّة
نَظَر إِلَيْهَا بَعْدَمَا سَأَل الْمُمْرِضَة كَم هِي حَرَارَتِهَا وَكَم هُو ضَغْطِهَا
وأخبرتهُ بأمر النزف الحادْ اللذي يعتري المريْضهْ
وأنهُ غريبْ ويجب أن تخضعْ لتصويرْ لمعرفة سببهْ
تَوَجُّه إِلَى أَخِيْهَا طَارِق
الدُّكْتُوْر : عَفُوا يَابَاشّا الْمَحْرُوسِه الْلِي قُوَّه تَشْتَكِي مِن إِيْه بِالزَّبَط ؟
طَارِق : حَرَارَة وَتَعَب
الدُّكْتُوْر : بَس كِدَه ؟
طَارِق : وبَلِّغُوْنِي أَنَّهَا تَتَعَرَّض لِطَارِئ شَهْرَي
الدُّكْتُوْر : مُعأَولِه ؟
طَارِق : وِش فِيّك يَادَكْتْوْر ؟
الدُّكْتُوْر : لَا مَفِيْش بَس أَنْت مِيِن أَبُوْهَا قوِزُهَا
طَارِق : أَخُوْهَا
الدُّكْتوِرِه : أَيْوَه كِدَه هِي عُمْرُهَا كَم ؟
طَارِق : 16
الدُّكْتُوْر : طَيِّب حْنَسْتَدَّعي دُكْتُورَة الْنِّسَاء وَالْوِلادَه وُدَّه حَيُكلّفك 300 رِيَال
طَارِق : وَلِيُّه تَسَتَدْعُونَهَا .؟
الدُّكْتُوْر : فِي تَصْوِيْر لَابُد تُّقْرِيْه دَي الدُّكْتُوْرَة الزاهرْ أنو عندها مشكله ْ أو خللْ
طَارِق : مَافَهَمَت الْأَسْبَاب الْلِي تَمْر بِه أُخْتِي شَيْئ طَبِيْعِي وَش لُه الْتَصَوَيْر .؟
الدُّكْتُوْر : شِوَف يَا أَخ لَو مَارَاح تَدْفَع إِيمَة الأَسْتِدُّعَاء
انَا الْلِّي رَاح أُصَوِّر وَأَكْشِف أُلْت إِيْه
طَارِق : أَوْك أستدعوها
تَم إْسْتِدْعَاء الدُّكْتُوْرَة نَبِيِّلَة أَيْضا مِصْرِيَّة الْجِنْسِيَّة
أَتَت بِسُرْعَة وَفِي رِوَايَة لَم تَغْسِل وَجْهَهَا حَتَّى دا إْسْتِدْعَاء أَمَال إِيْه
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : فِي إِيَّه يَادَكْتْوْر صَلَاح ؟
الدُّكْتُوْر صَلَاح : الْحَالَة الْلِي قُوَّه
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : أَيْوَه بِتِشْتِكِي مِن إِيْه
الدُّكْتُوْر صَلَاح : عِنْدَهَا نَزِيْف حَاد أَوِي أَوِي لَابُد مِن تَصْوِيْر
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : بتبوص لي كده ليه هِي الْيَوْم لَيْلَة دُخْلَتِهَا وكان العريس همجي شويه
الدُّكْتُوْر صَلَاح : مَابِزَنّش وَالْلَّه بس الزاهر أنو عندها مشكلهْ
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : هَيَّا فِيْن ؟
الدُّكْتُوْر صَلَاح : نَأَلُوْهَا عِنْدَك فِي الْغُرْفَه
..
تَوَجَّهْت الدُّكْتُوْرَة نَبِيِّلَة بِسُرْعَة وَأَتَت بِذَاك الْجِهَاز
لِتَصَوُّر وُضِعَت ذَاك الْجِهَاز عَلَى بَطْنِهَا
حَاوَلْت أَن تُنَزَّل قَلِيْلا لِغِشَاء الْبَكَارَة لِتَأَكُّد مِن صَلَاحِيَّتِه حَتَّى الْآَن
فَوَجَدْتُه قَد تَهْتِك
نَظَرَت بْأَسَى لِأَنْهَار
أَنْهَار : تِكَفَيَن يادُّكْتُورَة أَحَب رْجُولِك لاتَقَوَّلِين شَيْئ تِكَفَيَن
الدُّكْتُوْرَة : رَبَّنَا يَسْتُر مِن الْلَي عَمِل فِيْك كِدَه
أَنْهَار : تِكَفَيَن تِكَفَيَن لاتَقَوَّلِين وَالْلَّه أَخَوَي يَذْبَحُنِي
الدُّكْتُوْرَة : أَنْتِي مُعْتَدَى عَلَيْك وبهمقيه يَاحَبِّيْبَتِّي وَأَنَا لَازِم أَرْفَع تَقْرِيْر بِكَدِّه
أَنْهَار : لاتَكِفِين مَابْي
الدُّكْتُوْرَة : أَنْتِي عَايْزَة تُخَرِّبِي بَيْتِي وَاللَّه مَابأدَرْش
أَنْهَار : وَالَّلُي يُخْلِي لَك عِيَالِك
الدُّكْتُوْرَة : خَلَاص مَّاتَأَطَعي لِي أُلَبِّي
خَرَجَت الدُّكْتُوْرَة وَتَوَجَّهْت مُبَاشَرَة لِدُكْتُور صَلَاح
وَهَمَسْت لَه بِالْنَّتِيجَة الْلَّتِي تَوَصَّلَت إِلَيْهَا
وَأَنَّهَا يَجِب أَن تَجْرِي تَحْاليل أخرى
وَلَكِن الِمْصِيبِه الْآَن مَاذَا تَقُوْل لَطَارِق وَهَل تُرْفَع تَقْرِيْر بِالْأَعْتِدَاء ؟
الدُّكْتُوْر صَلَاح : أَنَا مَالِيَش دَعْوَة
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : وَالْلَّه مِنِّي عَارْفُه بَس الْبِنْت مُعْتَدَى عَلَيْهَا وبِطَرَيَّأَه بشعة قدا
وأنا بخافْ أني بأول كدهْ لأهلها
الدُّكْتُوْر صَلَاح : أَنَا حأَوّل لأَخُوْهَا وَأَنْتَي حَاوِلْي تُسَاعِدِي الْبِنْت بِسُرْعَه
الدُّكْتُوْرَة نَبِيَّلَه : عَن إزُنّك
..
تَوَجَّه الدُّكْتُوْر صَلَاح لَطَارِق وَطَلَب مِنْه أَن يَبْتَعِد عَن أَخَوَاتُه الَّوَاتِي
مُنْذ أَن أَتَو وَهُم لَم يَتَوَقَّفُون عَن الْنَّحِيْب
وَمَا أَن أَخَذَه بِزَاوِيَه بُعَيْدَه عَن أخواته و الْمُمَرِّضَات
إِلَا وَأَخْبَرَه بِأَن أُخْتِه قَد أَعْتَدِي عَلَيْهَا بِطَرِيْقِه وَحْشِيَّه
وَأَنَّهُم يَجِب أَن يَقُوْمُوْا بِرَفْع تَقْرِيْر
بِحَالَة الْإِعْتِدَاء
هَذّة صَرَخ طَارِق بِأَعْلَى صَوْتِه وَأَخَذ يَسُبَّهَا وَيَشْتُمُها وَيَلَعَنْهَا
وَيَلْعَن أَخَوَاتِهَا مَعَهَا
أَمْسَكَه الدُّكْتُوْر صَلَاح بِكُل قُوَّتِه
وَأَخْبَرَه أَنَّه مِن الْأَفْضَل أَن يَكُوْن هَادِئا
وَبَلَاش فَزايِح
كَان طَارِق يَنْظُر إِلَيْه وَيَضْرِب بِيَدِه بَعْد أَن شَدَّهَا بِأَحْكَام
وَأَخَذ يَضْرِبُهَا بِالْجِدَار بكل قوتهْ ويفرغ الشحناتْ اللتي باتت تسكنهْ
وَيَقُوْل كَيْف لِي أَن أَهْدَأ
هَمْس لَه الدُّكْتُوْر صَلَاح
إِن لَم تُرِد أَن أَرْفَع بِالْتَّقْرِيْر فَأَدْفَع لِي وَلَن أَرْفَع الْتَّقْرِيْر
بَل وَسَأَدُلُّك عَلَى مَكَان يُصْلِح مَا أَفْسَد بِطَرِيْقَة أحْتِرَافِيْه يَصْعُب وَصَفَهَا
الْمُهِم الْآَن أَن يَنْقُل لَهَا الْدَّم وَتَتَحَسَّن وَمَن ثُم يَقُوْمُوْن بِالتَّعْدِيْل
طَارِق : وَالْمُعْتَدَى يَمْشِي وَيُعِيْد الْلَّي سَوّاه بِأُخْتِي ؟
لَا يَا بِاشَّا أَنَا الْلِي أَقُوْل لَك أَرْفَع الْتَّقْرِيْر حَق هَالْحَيوَانَه
الدُّكْتُوْر صَلَاح : أَكِيْد مابتَّحَبّش الْفَزايِح ومابتحبش تكون سيرتك على كل لسان ؟
طَارِق : وَماحَب الَأُسْتِغْلَال
الدُّكْتُوْر صَلَاح : مُش كْوَيِّس سدَأَنِي حْتَصِيّر الْفَضِيحَة بِجلاجل
طَارِق :فكرَ قليلاً بلجينْ وخطيبها اللذي مؤكدْ سيتركهَا
لو علمَ بأمر أنهار
وشهدْ سيخربْ بيتهاَ عندما يعلم خالدْ
خَلَاص أَبَعْطِيك الْفُلُوس وَالتَّقْرِيْر مَاينَرَفَع
وَتُسَجَّل بِمِلْفَهَا أَنَّهَا جَايَّتها حَرَارَة وَتَشَنُّج وأشياء بسيطة
الدُّكْتُوْر صَلَاح : خَلَاص لَم تَعَبِي لي جيبي الْفازِي دَه أْنَا حُنْفّز الْلِي تَأْمُر بِيَه
أَنْحَدَرّت الْدُّمُوْع مِن عِيُوُن طَارِق
عِنْدَمَا تُذْكَر ذَاك الْعَهْد الْلَّذِي قَطَعَه عَلَى نَفْسِه
بِأَن لايُهَنّئ إِلَا عِنْدَمَا يهنؤون أخواته
وَلَن يَسْتَرِيْح إِلَا عِنْدَمَا تَكُوْن كُل وَاحِد فِي بَيْت زَوْجِهَا
ولكن هاهي سَقَطَت أَوَّل تُفَّاحَه فِي الْوَحْل وَلَم تَعُد صَالِحَة لِلْأَكْل
مَضَى الدُّكْتُوْر صَلَاح وَهُو يَبْتَسِم بِخِبث وهو يَحْسَب
كَم سَيُوَفِّر هَذَا الْشَّهْر ؟
،
أَخَذَت شَهِد وَوَرَد وَلُجَيْن
يَبْحَثُوْن عَن طَارِق
وَمَا أَن وَجَدُوْه فِي تِلْك الْزَاوْيَه
يُغَطِّي يَدَيْه بِوَجْهِه إِلَا وأَيقِنّو بِأَن طَارِق قَد عَلِم
فَعِنْدَمَا يَهْتَز الْجَبَل وَتَتَفَتَّت صُخُوْرِه
فَمُؤَكَّد أَنَّه نال ماعَجَز عَلَى مُقَاوَمَتِه
ماخَاب من أمل فيْ رحمة الله وعاشَ عليهاَ
قَبْل ذَاك الْهِنْدِي فَيَجو أَن يُبْقِي الْذَّهَبَات لَدَيْه
بَل فَرِح وَقَطَع الْعُهُود وَالْوُعُود
أَنَّه سَيَكُوْن أَمِيْنَنَا عَلَيْهَا وَمَتَى مَا أَرَادَتْهُم سَيُعْطِيهَا
وَأَخْبَرَهَا أَن سَيَأْتِي الْآَن لِيَأْخُذَهَا
وَلَكِن مَا أَن رَأَت حَمَاسَه إِلَا وَتَرَاجَعَت وَطَلَبَت مِنْه عُدِم الْمَجِيئ
حَاوَل أَن يُقْنِعُهَا وَلَكِنَّهَا لَم تَقْتَنِع وَرَفَضْت كُل الْمُحَاوَلَات
الْلَّتِي كَان يُحَاوِل أَن يُقْنِعُهَا بِهَا
بَل وَصَرَخْت بِوَجْهِه أَنَّهَا لَاتُرِيْد أَن تُعْطِيَه إِيَّاهُم
فَكَّر كَثِيْرا وَقَرَّر أَن يَذْهَب إِلَيْهَا فِي الْصَّبَاح ويرَاضِيُّهَا
وَمَن ثُم يَسْتَوْلِي عَلَى تِلْك الْذَّهَبَات
أُغْلِق جَوَّالُه بَعْد تِلْك الْمُحَادَثَه وَنَام
وَأَخَذ يَحْلُم أَن الْشُّرْطَة قَد أَتَت إِلَيْه
وَفَتَحُوا ذَاك الْبَاب بِقُوَّة مَع أَن
حَرَكَة بَسِيْطَة تُغْنِّيْهِم عَن كَسَرَه
وَأُتُوْا يُفَتِّشُون الْبَيْت بِكُل جُنُوْن
وَمَا أَن رَأَوْه نَائِما إِلَّا وَأَخَذُوه ورَكُلُوه وَضَرَبُوه بِكُل قُوَّة
وَقَيَّدُوه وَجَرُّوه جَرّا لِلْقَسَم الْشُّرْطَة
وَلَكِن كُل هَذَا لَم يَكُن حُلْمَا ..!
خُصُوْصا عِنْدَمَا أُنْزِل رَأْسِه وَرَأَى أَنَّه مَازَال بِذَاك الَوْزَار
وَلَم يَرْتَدِي حَتَّى تِلْك الِبُلَّوزَّة الْبَيْضَاء
الْلَّتِي بِقُدْرَة قَادِر أَصْبَحَت سَوْدَاء
وَذَاك الْمُحَقِّق يَجْلِس فَوْق رَأْسِه
وَيَطْلُب مِنْه الْأَعْتِرَاف وَإِلَا فَأَنَّه سَيَعْلَقُه مِن قَدَمَيْه فِي الْسَّقْف
وَسَيُنْزِل عَلَيْه ضَرْبَا بِالْسَّوْط وَالْعَصَا إِن لَم يَعْتَرِف أَنَّه هُو الْقَاتِل ..!
،
،
كَان يُخْبِرُهُم بِأَنَّه لَايَعْلَم عَن مَاذَا يَتَحَدَّثُوْن وَأَنَّه لَم يُقْتَل أَحَدا
وَلَكِن كُلَّمَا أَنْكَر أَشْتَد الْضَّرْب
وَمَا أَن شَعَر بِأَن جَسَدِه بَات يَتَسَلُّخ
سْئَلْهُم أَلَيْس مِن حَقِّه أَن يُعْرَف مِن الْمَقْتُوْل عَلَى الْأَقَل ؟
نَظَر إِلَيْه ذَاك الْنَّقِيِّب وَبَعْد رَفْسَة فِي بَطْنِه كَادَت تَوَقَّف تَنَفُّسِه
الْمُحَقِّق : أَسْمَع يَافَيَجو تَرَا أَعْتِرَافَك يُخَفَّف عَنْك فَأَعْتَرّف أَحْسَن لَك
أَنْت مُتَّهَم بِجَرِيمَتَين قُتِل مَّو وَحْدَه
وَظِل فَيَجو يُنْكِر
وَظِل الْمُحَقِّق يَرْكُل ..!
،
زِيَاد أَعْطَى الْخَادِمَة وَزَوْجُهَا أَلْف رِيَال مُقَابِل سُكُوْتُهُم
وَلَكِن الْخَادِمَة الْعَجُوز كَانَت تَنْتَظِر مَتَى تَعُوْد أَم زِيَاد
وَمَا أَن طَلَبَهَا زَوْجَهَا لَتُرَكَّب مَعَه لِيُحْضِرُوها
مَن المجلس الْلَّذِي أَلْقَت الْمُحَاضَرَة فِيْه
إِلَا وَفَرِحَت كَثِيْرا
رُكِّبَت مَع زَوْجِهَا وَهِي تُفَكِّر
هَل تُخْبِر أَم زِيَاد بِماعَمَلَّه أُبَنَّهَا
أَم تُسْكِت ..؟
إِن زِيَاد قَد بُدِئ يَتَمَادَى فَكُل يَوْمَيْن يَأْتِي بِبُنَيَّة جَدِيْدَة
رَكِبْت أَم زِيَاد الْسَّيَّارَة وَالْمِسْبَحَة فِي يَدِهَا
وَمَا أَن سَمِعْت ذَاك الْمُسَجِّل يَشْتَغِل
إِلَا وَصَرَخْت وَطَلَبَت مِنْهُم أَن يُطْفأَوه حالا
ربما نَسَت أَن صَوْت الْمَرْأَة عُوْرَه
رَن جَوّالَهَا مِن الْوَاضِح أَن الْمُتَّصِلَه هِي صَدِيْقَتِهَا
تَشْكُرُهَا عَلَى تِلْك الْمُحَاضَرَة الْطَّيِّبَة
وَالْلَّتِي كَانَت بِعُنْوَان كَيْف نَصْلُح قُلُوْب أَوْلَادِنَا قَبْل أَفْعَالِهِم
وَصَلُّوْا الْمَنْزِل وَتَوَجَّه الْسَّائِق لِغُرْفَتِه الْخَارِجِيّه
وَتَوَجَّهْت هِي وَأُم زِيَاد لِلْفِيْلا
خَلَعْت أَم زِيَاد الْعَبَاءَة وَالْغِطَاء الْلَّذِي يَكَاد أَن يَصِل إِلَى رُكْبَتَيْهَا
وَتِلْك الْجَوَارِب وَالْقُفَازَات
وَصَعِدَت لِتَأْخُذ دَّوَش سَرِيْع
وَبَاتَت تَتَضَارَب الْأَفْكَار فِي مُخَيْلَتِهَا
هَل تَقُوْل لِأُم زِيَاد مَافَعَلَه أُبَنَّهَا وتخسر لقمة عيشها. ..؟
حرائق السكوت} قد تحرقنا للأبد
صَحَّت الْجَوْهَرَة مِن نَوْمِهَا
وَكَالَّعَادَة تَوَجَّهْت مُبَاشَرَة لِأَخْذ دَّوَش
وَلَكِن قَبْل أَن تَأْخُذ ذَاك الْدُش
قَامَت بِغَسْل وَجْهِهَا مَرَّات وَمَرَّات بِتِلْك
الْصَابُّونَه الْمُبْيَضَّة
وَمَن ثُم قَامَت بِالِتَقُشِيّر
وَتَنْظِيف تِلْك الْمَسَامَات الْسَّوْدَاء
الْلَّتِي أَسْتَقَرّت فِي خَشِمَهُا الْطَّوِيْل
وَالْلَّتِي عِجَزْت عَن إِزَالَتِهَا وَلَكِن هَاهِي تُحَاوِل وَلَاتَمَل
بَعْدَهَا قَامَت بِّتَلْطِيْف بَشَرَتَهَا
لَفَت جَسَدِهَا بِتِلْك الْفُوطَة
وَعَادَت لِلغُرْفَة
تَضَع ذَاك الْكَرِيْم الْخَافي للسِلِيُوَلَيت
وَكَرِيْم أِزَالَة الْهَالَات الْسَّوْدَاء
وَفِي الْنِّهَايَة
تَخَيَّرْت ذَاك الْكَرِيْم لِيَشُد بَشَرَتَهَا وَرَقَبَتُهَا
الْجَوْهَرَة تَعْشَق الْأِهْتِمام بِنَفْسِهَا
أَرْتَدَّت بِيْجَامَة زَرْقَاء
نُقِشَت بِالْقُلُوْب وَالدِبَادِيب الْصَّغِيْرَة الْبَيْضَاء
وَرُفِعَت شَعْرَهَا الْحَرِيْر كُلِّه بِرَبْطَة
وَعَطَّرْت يَدَاهَا بِالْعِطْر الْمُفَضَّل لِزَوْجِهَا
وَذَهَبْت إِلَيْه وُضِعَت يَدَيْهَا عَلَى وَجْهِه
عَبْدِاللّه : وَعَمَى إِن شَاء الْلَّه
كَم مَرَّة أَقُوْل لَك أَنِّي أَكْرَه هِالْحَرَكَات الْسَخِيْفَه
الْجَوْهَرَه : هَاللِحِين أَنَا حَرَكَاتِي سَخِيْفَه ؟
عَبْدِاللّه : وَأَسْخَف مِنْهَا مَافِيْه
الْجَوْهَرَة : عَبُّوْد وِش فِيّك مُنْقَلَب حَالِك
لِيَه كَارَهُنِي وَمَنْت طَايِق أُسَوِّي لَك شَيْئ
عَبْدِاللّه : مَافِيْنِي شَيْئ
الْجَوْهَرَة : أَنَا عَجَزْت حَتَّى الْطَّبْخ صِرْت أَطْبُخ مِثْل مَاتُحِب وبِرَضُوا
عَبْدِاللّه : مَامُلِيَّتِي مِن هُالأُسْطْوَانَه؟
الْلِي لَك شَهِر تَرَدِّدِيْنْهَا ؟
الْجَوْهَرَة : شِفْت شْلَون مِن شَهْر بَس أُرَدِّدُهَا
يَعْنِي مِن يَوْم تَغَيَّرَت عَلَي
عَبْدِاللّه : طَيِّب مِمَّكُن تُفَارِقُين وِتْخَلِّينِي أَرُوْح مَكْتَبَي ؟
الْجَوْهَرَة : لَا تُكْفَى مَّو قَبْل مَاتَقَوْلي وِش فِيّك
عَبْدِاللّه : خَلَاص عَاد يْاجَوْهَرَّة يَابِثَارتَك عَلَى هَالصُّبْح
الْجَوْهَرَة: طَيِّب قُم نَفْطِر
عَبْدِاللّه : مايمَدِيْنِي وَرَاي دَوَام وَأَنَا مُتَأَخِّر
الْجَوْهَرَة : دَقَايِق بَس
عَبْدِاللّه : مِنْب فَاضِي أَنْتِي مَاتَفْهَمِين غَبِيَّه ولا غبيةْ
أن ماكنتِ غبية فأكيد بقرةْ
..
الْجَوْهَرَة لَم تَمْنَع نَفْسَهَا مِن الْبُكَاء
لأول مرهْ يهينها عبدالله
وَأتَّصِّلت مُبَاشِرَة عَلَى أُمِّهَا
لِتُخْبَرَهَا عَن عَبْدِالْلَّه وَتُغَيِّرُه
فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا
: إِيْه أَكِيْد شَايِف لَه شُوْفَه جَدِيْدَه
وَلَازِم تَصِيْرِي شَاطَرَة
وَتُحْمِلَيْن أَلْحِيَن وَتَتْرُكَيْن الَّلِي كُنْت أَقُوْل لَك تُسَوِيَّنَه
: هَذَا شُوْرِك يُمَّه ؟
: إِي هَذَا شُوْرِي وَسُوِّي الْلِي أَقُوْلُك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق