الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

مْآعَادّ تفْرَقّ مْنّ يِجْيً ومْنّهُوً يُرُوًحْ -8 -

..
..
مْا عُدتٌ أطُيقْ يدُيْكَ المُلوثتُينْ بِخٍيُانُهَ غَير شَرعِيْة
فَأنْتَ لَم تَصُوُن هَذُا َالحُبْ النْقُيّ ..........
بَلَ جَعلتَ يدُيكَ لِغيرُيَ هٌدْيهَ
لنْ أبُكَيكُ واْن تعُثرْتُ فُيَ وحْلَ مْآضُيْكَ
فُأنْتَ بت كـَ العُدْمَ بالنُسْبه لُي




خَرَج طَارِق مِن عِنْد شَهِد وَتَوَجَّه مُبَاشَرَة لِمَكْتَب الْسَّفَرِيّات
وَقَام بِحُجَز الْتَّذَاكِر ذَهَاب فَقَط ..!
وَمَا أَن رَكِب سَيّارَتَه وَهُو يُفَكِّر هَل يَذْهَب لِلْمَحْكَمَة لِيُطْلِق لِمَا
أَم يَنْتَظِر حَتَّى يَعُوْد
فَكَّر كَثِيْرا هُنَال لَك صَوْت يَهْمِس لَه وَيَقُوْل إِذْهَب الْآَن
وَحَاوَل أَن تُنْهِي كُل تِلْك الَأُجَرَائَات وَلاتَتَرَكَهَا مُعَلَّقَه هَكَذَا
وَلَكِن هُو نَفْسُه لَايُرِيد أَن يَدْخُل فِي مَتَاهَه جَدِيْدَه
فَهُو مُثْقَل بِهِم تِلْك الْأَنْهَار وَحَالِيَّا يَكْفِيْه ذَالِك
مَضَى إِلَى مَنْزِلِهِم وَمَا أَن دَخَل إِلَا وَرَأَى لُجَيْن تَجْلِس بِالصَّالِه
تُحَمِّل الْهَاتِف فِي يَدَيْهَا وَتَتَنَقَّل بَيْن كَنَبَة وَأُخْرَى
مِن الْوَاضِح أَنَّهَا تَتَحَدَّث مَع فَهِد فإِحْمَرَار وَجْنَتَيْهَا وَتَنْكِيْس رَأْسِهَا
وَعَبَث يَدَهَا بشَعَرَاتِهَا وَمَن ثُم تَقْطِيْعُهَا كُلَّهَا دَلِيْلا كَافِيا
خَجِلْت أَكْثَر عِنْدَمَا رَأَت طَارِق يَنْظُر عَلَى شَكْلِهَا وَيَضْحَك
مِمَّا أظطْرَهَا لِأَن تَعْتَذِر مِن فَهْد وَتُخْبِرُه مَقَوَّلْتِهَا الْشَّهِيْره
[ فِي الْجَو غَيْم يَارُوْحِي]
طَارِق : هَاللِحِين أَنَا صِرْت غَيْم ..؟
لُجَيْن : أَنْت سَنَد الْرُّوْح وَالْلَّه الْلَّه لايُحَرَّمْنا مِنْك
طَارِق : مِرّتَاحْه مَع فَهِد ,.؟
لُجَيْن : كَثِيْر بِشَكْل أَنْت مَاتَتَخَيلِه يُمْكِن أَسْتَحِي مِنْه
وَمَا أَعْرِف أَسَوْلِف مَعَه وُمَرّات لَقَال وُدَّه يِجِيْنِي مَاوَدّي
لِأَنِّي مَرَّه خَجَوُّلَة لَكِن مَا أَكْذَب عَلَيْك
إِنْسَان رَاقِي بَس فِيْه مُشْكِلَه بَسِيْطَة
طَارِق : وَش هِي هُالمُشّكَلّة .؟
لُجَيْن :مَايُبَيْنِي أَكْمَل دِرَاسَتِي أَتَخَيَّل يَقُوْل أَجْلِسَي وَخُوذِيُّهَا مَنَازِل
طَارِق : عَاد مابَغَى إِلَا الدَافُورَة تُكَمِّل مَنَازِل ؟
لُجَيْن : مِابَقِى عَلَى زَوَاجِي إِلَّا شَهْر وِخايْفَه يَجِي وَأَنْهَار
طَارِق : لاتَكَمِلِين أَنَا جَاي أَقُوْل لَكُم أَنَّنَا رَاح نُرَوَّح لِمِصْر
نظُبّط مَايُمْكِن تَظْبيطِه وَعَقِبِهِا نَآَخِذ لَنَا فَتْرَة إِسْتِجْمَام نُغَيِّر جَو
نَبِي نَنْسَى كُل الَّلِي مَرِيْنا فِيْه أَبِي أَنْهَار تَتَبَدَّل تَتَغَيَّر تُنْسَى كُل شَيْئ
لُجَيْن : صِدْق وَالْلَّه وَنَاسَة وَنَاسَة
طَارِق : بِكْرا رَاح نُرَوَّح مِصْر أَنَا حَجَزْت يِّدَوْبَنِي أَرُوْح وَأَدُوْر أَفْضَل مُسْتَشْفَى
يَجْرِي هالعَمَلِيَات وَبَعْدَهَا نُوَسِّع صَدَرْنَا أَهُم شَيْئ قَوْلِي لَفَهُد
أَن طَارِق وُدَّه يُسَفَرْنا لِأَنُو هَذَا وَقْت أَجَازَتْه وَماتُخَبِّرِينِه بِأَي شَيْئ ثَانِي
لُجَيْن : أَكِيْد الِلِي صَار رَاح نُّضَمِّرُه بِأَنُفُوسِنا
وَوَرَد : صِدْنَاكُم وَش تسُوَلِفُون فِيْه
طَارِق : تَعَالَي أُنْزِلي شُوفِي وَش جَايِب
وَوَرَد : وَاوُش تَذْاكِر
طَارِق : بِكْرا بُنِرُّوح مِصْر أَبِيْكُم تَتَجَهُزُون
وَتُخَلُّون الْخَدَامَة تَتَجَهَّز بَعْد
وَوَرَد : مَنْتَب صَاحِي نَاخَذَهَا مَعَنَا .؟
طَارِق : لانُوَدَيُّهَا لَشَهِد وَالْسَّوَّاق يَظَل بْغُرَفَتِه الْخَارِجِيّه يَحْرُس الْبَيْت
وَوَرَد : طَارِق بنَآخِذ أَنْهَار ؟
طَارِق : الْرَّوْحَة مِن الْأَسَاس لَهَا
وَوَرَد : أَمَّنْتُك أَمَانِه يَاطَّارِق لَاتُرْفَع يَدَك عَلَيْهَا حَاسَّه أَنَّك بتَذَبَحُهَا
تُكْفَى يَاطَّارِق تَرَاهَا يَتِيِمَه غَلِطَت إِي بَس الْلِي جَاها وَالْلَّه كَافِي
طَارِق : أَكْذَب عَلَيْك لَو قُلْت لَك مَافِي خَاطِرِي أَذْبَحَهَا أَو أَكْسِر رَاسِهَا
لَكِن فِي نَفْس الْوَقْت أَحِن عَلَيْهَا وَأَرْحَمُهَا
أَبْشَع شَيْئ يَاوَرْد أَنَّك تَكُوْنِيْن مُتَنَاقِضَه وَمَاتَعْرِفِين تُحَدِّدِين مَوْقِفَك
وَتَظَلِّين مُتَذَبْذِبَه مَابَيْن وَبَيْن بَس مَاقُوْل الَا الْلَّه يَرْزُقَنِي الْحُلُم وَالْصَّبْر
مَا أُوْصِيْك يَاوَرْد الْلِي صَار نَبِي نَكْتُم عَلَيْه
وَوَرَد : أَكِيْد لاتُوَصي حَرِيْص
لُجَيْن: أَجَل أَبِاخِذ مِن مَهْرِي عَشَان أَقْضِي مِن مِصْر
طَارِق : لَا لاتْشَيْلْيْنْهُم بِيَدِك جِيبِيْهُم أَحَطِّهِم بِحِسَابَك وَلاتَتَعَامِلِين إِلَا بِالْبِطاقَه
لُجَيْن : يَلَا أَجَل بِجَيْب لَك الْفُلُوس تَوَدْعُهُم بِحِسَابِي
طَارِق : أَوْك
وَوَرَد : طَارِق تَصَدَّق أَوَّل مَرَّه تَجْلِس مَعَنَا
طَارِق: خَلَاص مِن الْيَوْم وَطَالِع مَنَّت لَاقَيْتَنِي إِلَا جَالِس بِوسَطّكم
أَنَا عِزْوتِكُم وَسنْدُكُم بْهَالدِّنْيَا إِذَا مَا أحْتْوِيَتِكُم أَحْتِوَاكُم غَيْرِي
فَلَازِم أَنَا الْلِي أَضُمُّكُم وَّأَحْمِيْكُم
لُجَيْن : طَارِق خُذ هَذَا عِشْرِيْن أَلْف أَوْدَعَهُم بِحِسَابِي
وَوَرَد: طَارِق ترا شَهِد أذْتِنا
كُل شُوَي دَقَّت عَلَى الْبَيْت تَبُي مَلَابِسِهَا وَجْوَالَهَا وحْوَايجِهَا
طَارِق : خَلَاص جِيبِيْهُم أَوَدِيْهُم لَهَا دَامْنِي طّارِع طَالِع
وَوَرَد: وَيَن رَايِح .؟
لُجَيْن: أَبَرُوْح أَتِكِي فِي الْكوَرْنِيش مُتَضَايِق مُتَضَايِق تْرُوْحُوْن مَعِي ؟
وَوَرَد: مِحَنَا رَايْحِيْن نْشُوف أَنْهَار .؟
طَارِق : أَبِاخِذ لَهَا أُكُل وجهزوا لها ملابس
وبَخَلَيْهُم يُوَصِّلُونَه لَهَا بَس دُخُوْل خَلَاص الْزِّيَارَة أَنْتَهَت
وَغَيْر كَذَا بِكْرا أبطَلْعَهَا عَلَى مَسْؤوْلِيَّتِي
لُجَيْن : طَارِق أَنَا بِرُوْح مَعَك الْكوَرْنِيش
وَوَرَد : وَأَنَا بَعْد
طَارِق : يَلَا أَجَل تَعَالَوْا وْجِيبُوا حَوَايّج شَهِد وأنهار عَشَان نُوْصِلُهم لَهَم
وَوَرَد وَلُجَيْن : يَلَا يَلَا مَشَيْنَا
حُمِّلُوا حَاجِيَات الْشَّهْد وملابس وبعض الأغراض لأنهار
أَرْتَدَّت وَوَرَد وَلُجَيْن تِلْك الْعْبِايَات وَمَضَوْا خَلَف طَارِق
هُم يَشْعُرُوُن بِالْأَرْتِيَاح
وَنَسْمَات هَادِئَة باتت تَعْتَرِي قُلُوْبِهِم
اللتي أَصَابَها الْجَفَاف بَعْد مَاحَدَّث لأخِيْتِهُم الْصَّغِيْرَة
وَصَلُّوْا لَشُّقَّة الْشَّهْد وَنَزَلَت لُجَيْن وَأَعْطَتْهَا حَقِيْبَتِهَا وَبِهَا الْجَوَال
وَأَخْبَرْتُهَا بِأَن طَارِق سَيَذْهَب بِهِم إِلَى الْكوَرْنِيش لِأَنَّه مُتَضَايِق جَدَّا
أَبْتَسَمْت شَهِد إِبْتِسَامَة مُصْطَنَعْه وَتَمَنَّت لَهُم وَقْتَا سَعِيْدا
عَادَت لُجَيْن إِلَى الْسَّيَّارَة وَمَضَوْا لْدَانّكّن أَخَذُوْا لَهُم الْقَهْوَة
وَبَعْض الدُّوَنَت الْمُحَلَّى بِالشوْكُوْلَاه أَو الْمَغْمُوس بِالمُرْبَى
وَمَن ثُم تَوَجَّهُوْا لُلْكوَرْنِيش




الْشَّهْد بَاتَت تُفَكِّر هَل تَصْنَع الَفوتْشِيْنِي لِخَالِد لِأَنَّه يَعْشَقُهَا
أَم أَنَّهَا تَتَّصِل بِه لِتَتَأَكَّد أَنَّه سَيَتَعْشى مَعَهَا أَم لَا
أَخَذَت تَبْحَث عَن جَوّالَهَا فِي تِلْك الْحَقِيبَه
وَمَا أَن وَجَدْتُه إِلَا وَهُو يَنْذِر لَهَا بِأَن البَطّارِيَّة بَاتَت فَارِغْه
أَخَذَتْه وَوَضَعَتْه قَلِيْلا فِي الشَاحِن
وَمَا أَن شَحْن إِلَا وَفَتَحْتُه فَوَجَدْت رَسَائِل وَمُكَالُمَات
جَمِيْع الْمُكَالَمَات مِن خَالِد وَالرَّسَائِل أَيْضا
قَامَت بِفَتْحِهَا وَتَفْحَصَهَا كِلْمَه كِلْمَه
تَسَلَّلَت الْسَّعَادَه إِلَيْهَا
وَبَاتَت تَتَنَفَّس تَنَفَّس الْصُّعَدَاء
إِذَن هُو لَم يَعْرِف بِمُصِيْبَة أَنْهَار
وَلَكِنَّه مُتَضَايِق لِأَنَّنِي لَم أُرِد عَلَيْه
وَمَا أَن هَمَّت بِالْرَّد عَلَى الْرِّسَالَة إِلَا وَوَجَدْت أَسْم أَمَانِي
أَخَذَت تَنْظُر فِي تِلْك الْرِّسَالَة وَدُوْن أَن تَشْعُر فَرَّت دَمْعَة مِن عَيْنِهَا
مَسَحْتَهَا بِتَثَاقُل شَعَرْت بِخَيْبَة تلك الطَالبَة اللتي نَجَحْت مِن الْثَّانَوِيَّة الْعَامَّة
بِتِسْعَة وَتِسْعِيْن فِي الْمِئَة وَفِي الْنِّهَايَة تَلْطِمُهَا دَرَجَة الْقُدُرَات
قبل أن تتكتمل سعادتها
هَاتَفْت طَارِق
طَارِق : هَلْا حَبِيْبَتِي شُهُوْد تَوْنِي بِكَلِمَك إِذَا تَبَيَّن نَجِيْب لَك عُشّا
شَهِد : لَا وَيَن أَعْنِيك
طَارِق : أَنَا بِوُدِّي حَوَايّج لِأَنْهَار عَادِي يَعْنِي
شَهِد: طَارِق أَنَا تَعِبْنّه مُتَضَايِقه تَرَى مَالِي إِلَّا أَنْت
طَارِق : وِش فِيّك وَش صَايِر ..؟
شَهِد : خَالِد مَرَّه مُتَغَيِّر مَعِي وَفِي الْنِّهَايَة أُكْتُشِف
أَنَّه رَاسَل لِي رِسَالَة وَتَخَيَّل وَش مَكْتُوْب آَخِرِهَا ؟
طَارِق : وْشُو ؟
شَهِد : أَمَانِي
طَارِق: هُو الَّلِي كان قايل لَك رُوْحِي بَيْت أَهْلِك ؟
شَهِد : إِيْه
طَارِق : آَهَا أَسْمِعِيْنِي يُمْكِن تَكُوْن أَوْهَام
نَاظِرِي جَوَّالُه الْيَوْم مِنْ غَيْر مَايَحِس
وَلَو عَرَفَتِي وَتَأَكدّتِي أَنَّه لَه عُلَاقَه
أَبَد أَبْشِرِي بِاللّي يَآَخِذ لَك حَقَّك
بَس هَاه بِالْعَقِل فَاهِمَه
شَهِد : وَش أُسَوِّي طَيِّبُب ؟
طَارِق : حَبِيْبَتِي خَلّيِك طَبِيْعِيَه وَلاتَبَيْنِي لَه أَي شَيْئ
بِالْعَكْس غْرُقِيْه حَنّان عَشَان مَايُحاوِل يُلَف أَكْثَر
شَهِد : طَيِّب
طَارِق : أَحْتْرِي رِسَالَة مِنْك لَو تَأَكدّتِي أَنُو بِالْفِعْل شُكُوْكِك صَحِيْحَة
شَهِد : أَوْك
طَارِق : أَبِجَيِّب لَك عُشّا وَبَس أَوْصَل أبَّدّق عَلَيْك
شَهِد : طَيِّب يَلَا مَع الْسَّلامَة
سَاعَة وَنِصْف إِلَا وهَاتِفَهَا طَارِق أَن تَقُوْم بِفَتْح الْبَاب لَه
وَمَا أَن فُتِحَت إِلَا وأَنفَجَرّت بِوَجْهِه بَاكِيَه
لِأَوَّل مَرَّة شَهِد تُظْهِر مَشَاعِرَهَا وَتُضَم طَارِق لِتَبْكِي
كَانَت تَبْكِي بِحُرْقَة
لَيْس مِن أَجْل خِيَانَة زَوْج
لَا لَا إِن الْأَمْر أَكْبَر بِكَثِيْر
هَدِّئ رَوَّعَهَا وَمَسَح لَهَا دُمُوْعِهَا أَخْبَرَهَا
بِأَن الْبَشَر جَمِيْعُهُم يُخْطِئُوْن وَلَا أَحَد مَعْصُوْم
نَظَرْت إِلَيْه بْأَسَى وَأَخْبَرْتُه إِنَّهَا لاتَتَمْنّى أَن تَرَى خَالِد
طَارِق : يُبِنْت الْحَلَال مَافِي شَيْئ أَكِيْد وُسْعِي صَدْرَك
وَأَنَا مَعَك
شُوفِي يَاشَهْد وَالْلَّه وَالَّلُي رَفَع سَبْع وَبَسَط سَبْع
إِن الْبَيْت الْلِي رَبَّاك وَأَنْتَي بِنْت مَهُوْب عِجْزَان عَنْك هَالَحَيَن
وَحَتَّى لَو كَان عِنْدُك حشد عُيَال
بَس بِالْأَوَّل خَلَّيْنَا نَتَأَكَّد
وْسَاعِتْهَا أَبَد أَنَا الْلِي مُّنِيْب رَاضِي لَك تَقْعُدِيْن عِنْدَه
طَارِق مَسَح دُمُوْعِهَا
وَوَدَّعها فَهُم غَدا سَيُسَافِرُون
أَوْصَاهَا عَلَى نَفْسِهَا وَأَنَّه سَيَأْتِي فِي الْصَّبَاح لَهَا
لِيَأْتِي بِالْخَادِمَة لِتَبْقَى عِنْدَهَا
ولِتُخْبَرِه بِآَخَر الْمُسْتَجَدَّات
مَا أَن هُم بِالْخُرُوْج إِلَا وَخَالِد وُصِل إِلَى الْمَنْزِل
كَانَت تَفُوْح مِن رَائِحَة الْخِيَانَة قَبْل رَائِحَة الْعِطْر الْنَّسَائِي
تَعَمَّد طَارِق أَن يَسْلَم عَلَيْه بِوَجْهِه لِيُخْبِرَه
طَارِق: شَكْلِك مُتَعَطَّر بِعِطْر شُهُوْد لَا لَا يالِنَسَيب ماحّبَيْتِه أَبَد
أَرْجِع لِعِطْرِك الْقَدِيْم وَأَصْحَى تُغَيِّرُه
خَالِد: إِي إِي أَبْشِر تَعَال أَجْلِس مَعَنَا
شَهِد: خُلُوْدِي طَارِق بَيُسَافِر لِمِصْر هُو وَخَوَاتِي يَتَمَشَّوْن وَيَنْبْسِطُون
خَالِد: صِدْق وَالْلَّه؟
طَارِق: يَلَا شَد حَيْلَك وَتَعَال مَعَنَا
خَالِد: لَا أَنَا مَابْي أَرُوْح خَذَو شَهِد مَعَكُم
شَهِد: مِّن مَتَى أَنَا أَتْرُكُك ؟
خَالِد : أَبَد أَنَا سَامَحْلك هَا تْرُوْحِيْن؟
شَهِد: لَا يَايَرُّوح زَوْجِي وَحَبِيْب قَلْبِي وَلَا مَاأَرُّوح
طَارِق: عَفِيَّه عَلَى أُخْتِي وَالْلَّه
يَلَا مَع الْسَّلامَة وَتَرَانِي بِجَيْب لَكُم الْخَدَامَة يالِنَسَيب
لَو مَاعِنْدَك مَانِع طَبْعَا
خَالِد: لَا بِالْعَكْس خِل تُسَاعِد شَهِد شُوَي
طَارِق : الْلَّه يُوَفِّقَكُم وَيَسْتُر عَلَيْكُم وَيَبْعُد عَنْكُم عُيَال الْحَرَام
وَدْعِهِم طَارِق وَخَرَج وَقَف قَلِيْلا عِنْد بَاب شُقَّة شَهِد
تَأَثَّر كَثِيْرا طَارِق لَمَّا رَآَه عَلَى شِمَاغ خَالِد وَبَات يَدْعُوَا الْلَّه
أَن لَّاتَتَنْبِه شَهِد لَمَّا رَآَه هو
،
شَهِد : خُلُوْدِي وَوَدَك تَتَعَشَّى مَعِي طَارِق جَايِب لِي عِشَا
خَالِد: لَا لَا أَنَا تَعَشَّيْت عَن إِذْنِك
دَخَل إِلَى غُرْفَة نَوْمِه
وَخَلَع ذَاك الْشِّمَاغ وَرَمَاه عَلَى الْسَّرِيْر وَخَلْع الْثَّوْب
وَرَمَاه أَيْضا وَأَخَذ الْجَوَال معه
ذهبت خلفهْ الشهد لترى الجوالْ ولكنه قدْ أخذه معهْ
فرأت ذاك القلوس الأحمر اللذي طبع على خيوط شماغ خالد

خَالِد : أُلُو هَلْا حَبِيْبَتِي
أَمَانِي : هُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهِهَه وَرَاك تَتَكَلَّم كَذَا ؟
خَالِد: وَش أُسَوِّي مَافِي إِمَكانِيْه أُكَلِّمُك إلا من الحمام عشان ماتشك
لو رحت للمجلس بتستغرب وتشم وأنا مانيْ ناقصهاا
أَمَانِي : وَيَع
خَالِد : وَعُيِّن بَعْد الْمُهِم حَبِيْبَتِي حَبِيَت أَقُوْل لَك قَبْل مَاأَنَام
أَنِّي أُحِبُّك يَا أَحْلَى وَأَجْمَل وَأَغْلَى أَمَانِي بِالْدُّنْيَا
شَهِد كَانَت تَسْتَمِع لِخَالِد مِن وَرَا الْبَاب
لَقَد كَان صَوْتُه وَاضِحَا أي لاداعي لأن تقرب أذنها من الباب
فذاك الصدى اللذي يخرج هو كافياً
لَم تَبْكِي ولم تنتحت ولم تشعر بسهم يخترق قلبها
رُبَّمَا لِأَنَّهَا كَانَت تبحث عن دليل وَهَاهِي تَجِدْه
تظاهرت بالقوة
وقامت بطرُق الْبَاب عَلَى خَالِد
خَالِد: أَمُوْن أَبِكَلْمك بَعَّدَيْن عَلَى قَوَلْتَك الْمِلِيْغا تُطِق الْبَاب عَلَي
أَمَانِي : أُحِبُّك بَس تَلْقَى وَقْت دَق عَلَي شَاو
شَهِد كَانَت تَطْرُق طُرُقَات خَفِيّفَه متواصله
: حَبِيْبِي خُلُوْدِي وِش فِيّك تَكَلَّم حَالِك بِسْم الْلَّه عَلَيْك فِيْك شَيْئ؟
: لَا لَا بَس قَاعِد أَسَوْلِف مَع حَالِي
: خِفْت عَلَيْك وَاللَّه يَلَا حَبِيْبِي أَتْرُوّش عَلَى رَاحَتِك
ذَهَبَت شَهِد لِلغُرْفَة الخَالَيَه اللتي عِنْدَهُم وَأُغْلِقَت الْبَاب
وَبَاتَت تَبْكِي بِحُرْقَة
تُحَاوْل أَن تَكْتُم تِلْك الْشَّهَقَات الْلَّتِي تُصْدِرُهَا دُوْن وَعْي مِنْهَا وَلَكِن
هِي الْآَن فِي مُوَاجِهُه
وَمَا أَصَعَبُهَا مِن مُوَاجِهُه يَا شَهَد





تَغْتـآَل انْفَآسُي زَفْرَة خِيـآَنَّة
رَكَّزَ رُمْحَه فِي تِلْك الْبَقـعّة مِن ذَآَك آلقُلـب آللعَيـن ..
آَلِذِي لَطـآَلَمـآ خَط آَلِحَرْف تَلـو آَلْحـرَف ..
لِتِزدَآد [ الخيانة ] أنَآقـة بِفِعْلِه .. !
إِن لِلْعَقْل قُوَّة هَائِلَة فِي مُوَاجَهَة الْأَزَمَات وَالْخِيَانَات
وَلِلْقَلْب قُوَّة رَهِيْبَة إِن عَرَفْنَا كَيْف نَتَحَكَّم وَنَزِن وَنَعْدِل
عَن الِعِاطِفِة وَهَيْمَنَتِهَا عَلَيْنَا ..!
،
أَلَا يَكْفِي أَن الِعِاطِفِة ظُلْمَتِنَا حِيْن جَعَلْتَنَا نَرْتبِط بِهِم ..؟
وَنَسْكِنْهُم قُلُوْبَنَا
ليَغْدَرُوا بِنَا وَيُدَمَرُوْنا وَيَقُوَّدُوْنا لِلْهَاوِيَة
فَلَن نَنْهَزِم أَمَام ذَاك الْحَدَث اللذيْ يدميْ الحجرْ
طَارِق أَدْرَك أَن شَهِد لَيْسَت بواهِمِه
إِن لِلْأُنْثَى أُحِسْاس غَرِيْب
هِي تُدْرِك كُل مَايَدُوْر حَوْلَهَا
وَلَكِن بِقَلْبِهَا قَبْل عَيْنُهَا
بَدَأ جَوَّال طَارِق يُشِيْر إِلَى مُكَالَمَة وَارِدَة
طَارِق : هَلْا شَهِد
شَهِد : سَمِعْتُه بِأُذُنَي يُكَلِّمُهَا
طَارِق : طَيِّب لِيَه تَبْكِيَن هالبُكا لِيَه
مَايِسْتَاهِل وَرَبِّي
شَهِد : آَخَر أَنْسَان فَكَّرْت مُجَرَّد تَفْكِيْر أَنَّه بْيِغْدُر بِي فِي يَوْم
طَارِق : هُدِي نَفْسَك
شَهِد : أَصْلَا كُل الْرِّجَال خُوْنَه قَلْبِه مِثْل الْغُرَف
مُسْتَعِد يَسْكُن وَحْدَه وثنتين وثلاث وْماعِنْدِه مُشْكِلَه فِي الْرَّابِعَه بَعْد
طَارِق : تَتَوَقَّعَيْن كَذَا ..؟
شَهِد : وَمَاعِنْدِي شَك لِلَحْظِه الْلِي مَاخَان بِفِعْلِه خَان بِفِكْرِه
طَارِق : أُوْف قَاعِدَه تَوْجِهِيْن قَنَابِل نَوَوِيّه فِي وَجْهِي وأنا ساكت لكْ
شَهِد: خُذُوْنِي مَعَكُم مِصْر تَرَانِي بِمَوْت بِحَسْرَتِي
طَارِق : بِالْعَكْس أَبْسُط حُقُوْقَك تَسْتَرِدِّيْن مَلَكَية قَلْب زَوْجَك
شَهِد : يَقُوْل لَهَا حَبِيْبْتِي وقلبي
طَارِق : الْلِي يَجِي بِالّسّاهْل يَرُوْح بِالّسّاهْل
شَهِد : أَنَا مَابَيَّنت لَه شَيْئ بِالْعَكْس عَاطَيْتُه جووه
طَارِق : حُلْو أَسْمِعِي هَالخُطُه
شَهِد : وْشُو .؟
طَارِق : جَوَالِك فَاتُوْرَة مَّو .؟
شَهِد : أَكِيْد
طَارِق : مُمْتَاز أَنَا عِنْدِي شَرِيْحَة ثَانِيَة رَاح أُعْطِيَك إِيَّاهَا
شَهِد : وِش لِي فِيْهَا ..؟
طَارِق : أَبَد بَس يَطْلُع زَوْجَك
كَلِمِي مِن رَقْمِك الْأَسَاسِي عَلَى هُالِشَرِيحَة
وَأَفْتْحي الْخَطَّيْن على بعض
وَخَلِّيْهَم سَاعَه سَاعَتَيْن
شَهِد : وَأَصْرِف عَلَى جَوَّالِي .؟
طَارِق : بقَرِّيح مَّو عَلَى ظَهْرِه .؟
أَهُم شَيْئ تُحْرِقِيْن لَه قَلْبَه
حَاوِلْي تُرْسِلِيْن حَق هِالرَّقُم رِسَايِل غَرَامِيَّة
مَثَلا أُحِبُّك يَامَجْنُوْن
مَادَرِي مَتَى هِالَعَلَّه بيَنُقلَع مُرّا مِشْتَاقَه
وينك ليه ماترد عليْ
ذيلي الرسايل بحبيبتكْ مجنونتكْ عاشقتكْ
شَهِد : مَنْتَب صَاحِي
طَارِق : أَسْمِعِي الْلِي أَقُوْل لَك مِن غَيْر مَاتَقاطْعَيْنِي
شَهِد : طَيِّب
طَارِق : حَاوِلْي لارْسَلَّتِي تْبَيْنِيْن لَه
يَعْنِي أَكْتُبي قُدَّامَه
وَلارْسَلَّتِي تَظَاهَرِي أَن الطَبِّخِه عَلَى الْنَّار
وَأَرْمِي الْجَوَال لَه عشان يشوف وش تسوينْ
شُوفِي كَلَّن يَرَى الْنَّاس بِعَيْن طَبْعُه
وَلِأَنَّه يَخُوْن فَالشَّيْطَان بِيِلْعَب بْرَاسُه
وَبِيَقُول لَه شَف وَش هِي قَاعِدَه تُسَوِّي
الْمُهِم وَالْأَهَم أَنَّك لاتَحَذِفِين هِالرَسائِل الْمُرْسَلَه
وَلَا أُوْصِيْك عَلَى شْرِيحَتِي وجوالي اللي بعطيكْ لايكَفشَهُم
إِن كَيْدَكُن عَظِيْم فَسُخَرِيْه لَك مَّو عَلَيْك
هَبْلِي بِه
قَوْلِي لَه خَوَيِتِي بتِجينِي أَطَّلَع مِن الْبَيْت
جيب لنَا عشا وتعشي أنتي والخدامةْ وأنبسطي ْ
وخليه لاقال بيجي قوليْ خويتي للحينْ عنديْ
نبهي الخدامه لو سئلْها إنها تقول إيه في أحد جَا
شَهِد : بِس هُو يَدْرَي إِن مَاعِنْدِي خَوِيَات
طَارِق : أَدْرِي وَهَذَا عَز الْطَّلَب
أَبِيَك تَتَغَيَّرِين
تُغَنِّيْن أَغَانِي عِشْق
أَنُسَخي خَوْاطِر حَب وَغَرَام مِن الْنِت
وَأطَبْعْيُّهَا وَسُوِّي نَفْسِك إِنَّك غِرْقَانِه
أَبِيَك تُمَثِّلَيْن صَح مابي ولا غلطَه
لاتَسْئِلِينِه مِنُّو كَلِمَت
وَلَا وَيْنَ رحت ولا وش تعشيتْ
لَا لَا بِالْعَكْس لَا جَا يَطْلُع أَفْرَحِي
قَوْلِي صِدْق وَالْلَّه
كْوَيِّس لِأَنِّي وَوُدِّي أُكَلِّم خَوَيِتِي
مُرّا وَلْهَانَه عَلَيْهَا
طبعا حطي ببالك أنه
بِيُسُئِل مِن وَيَن عْرَفَتِيُّهَا
قَوْلِي مَن زَمَان أَعْرِفُهَا بَس قَطَعْنَا وَألِحِين رَجَعْنَا
شَهِد هَالخُطّة لَو نْفِذَتِيُّهَا صَح
رَاح تُرْدِيْن لَه الْصَّاع صَاعَيْن
مَّو بِالْخِيَانَة مِثْلِه تَو تَو لَا
تُرُدِيْنْهَا وَتَذْوقِينِه إِيَّاهَا وَتَظَلِّين الطَاهِرِه
شَهِد : الْفِكْرَة عَجَبَتْنِي وَرَاح أَنْفَذَهَا صَح
طَارِق : مَابْي أحَاتِيك كِفَايَه عَلَي أَنْهَار
وَالْتَوَتِّر الْلِي بِيْصِيْر هُنَاك
شَهِد : لَاتَّفَكُّر فِيْنِي
طَارِق : بِكَلِمَك يَوْمِيّا وَبِعِلْمِك وَش تِسَوِين بِالْظَّبْط
وَكُل رِدَّة فَعَل مِنْه تَنْتَبِهِيْن لَهَا
عَشَان أَعْرِف وّشْلّوُن يُفَكِّر
شَهِد : خَلَاص أَبْشِر
طَارِق : وَرَاك مُتَضَايَقِه أَبِيَك قَوِيَّه مَايُهِمُّك أَحَد أنت غاليهْ علي
لاتفكرينْ إني بخليك عقبهاَ عندهْ لا والله
بس رديْها له بالأولْ
شَهِد : تَصَدَّق تَوَقَّعْت نَفْسِي بِمَوْت يَوْم سَمِعْتُه يَتَكَلَّم
بَس أسْتَغَرِبّت مِن نَفْسِي مَازِلْت مُتَمَاسِكَة
طَارِق : أَنْتِي أَلْحِيَن وَيْنَك .؟
شَهِد : بِالْغَرْفَة الْلِي مْخلِيْنْهَا حَق الْحْوَايْج والأغراض
طَارِق : حُلْو قَوْمِي وَأَطْلِعِي وَأكشّخي وَخِلَّيْك دَايِم سَرْحَانَه
وَلأَنّو يَغْلَط رَاح يُحَاوِل يَسُوْلِف
وَيُجِيْب لَك شَلُّخَات مِن هُنَا وَهُنَا لاتَلِقِينِه بَال
سِوَي نَفْسَك تُفَكِّرَيْن
وَكُل شُوَي تَنَاظِرِين بِالِجَوِال وتهفهفين
وَسُوِّي نَفْسَك تَكْتُبِيْن رِسَايِل
أَنَا الْجَوَال رَاح أُعْطِيَه لِلْخَدَامَة الْصُّبْح تُجِيْبُه لَك
لاجينا نمشيْ للمطارْ
وَبَحِرِص عَلَيْهَا مَايْشوْفَه زَوْجَك
،
يَاخَوَي يُا عِزَّوَتَي
ياضِحْكَتِي وْرَجَاي
يَامَن عَلَى فَزَّعتِي يَمِيْنِه فِي يُمْنَاي ..!



أَمَانِي أُغْلِقَت الْخَط مِن عِنْد خَالِد وَهِي تَضْحَك بِكُل مَا أُوْتِيْت مِن قُوَّة
حَاوَلْت تُخَلِّد لِلْنَّوْم
وَلَكِن فَرَحِهَا بَإِنْجَازَاتِهَا الْكَبِيْرَة الْلَّتِي تَفْخَر بِهَا تَمْنَعُهَا مَن ذَالِك
أَخَذَت جَوّالَهَا وهاتَفت رَيَّان
رَيَّان : هَلْا وَالْلَّه وَغْلا هَلْا بِالْحُب كُلِّه
أَمَانِي : كُل هَذَا عَشَان خَالِد
رَيَّان أُفْا عَلَيْك
أَمَانِي : يَاهُو سَهْل أَسْهَل خَرُوْف مُر عَلَي
رَيَّان : وَشَلُوُوُوُن
أَمَانِي : غَبِي يَعْنِي وَحْدَه تْجِيْك بِهَالأَنْدِّفَاع
مَعْقُوْلَه ماتَشك فِي الْسَّالِفَه ؟
رَيَّان : تَرَاه مَالِه بْهِالْحَرَكَات لاتَفِكُرِينِه أَنَا وَلَا أَنْتِي يالصايَعَه
أَمَانِي : هُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهِهَه أَصْبِر بِوَلَع سِيْجَارَتْي
وَبِقَوْل لَك سَالِفْة الْفِلِبِّيْنِي
رَيَّان : فِّلِبِّيْنَي أَي فِّلِبِّيْنَي بَعْد لِيَكُوْن خَرُوْف جَدِيْد مَسَحِبَتِه
حَتَّى الفلبَيْنِين ماسَلَمُوا مِنْك .؟
أَمَانِي : يَاحَيَوَان مَابْغِيْت إِلَا بِو فَلَبَن لَا بِسْم الْلَّه عَلَي وَش فِيْنِي
رَيَّان : أَجَل وَش الْسَّالِفَة .؟
أَمَانِي : دَخَلْنَا مُطْعِم بُرْجَر كِنْج إِلَا يُشَوِّفُنِي وَيَضْحَك
وَبَس مَشَى خَوِيّك شُوَي وَإِلَا غَمَز لِي بِعَيْنِه حققِيّر مِن جَد
أَمَانِي : تَرَانِي طَفَشَت مِنْ خويكْ الغبيْ مَانِي قَادِرَة أَتَحَمَّلَه
رَيَّان : بَس خَلّيِنَا نَجِيْبِه عَلَى وَجْهِه
وأَلْهَيْه عَن شَغَلَه وأخليهْ يَتَغَيَّب كَثِيْر
والْتَرْقَيِهتَتكَنَّسل منه وَتَصِيْر مِن نَصِيْبِي
بعدهَا يَصِيْر خَيْر ولك الحلاوة بعدْ~
أَمَانِي : مْطُّوَّلِين .؟
رَيَّان : لَا صَبْرُك شُوَي بَس ..
،
إِن عَلَّاقَة أَمَانِي بَرْيَان
مِن الْعَلَّاقَات الْغَرِيْبَة الْلَّتِي تَشْعُر بِالأَشْمِئْزَّاز مِنْهَا
وَرُبَّمَا لَو عَلِمْنَا تَفَاصِيْلَهَا لَرَغِبْنَا فِي الأَسْتِفَرَاغ
فَلَم تَجْمَعُهُم إِلَا الْمَصَالِح
هُو يَخُوْن وَهِي كَذَالِك
هِي تَعْشَق الْمُغَامَرَات تُحِب أَن تَخُوْض كُل الْعَلَّاقَات
تُرِيْد أَن تَجْمَع كُل الْرِّجَال تَحْت سَطْوَتِهَا
تُسْتَغَل جَمَالِهَا الْرَّبَّانِي بِشَكْل مُقَزِّز
مَع أَنَّهَا لَاتَحْتَاج لِلْمَال
وَلَكِن هِي تَشْعُر أَن حَيَاتْهَا بَارِدَه تفتقد النكهه
وَهِي لَاتُرِيْد إِلَا أَن تَكُوْن مَعْشُوْقَة الْرِّجَال
هَذَا يُصَفِّق لَهَا وَذَاك يَضْحَك
وَذَاك يُثْنِي عَلَى جِمَال يُفْتَتَن الْعُيُوْن
لايَهَمُهَا إِن تَمَرَّغَت فِي الْضَّلال وَالْوَحَل
الْأَهَم أَنَّهَا تَعْيِش كَمَا تَهْوَى
فَعَلاقَات مُحَرَّمَة وَحَفَلات مَشْبُوْهَه
لَاتُحِب إِلَا رِجَال مِن ذَوَات الْطَّبَقَة الْرَّاقِيَة مِثْلُهَا
وَلَكِن الِبِالتَّوك هُو مِن جَمْعِهَا بَرْيَان
أُعْجِبْت بِحَدِيْثِه وُعَلَاقَاتِه وَمُغَامَرَاتِه الْلَّتِي لَاتَنْتَهِي
فَشَعَرْت أَن هُنَالِك أَحَدا مِثْلُهَا
لَطَالَمَا زَارَت قَسَم الْشُّرْطَة
بَعْد مُدَاهَمَات لِحَفْلَاتِهُم المَشْبُوهِه وَلَكِن رَيَّان كَان ظُهْرا سَانِدا لَهَا
بِمُكالِمّة تَكُوْن أَمَانِي فِي بَيْتِهَا قَابِعَه
وَسَيَحْظَى هُو بِمُقَابِل وَلَا أَي مُقَابِل
إِذَن فَوَائِد مُشْتَرَكَة تَجْمَعُهُم لَيْس إِلَا
غَرِيْبَة هِي بَعْض الْعَلَّاقَات الْلَّتِي لايَحُكُمُهَا عَقَل وَلَا حَب وَلَا عَاطِفَه
أَنَّمَا مُجَرَّد مَصَالِح نَتْنِه مُشْتَرَكَه
أَلَا يَشْعُرُوْن بِالْقَرْف وَالْتَّقَزُّز مِن أَنْفُسِهِم لِلَحْظَة .؟
مِن الْمُسْتَحِيْل أَن تَكُوْن الْكَرَامَة وَالْأَرْض سَوَاء يأَمانِيْ وريانْ





لِمَا وَمَهْا أَدْرَكُوَا أَن الْبَيْت بَات لَايُطَاق
فَقَرَّرُوْا أَن يَنَامُوْا قُرْب أَبِيْهِم فِي الْمَجْلِس
قَرَّر أَبُو لَمَّا أَن يَذْهَب لِتَفَقُّد زَوْجَتِه
وَأَن يَأْخُذ لَهَا كَأْسَا مِن الْمَاء
تُوَجَّه لِلْمَطْبَخ وَقَام بِتَشْغِيل الْإِنَارَة
وَأَخَذ كَأْسا وَسَكَب بِه الْمَاء
كَان يَتَصَبَّب مِن الْعَرَق خَوْفا
أَخَذ الْمَاء وَصَعِد إِلَا الدَّوْر الْعُلْوِي
وَمَا أَن صَعِد إِلَا وَسَمِع صَوْت أَرْتِطَام الْصَحُوْن
فِي الْمَطْبَخ
لِمَا وَمَهْا خَرَجُوْا بِسُرْعَه فَقَد ظَنُّوْا أَن
أَدْرَاج الْصَحُوْن وَقَعَت عَلَى رَأْس أَبِيْهِم
وَلَكِنَّهُم لَم يَجِدُوْا أَبِيْهِم وَالْمُطَبِّخ طَبِيْعِي جِدا
وَلَكِن هُنَالِك ثُغْرَة صَغِيْرَة يَخْرُج مِنْهَا نَمْل بِسُرْعَة كَبَيْرِة
وَكَأَنَّهُم مَصَب مَاء يَنْبُع نَبْعَا وَبَدَل الْمَاء نَمْلَات صَغِيْرَة
صَرَخَت مَهَا بِأَعْلَى صَوْتِهَا تُنَادِي أَبِيْهَا بِسُرْعَة
فَأَن أَسْتَمِر الْنَّمْل بِالْخُرُوْج بِهَذِه الْطَّرِيْقَة سَيُقْضَى عَلَيْهِم
أَبُو لَمَّا وَجَد زَوْجَتِه جَالَسَه وَمَا أَن نَظَر إِلَيْهَا
إِلَا وَأَخَذَت تَضْحَك
أَبُو لِمَا : أَنَا جِبْت لِك مُوَيْه أَنْتِي بِخَيْر فِي شَيْئ يِعُورُك ؟
وَكُلَّمَا كَلْمُهَا أَخَذَت تَضْحَك دُوْن أَن تَتَوَقَّف
وَفَجْأَه أَتَسْعَت حَدَّقْت عَيْنُهَا
وَبَاتَت تَزِم شَفَتَيْهَا
وَتَرْفَع حَاجِب دُوْن آَخَر
أَبِيَك تَمُوْت تُمُوِوِوِت تَمُوُوُوُوُت
مَا أَن رَآَهَا هَكَذَا إِلَّا وَخَرَج بِسُرْعَه بَعْد أَن أَغْلَق الْبَاب
كَان يَرْكُض وَكَأَنَّه هُنَالِك أَحَدا يَلْحَقُه
مَع أَنَّه رَجُل وَكَبِيْر فِي الْسِّن إِلَا أَن الْخَوْف
جَعَل مِنْه شَابا فِي بِدَايَة الْعِشْرِيْن
نَزَل إِلَى الدَّوْر الْعُلْوِي وَرَكَع عَلَى رُكْبَتَيْه
يُحَاوِل أَن يَلْتَقِط مَاتَبَقَّى مِن أَنْفَاسِه
مِن الْمُسْتَحِيْل أَن يَكُوْن هَذَا الْصَّوْت صَوْت أُم لِمَا
فَهْو صَوْت خَشِن وَرُجُوْلي وأَجش صَوْتَه كَان مُرْعِبَا
كَان يَسْمَع صَرَخَات مَهَا وَلَمَّا
وَلَكِنَّه لَا يَسْتَطِيْع أَن يَذْهَب إِلَيْهِم
فَالرَّجْفة بَاتَت تَسْكُن يَدَيْه وَرِجْلَيْه
شَكْل زَوْجَتِه وَهِي تُحَدَّق بِه وَتَزُم لَهَا شَفَتَيْه
وَكَأَنَّهَا رِسَالَة تُوَعِد مِنْه وَمِن ثَم صَوْتَهَا
كُل شَيْئ يُثِيْر مَخَاوِفُه
وَمَا أَن شَعَر أَن صُرَاخ مَهَا وَلَمَّا بَات يَزْدَاد ذَهَب رَّاضَّا لَهُم
وَجَد كُل شَيْئ طَبِيْعِي جِدا وَلَا يَدَعُوْا لِذَاك الْصُّرَاخ
مَهَا : يُبَه يُبَه أَنَا مُّنِيْب قَاعِدَه فِي بَيْتِك ثَانِيْه وَحْدَه
لِمَا:وَلَا أَنَا بَعْد الَّلِي قَاعْدِيَن نَشْوَفَه شَيْئ مَّو طَبِيْعِي
مَهَا:يُبَه يُبَه فَجْأَه نْشُوف نَمْل وَعَقِبِهِا دَم
و عِظَام وَفَجْأَه هَيَاكِل
لِمَا:وَبَعْدَهَا كُل شَيْئ يَخْتَفِي
أَبُولِمَا:لَاحَوْل وَلَاقُوَّة إِلَا بِاللَّه تَدْرُوْن شَلُّون
لِمَا : شِنُو يُبَه
أَبُولِمَا:لَازِم نَجِيْب أَحَد يُقْرَى بِهَالَبَيَّت
لِمَا:لّيّش؟
أَبُولِمَا:جَالِس أَتَذَكَّر أَحْدَاث أَنَا وَأُمُّك مَرِيْنا فِيْهَا
مَهَا:يُمَّه يَعْنِي مِن أَوَّل مَاسَكِنَتُوا هُنَا
أَبُولِمَا:إِيْه أُمِّك أَوَّل ماوَلْدَتِكُم جابَتِكُم تَوْأَم وَتَعْرِفِيْن كَانَت تِعْبَانِه
وَمَاتَّقْوَى تُدْخِل الْحَمَام لِحَالِهَا
قَالَت لَهَا جِدَتِك الْلَّه يَرْحَمُهَا خَلِّيْنِي أُدْخِل مَعَك
بَس مارَضّت وَأَنَا بَغِيْت مِنْهَا بَس أَصَرَّت تُدْخِل لِحَالِهَا
لِمَا:وَّبَعْدِيْن
مَهَا:شِنُو صَار
أَبُو لِمَا تَزَحْلَقَت وَطَاحَت وَظَلَّت تَصْرُخ وَتَشَنَّجَت
تَعِبَت تَعِب الْلَّه يُعَلِّم فِيْه وَصَارَت ماتَتُحَرّك أَبَد
مِنْهَا صِرْنَا نَسْمَع صُرَاخ وَأَشْيَاء تُشَيِّب لَهَا الْرَّاس
وَمَن مَاحَمَلَت أَبَد وَإِن حَمَلَت فَهُو يَمُوْت فِي بَطْنِهَا قَبْل وِلَادَتِه بِيَوْم
لِمَا : طَيِّب حِنّا عُمْرِنَا مَاحُسِيْنا بِهُالأُمُوّر
إِلَا يَوْم مَاتَت جَدَّتِي وَطَاحَت أُمِّي
أَبُو لِمَا : لِأَنِّي جُبْت شَيْخ وَقَرِّى عَلَيْهَا وَعَلَى الْبَيْت
وَقَالَت إِن أُمَّك أَزْعَجَّتِهُم فتَلْبَسُوْهَا
و أُمِّك طِاحِت نَفْس الْطَّيْحة يَوْم مَاتَت أُمِّهَا
وَظَلَّت تَصْرُخ وَتَقُوْلُوْن أَنَّهَا تَشَنَّجَت
لِمَا :طَيِّب وَش يَعْنِي
مَهَا :يُبَه أَخْلَص تَرَا قُلُوْبَنَا شُوَي وَتَوَقَّف لاتُستعّب
أَبُو لِمَا:لَابُد نَجِيْب شَيْخ يُقْرَى بِالْبَيْت وَعَلَى أُمُّكُم
لِمَا:أَنَا مُّنِيْب قَاعِدَه بِهَالَبَيَّت
مَهَا:كِيْفِكُم أَنَا مَابْي أَعِيْش مَعَكُم
أُمِّي صَار وَجْهِهَا يخَرّع وَنَظَرَاتُهَا بَعْد
أَبُولِمَا:الْمُصِيبَة عِزّا جَدَّتُكُم شَلُّون الْحَرِيم بِيِّجُون يُعَزُّونَهَا
مَهَا:خَلِّهَا بِالْبَيْت وبِنَقُوّل أَنَّهَا تِعْبَانِه مَايَنْفَع تَرُوْح
لِمَا:أَصْلَا مَهِيْب طَبِيْعِيَه وَرَبِّي
أَبُولِمَا : بِكْرا رَاح أُخْلِي أَمَام مَسْجِدَنَا يَجِي وَيَقْرِى عَلَيْهَا
وَبَس تَتَحَسَّن نَنْقُل مِن هَالْبِيْت
مَهَا:أَنَا بِكَلِم خَالِي يَجِي يَآَخَذَنِي
لِمَا:وَأَنَا بَعْد
هَاتَفْت مَهَا خَالَهَا وَأَخْبَرْتُه بِكُل مَايَحَدُث مَعَهُم
وَأَنَّهَا لَن تَبْقَى فِي الْمَنْزِل دَقِيْقَة وَاحِدَه
وَتُرِيْدُه أَن يَأْتِي الْآَن حَالِا وَيُصْطَحِبِهُم لشَقْتِه
نَهَض عَبْدِاللّه مِن نَوْمِه بِتَثَاقُل
كَان الْجَمِيْع يَرْتَجِف خَوْفا
مَهَا:أَصْعِدِي جَيْبِي عْبِايَاتِنا
لِمَا:لَا وَالْلَّه مُّنِيْب صَاعِدَه أَنَا أَحَسُّهُم يَكْرْهوَنِي
مَهَا:لِيَه
لِمَا:يَأُخْتِي كُل يَطَّلِعُون قُدَّامِي يَرْقُصُوْن
مَهَا: أَنْقْلِعي وَالْلَّه أَنَا مُّنِيْب صَاعِدَه
لِمَا:رُوْحِي صَحَّي الْخَدَامَة وَخَلِّيْهَا تُجِيْبُهُم
مَهَا لَا يُمَّه أَخَاف سَكَنُوْهَا
لِمَا:رُوْحِي بِسُرْعَه جَيْبِي الْعْبِايَات وَالِجَوَالَات
وَالَّا تَرَى بْيَسْكَنُوْنا حْنَا بَعْد
رَكَضَت مَهَا إِلَا غُرْفَتِهَا وَأَخَذَت الْعْبِايَات وَالِجَوَالَات
وَبِسُرْعَة وُضِعَت لَهُم مَلَابِس لِيَمْكُثُون فِي بَيْت خَالَهُم
وَضَعَتْهُم فِي شَنْطَه صَغِيْرَه
أحْتَضَنَتِهَا حِضْنِهَا وَأَخَذَت تَرْكُض بِهَا
إِلَا إِن هُنَالِك شَيْئ أَمْسِك بِرِجْلِهَا بِقُوَّة
فَسَقَطَت هِي وشنَطَتِهَا بَدَأَت تَسْتَنْجِد بِلَمَّا لْتَلْحَقَهَا بِسُرْعَه
فَهِي لَاتُقَدَّر حَتَّى عَلَى أَن تَلْتَفِت لِتُعْرَف مِن الْلَّذِي يُمْسِك بِرِجْلِهَا
لَمَّا تَنْظُر لِأَبِيْهَا وَتَهُز بِرَأْسِهَا لِكَي يَذْهَب لِأُخْتِهَا
وَلَكِن أَبُو لِمَا بَات الْخَوْف وَالْتَعَب يُظْهِر عَلَيْه
فَهَز بِرَأْسِه بِالْنَّفْي
فَشُكِّل زَوْجَتِه مَازَال عَالِقَا بِعَيْنِه
قَرَّرْت لَمَّا أَن تَرْكَض لتَوَأَمَتِهَا
مَا أَن بَدَأَت تَتَخَيَّل أَنَّهَا وَاقِعِه فِي مَطَب مَعَهُم
رَكَضَت لِلْغُرْفَة وَمَا أَن فُتِحَت الْبَاب
إِلَا وَوَجَدْت مَهَا تَصْرُخ بِجُنُوْن
وَهِي فَوْق الْحَقِيبَه وَتُخَبِّئ وَجْهِهَا بِيَدِهَا
أَخَذَت لِمَا تَضْحَك وَتُضْحِك
لِمَا:قَوْمِي يَادَّجَاجِه هَذَا سَلَك الْتِّلْفِزْيُون
مَهَا:عَلَى تُبْن يَاحِمَارَة
أَصْلَا أَنَا كُنْت خَايفْه أَن يَصْعَقُني الْكَهْرَب حَق الْتِّلْفِزْيُون
لِمَا:يَلَا يَلَا مَشَيْنَا
مَهَا:وَأَبَوَي .؟
لِمَا:أَحَس أَنِّي خَايفْه عَلَيْه وَمَابِي أَتْرُكَه لِحَالِه
مَهَا:أَنَا مُوَب رَايْحَه خَلَاص
لِمَا:وَلَا أَنَا
مَهَا:بَس خَالِي عَبْدِاللّه بْيِجِي
لِمَا:تُلْقِيَنَّه مَاطَلَع مِن شَقَّتِه حَتَّى
عَاد نَوْمَة مَافِي أَثْقَل مِنْه
كَلِّمِيه وَقُوْلِي لَه خَلَاص لاتِجي
مَهَا:أشِوا الْشَّمْس بَدَت تَطْلُع
لِمَا:الْحَمْدُلِلَّه
مَهَا وَلَمَّا نَزَلُوْا لِأَبِيْهِم
لِمَا:يُبَه خَلَاص بِنُبْقَى مَعَك مَانِقَدَر نَتْرُكُك
بَس الْيَوْم الْظُّهْر تُجِيْب هَذَا الْلَّي يُقْرَى
أَبُو لِمَا:بَس يَجِي الْشَّيْخ وَيَقْرِى عَلَى أُمِّك وَفِي هَالْبِيْت كُل شَيْئ بِيْرُوح
مَهَا : إِن شَاء الْلَّه بَس كَلَّم خَالِي عَبْدِاللّه قَوْل لَه لَايْجي
وَحِنَّا بِمَا أَن الْشَّمْس طَلَعَت فَبُنِرُّوح نَنَام بِالصَّالِه
وَالشْغَالُه بِتْصِيْر تُنَظِّف وُحُوْلِنَا وَأَنْت بَعْد يُبَه تَعَال نَام مَعَنَا
أَبُو لِمَا:يَلَا يَلَا أَبَجِّي أَلْحِيَن
،
حِيْن لَم يُعْجَب أَم زِيَاد حَدِيْث خَادِمَتَهَا عَن وَلَدِهَا الْوَحِيْد
أَسْتَطِاعَت أَن تَلْسَعُها وَتَكْوِيْهَا لتُسْكْتِهَا
صَرَخْت فِي وَجْهِهَا وَقَامَت بِتَهْدِيدِهَا
إِن تَحَدَّثْت مُرَّه أُخْرَى بِمَا يَسُوْء وَلَدِهَا
أَو أُخْبِرْت زَوْجَهَا الْسَّائِق بِمَا فَعَلَتْه بِهَا
فَهِي سَتَحْرِق لِسَانِهَا قَبْل أَن تَقُصَّه لَهَا
الْخَادِمَة كَانَت تَبْكِي مِن الْحُرَقَة وَالْأَلَم
الْلَّتِي سَكْنَت فِي قَلْبِهَا قَبْل جَسَدِهَا
قَامَت أُم زِيَاد بِصُعُود تِلْك الْدَّرَجَات لِلِتَّوَجُّه لِغُرْفَة زِيَاد
وَلَكِنَّهَا لَم تَجِدْه
عَادَت إِلَى غُرْفَتِهَا تُفَكِّر
مَاهُو عُنْوَان الْمُحَاضَرَة الْلَّتِي سْتُلْقَيُّهَا الْيَوْم فِي بَيْت أُم سَعِيْد
فَكَّرْت وَفَكَّرْت فَلَم تَجِد أَفْضَل مِن
الْتُكْنُوْلَوْجِيْا وَأَثَرُهَا الْسَّلْبِي فِي حَيَاتِنَا
رَن جَوّالَهَا فِي هَذّة الْأَثْنَاء
أَبُو زِيَاد:أُلُو
أَم زِيَاد:هَلْا وَالْلَّه هَلْا بِو زِيَاد حَمْدُالْلَّه عَلَى الْسَّلامَه شَكْلِك رَجَعَت
أَبُو زِيَاد:أَي سَلَامَة وَرَا وَلَدِك سَلَامَة أَنْتِي وَيْنَك عَن بَيْتِك ؟
أَم زِيَاد:هَاه مَوْجُوْدِه وِش فِيّك
أَبُو زِيَاد:الْلَّه يِآخَذَك و يَآَخِذ وَلَدِك
الْلِي مُسَوَّد وَجْهِي الْلَّه يَسُوْد وَجْهَه
مَع أَنُو مَايَحْتَاج يُسَوِّدُه لِأَنَّه وَجْهَه أَسْوَد مِثْل أَفْعَالِه
أَم زِيَاد:وِش فِيّك يَا بُو زِيَاد وَش صَايِر ؟
أَبُو زِيَاد : مْصِيَبَه وياكْبَرَهَا مِن مْصِيَبَه







وُصِل الْقَاتِل لِلْأَرَاضِي الْسُعُوُدِيِه
بَعْد جُهُوْد الْشُّرْطَة الْدُّوَلِيَّة
لَم يَتْعَبُوا حَالِهِم بِتَعْذِيبِه وَضَرَبَه
أَو سُلِخ جِلْدِه
بَل أَكْتِفُوا بِصَعْق كَهْرُبَائِي جَعَلَه يَخِر بِكُل ماعَمَلَّه
نِعْم لَقَد قُمْت بِقَتْلِهِم لِأَنَّهَا هِي مِن أَجَبَّرْتَنِي عَلَى ذَالِك
فَعِنْدَمَا طَلَبَت مِنْهَا أَن تُعْطِيَنِي الْذَّهَب رُفِضَت
وَلَم تَقَبَّل إِلَا بِأَن آَخِذ جُزِئَا فَقَط
فَغَرَّرَت بِهَا وَمَارَسَت مَعَهَا الْرَذَيِله
لِكَي أَفْقَدَهَا عَقْلِهَا قَلِيْلا
وَعِنْدَمَا تَنَبَّأْت أَنَّهَا بَاتَت مُرْهَقَه وَتَغُط فِي نَوْم ذَهَبَت لِآخُذ الْذَّهَب
فَأَكْتَشَفَت أَن تِلْك الْمَرْأَة الْعَجُوْز تَنْظُر إِلَي
حَاوَل أَن أَهْرُب بِسُرْعَه وَلَكِن خَشِيَت أَن تَحْفَظ شَكْلِي
فَقَد كَانَت تُنَظِّر لِي بِحَدِّه
فَعُدْت وَحَاوَلْت خَنَقَها وَلِأَنَّهَا مَشْلوَلَّه لَم تُقَاوِم كَثِيْرا
بِعَكْس تِلْك الْخَادِمَة الْلَّتِي دَخَلْت الْغُرْفَه وَرَأَتْنِي عِنَدَمّا تَخَلَّصَت
مِن الْعَجُوز وَعَلَى جَانِب الْسَّرِيْر الْذَّهَبَات إِلَا وَجَائَت تَرْكُض كَالَمَجْنُونَه
تَرْفِّسَّنِي وَتَضْرِبُنِي بِشِدَّه
فَأَخْرَجَت سِكِّيْنُنَا قَد وَضَعَتْهَا فِي خَاصِرَتِي لِلْحَاجِه
وَطَّعّنّتُهَا فَلَم تَمُت بَل تَشَبَّثَت بِي أَكْثَر
فَطَعَنَتِهَا أَكْثَر وَأَكْثَر وَأَكْثَر
وَمَن ثُم حَمَلَت الْذَّهَب
وَلَم أَنَسَى تِلْك الْأَسَاوِر
الْلَّتِي رَأَيْتُهَا فِي يَد الْعَجُوْز وَأَنَا أَكْتُم أَنْفَاسَهَا
خَرَجَت بِسُرْعَه وَذَهَبَت لشَقَتِي الْقُرَيْبَة مِن بَيْت الْعَجُوز
وهاتَفت صَدِيْقِي الْلَّذِي يَعْمَل فِي شَرِكَة الْسَّفَرِيّات
وَأَخْبَرْتُه بِمَا فَعَلَتْه وَقُلْت لَه إِن سَاعِدْنِي
فَأَنَا سَأَتْرُك الْذَّهَب بِحَوْزَتِه لِحِيْن تَغْفَل الْشُّرْطَة
وَمَن ثُم أَعُوْد وَسَأُعْطِيْه الْنِّصْف
إِن أَحْتَفِظ بِالْسِّكِّيْن وَالْمَلَابِس وَالْذَّهَب
لَم أَكُن أَقْصِد قَتَلَهُم وَلَكِن وُجِدَت نَفْسِي مُجْبَرَا
الْمُحَقِّق : أَتَعَلَّم مِن الْلَّذِي قَد بَلَغ عَنْك .؟
الْمُجْرِم : مِن .؟
الْمُحَقِّق : زَوْجَة صَدِيْقُك مَا أَن رَأَت تِلْك المَلَابِس وَالْذَّهَب
قَامَت بِالأَتِّصَال عَلَى الْشُرْطَة
لِأَنَّهَا خَشِيَت عَلَى نَفْسِهَا لِأَنَّهَا ظَنَّت أَن زَوْجَهَا الْقَاتِل
مَع أَنِّي أَشُك أَنَّهَا كَانَت خَائِفَه
وَلَكِن كَانَت تَوَد أَن تَسْتَوْلِي عَلَى الْذَّهَب لِوَحْدِهَا
فَقَالَت فُرْصَه وَالْسَّلام
فَخَبَّأَت الْذَّهَب عِنْد جَارَتِهَا
وَأتَّصِّلت بِالْشُّرْطَة لِتَبْلُغَهُم بِأَن زَوْجَهَا قَاتَل
وَكُل أَدَوَات الْجَرِيْمَة بِالِشقِه
وَصَلَت الْشُّرْطَة لِلْعُنْوَان الْمَنْشُود الْلَّذِي أَعْطَتُهُم إِيَّاه الْزَّوْجَة
وَسَحَبْتُهُا الْشَّرْط هِي وَزَوْجُهَا
وَمَا أَن تَأَكَّدُوْا بِأَن الْبَصَمَات لَيْسَت نَفْسَهَا
إِلَا وَقَامُوا بَتَفتِيش الْعِمَارَة كُلَّهَا لِأَنَّه أَعْتَرِف أَنَّه لَم يَكُن إِلَّا
مُخَبَّئَا لِأَدَوَات الْجَرِيْمَة وَلَيْس قَاتِلَا
فَظَنَّت الْشُّرْطَة أَن الْقَاتِل يَخْتَبِئ فِي الْعِمَارَة ذَاتِهَا
وَوَجَد الْذَّهَب عِنْد تِلْك الّجَارة
وَعِنْدَمَا وَجَد نَفْسَه إِنَّه قَد غَرِق
وَلَن تَنْفَعُه الْذَّهَبَات وَالْقِسْمَة أَعْتَرِف بِكُل كُل شَيْئ
ماللذيْ جنيته الآنْ
لن ينفعك الذهب ولا المال
لأنك ستعدم ْ قبلَ أن تتلذذ بهمْ
،
مُهِمَّا كُنْت ذَكِيا وَلَاتَتْرُك لَك أُي أَثَر
فَسَتَتَرّك أَشَارَة تَّنْبيهِيْه
تُنْذِر بِأَنَّك الْمُجْرِم ..!
سُبْحَان الْلَّه مَهْمَا بَلَغ إِبْن آَدَم مِن الْذَكَاء وَالْعَقْل وَالْدَّهَاء
إِلَا أَنَّه يَظَل ذَكَائا مَحْدُودَا
،
رَائِحَة الْكَافُوْر وَالسِّدِرالِلَّتِي عَلَّقْت فِي جَسَد أَم عَبْدِاللّه وَالْخَادِمّة
بَدَأَت تَتَسَلَّل لِلْمَسْجِد
إِن لِلْمَوْت رَائِحَة غَرِيْبَة
وَعَلَى الْأَرْجَح مُخِيْفَة وَمُرْعِبَة
عِنْدَمَا تَنْظُر لِلْنَّعْش لاتَتَخَيل
إِلَا كَيْف سَتَكُوْن نَفْسُك فِيْه
،
أكْتظ الْمَسْجِد بِالْمُصَلِّيْن
الْلَّه أَكْبَر الْجَمِيْع كَان مُتَأَثِّرا
فَالَّظُّرُوْف الْغَامِضَة الْلَّتِي قَتَلْت بِهَا أَم عَبْدِاللّه
مُؤْلِمَه لِكُل الْنُّفُوْس
حَتَّى تِلْك الْنُّفُوْس الْلَّتِي لَم تَتَعَرَّف عَلَيْهَا عَن قُرْب
فَهِي قَد تَأَثَّرَت وَبَكَت وَأَسْتَنْكَرّت ذَاك الْفِعْل
الصَّلَاة عَلَى الْأَمْوَات يَرْحَمَكُم الْلَّه
عِنْدَمَا تَسْمَع هَذِه الْكَلِمَة
تَزَلْزَل الْأَرْض مِن تَحْت قَدَمِك
تَخِر قُوَاك
تَتَجَمَّد مَشَاعِرَك وَتَنْحَدِر دُمُوعِك
وَيُلَيِّن قَلْبِك الْقَاسِي
بِالْأَمْس كَانُو مَعَنَا يَجْلِسُوْن وَيَتَحَدَّثُوْن وَيَضْحَكُوْن
فَمَا بَالُهُم الْيَوْم لايَتَحَرِكُون
كَبُر الْأَمَام تَكْبِيْرَات صَلَاة الْمَيِّت
قَرَأُوْا الْفَاتِحَه وَرَدِّدُوا الصَّلَاة الإِبْرَاهِيْمَيْه
وَدَعَوْا لَهَا بِالْمَغْفِرِه وَالْرَّحْمَة
وَالْقَبُول الْحَسَن
..
أَتَت الْمَرْحَلَة الْأَكْثَر وَالْأَكْثَر صُعُوْبَه
أَنَّه الْقَبْر يَاسَادَة
أَتَو بِالْجُثْمَان وتَتَعالَت بَعْض الْأَصْوَات
أَعِدُّوْا الْلَّبَن وَالْمَاء
أَعِدُّوْا الْلَّبَن وَالْمَاء
سِرْت حِيْنَهَا الْرَجْفَه وَالْبُرُوْدَة وَالْحَرَارَة فِي رُوْح قَبْل جَسَد
عَبْدِاللّه
أنْهَمِرّت دُمُوْعُه وَهُو يَحْمِل ذَاك الْنَّعْش
وَمَن ثُم قَام بِوَضْعِه فِي الْقَبْر
حَثَى بِالْتُّرَاب عَلَى قَبْرِهَا
وَحَثَى بِالْتُّرَاب عَلَى وَجْهِه
أَدْعُوْا لَهَا بِالثَّبَات أَدْعُوْا لَهَا بِالثَّبَات وَالْرَّحْمَة
عَبْدِاللّه كَان يَشْعُر أَن كُل مَاحَدَّث غَيْر صَحِيْح
مَع أَن وُجُوْدَه فِي الْمَقْبَرَه يَجْبُرَه عَلَى أَسْتِيْعَاب مَايَحْصِل
عَبْدِاللّه يَبْكِي بِحُرْقَة
وَرَحَلْت تِلْك الْجُمُوْع لِدَفْن الْخَادِمَة
هَوَى هُو عَلَى الْأَرْض وَبَدَأ يَبْكِي بِحُرْقَه
رُّبَمَا كَان يَنْتَظِر هَذّة الْلَّحْظَة لِيَبْكِي دُوْن أَن يَشْعُر بِه أَحَد
أَتَى إِلَيْه أَبُو لِمَا وَمِد لَه يَدَه فَأَسْتَنْد عَبْدُاللَّه عَلَيْه
وَنَهَض وَهُو يُحَاوِل أَن يُخْفِي تِلْك الْشَّهَقَات الْمُتَقَطِّعَه
وَالَلَّذِي يُحَاوِل أَن يَحْبِسَهَا فِي صَدْرِهَا
وَلَكِنَّهَا تَخَوَّنَه فَتَفِر مِن بَيْن أَضْلُعُه دُوْن شُعُور مِنْه
عَزّاه الْجَمِيْع قَبْل خُرُوْجِهِم وَقَبْل أَن يَطْلُب مِنْه أَبُو لِمَا الْخُرُوْج مَعَه
وَلَكِنَّه عَاد لْقَبْر أُمُّه يُمَرِّغ وَجْهَه بِتُرَابِه
وَيَبْكِي بِعَوِيْل كَالَأَطْفَال سَامِحِينِي تِكَفَيَن سَامِحِينِي




أنتَ لَم تتدرّج في تعذيبكَ ليّ ! فـ منذ البدَاية .. كَان ألمِي منكَ ،

لا يُطاق !






أَم زِيَاد سَلَكْت طَرِيْقا سَهْلَا لِقُلُوْب جَارَاتِهَا
فَهِي تَعَمَّدَت الْوُصُول لِعُقُوْلِهِم وَمَشَاعِرِهِم
أَكَّدَت حُضُوْرِهَا بِتِلْك الْكَلِمَات
الْلَّتِي وَجَّهَتْهَا لَهُم بِنُصْح وَإِرْشَاد وَتُوَعِّيْه
وَعِنْدَمَا يَتَحَقَّق الألْتَقَاء الْفِكْرِي
بَيْن أَي طَرَفَيْن فَإِن ذَالِك يَعْنِي
أَمْتِزَاج لِلأَرُّوح وُدَيْمُوْمَة أَمْتِزَاج
وَلَكِن الْحُب لَيْس عَقْدا أَبَدِيّا
كَمَا أَن الدَّيْن لَيْس لِلأَتّكَاء عَلَيْه أَو الْظُّهُور بِه
زِيَاد بَات الْآَن مَوْقُوْفا فِي مَرْكَز الْشُّرْطَة مُحَال لِلْتَّحْقِيْق
فِي جَرِيْمَة هِي الْأَبْشَع مِن نَوْعِهَا
هَذِه الْمَرَّة لَم يَنْتَهِك الْأَعْرَاض
وَلَم يِكْسِر زُجَاج الْسَّيَّارَات
وَلَم يَسْرِق الْبُيُوْت
إِنَّه أَحَب أَن يَفْتِل عَضَلَاتِه قَلِيْلا وَيَسْتَعَرْضُهَا أَمَام رِفَاقِه
فَوَعَدَهُم أَن يُقَدِّم لَهُم عِرْضَا مِن أَرْوَع عَرُوْضِه هُو الْأَقْوَى
كَان يُدِيْر تِلْك الْسَّيَّارَة بِحَرفَنّه مَجّنُوْنَه
وَمَن مِنْهُم لَايَعْرِف زَنْزُون
عِنَدَمّا يُخْضِع تِلْك الْسَّيَّارَة وَيَجْعَلُهَا تَحْت سَطْوَة حَرَكَاتِه البَهْلْوَانِيْه
أَبْتَدِأ ذَاك الْعَرْض بِحَرَكَة بَسِيْطَة
فَتَرَك الْسَّيَّارَة تَتَّكِئ عَلَى عَجَلَتَيْن فَقَط
لَيَدُور بِهَا وَمَا أَن لَاقَى الْتَّصْفِيْق وَالْتَّصْفِيْر
إِلَا بَدَأ بِالْضَّحِك لَهُم وَعَلَيْهِم
وَأَشَار لَهُم بِيَدِه
أَنَّنِي لَم أَبْدَأ حَتَّى
هِي أَرْبَع دَقَائِق وَتَجَمْهُروا رِفَاق حَارَتَه
نَعَم فَقَد وَصَلَهُم خَبَر إِسْتِعْرَاضِه
خُصُوْصَا وَأَن زِيَاد بَات يُقَدِّم أَقْوَى الْعَرُوض
وُقِفُوا صَفْوَا يَصْرُخُوْن
وَيَنْظُرُوْن إِلَيْه بِنَظَرَات إِعْجَاب وَتَقْدِيْر
وَبَدَأُوا بِأَطْلَاق التَّحَايَا لَه
بِتَحْرِيْك تِلْك الأَشْمَغُه يَمَّنَتَا وَيُسْرَا
فَرَد الْتَّحِيَّة أَعْظَم وَأَعْظَم مِنْهُم
فَتَرَك الْسَّيَّارَة تَدُوْر عَلَى نَفْسِهَا بِسُرْعَة هَائِلُه
يَرْفَع يَد وَيُبْقِي الْأُخْرَى
لتَنْزَلّق الْسَّيَّارَة فَجْأَه
وَتَنْحَدِر نحَوَوَهُم لِتُحْيِيْهُم عَلَى طَرِيْقَتِهَا الْخَاصّه أَيْضا
حَاوَلُوا الْتَّنَحِّي وَلَكِن سَيَّارَة زِيَاد أَرْتَطَّمّت بِأَجْسَادِهِم الْنُحُيُلُه
لِتَرِيْهُم الْعَرَض الْبَهْلَوَانِي الْحَقِيقِي
مَن يَرَاهُم يُظَن إِن تِلْك الْأَجْسَاد مَاهِي إِلَا بَالُوْنَات مُلِئَات بِالْغَاز
فَبَاتَت تَتَطَايَر هُنَا وَهُنَاك ..!
خَرَّت تِلْك الأَجسَاد هَاوِيَة عَلَى الْأَرْض
وَلِسَان حَالِهَا يَقُوْل
شُكْرَا زِيَاد
عرضكَ كَان الْأَرْوَع وَالأَحْلَى وَالْأَجْمَل
كَمَا وَعَدْتَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا ..!!
زِيَاد لَيْس وَحْدَه فِي مَطَب
فَأُمُّه الْلَّتِي كَسَب حَبَ وَتَقْدِيْر وَأحتِرَام الْجَمِيْع
فَقَدَتْهُم فِي نَفْس الْلَّحْظَة
الَّتِي تُلْقُوُا فِيْهَا أَهْل الْحَار
أَقْوَى فَاجِعَه حَصَلَت لأولادهم
فَلَا بَيْت فِي الحار إِلَا وَدخله الحزن
وبات لَهُم فَقِيْد يَنُوْحُون عَلَيْه
وأُغْتِيلَت الْفَرْحَة فِي قُلُوْب الْأُمَّهَات
وَضَجَّت الْحَارَّة بِشَبِح أُوْلَئِك الأَمُواات



عَمَّت الْمُسْتَشْفَى فَوْضَى عَارِمَة
كَيْف لَا وَأَجْسَاد أُوْلَئِك الْشَبَاب قَد وَصَلَت
جَمِيْع الْأَطِبَّاء الْمُنَاوِبِيْن كَانُو فِي وَضْع لَايُحَسَّدُوْن عَلَيْه
هَذَا يَرْكُض وَذَاك يَتْرُك الْشَّاي الْلَّذِي بِيَدِه عَلَى مَكْتَبِه
فَتَصْطَدِم يَدَه بِالكَوب
لِيَتْرُك الْشَّاي وَالْكُوَب وَيُهَرْوِل يُحَاوِل الْوُصُول لِلْطَّوَارِئ
الْكُل بَذَل مَابِوَسَعَه
وَحَاوَلُوْا أنْقَاذ أَحَدا مِن أُوْلَئِك الْسَّبْعَه
وَلَكِن كُل الْأَرْوَاح فَاضَت إِلَى بَارِئِهَا
حَتَّى قَبْل وُصُوْل أَجْسَادِهِم لِلْمَشْفَى
مَع أَنَّ الأطباء يَدْرِكُون أَنَّه بَات لَا أَمَل
وَلَكِن كَان يُحَاوِلُوْن تَقْلِيْص عَدَد الْضَّحَايَا
الدُّكْتُوْرَة سَنَاء : يَالِلِه مُنَظِّر يَقْطَع الْقَلْب
الدُّكْتُوْر أَحْمَد : ضَحَايَا لتَفْحِيط وَأُسْتِهَار شَاب بِسَيّارَتِه
الدُّكْتُوْرَة سَنَاء : لَهِالدَرَجَّة أَرْوَاح الْنَّاس صَارَت رَخِيْصَه سَبْعَه سَبْعَه
الدُّكْتُوْر أَحْمَد : الْمَفْرُوْض يُعَدِمُوْنَه فِي مَكَان الْتَفَحِيط
الدُّكْتُوْرَة سَنَاء : لَا وَكُل المُتَجَمْهِرِين يُجِيْبُونَهُم يْشُوَفُونَه
عَشَان يُصَفِّقُوْن عَلَى أَعْدَام إسْتَّهْتَارِه
مَالَم تُدْرِكُة الدُّكْتُوْرَة سَنَاء أَن هُنَالِك ضَحِيَّة ثَامِنَه تَقْبَع فِي نَفْس الْمَشْفَى
وَالْمُجْرِم هو نفسه
تَأَثَّرَت كَثِيْرا الدُّكْتُوْرَة سَنَاء عَلَى مَا أَلَم بِهَؤُلَاء الْشَبَاب
وَظَلَّت حَزِيْنَه حَتَّى سَاعَات الْصَّبَاح الْأُوْلَى
أَتَى طَارِق لِلْمَشْفَى يَحْمِل الْوِرْد بَيْن يَدَيْه
وَيَبْحَث عَن تِلْك الدُّكْتُوْرَة الْلَّتِي غَيَّرَت لَه قَنَاعَاتِه كُلَّهَا
لَم يَجِدْهَا لَا هُنَا وَلَا هُنَاك وَلَا حَتَّى فِي الأْسيّاب
فَذَهَب يُسْئَل الْمُمَرِّضَات عَنْهَا
وَمَا أَن دَلْوَه عَلَى مَكَانِهَا إِلَا وَذَهَب إِلَيْهَا
أَنَّهَا تَحْتَسِي الْقَهْوَة عِنْد بَوَّابَة الطوَائ الْخَارِجِيّه
طَارِق : صَبَاح الْوَرْد
الدُّكْتُوْرَة : أَهْلَا وَسَهْلَا صَبَاح الْخَيْر
طَارِق : أَنَا جِيّت أَطَّلِع أُخْتِي عَلَى مَسْؤوْلِيَّتِي لِأَنَّنَا مُسَافِرِيْن
الدُّكْتُوْرَة : بِرَّافُوا عَلَيْك
طَارِق : فَكَّرْت كَثِيْر وَش أُقَدِّم لَك مَالْقِيَت أَفْضَل مِن شَيْئ يُشْبِه لَك
الْوَرْد مَافِي أَحْلَى مِن شَكْلِه وَمَافِي أَرْوَع مِن عِطْرِه
شُوَفَتْه بَس تَرِد الْرُّوْح
الدُّكْتُوْرَة : مِن ذُوْقْك يُاه أحب الورد شكرا
طَارِق : وِش فِيّك ؟
الدُّكْتُوْرَة : مَرَّه مُتَضَايَقِه تَعْرِف طَبِيْعَة عَمَلَنَا
نفرح لأنقذنا أحد من الموتْ ونزعل ونتضايق لاشفنا الموت تخطفهم
من غير مانقدر نساعدهم
طَارِق : أَكِيْد بس أنتواْ تسووْن الي عليكمْ
الدُّكْتُوْرَة : دَائِمَا يَتَّهمُوْنا بِقَسَاوَة الْقَلْب
وَأَنَّنَا مَاعِنْدَنَا وَقْت نَعْبُر فيه عَن مَشَاعِرَنَا وَأَحَاسَيْسَنا
طَارِق : لِأَن مَاعِنْدَكُم وَقْت لِلْتَّفْكِيْر بِالْعَوَاطِف
الدُّكْتُوْرَة : يُمْكِن مَاعَلَيْنْا الْيَوْم دَخَلْت عَلَى أَنْهَار ونَفسِيَّتِهَا مَرَّة حُلْوَة
طَارِق : صَحِيْح .؟
الدُّكْتُوْرَة : طَلَبْت رَقْمِي وَتَرَكْتُه عِنْدَهَا ظُرُوْرِي تْخَلِّيْهَا تُكَلِّمُنِي بَعْد ماتَوَصَلُون
طَارِق : رَاح نْخَلّيك عَلَى إِطِّلاع بِكُل شَيْئ
الدُّكْتُوْرَة : أَتَمَنَّى
طَارِق : مُمْكِن تِجِيْن مَعِي لِغُرْفَة أَنْهَار .؟
الدُّكْتُوْرَة : لِيَه فِي شَيْئ ؟
طَارِق : لَا بَس فِي حَاجِز وُدِّي أَكْسِرُه وَأَبِيَك تَكُوْنِيْن مَعِي
الدُّكْتُوْرَة : فَهِمْت أَلْحِيَن يَلَا
وُصِل طَارِق لِغُرْفَة أَنْهَار وَفَتَح الْبَاب بِكُل هُدُوْء
أَنْهَار تَقْرَأ كِتَابا وَمُنْغْمَسِه فِيْه
طَارِق تَسَلَّلَت إِلَى وَجْهِه أُبْتِسَامَه وَنَظَر إِلَى الدُّكْتُوْرَة
كَانَت هِي تَبْتَسِم وَتَهُز لَه بِرَأْسِهَا
وَكَأَنَّهَا تَقُوْل لَه أَنَا وَحْدِي مَن غَيَّرَتْهَا
أَقَتَرِب مِنْهَا وَبَات يَنْظُر إِلَيْهَا
أَنْهَار مَا أَن شَعْرَت بِوُجُوْد الدُّكْتُوْرَة وَأَخِيْهَا
إِلَا وَأُغْلِقَت الْكتاب وَصَبَّت عَيْنَيْهَا عَلَى الْجِدَار الْلَّذِي أَمَامَهَا
وَكَأَنَّهَا تَقُوْل لَه هَا أَنَا أَفْعَل بِي مَاتَشَاء
أَنَّهَا الْمُرَّة الْأُوْلَى الْلَّتِي يَرَاهَا طَارِق بَعْد تِلْك الِمْصِيبِه
سَنَاء قَامَت بِمِسْك يَد طَارِق وَوَضَعَتْهَا عَلَى كَتِف أَنْهَار
كَمُحَاوَلَة مِنْهَا لِتَشْجِيعِه وَعَدَم الْتَّرَاجُع
إِن أَنْهَار بَاتَت نحيله جدا
أنها عَظْمَا فَقَط هَذَا مَا أَدْرَكّة عِنْدَمَا وَضَع يَدَه عَلَى كَتِفِهَا
مَع أَنَّهَا ثَلَاثَة أَيَّام إِلَا أَنَّه لَم يَتَبَقَّى بِهَا شَيْئ
وَلَكِن الْهَم كَافرْ
رَق قَلْبُه عَلَيْهَا عِنْدَمَا بَات يَتَذَكَّر كَيْفَمَا كَانَت وَرْدَة مُتَفْتَحُه
وَكَيْف أَصْبَحْت ذَابِلَه مَيِّتَه
أَبْعَد يَدَه وَجَلَس أَمَامَهَا
طَارِق : تَأَكَّدِي حَتَّى لَو ذَبَحْتُك بِيْدِيْنِي فَهُو مِن حُبِّي لَك وَخَوْفِي عَلَيْك
رَاح آَخِذُك لِأَحْسَن مُسْتَشْفَى يُعَالجُونَك نَفْسِيّا وَجَسَدِيَّا
وَيَخِلُونَك تَرْجِعِيْن دَلَّوْعَة الْبَيْت
أَنْهَار لَم تَتَفَوَّه بِكَلَّمَه وَلَكِن نَكَّسَت
رَأْسَهَا وَبَاتَت دُمُوْعُه تنحدرْ مُبَاشِره عَلَى ذَاك
الْغِطَاء الْأَبْيَض أَخَذَهَا طَارِق بَيْن كَفَّيْه وضمها لصدرهْ
أَخْبَرَهَا بِأَنَّه لَم يَسْتَطِع الْنَوْم البارحة إِلَا فِي سَرِيْرِهَا
فَزَّوَايَا الْبَيْت كُلَّهَا تَفْتَقِد صُرَاخِهَا
وَجُنُوْنُهَا وسَهَرَاتِهَا إِلَى سَاعَات الْصَّبَاح الْأُوْلَى
قَبْلِهَا عَلَى جَبِيْنُهَا وَطُلِب مِنْهَا
أَن تَتَأَهَّب وَتَرْتَدِي المَلَابِس وَالْعَبَاءَة الْلَّتِي أَتَى لَهَا بِهَا
فلمْ يعدْ هنالك متسعْ من الوقتْ
خَرَج هُو وَالْدُّكْتُوْرَة سَنَاء يَنْتَظِرُوْنَهَا
أَنْهَار بَاتَت مُخْتَلِفَه تَمَامَا
لاتَتَحْدّث وَلاتُعَقّب وَلَكِن نَظَرَاتُهَا وَحْدَهَا كَفِيْلُه أَن تُخْبِرَك بِمَا يَدُوْر بِدَاخِلِهَا
نَهَضَت مِن سَرِيْرِهَا
وَتَوَجَّهْت إِلَى دَوْرَة الْمِيَاة قَامَت بِغَسْل وَجْهِهَا وُتَمْشِيْط شَعْرَهَا
وَمَن ثُم لَبِس المَلَابِس الْلَّتِي أَتَى بِهَا طَارِق
بَعْدَمَا لُمْت تِلْك الْكُتُب الْلَّتِي أَعْطَتْهَا إِيَّاهَا الدُّكْتُوْرَة سَنَاء
وأرتدت العباءة بَاتَت جَاهِزَه

طَارِق : دُكْتُورَة سَنَاء شُكْرَا عَلَى كُل شَيْئ
الدُّكْتُوْرَة سَنَاء : لَاشْكّر عَلَى وَاجِب
طَارِق: مُمْكِن أَسْتَئْذِنّك وَآَخُذ رَقْمِك
لِأَنِّي مُمْكِن أَحْتَاج مَشْوَرَتِك فِي بَعْض الْأُمُور
الدُّكْتُوْرَة : أُعْذَرْنِي وَالْلَّه بَس زَوْجِي مايُقَبَل
مَع أَنَّه دُكْتُور مِثْلِي ويعرف طَبِيْعَة الْعَمَل وُعَلَاقَاتِه
لَكِن عَاد الشَّكْوَى لِلَّه
بَس لَو أظْطَرَيت رَقْمِي عِنْد أَنْهَار!
إِن طَارِق هُو مِن أَنْهَار حَقّا
أَنْهَى أُجَرَائَات الخُروجْ وخرج هو وأنهارْ
ما أن ركبت إَلا وقام بتشغيْل السيْ الدي
اللذي لطالما أحبته أنهار
بو نورةْ وليت ربي ماكتبْ لحظة وداعْ
تَوَجَّه لِلْمَنْزِل
حَمْل الأُمَتِّعَه وَأَخَذ وَرَد وَلُجَيْن وَالْخَادِمّة
وَمَضَى إِلَى شقة الْشَّهْد لِيَتَوَجَّه بَعْدَهَا لِلْمَطَار ..!



كـ/ـ حـُلمْ إِبْلِيْس بـ/ـ الْجَنَّة
لَن تَرْحَل مِن قَلْبِي مُهِمَّا فَعَلْت
صَحَا خَالِد وَتَوَجَّه مُبَاشَرَة لِأَخْذ دَّوَش وَمَن ثُم أَرْتَدَى تِلْك الْبِدْلَة
وَخَرَج مُسْرِعَا بَعْد أَن تُعَطِّر عَلَى عَجَل وَأَرْتَدَى حِذَاءَه
حَتَّى وَلَكُم يُكَمِّل أَدْخَالُه بِرِجْلِه
الْمُهَم أَن يَخْرُج بِسُرْعَة فَقَلْبُه يَكَاد يَنْفَطِر
وُصِل إِلَا سَيّارَتَه لِيُخْرْجْوَالُه مِن جَيْبِه وَيَتَّصِل
خَالِد : صَبَاحَك غَيْر
أَمَانِي : صَبَاح الْجُوْرِي وَالَياسَمِين
خَالِد: أَشَتَقَت لَك أَشَتَقَت لَك مَوْت مَوْت مَوْت
أَمَانِي : وَأَنَا بَعْد
خَالِد : نَبِي نَطْلُع الْيَوْم
أَمَانِي : لَا مَايَنْفَع
خَالِد : لِيَه طَيِّب مَّو تَقُوْلِيْن مَتَى مَابْغِيْت أَبَد
أَمَانِي : أَي بَس مَرَّه الْيَوْم مَحَيُوْسا نْخَلِّيهَا بُكْرَه وِش رَايَك ؟
خَالِد : أَوْك حَبِيْبَتِي
أَمَانِي : وَيَن رَايِح ؟
خَالِد : لِلْدَّوَام يّاقَلَّبَي
أَمَانِي : طَيِّب أَنَا لَازِم أَسْكَر فِي خَط جَايْنِي بِس أَخَلُّص بِدِق عَلَيْك
خَالِد : مِيِن الَّلِي يُدَق عَلَيْك .؟
أَمَانِي : صَدِيْقَتِي الْلِي الْيَوْم أَنَا مَحْيَوَسَه عَشَانُهَا
خَالِد : لِيَه وَش عِنْدَكُم ؟
أَمَانِي : تَحْقِيْق هُو بَس يَلّا بَجَاوُب لِأَنِّي أَنَا أَبِي أَجَاوُب عُرْسِهَا الْيَوْم
خَالِد : طَيِّب أَنْتَظِرُك
أَمَانِي : طَيِّب
..
أَمَانِي : هَلْا رَيَّان وَاي خَوِيّك هَذَا عِلَّه عِلَّه
رَيَّان : وَالْلَّه وَطَاح وَمَحِدِن سَمَا عَلَيْه
أَمَانِي : تَرَا مُّنِيْب نَاقَصَّتِه مَتَى الْتَرْقَيِه بُتِجَي ؟
رَيَّان : فَتْرَة بَسِيْطَة بَس تَحْمِلِي شُوَي
أَمَانِي : مَتَى بتِمَرَنِي الْيَوْم .؟؟
رَيَّان : عَلَى الْمَغْرِب كَذَا
أَمَانِي : خَلَاص أَوْك أَنْتَظِرُك مَّو تَتَأَخَّر
رَيَّان : لَا مُّنِيْب مُتَأَخِّر أَحَد يَتَأَخَّر عَلَى أَمُوْن بَس حُطِّي بِبَالِك أَنِّي بِسَهَر عِنْدَك
أَمَانِي : طَيِّب يَلَا خَلِّنِي أَرُوْح أُكَلِّم هِالْغَبي
رَيَّان : خَلِّيَه يَنْقَلِع
أَمَانِي : يَنْقَلِع يَنْقَلِع وَش وْرَانَا هُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهُهِهَه
..
وُصِل طَارِق لَشُّقَّة الْشَّهْد
طَارِق : بَنَات أبدْخّل أُعْطِي شُهُوْد شَيْئ وَرَاجَع بِسُرْعَه
لُجَيْن : يَارَبِّيَه يَا طَارِق يَلَا بِسُرْعَه لايَرُّوح الْوَقْت
وَرَد : مِن جَد بِسُرْعَه
لُجَيْن : أَنْهَار تَكَلَّمِي أَنْتِي عَشَان يَسْمَع مِنْك
أَنْهَار : خَلّوْه يَاخُذ رَاحَتِه شِدَعّوِه لَاقَالُوا عَشَر بِتْطِير عَشَر أَحْسَبُوْهَا لِلْعَصْر
وَرَد: الْلَّه أَكْبَر أَنْهَار نَطَقَت نَطَقَت
لُجَيْن : مابُغْيَّتِي مِن مَسَاع نَسَوِلْف ونُنُكَت
وَأَنْتَي بِالْعَه الْعَافِيَه هَف مِنْك مُوَب حُلْو عَلَيْك الْثِّقْل
أَنْهَار : أَدْرِي
طَارِق : يَلَا يِبَنَات دَقَايِق وَجِاي
أُبَوْصِل الْخَدَامَة وَاعْطِيُّهَا الْغَرَض وَرَاجَع أَقْفَلَوَا الْبَاب
..
طَارِق كَان يَمْشِي وَالْخَادِمّة خَلْفِه
وُصِل إِلَى بَاب شُقَّة شَهِد وَبَات يَطْرُق الْبَاب
شَهِد : هَلْا وَالْلَّه حَيَّاك أَدْخُل أَدْخُل
طَارِق : مَافِي وَقْت سَوِيَّتِي الْلِي قُلْت لَك عَلَيْه
شَهِد : أَقَا عَلَيْك
طَارِق : هَا وَش سَوِيَّتِي ؟
شَهِد : أَشُوف وَخَر شُوَي خِل الْحُرْمَة تُدْخِل أُدْخُلِي أُدْخُلِي
طَارِق : يُوَه خِلِّي الْخَدَّامَه عَلَى جَنْب اتَكَلْمّي بِسُرْعَه
شَهِد : أَبَد أَمْس هُو عَلَى طُول طَلَع مِن الْحَمَّام وأنسِدح بْيْنَام
طَارِق : إِيْوَه
شَهِد: طُوِّل الْلَّيْل وَأَنَا مَاسِكَة الْجَوَال وَأَلَعِب
وَكُل مَاقَالِي وَش تِسْوَيْن قُلْت أَكْتُب رِسَالَه
طَارِق : مُمْتَاز
شَهِد : بَعْدَهَا عَصَب قَالِي أَرْمِي هِالِجَوَال لَا أَكْسِرُه
طَارِق : مُمْتَاز وَهَذَا الْشَرِيحَه وَالْجَهَاز عِنْدَك رْوِينِي شَطَارْتَك
شَهِد : أُوْكِي طَمَنَي عَلَى أَنْهَار
طَارِق : لاتَخَافِين عَلَيْهَا أَنَا مَعَهَا
شَهِد : بَس أَجَل مُطَمَّنَه
طَارِق : يَلَا أَمَّنْتُك الْلَّه
شَهِد : فِي حِفْظ الْلَّه
شَهِد وَدَعَت طَارِق وَأُغْلِقَت الْبَاب
وَعَلَى وجَنَتَآي .. أَلِّف أَلِّف دَمَّعَهـ ..!



فِي الْغِيَاب..
تَخْتَفِي مِبُآهج الْحَيَاة،
فَكُل مَاكَان جَمِيْلَا بِهِم وَمَعَهُم..
يَخْتَفِي!
فِي الْغِيَاب..
تَفْقِد الْسَّاعَة حَرَكَتِهَا،
فَتَمْضِي بَطِيْئَة..مُتَثَاقِلَة كَسُلَحْفَاة!
فِي الْغِيَاب..
يَفْقِد الْشِّعْر مَعْنَاه، فَيَغْدُو كَلِمَات مُتَقَاطِعَة بِلَا مَعْنَى
وَلَا وَزْن وَلاقَافِيّة!
فِي الْغِيَاب..تَفْقِد الْأَغَانِي: الْأَلْحَان
وَحَتَّى الْكَلِمَات.
فَلَا يَبْقَى مِنْهَا سِوَى تَرَانِيْم مُخْتَلِفَة تَمَامَا
عَن تِلْك الَّتِي سَمِعْنَاهَا مَعَهُم ذَات حُب..
لـ تُصْبِح أَشْبَه بِمُوْسِيْقَى جَنَائَزِية حَزِيْنَة، تَصْرُخ بِالْمَوْت..!
أَجْتَمِع الْنِّسْوَة فِي بَيْت أُم عَبْدِاللّه
مَع أَنَّهُم قَد حَضَرَوْا لِتَّقْدِيْم الْمُوَاسَاة
وَلَكِنَّهُم كَانُو أَبْعَد مَايَكُونُوا عَنْهَا
أَتَوْا لِّيُرَوْا أَيْن وَقَعَت جَرِيْمَة الْقَتْل وَكَيْف وَمَن كَان الْقَاتِل وَلَم
مَهَا وَلَمَّا أَخْبَرُوْهُم بِأَن الْقَاتِل
كانَ أَحَد الْجِيْرَان الْمَأَجِرِين لِأَحَد الْبُيُوْت القَريبةْ
وَهُو مِن الْعَمَالَة الوافدة
عَلَى عِلَاقَة بِالْخَادِمِه فْتُوَاطئ مَعَهَا
،
حُمِّلُوا أَجْزَاء الْقُرْآَن بَيْن أَيْدِيَهِم
وَلَكِن هُم لايَقْرَأُون بل يَحْمِلُوْنَهَا شَكْلِا فَقَط
يَقْرَأُوْن آِيِه وَيَتَوَقَّفُون
فأَحَادِيْثَهُم الجانبيةْ تقطع صفو القراءةْ
تَطَوَّرَت الْمَسْأَلَة شيئَا فشيئَا
وَبَاتَت تَصِل لِلْضَّحِك وَالَأَسْتَّهْتَار
مَهَا : لَو سَمَحْتُوا بنّشَغّل الْقُرْآَن يَالَيْت شُوَيَّة هُدَوَء
بِمَا : وَش جَايْبْتُن أَنْتِي
مَهَا : جايبه ستريوا أبشغل قرآن
خِل يَنَّطَّمُون وَوَجَع
محَنَا بِعِزَّا أَسْتِعْرَاض عَبَايَات
وَلَبِس وَّعُطُوْرَات
لَا وَكُل وَحْدَه جَايَّة حَاطْتُن لِي مِيْك أَب مِصُوفّرْن بِهَا
وَقَلُوس أَبْيَض يِنْقَال أَلْحِيَن مَتَأَثَرّه يعنيْ
أْبِحط مَاهِر الْمِّعّيقّلّي وَكَاد يُهَجِدُون عَمَى بِشَكْلِهِم
لِمَا : صادقه جَايِّيْن يَسُوْلِفُوْن وَيَضْحَكُوْن وَيَاكُلُوْن
مَهَا : أَي وَحَدَّه حَمْارَّة تَقُوْل لِي وَرَا شَاهِيْكُم حَالِي
رُوْحِي رُوْحِي سِوَي شَاهِي سَنَع يَامَال الْمَاحِي
لِمَا :حِنّا الْغَلَط مَنَنَّا لِيَه نُحِط لَهُم شَاهِي وَقَهْوَة وَغَدَا وَعَشّا مايستَاهلونْ
مَهَا : أَنَا طَفَشَت مِن أُعَادَة الْأُسْطُوَانَة
وَيَن أُمِّك وّشْلّوُن أنْقَتَلت جِدَتِك
لِمَا : أَنَا خَايْفِه عَلَى أُمِّي
كُل مَن سُئِل عَنْهَا وَقُلْت لَه تِعْبَانِه أَنُصَفِّق قَلْبِه عَليها
مَهَا : أتوقع كلن يدريْ أنها مسكونهْ
لِمَا : كَيْف عَرَفَتِي طَيِّب ؟
مَهَا : لِأَنَّهُم يردون ويقولون
إِي عَاد الْرَّوْعَة شَيْنَه أقروا عليهاَ
لِمَا : آَهَا
لِمَا : أَنَا مُّنِيْب قَاعِدَه هُنَا أَبَرّجَع مَعَهَا أصلا
مَهَا : لَا لَا لْمَوي وَالْلَّه قَلْبِي بِيُوْقِف هُنَاك
لِمَا : بَس تِجَي الْسَّاعَه عَشْرَة أَبَرّجَع بَيْتِنَا
مَهَا : بَيْت الْرُّعْب وَالْأَشْبَاح طِسّي لَه لِحَالِك
لِمَا : لِاتُحاوَّلِين تَخرُّعَيْنِي لِأَنِّي رَاجِعَه رَاجِعَه
مَهَا : أَنَا بِرُوْح بَيْت خَالِي عَبْدِاللّه
لِمَا : أَنْتِي ماتُطِيَقِين زَوْجَتِه
ومارْاح تَتَحَمَّلِيْن أُسْلُوبِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا
مَهَا : وَالْلَّه وُدِّي خَذَتْهُا وَلُيِّنَت عِظَامِهَا بخَيْزُرَانَة
مُنَقَّعه مِن شَهْر بُخْل وَمُلِح
لِمَا : أَسْتَغْفِر الْلَّه وَش فِيْهَا بَعْد
مَهَا : لَابِسَه بَنْطَلُون فِي عِزّا مَاتَسْتِحِين الله ياخذهَا
لَا وَكُل مَن سُئِل عَن أُمِّي
قَالَت يَاي مُش قَادِرا أَوْصَف لَكُم الْحَال الْلَّي هِي فِيْه
مُرّا مُرّا تخررَرّع أَدْعُوْا لَهَا
لِمَا : وَتَبَيَّن تْرُوْحِيْن بَيْتِهَا أَقُوْل أهَجْدي
مَهَا : تَدْرِيْن شُتَقُوّل الْخَدَامَة لِأَبَوَي بالسيارة وَحِنَّا جَايِّيْن لِلْعَزَا؟
لِمَا : وَش قَالَت .؟
مَهَا : تَقُوْل كُل مَاصِحَت مِن الْنَّوْم تَلْقَى سِكِّيْن مُعَلَّقَه بِالْسَّقْف
لِمَا : قَوْلِي لَهَا أَحْمَدِي رَبِّك ماشَفَتِي غَيْر سِكِّيْن
مَهَا : غَيْرُك شَافُوَهُم يَرْقُصُوْن ويضحكونْ
،
عِنَدَمّا خَرَج أَبُو لِمَا مَع عَبْدِاللّه مِن تِلْك الْمَقْبَرَة
حَاوَل أَن يُوَاسِيْه وَيَهْدَأ مِن رَوْعِه
وَلَكِن كُلَّمَا أَزْدَاد أَبُو لِمَا نُصْحَا لَه
أَزْدَاد هُو بُكَاء
كَان صَوْتُه وَشَكْلِه وَدَمْعَاتِه تُقَطَّع الْقُلُب
أَبُو لِمَا : عَبْدِاللّه لِلَّه مَا أَخَذ وَلِلَّه مَا أَعْطَى لِيَه هَالأُنْكِسَار هَذَا يَوْمَهَا
عَلَى الْعُمُوْم لَازِم أَنْت تَرُوْح تَسْتَقْبِل الْرِّجَال الْلِي جَايِّيْن يُعَزَّوْن
وَأَنَا بِرُوْح لِأُم لِمَا بِالْشَّيْخ وَالْحُلْو أَن الْبَنَات وَالْخُدَّامِه مَهُوْب فِيْه
عَبْدِاللّه : أُخْتِي لِلْحَيْن تِعْبَانِه ؟
أَبوَلَما : تِعْبَانِه ومَتْعَبَتِنا مَاعَاد نَقْدِر نَجْلِس بِالْبَيْت دَقِيْقَه
عَبْدِاللّه : قَالَت لِي مَهَا عَلَى السوالِيف الْلِي تَصِيْر الْلَّه يُعِيْنَكُم
أَبُو لِمَا : أَمْسَح دُمُوعِك هاللحين وَهُوِّن عَلَى نَفْسِك وَهَذَا يَوْمَهَا
لَن تَفْهَم يَا أَبُو لِمَا مِالِلَّذِي يَشْعُر بِه عَبْدُالْلَّه
بِكُل بَسَاطَه لِأَنَّك تَجْهَل الْسَّبَب الْحَقِيْقِي
و تَقَلَّبَت أوُجَآعَه عَلَى مَد تِلْك الَدُمعَآت فِي حَنَايَاه ..!!




أَبُو لِمَا ذَهَب لِلْمَسْجِد لِيَلْتَقِي بِالْشَّيْخ
وَلَكِنَّه لَم يَجِدْه سُئِل الْجَمِيْع إِن كَان هُنَالِك أَحَد يَعْرِف أَيْن بَيْتِه
وَلَكِن أَخْبِرُوْه أَن بَيْتِه قَرِيْبا مِّن هُنَا وَلَكِن لَايُدِّلُونَه
شُكْرَهُم بِلَبَاقَه
وَتَوَجَّه إِلَى سَيّارَتَه قَاصِدا مَنْزِلِه
لِيَتَفَقَّد زَوْجَتِه فَهُم مِن قَرَابَة الثَّلَاث سَاعَات تَرَكُوْهَا
دَخَل الْمَنْزِل وَهُو يَقْرَأ عَلَى نَفْسِه وَيَسْتَعِيْذ بِاللَّه مِن شُرُوْرِهِم
كَان يُحَاوِل أَن يَسْمَع أَي صَوْت لِأُم لِمَا
لِيُعَرِّف إِن كَانَت بِخَيْر وَيُخْرِج بِسُرْعَه
فَهُو لَايَوَّد الْصُّعُوُد لَهَا أَو الْأَقْترِاب مِنْهَا نِهَائِيّا
وَلَكِن الْهُدُوء الْلَّذِي يَعُم أَرْجَاء الْمَنْزِل
يظطرُه أَن يَسيَتَعِين بِالْلَّه
وَيَصْعَد تِلْك الْدَّرَجَات فَهُو مُجْبَر عَلَى ذَالِك
فِي كُل عَتَبَه يَخْطُوَهَا يَقِف قَرَابَة الْخَمْس دَقَائِق
يُرَدِّد سُوْرَة الْفَلَق وَالْنَّاس
وَيَدَّعِي الْلَّه أَن تَكُوْن أُم لِمَا طَبِيْعِيَه
فَلَا عُيُوْن مُتَقَلَّبَه
وَلَا صَوْت أَجَش
وَلَا نَظَرَات حَاقِدَه
وَلاتَهْدِيد وَوَعَيْد
وُصِل إِلَا غُرْفَتِهَا
وَقَام بِفَتْح الْبَاب بِكُل هُدُوْء
وَأَخَذ يُسْتَكْشَف حَال الْغُرْفَة
يَنْظُر إِلَّا زَوَايَاهَا وَسَقْفَهَا لِيَتَأَكَّد أَن الْوَضْع مُطْمَئِن
نَظَر إِلَى الْسَّرِيْر وَأَطَال الْنَّظَر
إِن هُنَالِك شَيْئا غَرِيْبَا
أَقْتَرِب إِلَا وَأَكْتَشِف أَن أُم لِمَا لَيْسَت فِي سَرِيْرِهَا
إِذَن لَمَا الْسَّرِيْر يُوْحِي بِأَن
هُنَالِك مَن يَجْلِس فِيْه
تَوَقَّف قَلْبِه لَثَّوَانِي فَقَد خَشِي عَلَى نَفْسِه مِن تَهْدِيِّدَاتِهَا
تُرَى هَل سَتَقْتُلُنِي .؟
بَات يُنَادِيْهَا وَلَكِن صَوْتَه لَايَظْهَر حَتَّى
فَالْخَوْف الْلَّذِي يَسْكُن دَاخِلَه
مَنَع أَحْبَالِه الْصَّوْتِيَّه مِن الْعَمَل بِشَكْل طَبِيْعِي
بَات يَتَفَقَّدُهَا هُنَا وَهُنَاك وَلَكِن لَا أَثَر لَهَا
هَوَى عَلَى الْأَرْض وَهُو يُشْعِر بِأَن الْدُّنْيَا بَاتَت سَوَادا فِي سَوَاد
وَإِن قُدْرَتِه عَلَى الأَحْتِمَال قَد أَنْتَهَت أَنْتَهَت أَنْتَهَت
بُرّهَه إِلَا وَسَمِع ضَحَكَات وَقَهْقَهَات أَم لِمَا تَزْدَاد
!
مُحَمَّد قِطَع عَلَى نَفْسِه أَن يُؤْذِي لِمَا
بِكُل الْطُّرُق الْمَشُرُوعُه وَالْغِيَر مَشْرُوْعِه
وَأَعْتَقِد أَن طَارِق سَيُطَلِّقُهَا مَا أَن يُرْسِل لَه صَوِّرْهَا عَارِيْه
وَلَكِن حَتَّى الْآَن لَا تُوْجَد أَيَّة بَوَادِر لِلْطَّلَاق
فَلَم تُخْبِرْه أُمُّه بِأَمْر كَهَذَا
قَام بِالْنُّزُوْل مِن الْطَّابِق الْعُلْوِي
لِيَجِد أُمُّه وَأَبَاه يَتَبَادَلُوْن أَطْرَاف الْحَدِيْث
أَم مُحَمَّد : تَرَى أَجَلَنَا عُرْسِك
مُحَمَّد : نَعَم أَجلِتُوا عِرْسِي وَلِيِّه إِن شَاء الْلَّه ؟
أَبُو مُحَمَّد : أَم زَوْجَة عَمِّك مَقْتُوْلُه وَتَبَيَّنَا نُّسَوِّي الْعُرْس مْعَصِّي
مُحَمَّد : أَي عَم ؟
أَبُو مُحَمَّد : أَبُو لِمَا
مُحَمَّد : وَأَنَا وَش دَخَلَنِي فِيْهِم عِرْسِي يُتِم يَعْنِي يُتِم
أَبُو مُحَمَّد : مَاعَاش مَن يَكْسِر كَلِمَتِي
وَيْلَا أَنُقلَع عَن وَجْهِي
وَلاتِخَلِيْنِي أَقُوْل لَك خُذْهَا وَأنقلع سَافِر
مُحَمَّد : يَوووووه وَش هَالْحَالُه الْوَاحِد مايَستَانِس أَبَد
ثَانِيا أَنَا أَصَلَا مُتَبَرِي مَن عَمِي وَبَنَاتِه
أَبُو مُحَمَّد : يَالَلَي مَاتَسْتْحي عَلَى وَجْهِك أَيّا الْنَّذْل
أَم مُحَمَّد : يَاخُسَارَة تَرْبِيَتَي فِيْك
مُحَمَّد : أَي بَنَاتِه صايْعَات ضَايْعَات
رُوَحُوَا شَوُّفَوُّا صُوَرَهَم عَلَى الّيُوتيُوب وَالِفِيْس بُوْك
أَنَا مَاعِنْدِي أَسْتِعْدَاد يَتَأَجَّل زَوَاجِي عَشَان هَالمُنَحْلَات
وَإِذَا مَنْتُوْا مُصَدِّقِيْنِي هَاللِحِين أُجِيْب لَكُم الْصُّوَر وَالْمَقَاطِع
وتْشُوفُون بَنَات عَمِّي الْشَّرِيِفَات وَش مَسَّوِيّات ..!
وَمَا أَن رَّأَى أَبَاه قَد بَدَأ يُزَمْجِر
إِلَا وَأَقْسَم أَن يُرِيَه الْأَدِلَّه
فَقَام بِالْصُّعُوُد لِغُرْفَتِه وَأَنْزَل لَهُم لَاب تَّوْبَه الْصَّغِيْر
وَقَام بِعَرَض لَهُم ذَاك الْمَقْطَع الْلَّذِي صَنَعَه هُو بِنَفْسِه
وَقَام بِتَنْزِيْلِه فِي أَشْهُر الْمَوَاقِع وَلَكِنَّك مِسْكِيْن يَا مُحَمَّد
لَاتَدْرِي أَن هَذَا الْمَقْطَع سَيَكُوْن وَحْدَه دَلِيْلا لإِدَانَتك



عِنْدَمَا تُحِب مَن لَايَسْتَحِق الْحُب ..
بَل حَتَّى لَايَسْتَحِق حِكَايَة عِشْق تُقَص عَلَيْه ..
لـ يَتَخَيَّل أَنَّه طَرَفَا بِهَا ..

تَكُن : ذَا حَقِيْقَة ً قَاسِيَّه وَحَيَاة ٍ خَاسِرَهـ ..
وَقْتِهَا تَأْخُذ بـ حَيَاتِك مُنْعَطَفَا أَلِيْمِا قَد تُلُقِّي بِنَفْسِك فِيْه إِلَى التُهْلْكَه ..
شَهِد كَانَت تَوَد أَن تَتَّصِل كُل دَقِيْقَة وَثَانِيَة بِزَوْجِهَا
لِأَنَّهَا مُدْرِكُه هُو مَاذَا يَفْعَل الْآَن
قَامَت بِالأَتِّصَال مِن الْشَّرِيحَة الْلَّتِي أَعْطَاهَا إِيَّاهَا طَارِق عَلَى رَّقْمِهْا
لِتُدَّوْن الْرَّقْم عِنْدَهَا
فَقَامَت بِتَدْوِيْن الْأَسْم بـ رُوْح الْرُّوْحِي
وَقَامَت بِالأَتِّصَال عَلَى الْرَّقْم وَتَرَكْتُه مَفْتُوْحَا كَمَا أَوْصَاهَا طَارِق
خَالِد أَتَّصِل مِرَارا وَتَكْرَارا عَلَى جِوَال الْشَّهْد وَلَكِن الْخَط مَشْغُوْل أَو أُنَتِظَار
أَتَّصِل بع محاولاته اللتي بائت بالفشل عَلَى الْشُقَّه فَرَدَّت شَهِد
خَالِد : أُلُو شَهِد وِش فِي خَطَّك مَشْغُوْل مِنُّو قَاعِدَه تَكَلَّمِيْن مِن عَشْر دَقَايِق
تَصَبَّبْت الْشَّهْد عَرَقَا عِنَدَمّا سُمِعَت صَوْت خَالِد
فَتَظَاهَرْت أَن هُنَالِك أَحَدا تُهَاتِفُه وَإِلَا فَالخُطُه ذَهَبَت فِي الْهَبَاء
شَهِد : أَيَوَا حَبِيْبَتِي ثَوَانِي بَس زَوْجِي دَاق عَلَى الْبَيْت
أَبكَلْمِه وَأَرْجِع أُكَلِّمُك أَوْك .؟
أَيَوَا خَالِد هَلْا يّاقَلَّبَي وِش فِيّك سَم ؟
خَالِد : عَشَر دَقَايِق وَأَنَا أُكَلِّمُك وَأِنْتِظَار وَلَا بِيِّزِي يَعْنِي مَاتِشُوَفِين رَقْمِي ؟
شَهِد : أَو حَبِيْبِي قَاعِدَه أُكَلِّم ومُنْسْجَمِه مَرَّه آَمُر وِش فِيّك .؟
خَالِد : مِنُّو قَاعِدَه تَكَلَّمِيْن .؟
شَهِد : صَدِيْقَتِي مَاتَعَرُفَهَا وِش فِيّك ؟
خَالِد : لَاتَحْسَبِيْنِي بِالْغَدَا مِنْب جَاي
شَهِد : خَلَاص أَوْك بِاي
شَهِد كَانَت تَوَد الْصُّرَاخ بِوَجْهِه وَتَسَئِلَّه
مَع مَن وَلِم وَلِأَوَّل مَرَّه سَتْتَغِدَى بَعِيْدا عَنِّي
وَلَكِنَّهَا طَالبَة مُجِيْبَه تَسْمَع وَتُنَفَّذ
..
خَالِد أَعَاد الأَتِّصَال عَلَى تِلْك الْأَمَانِي
أَمَانِي : هَلْا حَبِيْبِي هَا بُتِجَي عِنْدِي .؟
خَالِد : أَيُّه أَبِجَيِّب غَدا وبجيك بِبَيْتِكُم
أَمَانِي : أَوْك أَنْتَظِرُك عَلَى أَحَر مِن الْجَمْر
..!
ذَهَب خَالِد لِمَطْعَم شِيْلّز وَقَام بِالْنَّظَر بِسُرْعَة لَقَائِمَة الْطَّعَام
وَطَلَب خَمْسَة أَصْنَاف مُنَوَّعَه
وَحَمَلَهَا بِسُرْعَة بَيْن يَدَيْه ذَاهِبا لِمَنْزِل أَمَانِي
وَمَا أَن وَصَل إِلّا وَوَقَف عِنْد الْبَاب يَنْظُر هُنَا وَهُنَاك
الْأَبْوَاب كَبِيْرَة جِدّا ومُتَقَارِبِه وَلَكِن هُنَالِك بَاب قَد أَنْزَوَى وَحْدَه
وَمَا أَن وَجَدَه مَفْتُوْح إِلَا وَأَيْقَن بِأَن أَمَانِي هِي مِن تَرِكَتِه لَه
تَأَكَّد أَنَّه لَا أَحَد
أَبْعَد الْسَّيَّارَة وَوَضَعَهَا عِنْد بَاب الْفِيَلَا الْمُقَابَلَه
وحَمْل الْأَكْل بِيَدَيْه وَلَم يَنْسَى الْبِيْبْسِي وَالْبِيْرِه
وَأَغْلِق الْسَّيَّارَة وَدَخَل بِسُرْعَه
وَمَا أَن رَفَع رَأْسَه إِلَا وَوَجَد تِلْك الْأَمَانِي بِوَجْهِه
نَظَر إِلَيْهَا فَوَقَعَت تِلْك الْأَكْيَاس مِن بَيْن يَدَيْه
إِنَّك جَمِيْلَه جَمِيْلَه
مَع أَنَّهَا تَرْتَدِي فُسْتَان أَسْوَد بَسِيْط جِدّا وَتَرْفَع شَعْرَهَا كُلَّه
وَوَجْهَا يَخْلُو مِن كُل الْمَسَاحِيْق التَجْمِيَلَيْه
إِلَّا أَنَّهَا كَانَت مُذْهِلَه بِمَعْنَى الْكَلِمَة
دَلَّتْه عَلَى تِلْك الْعَتَبَات لِيُصَلُّوا إِلَى الدَّوْر الْخَاص بِهَا
لَقَد كَان بَيْتِهِم مِن الْبُيُوْت الْفَخْمَة جَدَّا
خَالِد : أَمَانِي أَنْتِي مِن بَنَتْه .؟
أَمَانِي : وَش يِهِمِّك فِيْه ؟
خَالِد : أَنْتِي مِن الْطَّبَقَه الَرَاقِيَّه وَمَو أَي رَقِي
أَمَانِي : مَاجَبْت شَيْئ جَدِيْد
خَالِد : وَش أَسْم أَبُوْك طيب ترا شكله موب غريب علي .؟
أَمَانِي : أُحِبُّك وأترك هالسواليف الماصخه
يَلَا خَلَّيْنَا نَتَغَدَّى أَنَا مُرّا مُرّا مُرّا جُوَعَانَه
خَالِد قَام بِتَجْهِيز الْأَكْل مَعَهَا عندما شعر أنها تتهرب من الإجابه
وَوَضَعَ الأكل عَلَى الطَاوِلَة
كَانَت هِي مَن تَتَقَرَّب مِنْه دَوْمَا
وَهْو يُحَاوِل أَن يَمَسَّك زمام الأمور ولايتهور مطلقا
خُصُوْصا عِنْدَمَا أَدْرَك أَن هُنَالِك طَرَف ثَالِث مَعَهُم أَلَا وَهِي الْخَادِمَة
جَلِسُو مُتَقَابِلِيْن عَلَى تِلْك الْطَاوِلَة
يَنْظُر إِلَيْهَا وَتَنْظُر إِلَيْه
خَالِد : يُوْوْوُه أَنْتِي مَجْنُوْنَة
أَمَانِي : بِحُبِّك بَس
خَالِد : وَرَا ماتِخِلِين الْخَدَامَة تَنْقَلِع عَن وَجْهِنَا شُوَي
أَمَانِي : هَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَه مَاعَلَيْك مِنْهَا
خُذ رَاحَتَك بكل مَاتَبَي وَتَشْتَهِي لَاتَهُمُّك
خَالِد : مَا أَعْرِف أَنَا تَعَمَّدَت مَايَكُوْن لِقَانَا بِمَطْعَم عَشَان آَخِذ رَاحَتِي
أَمَانِي : طَيِّب مَايِلَو فِي رُوْح بَيْت كَبِيْر إِذَا يَبْغِى أَنَا يُنَادِي
هَزَّت بِرَأْسِهَا تِلْك الْخَادِمَة وَخَرَجْت
وَمَا أَن خَرَجْت إِلَّا وَتَنَفَّس خَالِد تَنَفَّس الْصُّعَدَاء
تُجَرِّئ خَالِد كَثِيْرا عَلَى تِلْك الْأَمَانِي
رُبَّمَا الْفَيْلَم الْرُّوْمَانُسِي
الْلَّذِي شَاهَدُوْه بَعْد الْغَدَاء كَان لَه دَوْر كَبِيْر
فَأبْتَدأ الْفَيْلَم عِنْد شَاشَة التِّلْفَاز
وَأِنْتَهَى الْفَيْلَم الْحَقِيقِي بِغُرْفَة تِلْك الْأَمَانِي ..!



..
و..

.. إُستُنِزفتَ كُل مشَاعري معكَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق